قراءة في تصريحات عرابي خيانة 16  أكتوبر!!

الأمازيغي: يوسف بويحيى
بدون لف و دوران فإن ليونة تصريحات بعض قادة الإتحاد الوطني الكوردستاني و كوران بالضبط “بافل طالباني” و البقية ماهي إلا تودد لقادة البارتي أمثال “مسعود بارزاني” و “نيجرفان بارزاني” بغية إشراكهم في الحكومة الكوردستانية القادمة ،والتي إستطاع فيها حزب الإستقلال أن يحطم كل الرهانات و المخططات و يظفر بالراي الدولي و العراقي و الكوردي بأنه الرقم الأول و الأفق الصعب الذي لا يمكن تجاوزه و تجاهله.
ولكي نكون واقعيين أكثر فإن بقية الأحزاب التي شاركت في خيانة “كركوك” أصبحت تعيش موتا سريريا في الشارع الكوردي ،كما تعلم جيدا أن التدخل و الدعم الإقليمي لن يفي بالغرض إلى إعادة الشعبية لهم ،علما أن الإنتخابات الأخيرة خسرت معظم هذه الأحزاب نصف مقاعدها في البرلمان ،وجميعها لا تستطيع الوقوف و القيام من جديد إلا بمساعدة البارتي و بوساطة البارزاني ،وهذا لم يكن وليد اليوم بل منذ حقبة “جلال الطالباني”.
ما لا يخفى على المستوى الإقليمي و الدولي أن حزب الإتحاد الوطني و كوران ضعيفين على مستوى العراق بينما الثقل الكوردي في بغداد يميل للبارتي ،إضافة إلى إنتصار البارتي في كوردستان بنسبة تفوق ضعف أقرب منافسيه ،أي أن هذه الأحزاب ضعيفة سياسيا على مستوى العراق و كوردستان ،وعدم مشاركتها في الحكومة الكوردستانية بمثابة تهميش و إنطواء و جمود سياسي لأربع سنوات و قد تطول المدة في ظل قوة البارتي ،الشيء الذي سيؤدي إلى المزيد من الصراعات الداخلية في هذه الأحزاب و خصوصا في الإتحاد الوطني الكوردستاني.
للعلم فقط فإن هذه الأحزاب غير موثوقة و بعيدة كل البعد عن المشروع الوطني الكوردي بل تعاديه جذريا حتى إذا دخلت في تشكيل الحكومة الكوردستانية ،ولن ينسى الشعب الكوردي ما قامت به كل من حركة كوران و الجماعة الإسلامية لما قدم وزراؤهم الإستقالات المفاجئة بأمر من “قاسم سليماني” و “نوري المالكي” قصد التخطيط لإنقلاب سياسي و عسكري على حكومة الإقليم و البارزاني في ظروف صعبة و مصيرية ،والدليل كان إستقالة رئيس البرلمان من حركة كوران و تصريحات “سروة عبد الواحد” و رئيس حركة “الجيل الجديد” “شاسوار عبد الواحد” بمطالبة الحكومة العراقية بالتدخل العسكري في السليمانية ،علما أن هذه المؤامرة تم إفشالها على يد البارتي بالتعاون مع بعض قيادة اليكتي أمثال “كوسرت رسول” و “ملا بختيار”…
إن تصريحات “بافل طالباني” و إبداء مشاعر العمومة تجاه “البارزاني” و شعارات توحيد الصف العقيمة التي مل منها الشعب الكوردي مجرد أكاذيب و كرات صابون متطايرة بعد أن فشلت عائلة “الطالباني” في الوصول إلى هدفها المرسوم الذي هو قلب الطاولة و التحكم في القرار السياسي و العسكري للحركة الكوردية عامة ،بينما يبقى الإتفاق الإستراتيجي بين الحزبين بدون مفعول على الأرض مادام أنه لم يحمي “كركوك” و باقي المناطق الكوردستانية من السقوط في يد الحشد الشعبي بمساعدة و خيانة “أل طالباني” ذاتهم ،فما كلام “بافل طالباني” إلا لأجل مصالح شخصية عائلية و حزبية ضيقة لا تفي إلى خدمة المصلحة الكوردية العامة أبدا ،والدليل على هذا ما فعله “بافل” شخصيا في قبة البرلمان العراقي رغم معرفة البارتي إستحالة فوزه بمنصب الرئاسة ،وتركه (بافل) كذلك مواقع السليمانية لقصف حزبي الديموقراطي الكوردستاني (إيران) في “كويسنجق” على يد الحرس الثوري الإيراني….
إن تخوف “بافل طالباني” يكمن في تيقنه جيدا في إستحالة فوز حزبه بمحافظة “كركوك” النفطية ،نتيجة غضب الشارع الكركوكي على خونة 16 أكتوبر 2017 ،بينما يبقى الهاجس الذي يلاحقه يكمن في أن المرشح الأول و القوي للفوز هو البارتي بقيادة البارزاني أو المرشح المدعوم منه (البارزاني) بعد إن إكتشف الجميع الحقائق و سقطت تجارة الأوهام و الأحلام الطالبانية القائمة لعقود من الزمن.
إن مسألة الشراكة و توحيد الصف الكوردي مع جناح “الطالباني” شيء مستحيل و ميؤوس منه ،ولن تنفع المحاولات أبدا معهم كون الحركة الكوردية حاليا تعيش مرحلة التحرر و الطالبانيون ضد التحرر و الإستقلال بكل صراحة ،لهذا يجب تشكيل حكومة كوردستان بدون حزب اليكتي و كوران لأن وجودهم أصلا لم ينفع القضية و كوردستان في شيء ،ومهما ستكون الأوضاع المستقبلية فلن تكون أسوأ مما مضى ،زيادة إلى أن البارتي سيظفر بمناصب سيادية في الحكومة الإتحادية كإمتيازات تنضاف إلى جعبته و رصيده ،كما يستوجب على البارتي أن يقطع كل الطرق و الأبواب على أحزاب الخونة و يغذي الصراع الداخلي فيها من أجل أن تنهار و تضعف إلى حين يأتي الوقت المناسب للحسم فيها.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…