من قتل صديقي الصحفي عبد الرزاق سليم ؟

  إبراهيم اليوسف

من حلقت لحية جار له
فليسكب الماء على لحيته…..!
مثل معروف
لو كان الفقر رجلاً لقتلته….!
على بن أبي طالب
إذا حلّت مصيبة
لا تبك
ولا تضحك
بل فكر
سبينوزا
ثمة من يقتل سواه، دون أن يعلم أن جزءا ً كبيراً منه يموت

أحدهم
دأبت ، كلّما رنّ جرس هاتفي الثّابت، أو المحمول، في وقت غير مناسب ، أن أشعر بحالة فزع شديد، متوجساً من أنّ هناك خبراً غير سار ،  ولعلّ شبح موت شخص عزيز، يكون في مقدّمة الوساوس المتزاحمة في مخيّلتي،دون أن أستطيع أن أفكّ شيفراتها ، في مثل هذا الوقت الأكثر حرجا ً ، وإن كانت وجوه ، وأسماء ، غالية( وكلّ إنسان هنا  غال  بمن فيهم من دبّر لتجريعي ذات مرة السمّ) أتحسّسها دوماّ ً ، وكأنّي أريد أن أضرب جداراً من أجلها ، كي أنقذها – وأنّى لي ذلك- من براثن الأذى، أو الغياب الصّافع الصّاعق المرير……..! .
فجر يوم الخميس 2-8- 2007 ، استيقظت على رنين مباغت ، ملحاح ،لهاتفي المحمول ، وهو قرب وسادتي، و سرعان ما  مددت إليه يدي ،وانتشلته ، كمن قرص في روحه، ليأتيني صوت  صديق لي ، يلقي علي  التّحية في أرومة الفجر ، دون أن أنتبه إلى وقعها الموارب ، في هذا المقام ، مدركاً- تماما ً – أنّها مقدّمة لنبأ حزين ، حيث أنتظر عبارته التّالية ، بقلب واجف ، يكاد يهرب من وراء أضلاع صدري المضطرب :
قل لي سريعاً  أرجوكً،ماذا حدث ؟
أسأله
فيجيبني صوته المنكسر : قتل  صديقنا عبد الرزاق سليم، وإن جنازته سيتمّ تشييعها في التاسعة من هذا الصباح، من جامع أبي بكر الصدّيق، إلى مثواها الأخير، في مقبرة قدوربك….
من قتله؟ أقولها مرتعد الفرائص مرتعشاً
– لقد قتله صديقه عبد الباقي
– لا أدري أية حالة انتابتني ، وأنا ألحّ عليه بالقول :
أرجوك ، أنا لا أصدّق، كيف يرحل عبد الرزاق،أو يعقل ذلك؟ ، وكأنّي أهمّ أن أبيّن له أنّ قائمة من الأعمال في انتظاره، و أنّي لا أقبل ذلك،  وأنّى للمسكين- أنا الداعي  – ألا أقبل؟وإن كان ثمّة قتل على يدي صديقه المذكور ، فإن الأمر ليتعلّق- لا محالة – بسهو ما قد تم لاريب،سيكون عبد الباقي قتيلاً وقاتلاً،  في مثل هذا المقام، فكلاهما ضحية البؤس، والبطالة، والفاقة،وما أكثر من حولنا من قتلةأنداد ومتفوقين عليهم على نحو لامرئي، يعيشون سايكلوجيا المجرم في أعماقهم إلى درجة تدعو إلى الرأفة…!
أمعقول أن تتم حادثتا قتل في محيط أربعة وعشرين ساعة ، فحسب ،ً في حيين قامشلاويين، في آن واحد ،حيث راح ضحية الأول عدد من الأشخاص اختلفوا على مسيل مياه وحل لبن البناء الطيني،وتراشقا بالرصاص في وضح النهار، ليتسبب ذلك بخلاف بين قبيلتين عربيتين…..!
 أهرع صوب الثلاّجة ، كي أحتسي كأس ماء بارد ، أهدّىء من روعي ، وأخفّف من غلواء الألم المستعر في داخلي ، وأوقف سيل دموعي المنهمرة مدراراً ، وغصص الحلق المتلاطمة ، وأنجو من ضيق الصدر الهائل ، وكأنّ أنشوطة لا ترحم ، تضيّق علي الخناق……!
