حاوره: أيمن الأمين
قال الكاتب الكردي إدريس سالم، إن الوجود الخليجي في الشمال السوري والدعم السعودي للكورد جاء لشعور الرياض بوجود تحالف تركي قطري إيراني خلف كواليس الشرق الأوسط.
وأوضح سالم خلال حواره مع “مصر العربية” أن لأمريكا اليد الطويلة والحادة في الشرق الأوسط عامة، وسوريا خاصة، فهي لن تتخلى عن دول وقادة الخليج، وكل تحركاتهم تأتي بتوجيهات مشتركة من الطرفين، وهذه الخطوة هو بدعم أولاً وضغط أمريكي ثانياً.
وتابع: تركيا والسعودية تعيشان مرحلة حساسة ومعقدة، خاصة بعد تولي محمد بن سلمان زمام الحكم، وما زادت العلاقات سوءاً هو أزمة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي اغتيل في ظروف غامضة، وكل التقارير تشير إلى التورط السعودي في القضية.
وأشار إلى أن تركيا دولة لا تعتمد على العواطف في شن حروبها ومعاركها، فالحرب القادمة ليست كبيرة أمام القوات والدول المتحاربة في المستنقع السوري، ولكنها كارثية أمام كوردستان وشعبها، خاصة وأن الهدف الأساسي من المعركة القريبة في شرقي الفرات – بعد الموافقة الأمريكية والمباركة الروسية – هو فصل المدن الرئيسية عن بعضها، بوضع قوات غير كوردية مكانها.
وإلى نص الحوار..
مؤخراً زاد الحديث عن دعم السعودية والإمارات لأكراد سوريا مادياً وعسكرياً لقرابة 30 ألف مقاتل كوردي.. لماذا لجأت السعودية والإمارات للأكراد؟
هناك تحالف تركي إيراني قطري خلف كواليس أزمات الشرق الأوسط، وهذا التحالف يقلق السعودية والإمارات، اللتان تربط بينهما علاقات قوية، وفي مختلف الأصعدة، واللتان لجأتا للكورد بضغط ودعم أمريكي، لتحديد إستراتيجية مشتركة لمستقبل النفط السوري لصالح أمريكا ومصالحها وشركائها، وللحدّ من التغلغل الإيراني الذي يتخوّف منه كل من السعودية والإمارات.
وهل دعم الأكراد من السعودية والأمارات جاء بأمر من واشنطن؟
لأمريكا اليد الطويلة والحادة في الشرق الأوسط عامة وسوريا خاصة، فهي لن تتخلى عن دول وقادة الخليج، وكل تحركاتهم هو بتوجيهات مشتركة من الطرفين، وهذه الخطوة هو بدعم أولاً وضغط أمريكي ثانياً.
ولماذا الآن؟
إن واشنطن هي مَن طلبت من السعودية والإمارات، للمساهمة بإعادة إعمار الشمال السوري، وإرسال قوات عسكرية، لتبدي الرياض استعدادها بعد ذلك لدعم هذه التحركات، على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير، الذي أكد أن بلاده “تحافظ دائماً على الوفاء بحصتها من المساهمات المالية، وتحمُّل المسؤولية والعبء”، وهذا التأكيد سيكون له مردود سياسي عسكري على المملكة.
على الجانب الآخر، هناك تقارب سعودي مع نظام الأسد.. إلى أي هدف تسعى له السعودية؟
تحركات السعودية والإمارات ضد تركيا باتت تثير الكثير من التساؤلات عن أهداف الرياض الحقيقية التي تكمن وراء دعمها للكورد في شمالي سوريا، رغم فشلها في تحقيق أي اختراق ضد النظام السوري، من خلال دعمها لفصائل مسلحة منذ اندلاع الثورة السورية قبل نحو ثماني سنوات، إلا أن هدفها الأساسي هو إسكات صوت المعارضة الداخلية وإبعاد الشبح الإيراني عن نفسها.
وهل ثمة علاقة بين دعم السعودية والإمارات للكورد بمكايدة لتركيا؟
تركيا والسعودية تعيشان مرحلة حساسة ومعقدة، خاصة بعد تولي محمد بن سلمان زمام الحكم، وما زادت العلاقات سوءاً هو أزمة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي اغتيل في ظروف غامضة، وكل التقارير تشير إلى التورط السعودي في القضية.
ولماذا يلعب الجميع بورقة كورد الشمال في سوريا؟
إن القوة الجماعية الموحّدة التي تديرها القادة الأكاديميين وحدها مَن ستساهم في إجبار المجتمع الدولي للالتزام بالمواثيق التي تؤكّد حقّ الشعوب في تقرير مصيرها، وبالعودة إلى الإجابة على السؤال المطروح، فأرى أنها تندرج في أربعة أسباب رئيسية، أولاً الانقسام الكوردي – الكوردي، وتغييب المشروع الكوردي ثانياً، وثالثاً مصالح الدول الكبرى أهم من توحيد أو تقسيم الشرق الأوسط، وقمع الدول الإقليمية المحتلة لكوردستان رابعاً.
كيف تتوقع الرد التركي؟
الحقيقة فإن الجميع مهتم بالشمال السوري، خاصة تركيا التي تعتبر هذا الشمال مهم جداً لأمنها القومي، وتحديداً فيما يتعلق بملف الإرهاب، والمنظمات المصنَّفة على قوائم الإرهاب التركية، فوجود (قوات عربية) في الشمال السوري أمامه تحديات عسكرية ولوجيستية وسياسية كبيرة، ربما الأقرب للفهم أن تكون هناك مشاركة عربية من نوع ما، أو مشاركة في التمويل أكثر منها في الوجود العسكري.
البعض يتوقع بحرب كبيرة محتملة في الشمال.. كيف ترى الأمر؟
تركيا دولة لا تعتمد على العواطف في شن حروبها ومعاركها، فالحرب القادمة ليست كبيرة أمام القوات والدول المتحاربة في المستنقع السوري، ولكنها كارثية أمام كوردستان وشعبها، خاصة وأن الهدف الأساسي من المعركة القريبة في شرقي الفرات – بعد الموافقة الأمريكية والمباركة الروسية – هو فصل المدن الرئيسية عن بعضها، بوضع قوات غير كوردية مكانها.
جدل سوري بشأن قاعدة “التنف” الأمريكية ومطالبات بإغلاقها.. هل يستطيع الأسد ذلك؟
عندما تضع أمريكا قرشاً واحداً في أي مشروع سياسي أو اقتصادي أو عسكري فإنه من الصعب إيقافه أو ردعه، إذ مشاريعها في الشرق الأوسط مشاريع إستراتيجية مستقبلية، فإمكانية أن يغلق النظام السوري قاعدة التنف وبدعم روسي متوقفة على الإرادة والمصلحة الأمريكية قبل كل شيء.