في جدلية القداسة الحزبية والقائد المطوب

وليد حاج عبدالقادر / دبي 
على الرغم من بعض التوجهات العقائدية وزعمها العلمانية بمرادفة الحداثة وما يصاحبها من توصيفات ملحقة بها من مصطلحات مخيالية متكررة ، ولكنها – للأسف – تتداخل في اشكلة ذهنية مرتبكة وملتبكة بشدة تختلط فيها المفاهيم والمصطلحات وبتقصد ! ، تلك – الكركبات – كلها تترنح تحت وطأة الدوغمائية بلبوس شعاراتي فج عنوانها الأبرز هي الديمقراطية ! وتصبح – ديمقراطيتهم – كمفهوم ممارساتي هو شعار حق محاربة المعارضين والغائهم ، لا اعتقالهم فقط بل وتصفيتهم تحت بند الشرعية الثورية ، هذه المجموعات التي ضجت بها اوروبا وبعض دول القارة الأمريكية ، التي واكبت / برمجت انشطتها على متوالية القائد المقدس ووفق مفهوم التعالي المتطور ، وبات تسخير الوطن والشعب مجرد تجل صارخ لوحي القائد المبجل ، ذي الوحي الأبدي وغير القابل حتى بأنسنته مثل الانبياء معصوم من الخطأ ! . 
وبكل أسف ، نلاحظ كل هذه الأمور في الخاصية الكوردية ، حينما تبدو ملامح مرحلة ، وبآفاق منفتحة وجديدة في العمل لصياغة حلول لمعضلات مزمنة ، نرى تلك الحركات هي أولى الأطراف التي تسخر كل إمكاناتها سعيا الى نسفها ، ولتفرض بذلك سؤال واضح وصريح ! . لما كل هذه العنجهية في التعامل على مبدأ فرض الذات العقائدية وكجبر الهي ؟! ، وبهدف صريح منهجت لها وبانكشاف واضح بركائزية قوية ، وبنفحة بروباغنداوية تهشم كل الأسس وتجعل منها درجات رفع قداسوية لذات القائد ترفعه الى العلالي ، تترافق مع تخفيض سقف مطالب الشعب والقضية ، فتكشف – هكذا توجهات – بلا لبس ، أن من يعمل عقائديا يرفع من استحقاقاتها على حساب قضية شعبه التي يجعلها مرتكزا يستند عليها في تنفيذ أجندته العقائدية الخاصة ، هذه العقدة التي تنسف كل تشارك جماهيري متنوع أولا ، ولا تقبل سوى بهياكل هشة وذليلة تابعة ثانيا ، ولتتوضح مساعيها الأساس في العمل من أجل إعلاء خاصيتها الإيديولوجية ، وهنا ، وكمثال في الخاصية الكوردية ، لاحظنا كيف خفض المؤدلجون سقف الحقوق القومية للشعب الكوردي إلى أدنى مستوياته و .. في عودة ممجة إلى طروحات الأمميات ، لابل واستنساخها وبخطط مبرمجة مزعومة تبدأ من الخطة ا وتليها الخطة ب ، او : وهنا كورديا فقط ! يتوجب تطبيق مفهوم الأمة الديمقراطية ! وبعدها ستكون هناك مساع للخصائصيات الأخرى . 
