زاكروس عثمان
قال فؤاد عليكو، ممثل المجلس الوطني الكوردي في الائتلاف التركسوري، بعظمة لسانه، في حديث الى قناة /رووداو/، ان الحكومة التركية أهملت المجلس الكوردي، لرفضه الهجوم التركي على عفرين، موضحاً أن مسؤولين أتراك أبلغوهم “إنكم تساندون حزب الاتحاد الديمقراطي”.
المعنى الحرفي لهذه الكلام هو ان اعضاء المجلس موجودين في استنبول للاستجمام والترفيه، وان بقائهم في الائتلاف التركسوري هو من اجل الرحلات السياحية الى بلدان العالم.
ولو ان هذا الكلام خرج من شخص اخر او جهة اخرى، ونُسبَ الى عليكو، كنا نقول هذا كذب وافتراء على الرجل، وان بعض المغرضين من امثالي يرمون الى الطعن في المجلس وحزب يكيتي الكردستاني واتهامهما بالانحراف عن خط الحركة الكوردية القومي التحرري، الذي- صرعونا به- منذ 2011، بقدر ما اتخذوه مادة للمزايدة على غريمهم حزب الاتحاد الديمقراطي.
إذ طالما عليكو يكشف علانية، ان تركيا غير راضية عنهم لان المجلس يرفض الهجوم التركي على عفرين، فماذا ينتظرون من تركيا حتى يتمسكوا بها بكل هذا الاصرار، هل يتوقعون ان تقدم لهم الفيدرالية، ام تتعهد بعدم احتلال ما تبقى من روزئافايي كوردستان، ام انهاء احتلالها لعفرين، اذا كان عليكو يقول ان تركيا لا تنصت لنا، وانها تطبق سياسة تتريك وتعريب عفرين، وتنفذ عملية تخريب ممنهجة لتركيبتها الديموغرافية، بتشريد كوردها وجلب المستوطنين اليها من ريف دمشق، والمجلس لا يستطيع فعل شيء ازاء كل هذه الجرائم والانتهاكات.
الا يدل ذلك الى ان بقاء عليكو ورفقته من فرسان المجلس في استنبول وفي الائتلاف التركسوري، بات يلحق افدح الاضرار بملف روزئافايي كوردستان، فما هو سر المغناطيس الذي يجذب المجلس وعليكو الى تركيا بهذه الشدة، غير مكاسب خاصة بحتة ومواقف شخصية كيدية صرفة، حتى انهم ما زالوا يمتنعون عن تسمية الوجود التركي في عفرين على انه احتلال، حذر اغضاب (ولي النعمة) تركيا والائتلاف التركسوري، حتى ان عليكو لم يمتلك الشجاعة كي يصف الفصائل التي تحتل عفرين وترتكب جرائم حرب بحق ابنائها على انها (عصابات سلفية ارهابية)، بل اعتبرها (مجموعات مسلحة).
مع ان تصريحات عليكو اشارت بجلاء الى ان انتهاكات الجيش التركي والفصائل الارهابية- الاستيطانية، جرائم حرب تقوم بها قوات اجنبية تحتل اراض دولة اخرى، وباتت هذه التناقضات المريعة في تصريحات المجلس الكوردي، مثيرة للسخرية، هم يقولون تركيا لا تعير لنا اهتماما، ويتحدثون عن جرائم الفصائل الاستيطانية المحتلة لعفرين، ولكن عمليا يقفون بقوة الى جانب تركيا والائتلاف التركسوري وفصائله الارهابية، فاي عليكو نصدق هل الذي ينتقد بخوف وحذر تركيا، ام عليكو الذي يتمسك بأنقرة بيديه واسنانه، مع انه شدد على أن ليس بإمكان المجلس تقديم أية مساعدة لعفرين سوى إصدار ههههه البيانات التنديدية وإيصال صوت أهالي عفرين إلى العالم.
اذا ذريعة عليكو وصناديد المجلس باستنبول، للبقاء في الشباك التركي وحلقة الائتلاف التركسوري، هي اصدار بيانات التنديد؟ وايصال صوت ابناء عفرين الى العالم؟، حجة مضحكة جدا، كيف يصدقك العالم حين تتحدث عن الكوارث في عفرين، وانت تفتخر بانك شريك استراتيجي للأطراف التي ترتكب جرائم الحرب فيها، اما عن بيانات التنديد فلست بحاجة يا عليكو ان تستعصي في استنبول حتى تستطيع اصدار بيان، حيث ان فضاء مواقع التواصل الاجتماعي واسعة، ويمكنك ان تصدر كل يوم 50 بيانا دون الحاجة الى انقرة، كذلك تستطيع ايجاد منصات بديلة توصلك الى عواصم العالم كي تذرف الدموع على عفرين واهلها، يا اخي اذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي يمنعك عن النضال في قامشلو، اذهب الى هولير، ترى هولير ايضا فيها فنادق ومطاعم فخمة، واذا لم تعجبك اذهب الى السليمانية.
