رسالة عاجلة إلى د. عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الاقتصاد في سوريا

إبراهيم اليوسف
dylynet@hotmail.com

لقد قرأت تصريحاتكم الأخيرة ، وليتك ما صرّحت ، وليتنا ما قرأنا تصريحاً- وعيدا ً – كهذا ،لك، أو لسواك ، وليت ما صرّحت به لا يتحقّق ، حول رفع الدعم الحكوميّ عن بعض المواد الأساسية، بالنسبة إلى مواطننا ،البائس ، كي يبدأ ذلك ب : البنزين وعلى حد قولك “زيادة أسعار المحروقات في سورية ستبدأ خلال الأسابيع المقبلة بشكل تدريجي وسيكون أولها البنزين”- انتهى كلامك ، وذلك ضمن دورة” الإجهاز” على المواطن الفقير ، من محدودي وعديمي الدخل ، أعني دورة” الغلاء” المريب ، والتآمر على لقمة المواطن، وعلاقة المواطن ببلده
ولنرى مقابل ذلك ، أنه سوف يدفع لمواطننا اثنا عشر ألف ليرة سورية ،كهبة ، أو كصدقة ، لا أدري ، بالنسبة للعائلة الواحدة ،و كبدل عن الضّحك عليه ، وسرقته، وتحويله إلى علف للناهبين، لذرّ الرّماد في الأعين ، وإسكات الألسنة عمّا يجري، وذلك بعد مجرّد أسابيع ممّا قاله سيادة الرئيس  د.

بشار الأسد رئيس الجمهورية ، مطمئناً مواطننا ، في خطاب القسم، بأنّ رفع الدعم لن يتمّ إلا “في حالة  واحدة وهي إصدا ر مجلس الأمن قرارا ًبموجب الفصل السابع، وها أن تستبق لرفعه في مبادرة غير مفهومة منك……!
د.

الدردري……!
 قبل كلّ شيء ، أحبّ أن أقول لك صارخاً ، لا مواربا ً، و لاهامساً  في أذنكً ( لأن كلّ من يوافقك على رأيك مستفيد أو جبان):
إنّني كرب ّ أسرة من زغب الحواصل، وإن كانت ربوبية أيّ أب أطفاله جائعون ناقصة وكاذبة ،سأدفع لك سنويا ًاثني عشر ألف ليرة سورية ، بدلاً عن أن تدفع لي من جيب الحكومة،المرتّق المفتّق ، شريطة أن تكفّ وحكومتك الموقّرة عن فتح باب زيادة الأسعار التي اكتوينا بألهبتها المستعرة ، وهي تنال من أرواحنا التي تكاد أن تتفحّم ، بل وكرامتنا ( بل وأية كرامة لمجوّع منهوب اللقمة ، لايحكي؟ ) وذلك في سياق صرف الأنظار عمّا يجري في ضبط الرّقابة ، وكأنّ المشكلة مع الذئاب الرقابية السارقة – ولا أقصد الشّرفاء في أيّ موقع البتّة – هذه الرّقابة التي لم تستطع طويلاً  ضبط سعر أجرة التاكسي بين أحياء المدينة، رغم كل الوعود ، والاحتجاجات، والمطالب ……….!
د.

الدردري……!
خلال أسابيع فقط ، ارتفع سعر كلّ شيء ، وبقي المواطن هو الأرخص ، بدءاً بالسكر، و الزيت، و السمن ، و الشّاي، و الفواكه، و الخضار، و اللحوم، والغاز ، والأدوية , بل الطبابة ، إلى درجة مرعبة , تقشعرّ لها الأبدان , هل تفهم معنى أن تقول لي زوجتي – مثلاً – منذ يومين فقط : اشترينا” تنكة الزيت” التي كان سعرها قبل شهر بمبلغ- 800 ل س–ب –1280 ل.

س – أي بزيادة – 380 – ليرة سورية على التنكة الواحدة , و هكذا ارتفع سعر كيلو الشاي من 180 ل.

س – إلى- 260- ل س , و ارتفع سعر كيلو الفروج من – 45ل.