تلحق بي رفيقة دربي ، أمّ العيال ، التي أمضت سني عمرها مدمنةً حزني ، تقاسمني سلسلة المرارات والآلام ،التي لا نهاية لها ، لتكون أكثر من وقفت إلى جانبي ، وخفّفت عنّي غلواء هجمات الألم الغادر ، تسألني – هكذا تماما ً-من  من ذوينا امتدّت إليه يد مكروه ….لاسمح الله…….؟، كي  أحدّثها – فوراً- عن عبد الرزاق، وهو من نعدّه مع آخرين من أبنائنا ، من ذوينا ، ولاسيّما أنّه الشاب الذي يجمع كلّ خصال النبل، والطهر، والشهامة، والأخلاق، والوفاء، في نفسه ، ليكون بذلك أحد قلة كنت أثق بهم ، دون حدود ، أو من عداد من أسميهم” أصدقاء بلا حدود ” بعد سلسلة الأسماء التي خذلت نفسها ،وحليبها ، وماء  حفنة القلب التي حفنتها في لحظات ظمئها،  ولا أقول : خذلتني، أو لدغتني منذ الطفولة ، وحتّى اللّحظة ،ممن أشفق عليها ، دون أن أتورّع عن إغلاق باب الصداقة مع من أحبّّهم – وهي – أي الصداقة –  ليست “محلاً تجارياً”، كما هو حال صداقات بعضهم العابرة ، مادام هناك أمثال هذا الوعل الكرديّ- والشبل أنّى تطلّب الأمر- وآخرون ، ممّن نعدهم ينتمون إلى دفتر العائلة،المتشبّث بهم، بل و حتّى بمن خان منهم الحبر الذي به قد كتبت حروف اسمه هناك طويلاً…….!.
تنهمر الدموع من عيني أمّ أولادي ، وهي تهرع لإعداد – كأس شاي- لي، كي أحتسيه ، لأركض صوب الحاسوب- الحاسوب نفسه الذي كان يجلس وراءه دوما ً، لفتح بريده، ومنه صاغ خبر ما جرى في 12 آذار 2004 ، لتلفزيون العربية، الذي كان قد تعاقد مع مكتبه في أنقره ، وهو ما سأتحدّث عنه لاحقا ً ، وفي الزّاوية نفسها من منزلي ، أكتب خبر رحيله ، نعوةً ، أكاد لا أتحكّم بها ، وأنا أصوغها، كي أضغط على الكيبورد ، وأرسلها إلى أربع جهات العالم ، نعوةً حرّى، قد يقرؤها بعضهم على نحو عابر ، كمجرّد خبر عابر، لا يليق بمقام هذا الوعل الكرديّ الجميل…..!
عبد الرزاق جميل سليم ، أحد سبعة أخوة، في أحد الأسر الكردية الأصيلة الشريفة-وأركّز على كلمة” الشريفة”من حيث روعتها ، وبراءتها ، ونبلها ، وتفانيها ، وحبّها اللامحدود للآخرين، دون أن يكون في سجلّها أيّ شائبة، أو أيّ  أذى، ولو قيد أنملة حتّى ولو ضدّ نملة” وأقولها بتحد”
حقيقةً ، لا أعرف كيف أتناول شخص عبد الرزاق الذي عرفته- أولاً – في صفوف الحزب الشيوعي السوري، قبل عقدين زمانيين، لأجد فيه أحد هؤلاء الذين يشبهونني ضمن صفوف هذا الحزب العريق-  لولا اغترابه عن كثير من مبادئه في العقود الأخيرة..!- ممن يناضلون من أجل بني قومهم الكرد، ويعتبرون الذّود عنهم أولى مهمّة نضالية ، لأيّ شيوعيّ شريف ، مادامت القضية الكردية إحدى أكثر القضايا العالمية عدالةً، حرباً بلا هوادة ضدّ  الظلم ، أياً  كان، وكانت هويّته ، ساعين لأن ينعدم استغلال الإنسان لأخيه الإنسان…..!
أتذكر ،كان عبد الرزاق يتواصل معي ، يحدّثني عن رسالة تخرّجه الجامعية ، في كليّة الصحافة ، بدمشق ،في سنة تخرجه ، وهو من أوائل طلابنا الكرد في هذه الكليّة ، وكانت مراجعه متميزةّ ، وموضوعه شجاعاً، وحين انتهت رسالته، يهديني نسخةً منها ، فأقرؤها بتمعّن ، وإن كانت لغتها اقتصادية ، وهو ما لا أستسيغه – عادةّ- نظراً لميولي الأدبية ، فأدعوه ، ليكون من عداد أسرة مجلة ” مواسم “، ممّن لم أعلن عن أسمائهم لاعتبارات معروفة ، متوقعاً- مثله – أنه قد يحظى بتأمين وظيفة ذات يوم ، ولكن دون جدوى، إذ يمرّ ستة عشرعاما ً على تخرّجه ، وهو في”انتظار غودوت” الوظيفة التي يبدو قد تستحيل حلماً بعد المحطة الآذارية على كثيرين من أبناء جلدته الذين باتت تكثر الملاهي وبيوت الليالي الحمراء في مناطقهم ، على نحو لافت  ، بدلاً عن بناء معامل ، أو مصانع، أو إطلاق السوق الحرة ، في مكانها نفسه ، كما أوعد محافظ الحسكة بذلك على شاشة التلفزيون بعيد زيارة سيادة الرئيس د.

