القيادة السياسية التقليدية والمطلوب

محمود برو
عندما يمرالقائد لسياسي التقليدي فيحالات صعبة غير متوقعة والذي لم يفكر بها يوما ما يتشكل لديه عدم الرضا وعدم القناعة بصيرورة  الوضع بسهولة ويشعر   وقتها بان الرياح تجري بما لاتشتهيه السفن، اي عكس تطلعاته وطموحاته ورغباته البعيدة كل البعد عن محنة الشعب القاسية والقاتلة فيبدا بالتذمر مع من حوله في العمل المشترك في المنظمة السياسية
حيث ان استمرارية المعاناة في عمله وعدم الشعور بالطمانينة نتيجة علاقته  المتوترة والغير سليمة مع طاقمه القيادي، يعني أن هذا العمل لا يناسبه  فعليه ان يقبل بانه حان الوقت في التفكير الجدي لاتخاذ قرار جدي وصائب. 
هذا القرار قد يكون الانتقال من الفريق السياسي الى فريق آخر اكثر ملائمة لطموحاته وافكاره او البحث عن بيئة ملائمة ومتفاهمة ومستوعبة له.
اعتقد انه من الخطأ ان يتابع في تذمره وتخبطه والذي سيؤدي حتما الى نتائج غير مرضية ومناهضة لمصلحة الشعب المظلوم الذي ينتظر يوم الحرية والكرامة.
 ايضا فان هذا القائد السياسي سوف يفقد السعادة في عمله ويشعر بالاجهاد  والقلق الدائم، ومن لايحب عمله لايمكن له ان يكون منتجا ومبدعا يوما ما.
وهذا بحد ذاتة مشكلة اساسية تخدم تراجع العمل السياسي او وصوله الى طريق مسدود يصعب العودة ويكلف الكثير من النفقات والتضحيات.
والوقت الحالي هو خير دليل على صحة ما ذكرته اعلاه.
اذا كانت الواجبات المطلوبة  من القائد السياسي تتطلب مهارات خاصة يفتقدها فهذا دليل قطعي وواضح الى ضرورة سعيه للبحث عن مهمة  اخرى.  لأن بقائه في مكانه سيؤدي الى كره عمله  وكره ذاته بسبب جهله السياسي ودخوله في مطبات صعبة لعدم قدرته على تبرير   اخطائه والذي  يؤدي بالنهاية  الى تهوره والحاق الضرر الجسيم بشعبه.
يجب ان نكون حذرين من هكذا قادة تقليديين  ويجب ان نعلم بانهم يتغاضون عن اصحاب العلم والمعرفة والكفاءات لتحمل المسؤولية في المهام الحساسة لاسيما القرار السياسي ويعملون جاهدين لسد الطريق امام ترقيتهم في مهنتهم  ، يخشون من المهارات والمواهب ولا يحبون اصحابها بل يصفونهم بالفلسفجية.
 لايوافقون على أي اقتراح مقدم اليهم من الشريحة الواعيةوالمثقفة ولا يقرون باعمالهم القيمة في سبيل تطوير حركتهم السياسية والسير نحو الهدف المنشود،
   انهم يتقنون لعبة العمل الظاهري والمبطن للضحك على الذقون والهاء الشعب ووضعه في متاهات عويصة والتي  نتعايشها يوميا.
يعشقون التبعية لكونهم لايستطيعون القيادة
ويصبحون عالة على قادة يهمهم مصيرالشعب ويسهرون الليالي في الجبال والوديان وفي الجبهات الامامية لمقارعة الاعداء.
يخلطون بين الاستراتيجية والتكتيك في العمل السياسي ويساومون على الكل في سبيل الجزء ، عكس القادة السياسيين الثوريين في مرحلة التحرر الوطني والاجتماعي، الذين يساومون على الجزء في سبيل الكل.
شاطرين وسباقين لاستخدام عبارة عدو عدوك صديقك متناسين ان عدو العدو يقمع شعبه يوميا ويهتك باعراضهم.
يسمون الغاصب لارض كردستان بالصديق ويدعون لحسن الجوار معه، خبراء لاتهام بعضهم البعض في القيادة وتشويه صورة بعضهم البعض ليقنعوا الخيرين بانهم قادة حقيقيين،
لايهمهم الاقتصاد السياسي بقدر مايهمهم جيوبهم علما ان الاقتصاد هو البناء التحتي والذي يجب ان يكون متينا ليحمي البناء الفوقي 
( السياسة) من السقوط 
غير مهتمين اصلا بالاعمدة الثلاثة الرئيسية كلا” من الاقتصاد والاعلام والقوة العسكرية والتي تشكل حجر الزاوية  لتحرير الشعوب وبناء الدول.
لذلك اعتقد انه حان الوقت لايجاد حل لهذه المعضلة والذي يكمن في نقطتتين:
١-  تشكيل مجلس للشيوخ الكردي للشؤون الاجتماعية ، اي للمسنين  في السياسة لاسيما قيادات الصف الاول التقليديين، مهمتهم الاساسية اقامة واجب العزاء وزيارة عوائل الشهداء والقيام بواجبات الصلح الاجتماعي لربما  يحترم الشعب ذقونهم البيض وسنهم  الكبير.
ولكي نكون منصفين اكثر علينا اعطائهم  مهمة أخرى  الا وهي استشارتهم ببعض الامور  والتجارب التاريخية  القديمة ليس إلا، كونهم لايتناسبون مع العصر والعولمة  والتجديد.
 اعلاه هي مهمة بعض المخلصين من القيادات الكفوءة في الحركة السياسية الكردية 
لاسيما الحقوقيين والخبراء السياسيين
 والذين نكن لهم الاحترام الشديد على تواضعهم وفهمهم لواقع الحركة وخدمتهم الدائمة لشعبهم
بالتنسيق مع الجيل الجديد.
 ٢- اعطاء المجال للجيل الجديد الثوري من البنات وشباب الكرد،   اصحاب الاختصاصات المختلفة و الذي لا يفقه سوى سياسة التضحية والفداء ونكران الذات والذي اثبتوها وبجدارة في انتفاضة الثاني عشر من اذار المجيدة 
.وتاسيس تنسيقياتهم الشبابية  والتي عمت صوتهم جميع انحاء البلاد والعالم وهزت اركان البعث من جزورهاواجبرتهم للاستنجاد  بالبعض من هؤلاء القيادات التقليدية لفرملة حركة الشباب الثورية.
الشباب والطلبة هم راس الرمح في كل انتفاضة وثورة. ذاك ماقاله الاب الروحي للكرد ملا مصطفى بارزاني
فريدريكستاد ٥/٧/٢٠١٩

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…