عزالدين ملا
مضى النصف الثاني من العام 2019، دون أي بوادر لحلول حقيقية للأزمة السورية، الأحداث في سوريا تتسارع أحيانا، والشعب السوري عامة والكوردي خاصة في ترقب لكل ما تصدر من تصريحات من الدول المعنية بالشأن السوري.
الأكثر رواجا هو مشهد المناطق الكوردية والمبادرة الفرنسية للتقارب بين الأطراف الكوردية، والمشهد الثاني، صراع إدلب بين كل من روسيا والنظام من جهة وتركيا وأدواتها من جهة أخرى والخاسر الوحيد هم المدنيون الموجودون في تلك المنطقة.
تصريحات روسية تدعو إلى بدء الحوار بين الكورد والنظام، وتصريح لمسؤولي أمريكا الدعوة إلى تهدئة الوضع في إدلب دون الدعوة إلى إنهاء تلك الصراع وحماية المدنيين المحاصرين في تلك المنطقة.
إلى اين يسير الوضع السوري بعد كل التجاذبات والتصريحات؟
عن ذلك بيّن عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا مصطفى جمعة: في الحقيقة الوضع السوري مرتبط بجملة من العوامل المتشابكة والتي بدورها لها علاقة بمواقف الدول المعنية بهذا الوضع، وخاصة أمريكا وروسيا، واستطرادا تركيا وإيران، وظروف وأدوات أخرى متداخلة، الأمر الذي يدفع بالوضع السوري نحو التعقيد، ويجعله عصيا على الحل حتى الآن. فرغم كل الجهود الدولية والاقليمية التي بذلت حتى الآن لإيجاد حل سياسي ترضي أطراف الصراع الداخلي، وكذلك لتحقق مصالح المعنيين، لم تثمر في شيء لجملة من الأسباب، أهمها: أن الوضع السوري المتأزم لم يعد مسألة داخلية فقط، بل مرتبط بالتوجهات السياسية للدول المعنية بهذا الأمر.- الأرضية المناسبة للدخول في العملية السياسية والوصول إلى حل نهائي لم تتهيأ في ظل تصارع المصالح العليا وتداخل الأجندات حول مستقبل الدولة السورية.- هناك توجه أكيد لدى النظام بحسم الوضع عسكريا لصالحه بدعم روسي مباشر وإيراني وميليشيا شيعية أخرى، بهدف تقوية أوراق النظام في المفاوضات المقبلة عندما تتوفر الظروف، عدا عن التواجد العسكري الدولي والاقليمي داخل الأراضي السورية.- الشيء الوحيد الذي تم التوافق عليها هي اللجنة الدستورية، وهذه اللجنة لم تتشكل حتى الآن لاعتراضات النظام على عدد من أشخاصها ولطريقة بناء دستور جديد، ولو كانت هناك امكانية لتشكيلها وبالتالي امكانية للتوجه الجدي نحو حل سياسي مقبول، لما قدم ديمستورا استقالته كمبعوث للأمم المتحدة، ولم يفلح المبعوث الجديد غير بيدرسون حتى الآن أيضا.- مسارات الحل عبر جنيف وآستانا وسوتشي متوقفة تقريبا، ولا يبدو هناك امكانية للبدء من جديد والوصول الى الحلول.- يجري الحديث عن إعادة هيكلة هيئة التفاوض عبر مؤتمر في الرياض وهو ما لم يحصل حتى اللحظة.- مناطق خفض التصعيد التي تم التوافق عليها بين النظام والمعارضة في آستانا قضمها النظام تباعا ولم يبق غير إدلب التي يحاول النظام بدعم روسيا من الاستحواذ عليها كذلك.- لا يمكن الوصول إلى حل سياسي للحالة السورية إلا بتفاهمات جدية بين القوتين العظميين روسيا وأمريكا من جهة، وأخذ مصالح القوى الأخرى بعين الاعتبار من جهة أخرى، وكذلك تبيان شكل الدولة السورية المستقبلية، بما يضمن ويحفظ حقوق كل مكونات الشعب السوري في الدستور الجديد حتى تتوفر أرضية ملائمة للبدء بالعملية السياسية وصولا الى حل عام مقبول، وهذا الأمر أيضا غير متوفر.- توترات منطقة الخليج بين مجموعة التعاون العربي وأمريكا من جهة، وإيران من الطرف الآخر، تعيق إمكانيات البدء بجولة أخرى من المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة، إضافة الى مسائل أخرى لها علاقة بمستقبل الترتيبات المقترحة لمنطقة الشرق الأوسط وإرساء الاستقرار، وحل الاشكاليات القائمة فيها منذ عقود. ولذلك، وتبعا لقراءاتي وتقديراتي وحسب المعطيات المتوفرة فإن الوضع السوري سيبقى حلوله معلقة حتى إشعار آخر.
عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبدالله كدو: ان روسيا كانت تتصدر الموقف في سوريا منذ تدخلها ووقوفها الى جانب النظام في عام 2015، وبدا للمراقب السياسي أن ثمة صفقات بين الروس والامريكان، حيث جاءت “أستانا” بناء على رغبة روسية وتوافق مع تركيا وايران، ولكن برزت بوضوح خلال هذه المرحلة وعلى مضض تناقضات بين ايران وروسيا، ثم بين روسيا وتركيا. ويبدو أن روسيا رضخت للضغوط من مختلف الجهات، منها المجموعة الدولية المصغرة، وبعد فقدان أملها من الحصول على الاموال للبدء بإعادة الاعمار في سوريا، لذلك قد يتم استئناف العملية السياسية وفق جنيف و 2254، واتخاذ اللجنة الدستورية بداية لها.
ويؤكد الكاتب نايف جبيرو: نعم مضى النصف الأول من العام 2019 ودخلنا النصف الثاني منه دون أيّ حلٍّ للأزمة السورية، وأن النصف الأول من العام 2019 ليست كالنصف الأول من العام 2018وما قبلها حيث هناك الكثير من الأمور التي تغيّرت وتبدّلت على الأرض من ناحية وفي المجال السياسي دولياً وإقليمياً من ناحية ثانية، حيث تبدو في الأفق كثير من الأمور التي يمكن البناء عليها، ومن ثم توقّع ما يمكن أن يحدث من أمور في مستقبل الأيام وفي مجالات عدّة فيما يتعلق بمستقبل سوريا. فتركيا التي كانت في بدايات الثورة السورية ومن خلال تبنيها لمسألة دعم الثورة السورية كانت طامحة في اسقاط النظام في دمشق واستبدالها بنظام اسلامويٍ على شاكلة نظامها, لكنها فشلت في تحقيق ما تصبو إليها نتيجة ظروف دولية وإقليمية متعددة، فاستبدلت اهدافها من اسقاط النظام إلى هدف آخر وحيوي بالنسبة إليها وهو الوقوف في وجه الطموح الكوردي في كوردستان سوريا الذي بدأ يتصدّر الأحداث يوماً بعد يوم مستخدمة في ذلك قوتها وعنجهيتها من ناحية والمعارضة السورية المرتمية في أحضانها من ناحية ثانية. فبدأت ببيع الثورة السورية من خلال صفقة مؤتمرات أستانا ومن خلال مناطق خفض التوتر بالتنازل عن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة منطقة تلو منطقة مقابل مكتسبات لها فيما يحدّ من تحقيق الطموحات الكوردية، فكانت هناك مبادلة حلب مقابل جرابلس والباب ثم جاءت مبادلة الغوطة بعفرين وهكذا إلى أن بقي تحت سيطرة المعارضة السورية منطقة ادلب فقط.
ما تحليلكم حول الصراع الدائر في إدلب؟، وكيف ترون نهايته؟
أشار جمعة ان: إدلب إحدى مناطق خفض التصعيد، وما يجري فيها تصعيد متعمد وشرس من جانب النظام وروسيا، والهدف منه هو محاولة فرض سيطرة النظام عليها، وبسقوطها تسقط مراهنات أكثر من طرف، وهو ما ليس مقبولا، وهنا لا يتعلق الأمر بمصير المدنيين وتشردهم، بل بمصالح المعنيين بالداخل السوري. وما جرى في الشهرين الأخيرين كانت محاولة روسية جدية ولكنها لم تثمر، لسببين رئيسيين، الأول: عدم إحراج تركيا كثيرا والإبقاء على العلاقات الحسنة معها، والثاني: موقف الأمم المتحدة وأمريكا خصوصا، ليس بذريعة تهجير ثلاثة ملايين مدني، بل لأن ذلك يغير من بعض معدلات الساحة العسكرية ويؤثر بالتالي على منحى التعاطي في الحلول المستقبلية، والأجندات المتداخلة.
