أحدّثكم عن « Bavê Azad : صبري» ورسائله الجميلة

 ابراهيم محمود
لا أعتقد أن الكثيرين منكم يعرفون Bavê Azad  “، لا بل إنني واثق من ذلك، هذا الذي تعدَّى الثمانين عاماً، ووحيد الآن، وحيد روحه المعذَّبة، وهو يعيش في الغربة، متنقلاً بين أولاده المتناثرين في أوربا، وقد رحلت زوجته في قامشلو قبل سنوات، وربما أمكن اعتباره هائماً على وجهه. ليس Bavê Azad  ” رجل علم وأدب، ولم يكن يوماً هكذا، سوى أن شغفه بقراءة الكتب، وعشقه الكبير للغة الكردية، يبقيانه أكثر من ” رجل معرفة ” من خلال هذا الميل اللامصلحي، وهو ما يدرجه في إطار ” مشاهد إنسانية ” تلك التي سطَّرها ناظم حكمت ذات يوم، سوى أنه يتقدم عليها باعتباره- حتى اللحظة – ينشغل بالكلمة قراءة وكتابة ذاتيتين، فليس من منبر يترجم عبره حالات بوحه، ليس من  موقع ينشر فيه أوجاعه ولو باختصار.
ما أقوم به هنا، وتقديراً لهذا الرجل المشع من الداخل على وقْع هذا الشغف بالكلمة، ودون ” أخذ الإذن ” منه، ومن باب التقدير له، وأملي أن تصله هذه الكلمات، وبغية التعريف به من خلال بعض من رسائله ” الواتسابية ” إلي، هو نشر نماذج منها، بعد ترجمتها إلى العربية، وللقارئ ” اللامصلحي ” أن يحدد طبيعة علاقته به.
4 أبريل 2018
مساء الخير أيها الأستاذ القدير من بلد الشمس
من كردستان
ليعمكم الخير
ولتدم صحتكم
ما نعيشه غريب في هذا العالم
ربما يرجع ما كان مجدداً
العين مقابل العين
اليد في اليد
الخطوة إزاء الخطوة
لنلتقي قبل مجيء ملك الموت
لك كلمات من القلب
كثير السلام لكم
مع التقدير
يا أستاذ
Bavê Azad  : صبري 
20 أيار 2018 
أكتب
حيث تعبر الآن أسراب البط والكراكي
ومع قهوة هذا الصباح
أيها الصديق الطيب
ابراهيم محمود
نهاركم سعيد
وأتمنى لكم الصحة
أتذكر تلك الأيام
حيث كنا أنا وذلك الطيب محمد سيد حسين
نزورك في بيتك
وعندما كنا ندخل فناء بيتكم
كان الأخ محمد ينادي
كنا نسمع صوتك أو صوت أم سولين
حيث كنتما تقولان بود:
تفضلوا
وفي الحال كانت أم سولين تحضّر إبريق الشاي 
أو تأتي بالقهوة
نعم، أين أصبح العالم،
أين هاتيك الأيام ؟
10 حزيران 2018 
نهاركم سعيد يا صاحبي
واه، يا صاحبي الطيب
لكم يأتي صوت الشحارير، والعالم الطيب، صوت أغنية ” كجا كردا ” جميلاً
12 حزيران 2018
صحبة إشراقة شمسي هذه
بارتعاشة قلمي
من أجلكم
صحبة عصافير في الهواء
مع عزف القبرات
مع موسيقى ملائكية رشيقة
أبث إليكم هذه العبارات
14 حزيران 2018
أستاذ
مساؤكم خيّر متى حل المساء
متى كان الصباح
دامت صحكتم
لكم ولأم مالين وبقية الأفراد العائلة
عيد سعيد
وسلام لكم جميعاً
18 حزيران 2018 
من ذكرياتي
أشير إلى ما جرى لملا محمى حربي المقيم في حي بعامودا
إذ قبل أن يمضي إلى المسجد ليؤم أهل حيّه
حمل منشاراً
وصعد إلى سطح بيته، وبدأ بنشر ” بشط ” في سقف بيته،
واضعاً إحدى رجليه عليه والآخر على السطح
وما أن نشر البشط، وسقط أرضاً 
ارتطم هو الآخر بالأرض
بينما المصلون كان ينتظرون مجيئه في المسجد 
22 حزيران 2018 
سمعت هذا الصباح أغنية تركية: دنيا دنيا يالله دنيا
بعدها على إثر صوت أنثى عذب تملَّكني صوت الوطن، الأصدقاء والمعارف
أيها الصديق الطيب، نهاركم سعيد هذا الصباح
ومع التقدير
17 تموز 2018 
الصديق، والصاحب وكذلك الأخ ابراهيم
أنا الآن في ذلك العالم الذي يسمّيه المسلمون بالجنة
وأن في مقدور كل واحد مصاحبة الكثير من الحور العين 
سوى أن كل ذلك لا يعادل العيش في الوطن
حيث يكون مسكننا وحِمانا
يا صاحبي 
24 آب 2018  
الأستاذ القدير
شكراً لكم
أهمية الموضوع 
أن تكون صحتكم جيدة جداً 
لقد سررت كثيراً 
بسماع صوتكم وهو ينقل إلي رسالتكم
ولامس قلبي
وعيدكم سعيد
مع التقدير
17 أيلول 2018 
مساء الخير أستاذ
أملي أن تكون صحتكم جميعاً بخير
وسلام لكم جميعاً
Bavê Reşîd  بصحة جيدة  ” حيث كان في زيارة إليه في التشيك “
هو بدوره يتمنى لكم الصحة والعافية
مع التقدير 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لم يكن، في لحظة وطنية بلغت ذروة الانسداد، وتحت وطأة أفق سياسي وأخلاقي مغلق، أمام الشيخ حكمت الهجري، شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء، كما يبدو الأمر، سوى أن يطلق مكرهاً صرخة تهديد أو يدق طبول حرب، حين ألمح- بمسؤوليته التاريخية والدينية- إلى احتمال طلب الحماية الدولية. بل كان يعبّر عن واحدة من أكثر المعضلات إلحاحاً في واقعنا…