إن الهروب من الإستحقاقات المصيرية والإرتهان على أمور ـ ماوراء انتصاراتية ـ وربط المآل القومي خاصة منه الكوردي كقضية أرض وشعب وكجزء حقيقي من كوردستان الكبرى ـ أقله كحلم مشروع ـ غير قابل إن للشرخ الذاتوي ، أو اللعب بها على متناقضات صنعية ، وهنا سيكون مبدأ حق تقرير المصير القضية التي يفترض بها ان تكون الهدف الرئيس ، لا أن تغلف وتوضع في ركن عصي ، وعلى انقاضها نرتقي وبتصميم على أن نصبح أحجار شطرنج يحركنا لاعبين محترفين ، و أمام هذه الإستحقاقات المعلنة ونحن نتقبل جميع الأمور دونها ، ولكن !! لا كفرضيات وأحاجي شخصية أو نصية وضعية تمسّ الشخوص لا الفئات أو الأحزاب بهيكلياتها التابعة ، ومن دون استحقاقها ، وهنا وككورد لازلنا غارقين في الجهالة ، ومن دون نص صريح ومفهوم موضوعي للقضية الكوردية كحقوق شعب وأرض وجزئية أو تجزئة كوردستان أربعا في أربع ، أبقيناها ، والأصح ابقيتموها كورقة متقاذفة وسط لاعبين لاأشداء ولا أقوياء وإنما ضعفنا الذي تفرضونه فرضا هو من : جعلنا و يجعلنا ورقة صفراء متدحرجة وسط لاعبين وأيضا ضعفاء …  كان سرخبون – الإستقلال – في وجه الحكم الذاتي مدعومة بوصفة ودمعة تخاذلية ، وتهقرت بادجلة فظيعة تائهة و تحت سقف فدرالية يتيمة مفرغة حتى من اسمها ، على ارضية تلك القاعدة الصلبة – المرنة ! سواه من وجدنا نحن منذ الأزل ليحيا هو !! . عندما ينشطر الوعي ذاتيا فيزيح منها حالة الكمون الملتبس رعبا استبداديا فيختلط اﻷمر على من انشطر منه وعيه ليتكلس روحية اﻹستبداد كنزعة مع هيمنة ايديولوجيته وحينها حتى مبضع اكبر جراح سيصعب عليه الفصل بين تلك الذات الملتبسة و … القراءة الممجة إن للحدث أو حتى تقريبها ، وبالتالي ! أوليس من المفترض أنه في المنعطفات الحاسمة يتوجب وبشكل جلي ، أن يكون كل من يعمل لأجل قضية شعبه والتي هي كانت الأساس في ظهورها كتوجهات ومجموعات منظمة ، لا التشبث بدثار / غطاء إيديولوجي لرونقة تشفيط الدسم القومي و : إعادة ترويج القضية القومية في جعبة غير متجانسة ومتناقضة بالمطلق مع الفحوى النظري من جهة وحقائقية الممنوح منها ل / آفاق قوموية أخرى / … السؤال الذي طرح ذاته يوما على الكوسموبوليتيين ؟ لماذا تتجاهلون قضاياكم وتدعمون النضال في نيكاراغوا / مثلا / كان جوابهم هو اهمية التضامن الأممي !! وهكذا كان موقف واحد من كوردنا ذي التوجهات الدينية ايضا عندما سئل : هل الكوردي غير المسلم أقرب اليك من المسلم الطاجيكي ؟! .. وهكذا !! .. أوليس من المفترض في البعد القومي ان كان له فوق الصفر خيار عند بعضنا ان نمأسس عليها ورقتنا ؟! .. أم … ؟! .. أن وراء الأكمات ما وراءها ؟! . 
