ماذا بعد يا قادة pyd؟!

الأمازيغي: يوسف بويحيى
قلت قبل أشهر عدة أن حزب العمال الكوردستاني pkk و الإتحاد الديموقراطي pyd سيصلان إلى طريق سياسي_عسكري مسدود ،وأكدت أن مسرحية “عفرين” ستكون الخطوة الأولى لهم في السقوط في الهاوية و الضياع و المصير المجهول ،أنذاك لم يستمع لكلامي أي طرف منهم ،بينما برروا كل شيء في مقولة مقاومة العصر و رمي تهم الأردوغانية على كل ناصح و حريص على وضع الشعب قبل أي شيء آخر.
الآن أحس قادة pyd بما كنا نقوله و نكرره بعد أن أبدى حلفاؤهم الرغبة في التخلي عليهم من جديد ،وأكدنا أنهم مجرد حلفاء تكتيكيين لهم و يستعملونهم كجنود حرب لا لشيء آخر ،ولكن لا حياة لمن تنادي و تعششت عنتريات البعث فيهم إلى أن خسروا نصف المناطق من أجل مصالحهم الشخصية و الحزبية الضيقة.
فما زيارة قادة pyd إلى هولير إلا لسبيل التوسل و التودد إلى “مسعود بارزاني” لإنقاذ حزبي pkk و pyd من الإنفجار الداخلي و الخارجي عليهم سواء كوردستانيا و إقليميا و دوليا ،وهذه ليست المرة الأولى التي لجأ فيها قادة pyd حاملين طلبات قادة pkk إلى البارزاني لأجل أن يتدخل بينهم و أمريكا بالدرجة الأولى.
غالبا ما يطرح المرء سؤالا لماذا pkk و pyd يلجؤون إلى البارزاني دون غيره كوردستانيا و إقليميا لفك المشاكل العالقة مع أمريكا؟! ،هنا الجواب على شطرين ؛أولا لا يوجد أي نظام إقليمي يستطيع أن يتحمل عواقب أي طرف كوردي سواء كان pkk أو pyd أو ynk مهما خدمها عندما يتعلق الأمر بمشكلة مع أمريكا ،وثانيا أن اللعبة السياسية حاليا في المنطقة تدار من طرف الكبار يالضبط بين أمريكا و روسيا و تركيا و إيران و البارزاني ،بينما الأحزاب الكوردية المذكورة مجرد تنظيمات محلية لا وزن لها دوليا ،لهذا الكل يلجأ إلى البارزاني عندما يرتفع إيقاع السياسة إلى الطاولة العليا ،والتجارب الكوردية شاهدة على ذلك.
من جهة أخرى فإن خطوة قادة pyd إلى “هولير” جاءت نتيجة ضغوطات أمريكية و بلغة شديدة اللهجة لإخضاع pyd لإملاءاتها (أمريكا) ،خلالها صرحت أمريكا قبلا أن أي تسوية سياسية كوردستانية في سوريا لن تتم إلا بإشراك جميع الأطراف الكوردية بما في ذلك المجلس الوطني الكوردي ،أي مطالبة أمريكا الكورد بعقد مؤتمر وطني كوردستاني للخروج بقرار عام ،لهذا كان pyd و pkk أول من طلب بضرورة عقد المؤتمر لأسباب حزبية داخلية و أخرى خارجية أمريكية.
كنقطة أخرى فالقرار الأمريكي بخصوص قادة pkk (قريلان،بايق،كالكان) هو الآخر أثر بشكل كبير على قادة pyd ،كونه قرار لديه بعد سياسي و عسكري أكثر مما هو شخصي ،سيجعل قادة pyd ضعفاء سياسيا و نفسيا و عسكريا ،وقطع الطريق عليهم و قادة pkk سيجعلهم عرضة للتلاشي في المراحل المصيرية القادمة في سوريا مما يجعلهم مجبرين للرضوخ الأمريكي.
إضافة إلى أن القرار الأمريكي بخصوص قادة pkk يرمي بثقله كذلك على النظام السوري و النفوذ الروسي ،حيث أن أمريكا تستطيع تحريك عدة أوراق مشروعة بتهمة الإرهاب في كل المحافل الدولية دون ترك أي ثغرة لروسيا و إيران للدفاع عنهم ،لهذا فلا يخفى على أي سياسي أن pkk يعيش أسوأ مراحله بأكثر من التي عاشها إبان حقبة إعتقال “أوجلان”…،الشيء الذي بدوره يؤثر على كل فروع pkk السورية و التركية و الإيرانية….
إن فكرة عقد مؤتمر وطني كوردستاني لن ينجح مادام أن قادة pyd و pkk و رجال المخابرات السورية و الإيرانية و التركية يعقدون إجتماعات سرية منذ ثلاث أشهر في تركيا و سوريا بخصوص مستقبل مناطق شرق الفرات المتبقية ,إضافة إلى التخطيط في خلق حروب في شنكال و قرى مناطق كوردستان باشور ،هنا يترأى أن إزدواجية مواقف قادة pyd توحي أنه لا شيء سينجح إلا إذا تدخلت أمريكا بنفسها إلى طاولة الحوار و أصرت على مشروعها المستقبلي بالقوة لا الخيار.
كما أن على قيادة الإقليم و أخص بالذكر السيد “مسعود بارزاني” ألا يفتح المجال لعقد هذا المؤتمر نهائيا ،عوضا عنه أن يشدد بالتوافق الأمريكي على قادة pyd العودة إلى إتفاق “هولير” و “دهوك” الأول و الثاني ،كون هذه الإتفاقيات كفيلة بحصد مكتسبات سياسية و إقتصادية و ثقافية للشعب الكوردي أكثر مما سيسفر عليه المؤتمر (الشكلي) ،لأن النية من عقد المؤتمر في نظر pkk و pyd مجرد خطوة الخروج من المأزق و إعطائهم الشرعية و تجديد الدماء الراكدة من جديد.
كما يستوجب على جميع الأطراف الكوردية بما فيها قيادة الإقليم و المجلس الوطني الكوردي ألا يقبلوا بأي إتفاق مع قادة pyd إلا برعاية أمريكية و محاولة كسب رضى روسيا مع إشتراط تأسيس الفيدرالية شريطة أن تكون عفرين ضمنها (تحريرها) ،وفصل السلط عن هن بعضها لأجل ان يسمح للكورد المنفيين بالعودة لديارهم ،حيث السلطة العسكرية أن تكون برعاية أمريكية ضمن كوردستان روجافا فقط (لا أن يحارب الكورد في لبنان و اليمن و فلسطين و سوريا العربية…) ،والسلطة السياسية أن تكون بيد الكورد ليقرروا مشاريعهم الداخلية و علاقاتهم الخارجية.
وإلا فلا داعي لأي إتفاق و ليلقى كل طرف مصيره.الذي حفره بيده.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…