وحيث أن الوضع في إدلب تم تجميده راهنا، فلا شك أنه سيبقى كما في السابق مرتبطا كغيره من المناطق الأخرى، بالعملية السياسية المزمع البدء بها في المستقبل بين أطراف الصراع، دون استبعاد الحرب هناك مرة أخرى إذا ما توفر مناخ أفضل لروسيا والنظام.
من جانبه يضيف كدو: الحرب الاخيرة على ادلب كانت روسية وليست من قبل النظام السوري المتآكل، فقد بدا لروسيا بأن كل الخسائر التي تكبدتها في حربها في سوريا الى جانب النظام لم تثمر في النهاية، حيث سكتت المدافع في ثلاث مناطق من التي شملتها “خفض التصعيد”، دون أن تتمكن – روسيا- من تحصيل الاموال لإعادة البناء، لا بل وقفت امريكا ضد الدول ذات الخواصر الرخوة ممن ارادت الانفتاح على النظام واعادة تأهيله، فأشعل روسيا حربه في ادلب بعيد عودته من “أستانا” الاخيرة خالي الوفاض، ولكن الدول الاوربية وامريكا دعمت تركيا التي تصدت لروسيا والنظام بشكل مباشر وعبر الجيش الوطني الحر، وافشلت روسيا، فما كان منها إلا أن تجد مخرجا لفشلها غير الاعتراف بالهزيمة واعلان وقف اطلاق النار، فراحت تسعى للعودة الى العملية السياسية التي بدأت في جنيف، وقبلت بانطلاق عمل اللجنة الدستورية ومارست الضغوط اللازمة على النظام، ذلك بعد تلويح المجموعة المصغرة بقيادة امريكا بعدم القبول بممارسات الروس والنظام، إضافة الى التوافق الروسي الامريكي الاسرائيلي حول ضرورة انهاء الوجود الايراني في سوريا.
فيما توقع جبيرو أن: تكون مصير منطقة إدلب كأخواتها من المناطق الأخرى التي عادت إلى أحضان النظام بموجب صفقات كما أسلفنا، لكن ربما يطول مدة عودة إدلب إلى أحضان النظام فترة من الزمن قد تكون أشهراً أو أكثر لأنها المنطقة الأخيرة المتبقية تحت سيطرة المعارضة، والمنطقة الوحيدة المتبقية التي يمكن للأتراك الرهان عليها في مباحثاتها مع الروس، ولتكون بديلاً لديها لتحقيق آخر أهدافها في استبدال المناطق وتسليمها للنظام عن طريق الروس، وربما يكون المقابل او الثمن في ذلك منطقة الشهباء شمال حلب، وعند تحقيق ذلك أعتقد سيكون الائتلاف الممثلة لقوى المعارضة قد فقدت آخر أوراقها لدى الأتراك، وبذلك ربما سيكون الخيار الوحيد امام هذه المعارضة مغادرة استنبول بالحسنى لأن الأتراك حينذاك سوف لن يكون لديهم اية مصلحة في الاستمرار في دعم هذه المعارضة وصرف ملايين الدولارات عليها.
المبادرة الفرنسية لتقليص الخلاف بين طرفين كورديين هل تتوقعون نتائج ايجابيا أم لا؟ ولماذا؟
يظهر جمعة ان: المبادرة الفرنسية جزء من مبادرات أخرى، هدفها تهيئة أرضية الحوار والنقاش لإيصال طرفي الخلاف الكوردي – الكوردي إلى تفاهمات حول أشكال التعاطي مع الوضع السوري عموما والمنطقة كوردية خصوصا، وفي حال تمت التفاهمات والتوافقات بين المجلس الوطني الكردي وحزب ب ي د فإن ذلك سيساهم بشكل كبير في إيجاد العديد من المخارج التي تفتقدها الآن الوضع الكوردي المتأزم والمتوتر، وسيؤدي أيضا إلى تحسين ظروف التعاطي السياسي الكوردي مع القوى الدولية والإقليمية، وكذلك مع المحطات والمواقع وحتى النظام مستقبلا حول الحقوق القومية الكوردية.