أن تتغير العقلية كما المواقف عند بعضهم فيستبدلونها مثل القمصان ما يوائم يوميات الفصول يبرزون ماهيتها هي عينها المواقف التي ترتكز على اساس من المبدأية المبتذلة ، والتلاعب هنا ليس بالألفاظ ، بل منهجة خلط الأوراق كلها ووضعها في سلة المراهنات كتكتيك مبهم فيه او لإستراتيجيا ضائعة وعلى قاعدة التأثير والمؤثر في نمطية السلطة والتفرد التي تصبح الهاجس وقضية وجود او لاوجود في نسف حقيقي للمبدأ الأساس ومفهومية الديمقراطية حتى في أضيق صيغها الشعبوية هذا من جهة ، ومن جهة أخرى وبالرغم من صراحة الآخر في بعده القومي إلا أنه فيما لو كنا منحازين جمعا للحق القومي وكانت هي النقطة الأساس لبعضنا والرئيسة للبعض الآخر وفيما لو فكرنا كورديا في وسط معمعان العنصريات المتعددة التي تستهدفنا !! أو ليست هي النقطة التي يمكن ان نلتقي عليها وفيها .. أن الرش الديماغوجي لزيادة الشرخ بنيويا قد يستفيد منها الأقوى الآن سلطويا وكذلك قد يتمظهر فيها الآخر سياسيا ولكن ؟! .. كورديا : هل تتذكرون المظاهرة التضامنية التي تجاوزت نصف المليون ؟! .. اتمنى لو نلتم على مبدأ الأفضلية للقضية الكوردية و .. لنا كورديا بعيدا عن السفسطات النظرية و .. نعلم جميعا بأنها ستحتاج الى إزالة تكلسات وجبس مدعم بإسمنت ابيض مستورد وغريب عن البيئة الكوردية !! … هل سنستطيع جرجرة هذا الخلط الى قضيتهم المركزية وبالتالي تصبح هي خيمة للكورد ؟! وبتصوري أن كل شيء ممكن في معمعة هذا الزمن وممكاناته الغرائبية ، خاصة عندما يهيمن الترويج الإعلامي كبروباغندا والمبادئ الأساس تزحف بها وراءا ان ماتمت وأدها !! وتتمايل القضايا كما تختلط لتعلو وتنخفض ! فيصبح من يفترض فيه الأبرز لإنجاز الأهداف هو بحد ذاته الهدف الأسمى ، وعلى أرضية ذلك تجادل الجوقة ؟ لماذا ! ماهو المطروح كبديل مقابل الدولة الكوردية ؟ . يجيبك : نقاتل داعش في المنطقة الفلانية وووو .. تسأله عن حلم تحقيق الدولة … قوات سوريا الديمقراطية ليسوا فقط أكرادا . أن المرحلة المصيرية التي تمر بها المنطقة كلها تفرض وبكل جدية ، تحديد الأساسيات الجامعة للشعب والقضية وعليه بناء التوافقات الكوردية ، وعلى ارضية سليمة ، لاينفي او يهيمن اي جهة وتحت اية مسمى ، وبالتالي توسيع مهام وصلاحيات المرجعيةالسياسية بعد تأسيسها ، وخلق ارضية تشاركية حقيقية ستجعل من الكورد نقطة ارتكاز مهمة على الخارطة التي تتشكل وترسم من جديد ، والمصيبة ان غالبيتنا ندرك ذلك ومع هذا كل ممارساتنا تدفعنا للشك بأن القطيع هو الذي يقود بهوبرة ! لا القيادة تقود وفق ثقافة القطيع !! .
في تركية منذ اواسط السبعينات وبداية الثمانينات ظهرت فئة شبابية انتهجت سياسة قلب كل المفاهيم المتموضعة والمتراكمة تاريخيا في ارث النضال القومي ليس للحركة القومية الكوردستانية وانما زعمت في ارث جميع حركات التحرر ، واطلق الشارع الكوردستاني الشمالي / كوردستان تركيا / عليهم لقب / عجه له جي – المستعجلون/ كما واخذت مفاهيم التحرير والاراضي المحررة واسم الجمهوريات والدول / الكانتونات المعلنة / المحررة تتواتر وكان اشهرها دولة بوطان وبهدينان و … من هنا ، اوليست سياسة الكانتونات منهجا يتم ممارسته على قاعدة بوطان وبهدينان ؟ .. والثانية !!!! يطالبون الاخرين بالتغيير ! .. كيف ؟ أفلا تستوجب في قضاياكم الكبرى كثير من التغيير الجذري ؟ .. واولها نزعة القمع ، و سياسات الكي ، مع اليقين بان لسع الكلمة تبقى اقوى وانجع حتى من دوي رشاشات ال / دوشكا/ .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…