في أواخر شهر كانون الثاني عقدت الهيئة القيادية لحزبنا الوحدة الديمقراطي الكردستاني اجتماعها الاعتيادي واستهلته بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الكرد وكردستان. وناقشت جملة من المواضيع الواردة على جدول أعمالها حيث تداولت فيه الأوضاع السياسية الراهنة على الساحة السورية والكردية.
في المجال السياسي : توقف المجتمعون مطولاً حيال تداعيات قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا الذي أعلنه الرئيس ترامب بشكل مفاجئ ضارباً عرض الحائط الاستراتيجية الأمريكية في سوريا والتي كانت تتمحور حول محاربة داعش ودحره وطرد الميليشيات الإيرانية من سوريا وإيجاد تسوية سياسية للأزمة سوريا وعلى أثره إزداد الصراع في سوريا بين القوى الإقليمية و الدولية لملئ الفراغ والسيطرة على منطقة شرق الفرات والمناطق الكردية.
فروسيا أبدت عن ارتياحها من هذا القرار واعلنت ان الحل هو سيطرة النظام وحلفائه على كامل أراضيها بينما تركيا والتي تمر علاقاتها مع أمريكا بفترات صعود وهبوط على وقع خلافات عديدة تسعى وبالتنسيق مع روسيا لشن عملية عسكرية على منطقة النفوذ الأمريكي ولكن التصريحات المتناقضة للرئيس ترامب اردعت تركيا لبدء أي هجوم على سوريا بُعيد تغريدة ترامب بأنه سوف يدمر أقتصاد تركيا إذا قامت بأي اعتداء على الكرد وفي الوقت ذاته أبدى عن رغبته في معالجة الهواجس الأمنية لتركيا على حدودها المتاخمة لسوريا بإقامة منطقة آمنة بعمق عشرين ميلاً وبالرغم من الغموض الذي يكتنف إزاء إنشاء تلك المنطقة فإن تركيا تبذل قصارى جهدها لتنفيذها خدمة لمصالحها وأجندتها بغية استهداف آمال وطموحات الشعب الكردي بذريعة تقويض دور قوات سوريا الديمقراطية.
اننا في الوقت الذي نعرب فيه عن قلقنا إزاء المنطقة الآمنة المزمعة انشاؤها برعاية تركيا ونعده أمراً مرفوضاً وهي بمثابة احتلال على غرار منطقة عفرين، نُبدي عن تأييدنا الكامل لإنشاء منطقة آمنة في المناطق الكردية بإشراف أممي.
وفي السياق ذاته أدان الحضور تصريحات أردوغان المعادية للكرد والتي مفادها انه لن يسمح أبداً بمنطقة آمنة في شمال سوريا تتحول إلى مستنقع مثل شمال العراق.
وبمناسبة الذكرى السنوية الأولى المشؤومة على إحتلال مدينة عفرين الكردية من قبل تركيا والفصائل المرتزقة التابعة لها والذين ارتكبوا ابشع الجرائم بحق اهلنا في عفرين وما رافقه من انتهاكات خطيرة على الصعيد الديموغرافي والجغرافي والتي كانت دوماً محل إدانة واستنكار من قبلنا، دعا الرفاق المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته القانونية والأخلاقية لإنهاء الاحتلال ومعاناة شعبنا الكردي وتوفير الحماية الدولية له. كما اشار الاجتماع بان النظام السوري يتهرب من الحل السياسي للأزمة السورية واضعاً العراقيل امام تشكيل اللجنة الدستورية وفق مخرجات سوتشي ونسف العملية السياسية برمته على غرار مسار جنيف، ومن جهة أخرى يبدو جلياً بأنه يتعاطى مع الملف الكردي في سوريا بذهنية أمنية بحتة ويتهرب من إيجاد حل سياسي للقضية الكردية التي أخذت بعداً أقليمياً ودولياً.
أما بصدد وضع المجلس الوطني الكردي ودوره في هذه المرحلة الحرجة أكد الحضور على ضرورة تفعيل أدائه السياسي على كافة الصعد المحلية والاقليمية والدولية غداة قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا مشيراً إلى لقاء رئاسة المجلس مع فخامة الرئيس مسعود البرزاني وإحاطتهم بآخر المستجدات السياسية في المنطقة واشاد المجتمعون بالدور الكبير الذي يقوم به سيادته لدرء الخطر عن المناطق الكردية وسعيه الدؤوب للدعم ومساندة حقوق شعبنا الكردي في كردستان سوريا، كما تم تقيم سلسلة اللقاءات التي جرت بين رئاسة المجلس مع الأحزاب الكردستانية بالايجابية والبناءة.
أما في المجال التنظيمي : تم مناقشة التقارير الواردة من منظمات الحزب في الداخل والخارج ومن خلالها تم الإطلاع على نقاط القوة والضعف، حيث اتخذت الهيئة بصددها جملة من القرارات التنظيمية لرفع سوية الوضع التنظيمي، وفي الختام أكد الرفاق على أن التحضيرات جارية لعقد مؤتمر الحزب في موعده المحدد.
قامشلو آواخر كانون الثاني
الهيئة القيادية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردستاني.