محمد شريف محمد: نطمح ان تتحول منظمة «هيتما» الى مؤسسة كبيرة تضم عدد كبير من المتطوعين.

 حاوره: ماجد ع محمد
عادة عندما تندلع الثورات سواء التي ينتهي مطافها بانتصار الثوار أو التي تتقهقر نتيجة عوامل خارجية أو داخلية، أو عندما تبدأ الحرب في مكانٍ ما ثم تنتهي بخسارة كل المشاركين بها أو أحد أطرافها، تبقى هنالك فئة تناضل في جبهة أخرى بخلاف جبهة النزاع المسلح، جبهة لا تكل ولا تمل من أجل خدمة كل ما هو إنساني، ولا تقترف أي جرم بحق أي طرف من الأطراف المشاركة في الصراع، وطوال تلك الفترة تقدم تلك الفئة ما في وسعها من أجل التخفيف من وطأة الصراع عن كاهل المدنيين الذين فقدوا أرزاقهم نتيجة العطب الذي طال كل القطاعات الإنتاجية في البلد؛ ومن بين تلك الفئات هي الجمعيات المدنية التي كل همها تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين، ولأهمية هذا الجانب كان لنا لقاء آخر مع محمد شريف محمد رئيس منظمة هيتما للتنمية الثقافية والاجتماعية.
نص الحوار:
– خلال تأمينكم لمئات فرص العمل للأسر المهددة بالفاقة هل لاحظتم بأن مردود التكافل الاجتماعي والتآزر العاطفي بدا واضحاً عبر تجارب حية لمستموها، أم أن غرسكم لبذرة الخيرات لم ينتج الثمر الذي تحلمون به بعد؟
* بكل تأكيد مادامت البذرة في ارض خصبة حتما ستنمو ولكن عليك ان تعتني بها وترويها بشكل مستمر الى ان تشتد عودها. على سبيل الافراد نجحنا، والكثير من الاصدقاء يتصلون يوميا لتقديم خدماتهم دون مقابل، اما على الصعيد الرسمي فالتعامل مع الجهات التي تعمل بشكل طوعي مازالت خجولة جدا.
في بلدان الشرق لا يوجد الاهتمام بشؤون المتطوعين، عكس البلدان المتقدمة، مع العلم في 2018 كنت مرشح لجائزة عالمية على عملي التطوعي، ولم يحالفنا الحظ.
– بعد سنوات من عملكم الدؤوب هل ثمة مؤسسة ما في الداخل أو الخارج أبدت دعمها الكامل لما تقومون به؟
* لا ابدا، ولا حتى دعم جزئي، فقط مؤسسه البرزاني الخيرية ساعدتنا بادخال الشحنات  المرسلة لنا من الخارج، ولا شك لولاهم لما استطعنا ادخال تلك الشحنات او توزيعها 
هنا، حتى المؤسسات الاعلامية لاتقوم بواجبها الاعلامي حيال عملنا.
ـ برأيك ما هي الدعائم الرئيسية التي رفعت من سقف منظمة هيتما؟
* بدون شك الشفافية في العمل، والعمل المستمر طوعا دون اي تمويل. 
وكمنظمة هيتما ركزنا على اربع حملات منها:
1- حملة تبرع بجزء من وقتك: من خلال هذه الحملة يتبرع المدرسين و الاطباء والمهنيين بشكل عام بوقتهم لنحولها الى دورات او خدمات مجانية. 
2- حملة لا ترمي ما لا تحتاجه: من خلال هذه الحملة نجمع المعونات بشكل مستمر لتوزيعها على المحتاجين. 
3- حملة انقذ عائلة: من خلال هذه الحملة نقوم بتامين فرص العمل.  
4- حملة تبرع بكتاب: من خلالها نقوم بجمع الكتب واقامة فعالية ثقافية وعرض هذه الكتب ومنحها مجانا للراغبين بغاية تشجيع القراءة.
ـ ما هي الاحتياطات التي تأخذونها حين استلامك المبالغ المالية النقدية من أفراد أو أطراف معينة، حتى لا تسمحوا لأي شخصٍ كان أو جهة ما لاتهامكم بعدم الشفافية؟
* الى الان لا توجد تبرعات خاصة للمنظمة، وان تبرع احدهم لعائلة او لمريض ننشر عنه في صفحتنا، والتواصل يكون مباشر مع اهالي المريض او العائلة المحتاجة، فقط نقوم بتوثيق ذلك، وعندما تصلنا دفعة من التبرعات نقوم بتوزيعها ونوثق عدد المستفيدين من خلال تسجيل اسمائهم وارقام تلفوناتهم ونرسل نسخة الى الشخص المتبرع، وغالبا ما يرفض المتبرع استلام الورقة، ولكن نخبرهم، وهذه سياستنا لنحصن انفسنا. 
 

