إجابات مواطن كردي لأسئلة السيد (خالد علي)

بقلم : عبدالرحمن يزدان

لقد استوقفني مقال للسيد خالد أحمد علي “أشتداد التنافس بين حزب يكتي وحزب البعث في الانتخابات البلدية”،هذا العنوان الناري كان لموضوع  بالغ الاهمية تناوله بجرأة السيد خالد وهي مشاركة حزب يكتي في الانتخابات البلدية واصراره على الغناء خارج السرب المتمثل ببقية أطراف الحركة الكردية والوطنية المقاطعة للإنتخابات، وهو نفس الموقف الذي كرره حزب يكتي في انتخابات مجلس الشعب وفي ظروف مماثلة ولهذا يحق للسيد خالد طرح تلك الأسئلة التي باتت بالفعل ملحة، وكذلك يحق لأي قارئ الاجابة عليها.
هنا سأورد بعض الأسئلة التي طرحها الكاتب مع بعض الأجوبة:
للمشاركة في أي عملية انتخابية ألا يجب ان يتوفر مقدار من النزاهة ولجان مراقبة محلية أو دولية؟
ان الانتخابات التي تجري في ظل الطوارئ والاحكام العرفية يغيب عنها حتما الديمقراطية المنشودة وبغياب لجان محايدة لمراقبة الانتخابات فإن الهامش الديمقراطي يصبح معدوما.

ولأن كامل الشعب السوري وليس الكردي فقط يدرك مسبقا ماهية الانتخابات التي تجري في ظل المادة الدستورية الثامنة التي تقر بقيادة البعث للدولة والمجتمع ..


-أليست المشاركة في ظل هكذا نظام هو تلميع لصورة النظام؟
بكل تأكيد إن المشاركة في هكذا ظروف في مثل هذه الانتخابات تلميع لصورة النظام بشكل أو بآخر، بل وإن النظام يستغل مثل هكذا غطاء ويبدأ بتسويق ازلامها على انهم الممثلون الشرعيون لأبناء قومهم(خلافا للواقع)  والادعاء بسيادة الديمقراطية في أجواء ( الحرية ) السائدة (في كنف الأحكام العرفية وقانون الطوارئ ..

)  .
-هل هذه الانتخابات هي الأولى لكي نمتحن بها البعث؟
ابدا ، بل هو سلوك سائد لدى البعث ، وتجربة انتخابات مجاس الشعب الاخيرة لا تزال في الذاكرة لكون الظروف متطابقة من حيث المقاطعة الكردية والعربية والاشورية بشكل واسع ، الى جانب إصرار حزب يكتي على عدم مقاطعة هذه الانتخابات أيضا حتى اصبحنا نعلم سلفا ان حزب يكتي انما يفعل هذا ليمنح النظام فرصة لتلميع صورته على الأقل.
-هل المشاركة في الانتخابات هوالهدف أم الاستفادة من فترة الدعاية الانتخابية؟
ليس هنالك أي استفادة من فترة الدعاية الانتخابية لسبب بسيط يتلخص في المقاطعة التي اعلنتها كل اطياف المعارضة السورية وليس الكردية فحسب، فما هي الفائدة من ممارسة الدعاية في وسط شعب مقاطع للانتخابات سوى المزيد من التعرية والعزلة لحزب لم يتقن سوى سلوك الاجرب وحكايته مع النبع كما ورد في الحكاية الكردية المعروفة ، مع علمنا بأنه لن يعلو صوت فوق صوت أغلبية الحركة السياسية الكردية المقاطعة .
-في جو مقاطعة المعارضة الكوردية والعربية كم شخصاً سوف يحضر مهرجانكم الخطابي؟
 كان هذا الحزب قد خرج عن قرار الحركة الكردية التي نفذت اعتصاما في دمشق  في ذكرى الاحصاء الفائت بينما اصرت على التظاهر في القامشلي ولم يلبي دعوته اكثر من مئة شخص (مع المتفرجين على التظاهرة)، وانا اقول أنهم لن يتجرأوا أصلا على اقامة اي مهرجانات او دعاية انتخابية خاصة بعد مقاطعة الجمهور لهم في اكثر من مناسبة نتيجة لخروجهم المتكرر عن قرارات الحركة الكردية .
-هل قيمتم مشاركتكم في انتخابات مجلس الشعب وما هي الانجازات التي حققتموها هناك حتى تعيدو الكّرة؟
إن المشاركة في الانتخابات السابقة كانت سلبية بكل ما في الكلمة من معنى وعلى كافة الأصعدة بالنسبة للشعب الكردي، فما هي الفائدة ولم تبلغ نسبة المشاركة في المناطق الكردية 4% وماهو الجديد الذي احدثه حزب يكتي بالإصرار على المشاركة ثم الانسحاب مع بداية اليوم الأول، وكأنها ادت المطلوب بالخروج عن الاجماع الكردي ثم الانسحاب من الانتخابات، هذا ما نفهمه من اصرار حزب يكتي هذه المرة أيضا وفي ظروف مشابهة على التفرد بخوض انتخابات عقيمة.
-هل مشاركتكم مستندة على قاعدة (خالف تعرف)؟
أهون الشر أن تكون مستندة على قاعدة خالف تعرف، واشده هو خدمة مخططات الخصم لكثرة تطبيق هذا الحزب للقاعدة حتى بات الشعب الكردي يتوجس خيفة من تصرفاتهم الاستعراضية وشعاراتهم البراقة الرخيصة .
-البرنامج الانتخابي ألا يجب أن يحظى بموافقة الاجهزة الامنية..ما هو برنامجكم؟
ليس للبرنامج الانتخابي اية أهمية في هكذا انتخابات هزيلة ومهما كان المضمون سوى احداث شرخ بين صفوف الحركة وتوريط اطراف الى جانب السلطة .
-أعلنت جبهة الخلاص وإعلان دمشق مقاطعتهما للإنتخابات بموقف مبدي وهو تغير النظام وتجاوزه مرحلة الا صلاح، فما موقفكم من النظام؟
الحقيقة ان خوض يكيتي لهذه الانتخابات لم ياتي الا لكونهم واثقون من الاطاحة بالنظام ، وهزيمته الساحقة .
-المشاركة ألا تعني وجود هامش ديمقراطي؟
إن مشاركة يكيتي في مثل هكذا انتخابات في ظل الظروف الراهنة  انما ياتي فقط للتصريح بوجود هامش ديمقراطي يوهم الراي العام الخارجي بوجود مشاركة من قبل كافة الفئات وهذه محاولة فاشلة لمنح الانتخابات صفة الديمقراطية والشرعية التي جردتها منها القوى الوطنية والكردية خاصة بمقاطعتها الواسعة ..

وختاما للسيد خالد أقول بأن الحقيقة التي ترجو معرفتها عن دوافع مشاركة يكيتي في الانتخابات قد بدأت تظهر مع انتخابات مجلس الشعب الاخيرة و تجلت بكاملها امام أعين الشعب الكردي في سوريا في الانتخابات البلدية الحالية، ويبقى السؤال هو كيف يجرؤ هذا الحزب على مواجهة الجماهير الكردية وتبرير مثل هكذا مواقف مخالفة لسياسة الحركة الكردية في سوريا، ولم تعد تنطلي هذه الالاعيب على الجماهير  .

    

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…