لماذا قصفت إيران أقليم كوردستان «باشور»؟!

الأمازيغي: يوسف بويحيى
هنا لا اريد أن أطيل الكتابة ،وسأكتفي بإعطاء اجوبة مباشرة ملموسة ،فقط لوضع النقاط على الحروف لابد لنا الرجوع بالذاكرة للوراء قليلا كي نفهم الحاضر.
في ظل فشل إيران في إسقاط الإقليم منذ هجومها على كوردستان “باشور” بوكالة داعش و بعدها الحشد الشعبي ،علما أن حتى سقوط و إحتلال “كركوك” لم يشفي غليل إيران و الحكومة العراقية في نيل مرادهما من شعب كوردستان و أرضه ،حيث كانت سياسة الإقليم و خطوات قادته حكيمة في الحفاظ على مكتسبات الشعب الكوردي و الخروج بالأمانة إلى بر الأمان بأعجوبة تحت مؤامرة دولية خبيثة.
على إثر هذا ظنت إيران أن إرادة و قوة الكورد إنكسرت بعد سقوط “كركوك” و خسارة نصف مساحة كوردستان المحتل من حكومة العراق ،لكن سرعان ما جاءت الضربة قوية من طرف الكورد خصوصا “مسعود بارزاني” بإكتساحه الإنتخابات العراقية كأول حزب في العراق لا إئتلاف ،مما صعب على إيران و حكومة العراق الظفر بٱلامتيازات التي تسعى لها في ظل معارضة “بارزاني” لمشروعها شكلا و مضمونا بشكل صريح.
لقد إستطاع “البارزاني” أن يوقف أحلام إيران و الحكومة العراقية عسكريا بهزيمة الحشد الشعبي في معركة “بوردي” و “زمار” ،ثم سياسيا عن طريق صناديق الإنتخابات ،خلاله أيقن الجميع أن الكورد رقم صعب في المعادلة العراقية سياسيا و إستراتيجيا و أمنيا ،لكن ما كرس الأمور على إيران أكثر هي تبخر أمالها المعلقة في الأحزاب الكوردية الداعمة لها “كوران” و “الجماعة الإسلامية” و “التحالف”…،زيادة إلى مجهودات الشرفاء في إستطاعة حل معظم المشاكل بين “البارتي” و “اليكتي” ،الشيء الذي جعل كل حظوظ إيران ضعيفة في خلق أي مشكلة داخلية في كوردستان.
بعد أن إستطاع أمن كوردستان ضبط الأمور و الإستقرار الداخلي عكس ما تعيشه الساحة الإقليمية من كوارث وخيمة ،زيادة إلى تدهور الداخل الإيراني في جميع قطاعاته ،والإنقلاب على مصالحها في العراق (البصرة مثالا) ،وخسارة ملايير الدولارات في حروب مجانية خرجت منها إيران بصفر نتيجة (سوريا مثالا) ،ما جعل الوضع الإيراني على النار سواء داخليا و خارجيا دون إيجاد أي حل لأزماتها الضخمة ،إضافة إلى أن محورها العراقي بقيادة “المالكي” و “العامري” ضعفت حظوظه في نيل رئاسة الحكومة العراقية.
بهذه الأزمات الضخمة لإيران أصبحت في حاجة ماسة لتمرير و تصدير أزماتها للخارج ،لكن المفاجأة الكبرى تكمن في تغير المعادلات حيث أن في سوريا إصطدمت بالجدار الروسي و الأمريكي ،وفي العراق بجدار أمريكي يريد حصد الأخضر و اليابس ،مما جعل إيران تضغط على “البارزاني” بشن هجوم و قصف مكثف على حدود كوردستان “باشور” بالمدافع قبل شهر من الآن ،كل هذا من أجل الضغط و التعجيل في دعم محور “المالكي” المدعوم إيرانيا لتشكيل الحكومة العراقية.
بعد أن فشلت إيران في كل مساعيها العدائية لم يتبقى سوى أن تتجه نحو رسم خططها الخبيثة و زعزعة إستقرار كوردستان بضرب الكورد ببعضهم البعض لأسباب عدة ،أولها محاولة إخضاع “البارزاني” لمذكراتها التي أملأها “قاسم سليماني” على وفد حزب “البارتي” ،ثانيا إفشال الإنتخابات الكوردستانية المقررة في بتاريخ 30 أيلول 2018 معرفة منها (إيران) أن “البارتي” سيكتسحها كما العادة ،ثالثا خلق شرخ و حرب أهلية بين “البارتي” و “اليكتي” جناح الطالباني كما فعلته (إيران) في سنة 1996 ،لهذا إستغلت إيران قواعدها بالسليمانية و بدعم من زمرة الخيانة لقصف مقرات الحزبين الديموقراطي الكوردستاني روجهلات المعارضين للنظام الإيراني في منطقة “كويسنجق” التابعة لمحافظة “هولير” كوردستان “باشور”.
لقد فشلت إيران في جميع مساعيها و الحكومة العراقية ضد كوردستان ،بالمقابل ينتظر الكورد إنتصار كبير في الإنتخابات الكوردستانية المقبلة ،والتي ستفتح بها طرق عدة مشرقة لكوردستان و الشعب الكوردي.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…