وتستمرّ المجزرة…..! تفاصيل استشهاد المحمدين الثلاثة وجرح آخرين: مخطط وأسرار مخفية..!

إبراهيم اليوسف
ها قد مرّ شهران كاملان على مجزرة قامشلي ،الأخيرة ، التي ارتكبت في العشرين من آذار 2008 ، ليلة عيد نوروز القومي ، بل الإنساني ، لدى أربعين مليون كردي في كردستان ، وفي الشّتات ، والمهاجر، حين كان الآلاف من الشباب الكردي قد خرجوا إلى الشوارع ، في مدينة قامشلي، كما تقتضي طقوس عيد نوروز ، ويشعلون الشموع ، في ذلك المساء الآذاري ،نزولاً عند توجيه أحزاب الحركة الكردية التي تبنّت قرار إشعال الشموع ، بشكل حضاري ، في شوارع المدن ، الآهلة بالسكان ، والابتعاد عن إشعال النّار، إلا في الساحات البعيدة عن الأماكن الآهلة بالسكان ، استمرار اً لرسالة نوروز ، السلمية، والحضارية. 
وكان شباب مدينة –قامشلي – كغيرهم من شباب الكرد في شتّى أماكن تواجدهم ،أينما كانوا، يتحلّقون حول نار الشموع الرّمزية، نار كاوا التي ستظلّ مشتعلة ،إعلاناً عن الانتصار على المستبدّ أزدهاك ، مادام الربيع سيعلن بعد ساعات عن اعتدال دورته ، ويبدأ عام كرديّ جديد ،عام آخر ، في دورة تقويم بدأ منذ 2620عاماً، مضى. 
منذ بدايات شهر شباط الماضي ،كانت المناطق الكردية ، ومناطق التواجد الكردي ، تشهد استقدام قوّات عسكرية كثيرة ، وهي في حالة استنفار قصوى ، دون أن يكون هناك أي مسوّغ . 
لعلّ النّافخين في بوق النّفير من قبل السلطات المحلية، لديهم حسابات أخرى ، هي في المحصلة خارج حسابات الكرديّ ، بيد أن مواعد : 12 آذار – ذكرى انتفاضة قامشلي ، وشهدائها ، وكذلك 16 آذار ذكرى “حلبجة” ، ويوم عيد نوروز تجعل بعض أولي الأمر ، ممن شوهوا صورة الكردي ، أو شوّهت هذه الصورة في أعينهم ،يبالغون في الإساءة إلى الكردي ، باعتباره مشروع عدو ، بل عدوّاً ، وكيف لا مادام يسمّى الرّغيف والماء والوطن ، بأسماء أخرى ، أسماء كردية ، و لا يقبل التزوير في أن يكون غير كردي ،و لا يرضى أن يسجل زورا في خانات غير خانته،نزولاً عند ما فرضه ميشيل عفلق ، وساطع الحصري وزكي الأرسوزي ، و كمال أتاتورك وغيرهم من منظري الفرس معممين وغير معممين، فرادى ومجتمعين ، وهو من حقه ، بل منهم من يذهب أبعد من كلّ ذلك ، لينسى كلّ خلافاته مع الدكتاتور صدام حسين – في ما لو وجدت ولم يكن مصفّقاً له في الأصل – ويرى أنّ الكرديّ لم تسل دموعه أثناء سقوط تماثيل هذا الدكتاتور، بل ثمّة من يرى أن الكرديّ كان حصان طروادة في استقدام أمريكا ، كي يتجرّأ واحد كأبي تحسين ويضرب بنعله على وجه أحد صور صدام ، في لحظة سقوطه وتماثيله ، كإعلان عن أفول زمان الظلام ، وبزوغ فجر الشعوب ، دون معرفة أن أمريكا انطلقت طائراتها لتغير على بغداد ، من عواصم عربية ، ترتفع فيها أعلام إسرائيل في سفاراتها في تلك العواصم .
