الأمازيغي: يوسف بويحيى
كثيرا ما يهجم بعض المفلسين أخلاقيا على قوات البيشمركة من باب الحقد و الكراهية و العمالة ،مع العلم أن هؤلاء المشوهي الوعي يعلمون جيدا أن البيشمركة من تحميهم و تضمن لهم الأمن و السلام.
هنا لا أوجه كلامي لأصحاب العضلات الفيسبوكية كونهم صغار للرد عليهم ،بل أخص بالذكر ما تفوه به قادة بعض الأحزاب الكوردية في حق البيشمركة و خير شباب جبال زغروس الشامخة.
أستغرب عندما تنطق بعض الأشكال البشرية أمثال “سروة عبد الواحد” في شتمها و إهانتها للبيشمركة و إتهامهم بالإرتزاق و العصابة و الميلشية دون أن تخجل من نفسها ،وكأن عائلة “سروة عبد الواحد” من حاربت داعش و حررت كوردستان من الإرهاب و الحشد الشعبي.
إن الهجوم على البيشمركة دليل على الإفلاس الكوردايتي و المعرفي و الوطني و الأخلاقي و السياسي ،والتي أصبحت موضة العصر الحالي لكل من يريد أن يثبت كفاءته في العمالة و لعق الأحذية لطغاة الأنظمة الغاصبة ،لذلك فما على السياسي و المثقف الكوردي إلا أن يشتم البيشمركة كي يتلقى وسام المذلة و العار من أسياده المذلولين.
أغلب السياسيين الكورد و منهم عائلة “سروة عبد الواحد” لم يثبتوا ابدا على فكر واحد محدد ،حيث يركبون كل الأمواج القوية الحاكمة حسب المصلحة الشخصية ،حيث كانوا بعثيين يساريين تابعين لصدام ثم أصبحوا إسلاميين شيعيين تابعين لخامنئي و مستقبلا سيصبحون إسلاميين إخوانجيين تابعين لأردوغان ،والعجيب أنهم لم يكونوا قط كورد وطنيين ،ما يجعلني أتساءل من هو المرتزق و العصابة هل هي عائلة “سروة عبد الواحد” أم البيشمركة الذين تشبتوا بالأرض و المبدأ و العهد مهما تغيرت الأنظمة و الحكومات و الطغاة!! ،والعاقل يعرف أن السؤال يجيب نفسه.
إن البيشمركة الأحرار من حموا طغاة بغداد الحاليين إبان البعث ،وكان البارزاني الخالد و أبناؤه إدريس و مسعود من يقدمون الحماية للهاربين و الملاحقين من جميع الأنظمة الغاصبة ،بالإضافة أن “جلال طالباني” ذاته لم يستطع إثبات نفسه في كوردستان و العراق إلا بحماية و دعم البارزاني و البيشمركة له ،لهذا كان الجميع يلجؤون إلى البارزاني دون “الطالباني” و غيره.
إن قادة الأحزاب الكوردية المشبوهة لم يصبحوا قادة في نظر الشعب الكوردي إلا بحماية قوات البيشمركة التي مهدت لهم أرض كوردستان ليتحدثوا بكل حرية و شجاعة ،لهذا ارى أنه ينطبق على هذه القيادات الجبانة مضمون قول أحد الشعراء “علمتها نظم القوافي فعندما نطقت هجتني” ،ومازلت أتعجب على أي ضمير لدى هؤلاء الكورد الذين ينطقون بكلام لم يطلقه حتى الأعداء على قوات البيشمركة.
إن الذي إستهزأ بالبيشمركة بقوله “العاطلون على العمل” لا يدرك أن هؤلاء إختاروا هذا المسار لأجل كوردستان و شعبها ،رافضين الهروب إلى أروبا كما فعل هذا الببغاء ،والبشمركة من أووا عائلته من الإرهاب في حصونهم ،بينما الببغاء يستمتع بجمال الأروبيات و ورودها المتنوعة و دفء المسخنات و العيش على المساعدات الإجتماعية ،في حين وقفت البيشمركة كالصخرة في أصعب المواقف أمام جحافل الإرهاب و الغزاة ،لدرجة نفد الزاد و قطع الدعم و توقفت الرواتب إبان الإرهاب ،وأكلوا أوراق الأشجار و شربوا مياه المطر دون أن يتزحزحوا من جبهاتهم و لم تهتز شعرة من قناعاتهم ،مع ذلك يأتي أحد الفاشلين الجبناء ليقول على البيشمركة مرتزقة و عصابة…
إن الثورات الكوردية كانت تقاس دائما بالبيشمركة ولا بشيء آخر غير البيشمركة ،ولم تقف كوردستان على قدميها إلا بسواعد البيشمركة ،ولم تحمى و تحفظ كوردستان إلا بتضحيات البيشمركة ،ولم تستمر كوردستان في الوجود إلا بصمود البيشمركة ،فماذا حقق هؤلاء الذين يشتمون البيشمركة ليل و نهار؟! ،وأين كان هؤلاء لما كانت جيوش البعث و الحرس الإيراني و القاعدة و داعش و الحشد الشعبي تشن أبشع الهجمات على كوردستان؟! ،نعم كانوا في حضن صدام و إيران و تركيا و سوريا….
ما قدمته البيشمركة من بطولات و ملاحم سطرتها بالدم و التضحية على مر تاريخ كوردستان لم يستطعه أي جيش إقليمي مقارنة بالإمكانيات المادية و الزمكانية الغير المتكافئة ،وآخر هذه الأمجاد التاريخية معارك “سحيلا” و “بردي” التي كسرت فيها البيشمركة أنوف الغزاة و دهست بأقدامها على صدورهم الحاقدة ،لتبقي كوردستان قلعة شامخة صامدة و حصن منيع و مأوى لكل من لا مأوى له.
إن “مسعود البارزاني” الذي تلتهمه الألسن المسمومة كونه العقبة التي تصد الأطماع الإقليمية و الدولية ،والذي أسس البيشمركة و رفض حلها و هدد كل من سيحاول ذلك ،والذي بدأ حياته بيشمركة و مازال بيشمركة ،ولم تضحي أي عائلة بقدر تضحيات عائلة البارزاني مقارنة بجميع العائلات القيادية بكوردستان من “أوجلان” و “جلال طالباني” و “أل عبدالواحد” و “صالح مسلم”…،والشعب الكوردي و شباب البيشمركة يعرفون قبلتهم جيدا في كوردستان الكبرى ،لهذا فلا يحاول سرقة الشرف إلا عديم الشرف ،وتبقى قوات البيشمركة تاج الإنسانية و الحرية ولو كره الحاقدون.