س – إلى – 100 – ل س , و الصابون أصبح سعره ضعفين , و لن أتحدّث عن أسعار البطاطا ( وياعيني على البطاطا ) و البندورة، والخيار …..!
لقد شددنا الأحزمة على البطون كثيراً , نتيجة إملاقنا , و تراكمت الديون على مواطنيك البؤساء , لدرجة أن مواطناً مثلي ، لم يبق من راتبه الشهري، إلا حوالي – 2000 – ل س ، من أصل حوالي- 15000 – ألف , أسدّدها كأقساط متراكمة علي , فكيف تريدني أن أربي أبنائي , تربية صحيحة , سليمة ، و أعلمهم الطاعة التي تلقيناها ببغاوياً ….!
بل و هل ترضى – و أنا الذي أخدم منذ سبعة و عشرين عاماً بلدي , و تخرجت على يديّ أجيال من النشء ,هم الآن في كل مواقع الحياة – أن يعيش أولادك كما يعيش أولادي , أجل , لتعش و أسرتك , شهرياً – بمبلغ ألفي ليرة سورية ,  هل تقبل، هل ترضى حرمك وأولادك ؟ مع أن أوضاعي، وأمثالي ، أحسن من أوضاع كثيرين من الشارع السوري , ممن هم دون دخل نهائياً….!
أسألك – نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الاقتصاد  – و أسأل حكومتك العتيدة , من أين أتيتمونا ؟ أعني من أيّ كوكب نزلتم علينا بالبراشكوت ، وهل أنتم – حقاً – من بلدنا سوريا ، وإلا فلما لاتشعرون بما يجري في الشارع السوري، حيث الجوع الحقيقيّ ، أجل، يا سيادة نائب رئيس مجلس الوزراء ، وأيتها الحكومة، بحق دالات التصريح المرعب: في بلدكم ثمّة جوع حقيقيّ ، فهلا فكرتم في مقاومة هذا الجوع ، مع أن أبناء كلّ منكم على حده، يعيشون في رفاهية ، وبحبوحة ، ولا أسترسل في توصيف حالاتهم ، هنا ، بأكثر……….!
كمواطن ، غيور على مواطني، ووطني ، وكراض عن عملي على مدى حوالي ثلاثة عقود ، أرفع صوتي عاليا ً ، وأنا مقبل على التقاعد الهروبي ، بحثاً عن اللقمة ، كي تفكروا بالعمل على الاتّجاه الآخر ، لتفكروا بأن يصل من جمل ثرواتنا الأذن إلينا ، إن لم نقل حصتنا من الدخل الوطني، كاملة ، وأن تنعكس ثرواتنا علينا ، لا على حراميتنا ، كي تخلق تلك العلاقة المتوخاة بين المواطن/ الوطن , لا أن يتمّ التخريب المنظّم من الداخل , كي يسهل بذلك ابتلاعنا من قبل الأعداء , والقوى التي لا تريد لنا الخير……!
– سيادة نائب رئيس مجلس الوزراء  …………ألا هل بلغت ….!؟

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد إذا كان الاستثمار من الأمور الهامة التي تأخذها بعين الاعتبار أيُّ دولة أو حكومة سواءً أكانت متطورة وشبه مستقرة أم خارجة لتوها من الحرب ومنهكة اقتصادياً؛ وبما أنَّ معظم الدول تشجع على الاستثمار الأجنبي المباشر بكونه يساهم بشكلٍ فعلي في التنمية الاقتصادية، ويعمل على تدفق الأموال من الخارج إلى الداخل، ويجلب معه التقنيات الحديثة، ويعمل على توفير…

من أجل إعلامٍ حرّ… يعبّر عن الجميع نقف في هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة، نحن، الصحفيين والكتاب الكرد في سوريا، للتأكيد على أن حرية الكلمة ليست ترفاً، بل حقٌ مقدّس، وضرورة لبناء أي مستقبل ديمقراطي. لقد عانى الصحفيون الكرد طويلاً من التهميش والإقصاء، في ظلّ الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة ولاسيما نظام البعث والأسد، حيث كان الإعلام أداة بيد النظام العنصري لترويج…

عبدالرحمن کورکی (مهابادي)* في الوقت الذي تتكشف فيه يوميًا أبعاد جديدة للانفجار الذي وقع في أحد الموانئ الجنوبية لإيران يوم 26 إبريل 2025، يتردد سؤال يعم الجميع: من هو المسؤول عن هذه الكارثة؟ هل كانت متعمدة أم عيرمتعمدة؟ هل يقف وراءها فرد أو تيار معين، أم أنها عمل قوة خارجية؟ سؤال لا يزال بلا إجابة حتى الآن!   التكهنات…

إبراهيم اليوسف يبدو التدوين، في زمن باتت الضوضاء تتكاثر فيه، وتتراكم الأقنعة فوق الوجوه- لا كحرفة أو هواية- بل كحالة أخلاقية، كصرخة كائن حرّ قرّر أن يكون شاهداً لا شريكاً في المذبحة. التدوين هنا ليس مجرد حبرٍ يسيل، بل ضمير يوجّه نفسه ضد القبح، حتى وإن كان القبح قريباً، حميماً، أو نابعاً من ذات يُفترض أنها شقيقة. لقد كنتُ- وما…