من هنا تماماً، نجد أن إطلاق النّار من قبل دوريات أمنية على هؤلاء الشبان الذين كانوا يواصلون احتفالهم ،من خلال عقد الدّبكات الشعبية الجميلة ، حول نار كاوا المشتعلة أبداً ، وذلك بعد عدة محاولات سابقة عليها، أولها قيام الإطفائيات برشّ الماء من مدافعها على الشموع لإطفائها، وتلذّ ذ بعض العساكر بأن تدهس أبواطهم العسكرية، أو أ حذيتهم المدنية، تلك الشموع،كي يتمّ إطلاق قذائف الغازات المسيّلة للدموع ، ويخلو الشارع من هؤلاء المحتفلين ، ويكاد لا يبقى إلا قلّة من المارة، جلّهم شباب لم يصدّق أنّ مصيراً مأساوياً في انتظارهم ، وأيّ مصير أصعب وأقسى من أن يطلق الرّصاص الحي،الممنوع دولياً على أجساد هؤلاء الشباب الذين لا ذنب لهم ، وهم يتلقّون هذه الرّصاصات الآثمة التي لا يمكن أن تطلق إلا بوساطة إصبع حاقدة ، لئيمة ، ضغطت على الزّناد ، فكان هناك ثلاثة شهداء هم :
محمد يحي
محمد زكي رمضان
محمد محمود 
وإصابة آخرين :
منهم خمسة أعلنت أسماؤهم وهم:
محي الدين فاطمي
محمد ير فاطمي
رياض شيخي
كرم يوسف 
حيث هناك أكثر من حالة، لم يشأ ذوو الجرحى خلالها إعلان أسماء بنيهم ، خشية البطش الأمنيّ ، ولاسيّما إنه في مجازر سابقة : مجزرة 12 اذار2004 – مجزرة 5-6-2005 و2/11/ 2007 اعتبر الجرحى موقوفين ، بل امتدّت حملة الاعتقالات أوسع منهم ، كي يتمّ الاعتقال كما يقال على الهويّة ، وخاصة أثناء انتفاضة آذار ، في قامشلي والمناطق الكردية ، ومدن تواجد الكرد ، وكذلك بعيد المسيرة السلمية الاحتجاجية على اغتيال الشهيد الشيخ معشوق الخزنوي، في مدينة قامشلي…..! 
طبعاً ، إنّ تهويل التحسّب من الكرد ، خلال أربعين يوماً سبق عيد نوروز ، وبما يعني ذلك من حالة تأهيب – رجل الأمن – ليتوهّم أنه أمام عدوّ حقيقي، لا أمام مواطن ، فحسب ، لا يمكن النّظر إلى تاريخ سوريا ،و خريطة المنطقة عموماً، إلا و استذكار دوره ، بل دور أجداده ، الذين طردوا الغزاة والمستعمرين ، وتعاملوا مع أخوتهم – في الدّين- بروح لا مثيل لها، تكاد تكون غير مسبوقة ،من نكران للذات. 
وها هو قائد الشرطة في محافظة الحسكة يصدر بتاريخ 17/3/2008 أمراً إدارياً *1 بمناسبة ما يسمى عيد نوروز –كذا- في عرف ناكري خصوصية الكرد،عبر إعلان النفير العام في منطقة الجزيرة ، ولقد كان ممكناً أن يكون ما حدث في يوم نوروز نفسه، كما يخشى من قراءة الأمر الإداري الموزع عبر الهاتف المسجل. 
