بهزاد قاسم
لن أتحدث عن ب ي د وكل منظوماتهم لأنهم، وبكل بساطة يرفضون كل ما هو كوردي وكوردستاني وبلسان قادتهم أنهم رموا الدولة القومية في “سلة الزبالة” وأن زمن الدولة القومية قد ولى!! مع أنني أعتقد أنه توجد حلول كثيرة لمواجهة ب ي د وكل منظوماتهم، غير الحل العسكري، وعلى الحركة الكوردية في كوردستان سوريا أن تبحث عن حلول لمواجهة هذا الطاعون الذي أفتك بالشعب الكوردي.
بالتأكيد ان هذا التنظيم الديكتاتوري هش مثل جميع الأنظمة الديكتاتورية مهما بدت من الخارج انها قوية ومنظمة، ولا يملك أية مقومات للمواجهة الحقيقية مع الحركة الكوردية، كحركة وطنية كوردستانية مخلصة.
ما أقصد به الأحزاب الكوردية في المجلس الوطني الكوردي بكل انتصاراتها ونكساتها والتي تمثل تاريخ الحركة السياسية الكوردية وثمرة نضال آلاف المناضلين الكورد منذ مئات السنين.
بالنظر الى وضع الحركة الكوردية في بداية الأزمة السورية عام 2011 كانت تعاني من تشرذم وتفكك وذلك بسبب السياسات الشوفينيه والضغوط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الممارسة من قبل النظام السوري على الشعب الكوردي فالقانون رقم /49/ كان كفيلاً بتهجير أكثر من نصف الكورد الى المدن السورية الكبرى.
في بداية الازمة السورية ومنذ اليوم الاول كان على الحركة الكوردية أن تدرك أن 2011 مرحلة فاصلة في تاريخ المنطقة و الازمة السورية هي بداية انقلاب كبير في المنطقة والدولة المصطنعة (سوريا) والتي ضم جزءاً من كوردستان اليها وبالضد من الارادة الكوردية، فنحن الكورد شعب أصيل نعيش على أرضنا التاريخية منذ آلاف السنين وبجرة قلم من وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا ضم جزء من كوردستان الى الدولة المصطنعة سوريا. كما أن سوريا دولة عربية ومؤسسة للجامعة العربية مهما كانت اسمها إن كانت فيها لاحقة صفة عربية او لا .. لذا كان على الحركة الكوردية المتمثلة بالمجلس الوطني الكوردي وبما أنها اختارت أن تكون جزءًا من المعارضة السورية لا من النظام أن تتفق مع المعارضة العربية على أهم الامور وهو تحديد هوية الارض السورية. فسوريا دولة مصطنعة تتكون من جزئين جزء عربي وجزء كوردي مع كامل التقدير للأقليات القومية التي تعيش في الجزئين . وأن قضية الجزء الكوردستاني الملحق بسوريا شيء وقضية الاقليات القومية والدينية في سوريا شيء آخر. لأن المعارضة السورية العربية عملت على طرح القضية الكوردية ومنذ اليوم الأول للأزمة على أنها جزء من القضية الوطنية (الوطنية السورية ) “الداخلية” وأقنعت المجلس الوطني الكوري إن طموح حق تقرير المصير للشعب الكوردي في إقامة دولة كوردستان المستقلة أصبح حلما من الماضي. وإن سقف الحلول هي ضمن الدول التي الحقت بها أجزاء كوردستان لا يتجاوز الاعتراف بهوياتها الثقافية إسوة بباقي المكونات السورية كالأرمن والتركمان والسريان وفي إطار دولة المواطنة السورية المواطنة (المتساوية) وتجلت ذلك بوضوح في مؤتمر “رياض 2”
أما الحركة الكوردية فقد تصرفت بتخوف وحذر ودون إدراك المرحلة التاريخية واستحقاقاتها وراعية لمصالح العرب الشوفينيين التي تتجلى بوحدة الأرض السورية دون أدنى مستويات مراعاة لمصلحة الشعب الكوردي الذي ذاق الظلم والحرمان والتدمير لمئات السنين . فاستسلمت لطرح المعارضة السورية للقضية على أنها قضية وطنية (سورية) مثلها مثل أية قضية أقليات قومية أو دينية طائفية تعيش في سوريا متذرعة بالديمقراطية والمصطلحات الفارغة من المعنى في هكذا مرحلة تاريخية حساسة. فأصبح الشعب الكوردي وقضيته كبش فداء لدولة المواطنة السورية وأخطاء الساسة الكورد.
أعتقد قضية الجزء الكوردستاني الملحق بسوريا قضية شعب أصيل وقضية كوردستانية تحتاج الى حل مع دول أصحاب القرار في العالم وعلى رأسهم أمريكا وروسيا. فالنظام والمعارضة السورية، الطرفان يتحاربان على من سيحكم سوريا بجزئيها العربي والجزء الكوردستاني.
بتكثيف شديد: قضيتنا ليست قضيتهم.