سبب حجب تويتر في إيران

بقلم: هدى مرشدي ـ كاتبة ايرانية 
واحد من وسائل الإعلام الاجتماعية المرموقة- تويتر- تخضع للحجب منذ فترة طويلة، من قبل وزارة الاتصالات والحكم في إيران، ربما بسبب رغبة النظام الإيراني في تغطية الحقائق، مع تغطية أحداث ووقائع المشهد. وبالنظر إلى شعار تويتر في وسائل التواصل الاجتماعي، سيتم فهم كل شيء؛ ففي نوفمبر 2009، تغير شعار تويتر إلى «ماذا يحدث» (What`s happening). الأمر الذي كان ينم عن اتجاه بوصلة هذه الشبكة الاجتماعية، نحو حرية المعلومات وأنشطة الناس في مجال حرية التعبير.
لكن السؤال المطروح حول النظام الإيراني هو ما إذا كان قادة النظام سيسمحون للناس أو لوسائل الإعلام بعرض أحداث المجتمع الحقيقية على السطح؟!
بطبيعة الحال، فإن الإجابة هي الحجب والتغطية على وجه المجتمع بستارة ثقيلة وسميكة.
منذ انتفاضة عام 2009، عندما أصيب قادة النظام بذعر شديد من وضع الانتفاضة ووعي الشباب ونشر الأخبار والأحداث، نفذت وزارة الداخلية، بالتعاون مع وزارة المخابرات، خطة الحجب على وسائل الاتصال الاجتماعي هذه.
ومن المثير للاهتمام، أن في عام 2013 ، خاطب رئيس مجلس الإدارة وأحد مؤسسي تويتر على الشبكة الاجتماعية، روحاني رئيس جمهورية النظام الإيراني وكتب يقول:
مساء الخير، أيها الرئيس، هل المواطنون الإيرانيون قادرون على قراءة تغريداتك؟
وبعبارة أخرى، بهذه الطريقة، أراد أن يجعله يدرك أنه لا يمكنه أن يحرم شعب بلده من أبسط حق في حرية التعبير، بينما هو نفسه يستخدم هذه الوسيلة رسميًا.
رفع الحجب نعم أم لا؟ 
قبل مدة، تم طرح النقاش حول رفع الحجب عن تويتر.
وردًا على طلب قدمه ثمانية من أعضاء لجنة تحديد الحالات الإجرامية لرفع الحجب عن تويتر، قال محمد جعفر منتظري المدعي العام للنظام إن هذه الشبكة الاجتماعية «تم حجبها وفقاً للنظام القضائي، وبالتالي، ليس من صلاحية مجموعة العمل لتحديد حالات المحتوى الإجرامي وبالتالي لن نطرحه».
بعد ذلك، قام وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في النظام يوم الأحد، 29 يوليو 2018، ردًا على هذه الحجة، من قبل النائب العام، بتقديم «حججه القانونية» في رسالة إليه ودعا مرة أخرى لمراجعة رفع الحجب عن تويتر في مجموعة العمل المعنية بتحديد أمثلة حالات الإجرام.
وكان نائب المدعي العام في شؤون الفضاء الإلكتروني قد قال إن طلب وزير الاتصالات لطرح مسألة رفع الحجب عن تويتر في اجتماع فريق العمل لتحديد حالات المحتوى الإجرامي، أمرغير قانوني ولا يتم رفع الحجب عن تويتر.
وأخيرًا، أصدروا الفتوى الأخيرة بأن:
تويتر شبكة اجتماعية أمريكية يسيطر عليها العدو. مديرو هذه الشبكة قاموا بدعم الفتنة صراحة في فتنة عام 2009. وفي الوقت الحالي، تحتوي الشبكة أيضًا على ملايين المحتوى الإجرامي ولا تمتلك وزارة الاتصالات القدرة الفنية على معالجة حتى حالة واحدة.
السؤال الرئيسي هنا هو أن تويتر محجوب الآن في إيران، في الوقت الذي ينشط في هذه الشبكة الاجتماعية أعلى المسؤولين في الدولة، مثل خامنئي ومكتبه، وحسن روحاني، رئيس جمهورية نظام ولاية الفقيه، وعدد من الوزراء. ولكن عندما يأتي دور المواطنين والطبقة الواعية للمجتمع، فإن تويتر يصبح الشبكة الاجتماعية الأمريكية التي تنفذ خط العدو.
وهنا تسقط ورقة التوت عن التعامل الازدواجي للنظام القمعي والمنتهك لجميع حقوق الشعب، ويبرز خوف النظام الشديد ووكلائه ومخاوفهم من (هشتاق) #العاملين لإسقاط حكم النظام.
هؤلاء الشباب المنتفضون، هم عناصر معاقل العصيان والعمال الطافح كيل صبرهم، سيوصلون صوتهم مهما كلف الثمن، وبمساعدة برامج كسر الحاجب، حتى وإن تم حجب الشبكات الاجتماعية، ويرفعون شعارهم وندائهم الذي هو الإطاحة بكامل هذا النظام الفاسد. وهذا ما نراه بوضوح كامل في تنسيق المظاهرات والاحتجاجات في هذه الأيام. تلك الهبة والعزيمة التي هزت أركان النظام الفاشي الديني، وجعلت نفسها واضحة أمام الجميع في شعارات وشجاعة المواطنين في الشوارع.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…