د. محمود عباس صرخة في وجه التكفير والخراب والإرهاب. من يهاجم المكون الدرزي في السويداء؟ من يحاصر مدنها، ويهدد شيوخها، ويحرّض على أبنائها بذريعة كلمة قيلت أو لم تُقَل؟ من نصب نفسه حاميًا للرسول الكريم وكأن الإسلام ملكيته الخاصة، وكأن نبي الرحمة جاء لقوم دون قوم، ولدين دون آخر، متناسين أن محمدًا عليه السلام نبي الإنسانية كلها، لا نبي التنظيمات…

بوتان زيباري في رياح السياسة العاتية التي تعصف بأطلال الدولة السورية، يبدو أن الاتفاق الموقّع بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهيئة تحرير الشام (هتش) لم يكن سوى وميض برقٍ في سماءٍ ما لبثت أن اكتظت بالغيوم. فها هو مؤتمر قَامشلو الأخير، بلغة ملامحه المضمرة وتصريحاته الصامتة أكثر من الصاخبة، يكشف عن مكامن توتّرٍ خفيٍّ يوشك أن يطفو على سطح…

إبراهيم اليوسف لقد كان حلم السوريين أن يتوقف نهر الدم الذي فاض وارتفع عداده ومستواه، تدريجياً، طيلة العقود الأخيرة، أن يُفتح باب السجون لا ليُستبدل معتقل بآخر، بل ليُبيّض كل مظلوم مكانه، أن يتحول الوطن من ساحة للبطش إلى حضن للكرامة. لقد كان الأمل كبيراً في أن تؤول الأمور إلى دولة ديمقراطية، تُبنى على قواعد العدالة والحرية والكرامة، لكن هذا…