ومن هنا، فإنّ إطلاق النار – كما يتوضّح في فيلم قصير ما أحوجنا إلى التعليق عليه كتابيا وتوثيقياً – من قبل رجال الأمن ، ممن كانوا في سيارة بيك آب نيسان دوبل كمين، تتبعها سيارة جيب عسكرية ، في كل اتّجاه ، بحيث لا تزال آثار الرّصاص على أبواب بعض المحال التجارية التي اخترقها شاهداً ، هذا الرّصاص الذي قصد الكردي ولا أقول : 
الطّائش ،إذ تمّ تصوير الكثير من هذه الاعتداءات على الشارع ، بل وفي الشوارع الفرعية ،حيث يؤكّد أحد الجرحى أن أحد العساكر ، وهو يحدّد إلى أية جهة ينتمي، راح يصوّب بندقيته عليه2*، بل إن اثنين كانا في بيتهما 3* من الجرحى ، فاخترقت رصاصة أطلقت عليهما من بعد أمتار قليلة ، كي تخترق جسديهما معاً ، بل إن جريحاً آخر كان على بعد حوالي مئتي متر ، من الشارع العام ،توجّهت إليه رصاصة أصابته في صدغه تاركة فتحتين4* ، ناهيك عن طفل *5- في التاسعة من عمره، انبطح أرضاً ، كما أمره عمّه الذي كان معه ، حين سماعه صوت الرصاص من حوله ، فتركت الرّصاصة أثرها على جلد ظهره ، عبر إصابة لعلها كانت ستميته، لو لم يتّخذ تلك الوضعية . 
أمّا ثلاثة الشهداء ، أو ممّن سميوا ب: المحمدين الثلاثة ، فلقد كانوا جميعاً – في لحظة إطلاق النّار- من العابرين الأبرياء، أحدهم كان يقصد الحلاق6* ، وآخر كان يقصد أحد محال الكمبيوتر7* لإنجاز حلقة بحث جامعية ، طلبت منه ، فأراد إنهاءها في عطلته ،وكان ثالثهم8* عائداً من دورته *، وهو طالب ثالث ثانوي علميّ ، وهو أول جرحى هذه المجزرة ، وآخر شهدائها ، ولعلّ الأكثر إيلاماً أن اثنين من الشهداء الثلاثة ، كانا قد احتفلا في اللّيلة التي قبلها بعيد المولد النبوي ،حيث أقام أحدهما الاحتفال في منزله9* ، أما الآخر فقد شارك في الاحتفال في أحد الجوامع في شريط مصوّر10* . 
ولعلّ التدقيق في الدقائق القليلة التي تمّ تصويرها من قبل أحدهم ، كما يبدو للحظة إطلاق الرصاص ، وما قبلها ،تبيّن كيف أن الشباب كانوا يواصلون احتفالهم الجميل ، بشكل سلمي ، لائق ،وكيف أنّ الدورية الأمنية الآثمة باغتتهم بإطلاق الرّصاص ، فتنشر الهلع والخوف ، وتحول العيد إلى مأتم ، والفرح إلى عويل ، ومأساة….! 
وجاء الشريط الذي صور المصابين – شهداء وجرحى – ليبين مدى بشاعة المجزرة التي ارتكبت بحقّ هؤلاء الأبرياء ،وهو ما كان يدعو لأن تقشعرّ الأبدان لهول تلك الجريمة النكراء ، خاصة و إن إصابات الشهداء الثلاثة ، كانت بوساطة الطلقات المحرّمة ، كما أكّد ذلك مصدر طبيّ ، حيث إن الرّصاصة كانت قد تركت فتحة واحدة ، قبل أن ينفجر صاعقها ، كي يبقى أحد هؤلاء الثلاثة على قيد الحياة ،في انتظار تأمين التبرّع بالدم ، لزمرته غير المتوافرة ، كي يقبل مئات الشباب من أجل هذا ، ليطلق الرّصاص من قبل قوات الشرط التي هناك في الهواء لتخويفهم ، ويمنعوا من الاقتراب من مشفى فرمان – إذ كان هناك أكثر هؤلاء الجرحى ، ومن بينهم الجريح – حرج الحالة 11*– دون أن تفلح توسلات الطاقم الطبي بالسماح للمتبرعين بالدم لدخول ، بل إنّ أكثر من فوج نسائيّ تمّ إبعاده ، وتمّ إطلاق النّار كذلك في الهواء ، لإبعاد كلّ من هرع إلى المشفى، ومنع جميعهم من التبرّع بالدم إلى أن يتدخّل سكرتير اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري 12* ، ويحصل من محافظ الحسكة على الموافقة بالتبرّع بالدم ، وهو ما يتم من قبل بعضهم في الطاقم الطبي الطوعي ، أو المقيم في المشفى ، ولكن “و لات ساعة مندم” ،حيث إن هذا الشاب فارق الحياة* ،وتنطفئ أنّاته التي ستتواصل ، أبداً ، كي تدين هؤلاء القتلة ،أياً كانوا، كأبشع مجرمين حقاً ، وهل أبشع ممّن يطلق النار بوجه شعبه ، وأهله……..!. 
