بقلم : عنايت ديكو
– سنقولها، وسنتكلم عنه ثانية وثالثة وعاشرة والى يوم الدين … لطالما، السجين الكورداغي الصلب ” عبد الرحمن آبو ” يحتل صدارة شرف المقاومة ضد الظلم، ولطالما يتبوأ موقع البراءة الكاملة أمام محاكم التفتيش عندهم وهو يقاوم. لقد تبين للقاصي والداني بأن المناضل ” عبد الرحمن آبو ” كان بريئاً وما زال، ولو كان عكس ذلك، لرأينا ” عبد الرحمن آبو ” في مكان آخر وليس بين شعبه وبين هذا الجمهور الواسع والكبير والعريض .؟ لقد أثبت لكم هذا المناضل وحتى بعد خروجه من زنزاناتكم، بأنه رجل المواقف، لقد رماكم بكل الاتهامات وتقارير الإدانة وأحزمة الذنوب ودفاتر الكذب والمكر والخداع والافتراءات التي كانت في جعبة سجانيكم و وشاتكم، ورَدّها إلى سلطة ” الأمر الواقع ” مرة ثانيةً. وأثبت للجميع بأنكم أنتم المذنبون.
فبهذه العملية، عملية الإفراج عن السيد ” عبد الرحمن آبو “، تريد هذه الأمة الديمقراطية أن تفتح ثقباً ولو كان صغيراً لسياساتها الموصودة والمنغلقة، وتريد أيضاً تبييض بعض صفحاتها المقيتة والسوداء وسجلها الثقيل والحافل بالانتهاكات والتجاوزات، إلى جانب امتلاكها للكثير من صفحات الرعب الأسود والقتل الأسود والسجن الأسود . فـ اليوم، وبعد أن وقع الفأس بالرأس ، وضاعت عفرين من بين أقلام الحسابات الداخلية والإقليمية والدولية، راحت هذه الأمة الديمقراطية تلعب لغرائزها الحكمدارية وفي الوقت الضائع والمستقطع، حالمةً بمقولة … يالله … نحن أولاد اليوم … وضياع عفرين بالنسبة لنا مثل ضياع جمهورية الزاب … وجمهورية بوتان … وجمهورية شنگال … وكانتون الشهباء … ومطار عبد الله أوجلان … وجمهورية مابوك … وإمارة آرفاد … وغيرها وغيرها من الجمهوريات الكثيرة والمثيرة والضائعة .!
– لقد قلناها مراراً وتكراراً بأن السيد ” عبد الرحمن آبو ” بريء وغير مذنب, وكل اتهاماتكم الخبيثة والموجهة إليه ، من: الخيانة العظمىٰ إلى الارتباط والعمالة وما شابه ذلك من كيديةٍ وثأرية ومازوخية سياسية … هي تهمٌ باطلة ولا معنى لها ولا تساهم أبداً في ترتيب البيت الداخلي الكوردي. وهذا ما أثبتته تلك الأيام التي قضاها ” عبد الرحمن آبو ” في سجنكم الأسود ذي الخمس النجوم وفي مملكة الرعب عندكم .!
هل تعلمون يا جماعة الخير …؟ بأن إفراجكم عن السيد ” آبو ” وبهذه الطريقة، قد وضعتم كل شهادات البراءة والمناعة بين يديه … ووضعتم لأنفسكم خانات الإجرام والظلم والديكتاتورية ، وإلا … فما معنىٰ أنه وبعد الافراج عنه، أن تقوم جماعة من رفاق ” CIWANÊN ŞOREŞGER ” بحرق خيمة الاستقبال التي أقامها محبو السيد ” عبد الرحمن آبو ” وجماهيره وأصدقاؤه .؟ لقد أثبتتم وللمرة المليون، بأنكم، لا عهد لكم ولا ميثاق .
– أجل … ومرّة ثانية، سنتكلم وسنبقىٰ نتكلم عن قضية سجن هذا المناضل العنيد والفذ . لماذا …؟ لأن قضيته أصبحت قضية كوردية وكوردستانية عامة، قضية خرجت من الإطار الحزبي والسياسي والمناطقي الضيق، قضية باتت قضية متعلقة بالرأي العام الكوردي الشامل في سوريا، وبمسألة الضمير وحقوق الانسان وبجوهر وجودها على هذه الأرض.
– فـ عبد الرحمن آبو … كما تبين، لم يكن مجرماً … كما كنتم تروجون له، وماكينتكم الإعلامية الآيكولوجية المشروخة والصفراء. كما كنتم تقولونها وترددونها ليل نهار ، وفي كل دقيقة وكل ساعة ، بأنه كان مرتبطاً مع الدولة التركية، إلى جانب مَنْ لَفَّ لَفَّكُمْ ولفيفكمْ، من جماعة فندق ” شهباء الشام ” الديمقراطي ، الذين كانوا يروجون هم أيضاً بدورهم لهذه المقولة ولهذه الأسطوانة المشروخة، وكانوا يرقصون ويدبكون قعوداً وجلوساً على أنغامكم وعلى الحانكم الثورية الشهبائية… يا لكل ذلك من” هراء .!”