تأسف جمعة أن: الطرف الآخر المتحكم بمقدرات الساحة الكوردية بقوة السلاح وفرض الأمر الواقع بخلاف الاتفاقيات البينية السابقة، وتجاهل جهود الأشقاء، وخاصة الدور الايجابي لإقليم كوردستان وسيادة القائد مسعود بارزاني، فإنه لايزال يتعامل مع كل الجهود المبذولة دوليا وإقليميا وحتى كورديا بنفس العقلية التي أوصلت الوضع الكوردي الى هذا التعقيد، وضياع الفرص، ويستمر في الهيمنة والتسلط، ومصادرة القرارين السياسي والعسكري، وحكر إدارة المناطق الكوردية وفق منهجية لا تمت الى قناعات ورغبات الجماهير الكوردية بشيء. ولهذا لا أرى أن هناك إمكانية في ظل تلك العقلية الوصول الى تفاهمات الشراكة والتعاون الحقيقي، أو بناء إدارة جديدة، أو سوية عالية من التنسيق، أو غير ذلك، إلا في ظل ضغط جاد وقوي تمارسه قوى التحالف الدولي وأمريكا تحديدا. ونعتبر المبادرة الفرنسية جهد إيجابي من الدولة الفرنسية التي تظهر نفسها حتى الآن صديقة للشعب الكوردي، ولكنها كالمبادرات السابقة تحتاج الى التزام حقيقي وفعال من جانب سلطة الأمر الواقع للدخول حيز التحقيق.
فيما أكد كدو أن: المبادرة الفرنسية تأتي لتوفير الاجواء اللازمة لاستتباب الأمن في المنطقة الشرقية ككل وضمان استمراره بعد خروج الامريكان منها، حيث تبدأ المبادرة بحوار كوردي كوردي وتنتهي بحوار كوردي مع بقية سكان المنطقة من السوريين. إلا أن المبادرة مرتبطة بشكل اساسي ببنية حزب الاتحاد الديمقراطي pyd الايديولوجي وارتباطه الفكري والتنظيمي، وبالتالي السياسي بحزب العمال الكردستاني، الذي لا يعتبر وجوده في سوريا اكثر من تكتيك مرحلي في خدمة مشروعه الأساس المرتبط بالساحة التركية. وعليه فمن الصعوبة بمكان أن تتمكن فرنسا من فك ارتباط pyd بحزب pkk واخراج العناصر غير السورية من الساحة، والانطلاق من ارضية وطنية سورية معارِضَ للنظام، الذي بينهما تفاهمات ما زالت مستمرة حتى بعد اتفاقه مع الامريكان ومحاربة داعش إلى جانب تخوين المعارضة الوطنية المطالبة بإسقاط النظام، حيث فشلت وساطة رئيس اقليم كوردستان العراق لثلاث مرات متتالية خلال سنتين، فالحزب لا يتمتع بتجربة تشاركية منذ تأسيسه.
كما يعتقد جبيرو انها: مبادرة لها عدة جوانب وإحدى هذه الجوانب التحضير والاستعداد بصورة استباقية لمرحلة افلاس المعارضة السورية المدعومة من تركيا لإقناعها بعد فقدها الدعم التركي لتحقيق التوافق بينها وبين الادارة الذاتية في شرق الفرات والكرد عموماً، هذا التوافق الذي يجب ان يتضمن اعتراف المعارضة السورية وبعد تغيّر العديد من شخوصها بالحقوق الكوردية من خلال مؤتمر عام على شاكلة مؤتمر المعارضة العراقية في التسعينات من القرن الماضي (مؤتمر لندن)، ليبدأ من ثم الصراع بين المعارضة السورية والكورد وبقية المكونات في شرق الفرات من جهة والنظام في دمشق من جهة أخرى، لكن وقبل تحقيق هذا الشيء.
تابع جبيرو أنه: لا بد أن تتفاعل المبادرة الفرنسية وتخطو خطوات عملية في تقريب وجهات النظر بين الطرفين الكورديين ENKS وتف دم لكي يكون موقف الكورد قوياً في مرحلة الاتفاق مع المعارضة ومجيئها وانتقالها الى المنطقة الكوردية، ومن ثم دخول الكورد بوفد موحد في اية مؤتمرات او مفاوضات تخص المستقبل السوري, هذا الاتفاق إنْ تحقق فبالتأكيد للأطراف الدولية ومنها فرنسا وأمريكا مصلحة حقيقية فيها والمتمثلة بحماية مصالحها ربما ليس في سوريا فقط بل قد يكون في عموم المنطقة.