وإذا كانت الجهات المعنية ، لم توسّع دائرة الفتنة التي أشعلتها الجهات الأمنية –في هذه المرّة- من خلال شنّ حملة اعتقالات كما كان يحدث – ضدّ كلّ من يدبّ من الكرد في شوارع المدينة، وعلى الهويّة، كما جرت عادتها ، فقد تمّ توقيف اثنين من الشبان ، تبيّن أن كليهما لم يكونا موجودين في ساعة إطلاق النار على المواطنين ، ليتمّ إطلاق سراحهما* 13 
ولعلّ قاضي الفرد العسكري – كما قيل – حين مرّ على الجرحى ،حاول التهوين من آلامهم وتشجيعهم بالقول : 
إن من أطلقوا عليكم النار ها هم يتحاسبون ، وهو ماردّدته أكثر من جهة رسمية ،وبشكل غير رسمي ، حيث تم بثّ دعاية قوية بأن مدير منطقة قامشلي ، دافع عن أمر إطلاق النار ، و إنّه نفسه قد صرّح بذلك ، على حدّ قول بعضهم ، بل إن محافظ الحسكة الذي يقال إنه نفى أن يكون له علم بذلك ، إلا إنه قد قال حرفياً ، بحسب الرواية والراوي: 
الشرطي كان أمام خيارين ،إما أ ن يقتل ، أو يقتل ، ويدخل السجن ،فلجأ إلى الخيار الأخير، وهو ما يتمّ هنا انطلاقاً من شائعة المنطق الأمني الذي صار يروج على الفور :
شباب الكرد رموهم بالحجارة ،بل إنّ هناك من راح أبعد ذلك ، بأن هناك إمرأة كانت قد أطلقت النار ،ليسوّغ هذه الجريمة الأمنية ، زوراً ، وهو ما سبق ولجأت إليه هذه الجهات قبل الآن ، رغم إن هذه الجهات ، لو يتمّ إطلاق رصاصة في أقصى قرية بعيدة ، فهي تستطيع الاهتداء إلى مصدرها،وتوقيف مطلقها ، وهو ما لم يتم ، هنا …؟!… 
ولعلّه في الحقيقة لا أحد فوق القانون ، ولا أحد ضدّ أن يتمّ – قضائياً وبشكل شفاف ونزيه– محاسبة أي مواطن ، خالف الأنظمة والقوانين ، بيد إن إطلاق المخيلة ، من ذهنية التآمر ، وفبركة مسرحيات لا تصدّق في كلّ مرّة ، شهودها من البيت الأمنيّ ، نفسه ، أو ممّن هم أصلا من الجناة ، وبطانتهم ، فذلك ما لا يصدّق ، ولعلّ الردّ على مثل هذه التهم المضللة هو:
هل يجوز الحكم بالإعدام على أحد ، دون محاكمته ، بحيث يكون رجل الأمن : قاضياً ومحامياً وواضع قانون على مزاجه ، ويكون الكرديّ محكوماً عليه ب” الإعدام”، حتّى وان كان لا يعرف أصلاً ما يدور من حوله ،و لا علاقة له بالتّهمة التي يدفع حياته من أجلها….!. 
وحسماً لكلّ حديث هنا ، فإن المسؤولية تظل عامة ، وسيكون القرار مركزيا ً ، والسلطة كلها مسؤولة عما تم ، ما لم تتم محاكمة نزيهة شفافة، بهذا الخصوص، يبين فيها من المجرم ؟، آمراً ومأمورا منفذاً ،على حد سواء، كي تتمّ محاسبتهم…..! 