– سنسألكم في العقل المسؤول، وسنسأل كل المحامجية والقضاةجية والمنحبكجية والشهبائجية عندكم … لماذا سجنتم ” عبد الرحمن آبو …”؟ يا سادة يا كرام ، وإذا كان هذا الشخص خائناً للدولة التركية … وخائناً للوطن والوطنية ومقترفاً للجرائم ومذنباً وعميلاً للخارج كما كنتم تقولون … فلماذا أفرجتم عنه ؟ ولماذا لم تعلنوا للرأي العام الكوردي، جلسات محاكماته وشهادات اعترافاته، ما دمتم واثقين ومتأكدين من عملكم، على إنه كان خائناً وعميلاً وكان يعمل ضمن الطابور الخامس التركي.؟
– فهل كان المناضل ” عبد الرحمن آبو ” والذي ندد بكل الضربات التركية خائناً … أم أولئك الـ 40 شخصاً من قيادات ومسؤولي كانتون عفرين، والذين باعوا المنطقة، وهربوا إلى تركيا مع ملايين الدولارات وعلى رأسهم الرفيق الهڤال ” BEKDAŞ “… هم الخونة وهم من الطابور الخامس الذي كان يعشش بين صفوفكم يا سادة يا كرام .؟.” ومازال أمثاله كثيرون كثيرون بينكم من: منحبكجية ووشاة ومخبرين وفاسدين وإعلاميين ومثقفين وكتبة
– ثلاثة أشهر في الانفرادية … يا ظُلّام … ياديمقراطيون … يا آلدار خليل … يا صالح مسلم … يا إلهام أحمد … يا مدام سينم … يا آنسة الحرية والديمقراطية يا چنار صالح .!؟ ألمْ يخبركم المعلّم الكبير ( آپو الكبير ) بأن السجن هو ليس للأحرار … بل للمجرمين واللصوص.!
– لقد كنتم تخرجون على الإعلام مثل الببغاوات وتقولونها علناً وعلى الملأ ، بأنه لا يوجد عندكم أي سجينٍ سياسي … فحتى ذهب بكم الجنون إلى قولكم، بضرورة تصدير تجاربكم الآيكولوجية في بناء الإنسان والأوطان إلى الدول الأوروبية والأمريكية ومراكزها البحثية والعلمية والمعرفية الكبيرة وجامعاتها، وضرورة أن يستفيد الأوروبيون من هذه التجارب الآيكولوجية الآبوجية. لقد دفعكم ذاك الحقد الأعمى والكره الأسود في قلوبكم، ولكل مَنْ هو غير ” آبوجي ” إلى تسليم كل التصاريح والمفاتيح ، وحتى مفاتيح غرف نومكم صارت بين أيدي النظام الديكتاتوري البعثي في دمشق .
– لقد تنازلتم عن كل شيء حيّ … تنازلتم عن كل عفرين وقراها وجبالها وأنهارها وسهولها وزيتونها وسنديانها ، ولم تتنازلوا عن المناضل والسجين ” عبد الرحمن آبو .!؟ فإلى هذه الدرجة كان هذا السجين مهماً بالنسبة لكم ولسياساتكم … هل فعلاً كان ” عبد الرحمن آبو ” مهماً لكم أكثر من كل تلك الجثث والقتلى والشهداء والخسارات والكهوف والحفريات والعنابر المخزونة والمليئة والمكتظة بالأسلحة والعتاد والتموين ومن كل تلك الصور واليافطات والتماثيل والمجسمات …؟… لهو سقوط الى الهاوية.
– لقد سلمتم رأس ( عبد الرحمن آبو ) للنظام البعثي ولأمن الدولة تحديداً، ظناً منكم بأن هذه الهدية الثمينة، قد تغري النظام البعثي وتثير لعابه العسكري- كما فعلتم مع سواه- و هماً منكم أنه وعلى أثره، سيأتي النظام فوراً وبكل قوة، لمساعدتكم في البقاء في عفرين، وسيأتي الجيش العربي السوري بدوره إلى منطقة عفرين لمؤازرتكم وسيدعمكم ضد الأتراك. لكنكم نسيتم … بأن النظامين التركي والبعثي توأمان من يوم يومهما، وسيبقيان هكذا، وقد جهّزوا عقد القران بينهما من زمنٍ بعيد وكانوا محضرين أنفسهم لليلة الدُخلة … وأنتم يا حسرة، كنتم فقط محارم الكلينيكس لتلك الليلة المخملية.!
وبعد كل هذا وبالرغم من كل تلك الفظاعات والهزائم، لقد تجرأتم- في الأخير- ووضعتم ملف السياسي الكوردي ” عبد الرحمن آبو ” على طاولة النظام، وقلتم له: هذا هو رأس ” الأنكسـة ” يارفاق البعث .… وكأنكم لم تشبعوا من البعث والبعثيين .! لكن النظام تصرّف بحنكة وذكاء ودهاء، وخرج من هذه المسرحية الرمادية ومن هذا الطُعم الاستخباراتي الآيكولوجي بأريحية وهدوء أعصاب. و ردَّ عليكم ملف السيد ” عبد الرحمن آبو ” ثانية ورماه في وجههكم، وقال لكم : انتوا أصغر مما تتصورون، فأنتم صغار وتريدون اللعب مع الكبار … فها هو سجينكم ” عبد الرحمن آبو ” ثانيةً … وانتو الأكراد روحوا تصطفلوا بين بعضكم … تذبحوا بعض … تأكلوا لحم بعض …. تعدموا بعض … روحوا حلّوا مشاكلكم بين بعضكم !! مما اضطررتم في الأخير الى تجرّع السّم والاعتراف بالهزيمة الأخلاقية والسياسية، لتقوموا مرغمين ومكرهين بالافراج عن المناضل الكورداغي الصلب ” عبد الرحمن آبو “.! الذي تحوّل بفعل الحت السياسي والنضالي والكوردواري الى رمزٍ وأيقونة نضالية . هذا المناضل الذي أعاد بعضاً من تلك الروح الضائعة إلى أرواحنا وإلى منطقته ” عفرين “.!