ما المطلوب من الطرفين الكورديين لتحقيق التقارب والتوافق للوصول إلى تحقيق الحقوق الكوردية المشروعة؟
بيّن جمعة أنه: المطلوب من الطرفين الكورديين، قبل كل شيء إبداء المرونة وحسن الالتزام بالمبادرات والجهود الدولية والكوردية على السواء، وبذل محاولات بناء الثقة، وتوفير أرضية الحوار عبر اتخاذ عدد من الخطوات المساعدة في هذا المجال وهي من مسؤوليات الادارة الذاتية كإطلاق حرية العمل السياسي لجميع القوى والأحزاب، والسماح لها بفتح مكاتبها ومقراتها دون مضايقة، وإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين وبيان مصير المفقودين والمغيبين. هذه الخطوات تفتح المجال لبدء الحوار فقط، ولكننا لسنا نرى أن الحوار سيؤدي الى الهدف المنشود وهو الوصول الى تفاهمات حقيقية وشراكة جادة وبناء إدارة كوردية تخدم مصالح الشعب الكوردي، وتؤسس لموقف سياسي كوردي موحد ومتزن في التعاطي مع الجهات المعنية بمستقبل سوريا والقضية الكوردية، إلا وفق الالتزامات التالية من جانب طرف سلطة الأمر الواقع، وهي:- إعلان قطع العلاقة التنظيمية والسياسية مع PKK وفلسفتها المغامرة والتي تخدم الأعداء والمتربصين أكثر مما تفيد الكورد.- دعوة بيشمركة روج الى الداخل بهدف إنشاء قوة عسكرية مشتركة وفق آليات جديدة وبناء جديد وقيادة حديثة مشتركة وملتزمة بالمشروع السياسي الكوردي المتوافق عليه بين الطرفين.- العمل على إعادة هيكلة الادارة الذاتية والقوى الأمنية الأخرى تبعا للتوافقات المشتركة والمشروع القومي الكوردي.
عدا ذلك، لا أرى أن أي حوار يمكن أن يؤدي أو يفيد في الشراكة أو تصحيح البنية الداخلية للعلاقات المتوترة، وسيبقى الوضع الكوردي معرّضا دائما للهزات وربما للتفريط بالمنجزات الحالية أيضا، إذا استمر الحال على ما هو عليه، مع الأسف.
أما كدو فرأى إن سبيل نجاح وحدة الصف الكوردي هو قبول pyd التشاركية – الفعلية- وفك الارتباط العضوي بقنديل، والكف عن تخوين ومحاربة المعارضة السورية، وتفهم قلق الدولة التركية على حدودها الشمالية، ذلك في سياق متوافق مع المعارضة الوطنية السورية الرسمية المعترفة من قبل المجتمع الدولي واكثر من مئة دولة، ممثلة بالائتلاف السوري وهيئة التفاوض.
فجاء جواب جبيرو: أنه يجب على الطرفين الكورديين ENKS وتف دم أن يكون مقاربتهم لهذه المبادرة مقاربة جادة وحقيقية وبعيدة عن الأجندات الشخصية أو الحزبية، لأن الفرصة التاريخية قد وصلت إلى مفترق الطرق، فإمّا أن تكون كما يجب ويكون لك وطنّ وشعبٌ ذو كرامة محفوظة أو تنتهي مرحلة الفرصة الذهبية دون قطاف ثمارها التي سيذكرها التاريخ بلا رحمة. لكن اعتقد أن الارادة الدولية ومصلحة دوائر صاحبة الشأن في القرار ربما ستدفع بالطرفين الكورديين الى تحقيق ما عجزوا عن تحقيقها لأكثر من ثماني سنوات.
الخلاصة
من خلال مجريات الأحداث على الساحة السياسية السورية والإقليمية والدولية، وما يرافقها من متغيرات في المصالح والأجندات، يُفرض على الطرفين الكورديين مراجعة حساباتها، والكفّ عن تخوين بعضهما، وخلق أرضية مناسبة لبدء الحوار، وتجميع الجهود الكوردية لتشكيل قوة كوردية موحدة وموقف كوردي موحد، والدخول في المفاوضات السورية والدولية القادمة لتحقيق الحقوق القومية الكوردية المشروعة إلى جانب حقوق كافة المكونات الأخرى. وغير ذلك سوف تتحسّر لمئة عام أخرى.