وإذا كانت هذه الجريمة النّكراء قد لاقت إدانة واسعة على امتداد الشارع الوطنيّ الحرّ ، بسبب عدم نجاعة العقل الأمنيّ المدبّر هنا ، من إبداع أكذوبة مقنّعة ، في هذه المرّة ، ومن هنا ، فإنّ البيانات التي صدرت من أكثر منظمات ولجان حقوق الإنسان السورية ، والعالمية ، ناهيك عن الإدانة الواسعة من قبل المعارضة السورية ، لما تمّ ، إضافة إلى الاهتمام الإعلاميّ الواسع ، رغم ارتفاع أصوات لا يصدّقها أحد من الناطقين الرسميين وشبه الرسميين سورياً، ناكرين ما تمّ ، لا مستنكرين الجريمة ، بل مهوّنين من شأنها ، على إنها قد تكون مجرّد حادث مرور ، إلا إن الإعلام الرسميّ السوري ، حاول التعتيم على المجزرة الرّهيبة ، رغم إن هذا الإعلام قد يتحدث أحياناً عن حوادث تافهة ، لا شأن لها قط . 
وإذا كانت الأحزاب الكردية ، قد تداعت في هذه المرّة – وبعكس الثاني من آذار – بشكل سريع ، كي تتفق على إدانة الجريمة البشعة ، والمطالبة بمحاكمة شفافة نزيهة للجناة ، فإن المنظمات الحقوقية التي ولدت بعد الثاني عشر من آذار14* ، كانت ذات حضور لافت في هذه المرّة ، حيث تم اعتماد البيان المشترك للمنظمات الثلاث من قبل الكثير من المنظمات الحقوقية المحلية والعربية والعالمية، كي تتمّ إدانة هذه الجريمة ، والدّعوة لمحاكمة المجرمين ، لئلا يتمّ تكرار مثل هذا الاعتداء على المواطنين الآمنين، كذلك صدر بيان محلي لمنظمتي اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين والشيوعي السوري-الرفيق خالدبكداش (في الجزيرة ) بعد ارتكاب المجزرة مباشرة ، تمّت المطالبة عبرهما بضرورة محاكمة المسؤولين عن الجريمة، انطلاقاً من الحرص على الوحدة الوطنية، ، كما أن جريدة قاسيون أدانت هذه المجزرة الرهيبة، ولم تكتف ببيان منظمة الجزيرة حول ذلك.
ولقد تمّت تغطية مباشرة من مواقع الانترنيت المستقلة ذات الحضور المباشر : كمياكردا – ولاتي مه – كسكسور- 12 آفدار- شرمولا- كول وبرين بالإضافة إلى بعض المواقع الفاعلة للأحزاب الكردية إلخ- بل إن أحد المواقع الكردية وهو موقع – keskesor – قد تم تصوير الاعتداءات التي تمت لصالحه ، كي يتم نشر لقطات هذه الجريمة ، وبالتعاون مع بعض المواقع أخرى:
آفدار- كمي، لتتم التغطية الإعلامية المطلوبة ، لسير الحدث باستمرار ، ولكي يتساوق هذا مع ما كانت المواقع الالكترونية الكردية الأخرى ،بل وبعض المواقع العربية ، تقوم به ، على نحو ملحوظ ، مادام إن هناك حاجة لفضائية خاصة بكرد سوريا ، وهو ما يظلّ بمثابة سؤال قائم بحقّ، إلى أن يتحقق 
وإذا كانت مجزرة العشرين من آذار ، قد لاقت اهتماماً كبير اً من قبل الرأي العام ،حيث تمّ استذكار ما تمّ من قبل الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، بل وصدر بيان باسم رئاسة إقليم كردستان العراق ، أكد أن ما تم هو – قتل على الهويّة- و هو غير مقبول ، ولا نستطيع أن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما يجري ، وهو ما شكل ارتفاعا في الخطّ البياني ، للموقف المعلن من قبل حكومة الإقليم تجاه ما يجري بحق كرد سوريا.