لا شك ان تصريح عليكو الاخير، يترجم قلق المجلس الكوردي من انكشاف فشله وافلاسه، وخوفه من ان تركيا لم تعد بحاجة الى خدماته، وحان الوقت للاستغناء عنه، وهذا يضع المجلس في وضع حرج لا يحسد عليه، حيث انه تنازل كليا لتركيا والائتلاف السلفي- الشوفيني عن الملف الكوردي، ولم يحصل منهما سوى على كمشة دولارات، فيما كنا نجدهم سفراء القضية الكوردية الى تركيا والعالم، سوف لن يعودوا الى قامشلو الا وهم يحملون الفيدرالية على الاقل.
مساكين تركيا لم تستجب حتى لمطلبهم الواحد الاوحد بالقضاء على حزب الاتحاد الديمقراطي، وتدمير المنجز الكوردي الوحيد المحقق على الارض (الادارة الذاتية), فهل جاء حديث عليكو تبريرا استباقيا، لامر يتخوف منه المجلس الكوردي، الا وهو طرد فرسانه من تركيا، واخراجه من الائتلاف التركسوري.
ولا بد لـ عليكو عراب المجلس، ان يضع مسؤولية فشله الذريع، في رقبة طرف اخر، وهذا الطرف هو حتما حزب الاتحاد الديمقراطي، حيث قال: (المسؤولين الأتراك ينظرون إلى المجلس الكوردي بنظرة سيئة، وأبلغونا بأنكم تساندون حزب الاتحاد الديمقراطي)، هكذا اذاً لولا ان المجلس ساند وحدات حماية الشعب- الكردية!!، ودافع عن الادارة الذاتية!!، لكانت تركيا قدمت استقلال كوردستان الى عليكو على طبق من ذهب.
اي احمق يصدق كلام عليكو، وهو مع فرسانه ظلوا على المنابر الاعلامية والمحافل الدولية، يصدحون (وحدات حماية الشعب) ارهابية، ويطالبون بوضع روزئافايي كوردستان تحت احتلال الجيش التركي.
هذا هو عليكو بدل من ان يحمل الجيش التركي والفصائل الارهابية، مسؤولية مقتل واصابة المدنيين في عفرين، يقول أن (عدداً كبيراً من المدنيين فقدوا حياتهم جراء وضع مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي المفخخات والعبوات الناسفة في المنطقة)، اي نعم سقوط الضحايا سببه القوات الكوردية، وليس الطائرات والدبابات والمدافع التركية، والعمليات الارهابية التي تقوم بها الفصائل الاستيطانية، فأي مساندة يقدمها عليكو الى القوات الكوردية حتى تغضب منه تركيا كل هذا الغضب.
كان حري بـ عليكو ان يكون صادقا مع نفسه، ويقول ان تركيا ترفض الكوردي حتى لو كان منبطحا لها، وانها لم تعد تريد المجلس، لان قضية الهجوم على روزئافايي كوردستان ليست من صلاحية عليكو، بل القرار اكبر من تركيا ومن المجلس، باعتبار هذه القضية تقررها امريكا و روسيا.
نعيد ونكرر ان اي طرف كوردي يروج لمقولة ان لا مشكلة لتركيا مع الكورد، بل المشكلة محصورة بينها وبين حزب الاتحاد الديمقراطي، انما هو يخدم المشروع الاحتلالي التركي عن دراية او عن غباء، لان تركيا لا ترفض حزب الاتحاد الديمقراطي فحسب، بل ترفض اساسا فكرة وجود الامة الكوردية، هذه تركيا غير راضية عن عليكو وحزبه ومجلسه، رغم انهم كورد جيدين؟، وها هو عليكو حزين ويقول تركيا ليست راضية عنا، حسنا اذا انقرة غير راضية بالمجلس الكوردي الجيد جدا؟، فكيف سترضى بالكوردي السيء الذي يطالب بحقوقه.