– هل استطاعت منظمة هيتما خلال الفترة الماضية خلق بيئة وثقافة تطوعية بين اللاجئين السوريين في اقليم كردستان؟
* بدون شك، وكمثال على ذلك أنشأت العديد من صفحات فرص العمل بعد ان كان أصحابها نشطين في صفحتنا، واغلب حملاتنا عممت في اغلب المدن العراقية. لدي عدد لا بأس به من المتطوعين ومن كافة المجالات، ولدينا طموح ان نتحول الى مؤسسة كبيرة تضم عدد كبير من المتطوعين، ولكن تحقيق ذلك يحتاج الى دعم من الحكومة، والذي نفتقده حتى الان.
– أبمقدورك أن تحدثنا عن الآثار الملموسة لتواصل منظمة هيتما مع اللجنه الدوليه لشؤون المفقودين بخصوص ذوي المفقودين؟
* لقد عملنا مع اللجنة خلال الشهور الماضية، ونحن مستمرون في العمل، والهدف منه هو جمع وتوثيق المعلومات التي نحصل عليها عن المفقودين لدى هذه اللجنة، ونأمل أن تتاح لنا الفرصة للعمل بشكل مباشر داخل سوريا وعلى مساحتها .
– أثناء مساعدتكم على إدخال شاحنات المساعدات إلى المناطق الكردية أكان هناك من يستثمرها لصالح حزبه أو كان هناك مَن يعرقل عملكم في هذا المجال؟
* لا ابدا، مؤسسة البرزاني الخيرية كانت تساعدنا بإدخال الشاحنات ونستلمها من الحدود، ونوصلها الى مخازننا وبعد ذلك نقوم بتوزيعها بدون تدخل من أحد.  
-هل هناك تنسيق ما بينكم وبين المجلس الوطني الكردي أو الأحزاب الكردية؟ 
 لا للأسف، وكنت اتمنى أن يكون هناك تنسيق بيننا وبين المجلسين، وعليهم ان يدركوا باننا كمجتمع مدني خارج عن المنظومة السياسية ونخدم الجميع دون تفرقة، 
وعلى المجلسين اتاحة المجال لمنظمات المجتمع المدني ان تعمل بأريحية، لان عمل المنظمات تصب في مصلحة كل الاطراف من خلال جلب التمويل الى المنطقة وتنمية قدرات الشباب والأطفال. 
– في لقائنا السابق الذي مضى عليه أكثر من عامين قلتم بأن المنظمة أمّنت حتى ذلك الوقت 1400 فرصة عمل وبشكل فردي، وتخرج الى ذلك التاريخ أكثر من 800 شخص ممن تعلموا اللغة الانكليزية والكوردية والمحاسبة؛ فهل زاد عدد المستفيدين من فرص العمل والمتخرجين من دورات الانكليزي والكردي من وقتها إلى اليوم أن نقص العدد؟
* بدون شك، لم ننقطع عن العمل والارقام في تزايد مستمر وايضا استطعنا ان نرسل شحنة مساعدات الى مدينة كرمنشاه من المعونات المرسلة من جمعية ازادي . وبجهودنا وبالشراكة مع منظمة دولية ارسلنا ثلاث شاحنات الى منطقة دير الزور السورية. وبخصوص الدورات نحن مستمرون في إقامة دورات مجانية للأطفال. 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

بناءً على دعوة كريمة من فخامة الرئيس مسعود بارزاني، عقد وفد من هيئة رئاسة المجلس الوطني الكردي في سوريا لقاءً مع فخامته ، حيث جرى في هذا اللقاء تبادل وجهات النظر حول المستجدات الإقليمية والدولية، وبشكل خاص الأوضاع في سوريا بعد سقوط النظام السابق. وتم خلال اللقاء التأكيد على أهمية مشاركة الشعب الكردي في رسم مستقبل البلاد ، وضرورة وحدة…

عبدالرحمن کورکی (مهابادي)* مثل العديد من الألعاب، تعتبر لعبة “الدومينو” لعبة مثيرة وهادفة تعكس حقيقة قاسية للبشر. عندما تبدأ، تنتهي. ربما يشير مصطلح “بداية النهاية” إلى هذا الأمر. إلا إذا كان هناك عامل يمكن أن يوقفها. عامل عادة ما يكون في يد مصممها! لكن هل هناك قائد في الشرق الأوسط يستطيع قلب الطاولة لصالحه؟ إن إطلاق شرارة لعبة الدومينو…

د. محمود عباس في لقائه الصحفي الأخير اليوم، وأثناء رده على سؤال أحد الصحفيين حول احتمالية سحب القوات الأمريكية من سوريا، كرر خطأ مشابهًا لأخطائه السابقة بشأن تاريخ الكورد والصراع الكوردي مع الأنظمة التركية. نأمل أن يقدّم له مستشاروه المعلومات الصحيحة عن تاريخ منطقة الشرق الأوسط، وخاصة تاريخ الأتراك والصراع بين الكورد والأنظمة التركية بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية. للأسف، لا…

إبراهيم اليوسف ليست القيادة مجرد امتياز يُمنح لشخص بعينه أو سلطة تُمارَس لفرض إرادة معينة، بل هي جوهر ديناميكي يتحرك في صميم التحولات الكبرى للمجتمعات. القائد الحقيقي لا ينتمي إلى ذاته بقدر ما ينتمي إلى قضيته، إذ يضع رؤيته فوق مصالحه، ويتجاوز قيود طبقته أو مركزه، ليصبح انعكاساً لتطلعات أوسع وشمولية تتخطى حدوده الفردية. لقد سطر…