إلا إن سؤالاً ملحاً بات يطرح نفسه :
لماذا صمت الكثير من المثقفين الكرد في سوريا ، إزاء ما جرى ، وإن كنا نجد تحرّك بعض أصحاب الأقلام التي سبق وتنطّعت للكتابة عن الاستبداد والجرائم التي تمارس بحقّ كرد سوريا ، قبل وبعد آذار2004 وحتّى هذه اللحظة ، مقابل تحرك نسبي لأقلام أخرى ، استدركت تقصيرها الذي تمّ من قبل، وهي ظاهرة إيجابية جداً…
ومن هنا ، فإنّني دائما لا أميل إلى ذمّ من لم يتنطّع للكتابة من بين مثقفينا في مثل هذه الحالات الحرجة ضدّ أهلهم ،بأن يكتب، معاذ الله ، بل ألتمس بيني ونفسي الكثير من الأعذار لهم ، بيد أن ما لا يمكن قبوله هو تحرك – قلة- من هؤلاء ، للإساءة إلى سواهم ( وأنا طالما كنت ولازلت ضد الإساءة إلى من لم يكتب ما دام لم يسىء إلى غيره ممن كتبوا ) فهو- بحق- ما يدفع إلى الكثير من التساؤل ، وإنه سلوك في أفضل تسمياته- خلط للأوراق- ومحاولة المساواة بين من يلعب دوره ، ومن لا يلعب دوره المطلوب، وقد يأخذ شكلا ً أكثر خطورة ، حين يتمّ الإمعان في الإساءة المتعمّدة إلى من يلعب دوره الإيجابي ، في أمثلة معروفة ، في هذه الحالات …..!؟ .
أجل ، إن بعضاً ممن لم يكتبوا، راح يفلسف صمته ، لكنه،على أي حال ، لم يعد مقبولاً من أحد ، بعد الآن ، الكتابة ضمن ما هو مسموح ،والكفّ عمّا هو غيرمسموح به، وفق رغبة الرّقيب ….! .
وإذا كانت انتفاضة 12 آذار 2004 ، قد استطاعت أن ترمّم العلاقات الحزبية ، بين الأحزاب الكردية ، وتجمع ممثلي هؤلاء على- طاولة واحدة- إلى حين ، إلا إنه وللأسف ، فلقد بات الخروج من تحت هذه المظلة ، منذ التحرك لتشييع جنازات الشهداء ، وليزداد الشرخ الآن، كما يحدث ضمن التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا ، كي تعود حالة الخلاف- لا الاختلاف ، بعد الانتهاء من تشييع الشهداء أمام سؤال:
لماذا لم نحتفل بعيد نوروز؟ 
نص التعميم :
صدر أمر إداري من قيادة شرطة محافظة الحسكة بتاريخ 17/3/2008 بمناسبة احتفالات عيد نيروز تم تعميمه على مدراء المناطق و قيادة شرطة محافظة الحسكة ، و أمين فرع حزب البعث بالمحافظة ، و الشعب الحزبية و الضباط أصحاب العلاقة، و رؤساء البلديات و المشافي الحكومية، و رؤساء المراكز و المخافر ، بغية تقسيم المناطق إلى قطاعات عسكرية، إضافة إلى وضع قوى احتياطية تحت تصرف تلك القطاعات ، و تشكيل حواجز مرورية ثابتة في مداخل المدن والطرقات لحجز كافة سيارات الركوب والباصات التي لا تتقيد بخطوطها الأصلية المحدّدة لها في خطة سيرها، ووضعها في مرائب الحجز حتى إشعار آخر مع توقيف السائقين التي تحجز سياراتهم ويؤمن ركابها في مواقع الحجز وقد أوكل إلى آمري تلك القطاعات المهام التالية :
منع إشعال النيران بالساحات العامة والطرق الرئيسية والفرعية والأماكن العامة المأهولة بالسكان سواء منها بالمدن أو بالأرياف ضمن منطقة عملها اعتبارا ً من تاريخ 20-3-2008 
-حفظ الأمن والنظام في مواقع التجمعات، ومنع المظاهرات ذات الطابع السياسي ، مهما كانت من قبل القائمين بهذه الاحتفالات والتجمعات والفرق الفنية والمسرحية
-تحمّل كافة العناصر سلاحها الفردي، بالإضافة إلى البارودة الروسية، والوحدة النارية الكاملة .
توافى بتقرير مفصل ودقيق عن سير الاحتفالات وما جرى وما قيل فيها وأسماء المسؤولين عنها والمتحدثين من قبل آمري القطاعات. تعلم عن أيّ حادث أو طارىء يخلّ بالأمن فوراً، ويتمّ اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة أصولا من قبل آمري تلك القطاعات يبلغ هذا القرار من يلزم لتنفيذه./ .
2-الجريح رياض شيخي أصيب في كتفه ورأى كيف تم التسديد عليه من قبل مطلق النار عليه.
3-الجريحان : محي الدين فاطمي ومحمد خير فاطمي
4- كرم يوسف
5- خليل سليمان حسين
6-7-8- على التوالي: الشهداء المحمدون:
محمد زكي رمضان- محمد يحي- محمد محمود
9- الشهيد محمد محمود
10- الشهيد محمد يحي(استشهد وفي رقبته علم وخريطة كردستان)
11- الشهيد محمد محمود
12- الأستاذ ملول عمرو …..!
13 الشابان آراس يوسف باور عبد الرزاق
14-المنظمات الثلاث : 
المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا – داد – اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا – منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف
– كذلك فإن منظمة حقوق الإنسان في سوريا-ماف ، ركزت في بيانها “نورو زنامة” عشية نوروز ، على ضرورة التحلي بالانضباط وإحياء عيد نوروز بشكل حضاري من خلال اعتماد الشموع ، وهو ما تم في الحقيقة دون إشعال أطر السيارات – مثلاً- ودون إغلاق الطرق العامة، وهو ما يسجل لهؤلاء الشباب 
-الشهيد محمد محمود أول من أصيب كان قادماً للتو من حضور دروس إحدى الدورات التعليمية
-السيد ملول عمرو تدخل بشكل لافت لمنع مرافقة قوات الشرط لموكب تشييع الجنازات ، خشية تفاقم الاضطرابات ، وكان وراء تسليم الجنازات لذويها، ليتم دفنها ، من قبلهم، وعدم الحجز عليها حتى الصباح 
-في عصر يوم22-3-2008 تم نشر إشاعة مغرضة ، على نطاق واسع ، وضمن مخطط مدبر باتقان ، بأن أحد الجرحى الأربعة قد توفي ، وتم حشد الكثير من قوات الأمن تحسباً لما يتم، وملأت الشائعة المدينة، منتشرة بسرعة البرق ، واحتشد الآلاف من الشباب أمام جامع قاسمو ، بل على امتداد طريق عامودا ، بيد أن عدداً من سكرتيري الأحزاب وقيادييها، والسيد صالح كدو ، وآخرون من الشخصيات الوطنية ، و ذوو الجرحى و-أنا من بينهم – قمنا بتبيان الحقيقة للشباب ، خوفاً من أن يلحق بهم الأذى ، ولاسيما وصورة مسيرة5 -6-2005 كانت أمام الأعين ، فانفضّ الكثيرون ممن اجتمعوا في تلك العصرونية أمام جامع- قاسمو- في الحي الغربي الذي انطلق من أمامه موكب تشييع جنازات الشهداء في 2004-2008 ، بعد أن أدركوا أن هناك ثمة كذبة، يجب أن تجهض…….! 
-مرّةً أخرى لعب الأطباء الكرد ، وعموم الطاقم الطبي والإداري دوراً مشكوراً عليه في التطوع في معالجة ممّن تم إسعافهم ، مغامرين بأرواحهم تحت خطورة القصف الناري الذي كان يتمّ
– لم تتم – حتى الآن- أية محاكمة قضائية رسمية للجناة ، و هو ما دعا إلى القول من قبلنا:وتستمرّ المجزرة
2008 / 5 / 24 
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=135550&r=0

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…