بشار الأسد لمحافظة الحسكة، وعلى لسان سيادته ، عقب لقائه به، في اجتماعه بمسؤولي محافظة الحسكة في دمشق  ،عقب ذلك ، وسعى فرع حزب البعث ، آنذاك – لتغيير المكان ، لئلا تكون قامشلي مركزاً لتلك السوق ، وهو ما كتبت عنه شخصياً، آنذاك ، في صحيفة” قاسيون” وسواها….
وحين  نتوسّط له – أنا وخورشيد أحمد- ليعمل في صحيفة حزبنا الشيوعي السوري بعيد بطالته وتخرجه، ذات يوم- والذي سأضطر لتركه مع كثيرين ، يعود بخفّي حنين ، وهو الذي لا يحلم إلا براتب يؤمّن له مصاريفه الشخصية ، وينتشله من العوز والاتّكال على سواه ، من أهله الذين يعملون ك”خلية نحل” لا تكلّ ، ولا تملّ ، في أ صعب الأعمال ، طرّا، ينتزعون لقمتهم من فم الذئاب كما يقول المثل الكردي ً…..!
قبل رحيله بعشرين ساعة ً، كنت في عزاء شاب يافع من جيراني، حزنت عليه كثيرا ً أيضاً ، وكان شقيقه الأكبر “أبو جميل” حزيناً جدّاً عليه ، لأنّه كان أحد عماله في الفرن الذي يديره ، سألته عن عبد الرزاق الذي مرّ أسبوعان ولم ألتقه ، وكانت المرّة الأخيرة ، التي التقيته فيها عند صديقي سيامند ميرزو ،بين يديه ريشة آلة الحفر – الكونبريسة – وهمست لمن حولي بصوت خافت قائلا ً: أتعرفون أيّة شهادة يحملها هذا العامل؟، إنّه خريج كلية الصحافة بدمشق منذ سنوات ؟ وهو ما سأتحدث عنه أيضاً في هه الوقفة…!
 ولقد كتبت عن هذا الصّديق في مقال لي نشر على حلقتين في جريدة قاسيون بعنوان ” الإعلام السوري – أسئلة أكثر إلحاحاً “قبل بضع سنوات مبينا ً أنه من دورة الصحفي المعروف إبراهيم حميدي، وأنه يبيع الآن الملح في أسواق المدينة، بل وتحدثت عنه – كمثال- في كافة محاضراتي التي تمت بمناسبة ” عيد الصحافة الكردية “.
في  12 آذار , كنّا  في منزلي: إبراهيم محمود , وأحمد حيدر ومحمد سيد حسين وسيامند ميرزو وإيفان  محمد، وآخرون كثيرون ،  طرق عبد الرزاق الباب , ودخل مضطرباً , واستأذن كي يجلس وراء جهاز الحاسوب , ويكتب لتلفزيون العربية ,خبراً سريعاً، ويبقى معنا إلى وقت متأخّر من ذلك اللّيل الحزين ، ونحن نكتب عمّا حدث ، كي  أطلب منه  أن ينام تلك الليلة في بيتنا، إلا أنّه يلحّ على الذّهاب إلى بيته ، كي يعود صباح اليوم التّالي، حقاً ، وننطلق- كلّ في جهة- لتغطية ما يجري، كي أعلم من خلال شقيقه و عبد الباقي، صديقه ، الذي سيصبح قاتله، بأنه قد اعتقل (دون أن تشفع له مهنته الصحفية) وكي أنشر  الخبر , وأكتب عنه مطوّلاً،  و أعلن عن حملة تضامن كبرى معه , ولأعلم تلفزيون العربيّة الذي كان من عداد طاقمه في أنقرة ، فيتخلّى عنه، ربّما لحسابات خاصة به، ويستمرّ هذا الصحافيّ أكثر من شهر في السجن ، أو ليأتي في أوّل يوم بعد إطلاق سراحه، ليشكرني، و يعلمني , كيف اعتقل , وصودرت  “كاميرته” و”خطّ هاتفه” التركي، وجهاز هاتفه، وكيف أن هناك من حرّض عناصره لإهانة زوجة صديق لنا , كانت توقفت معه ، وإن لبعض من الوقت في ذلك اليوم ، فحماها بجسده مع شباب  معتقلين غيارى، آخرين ,وهم داخل السيارة التي نقلتهم ، ليريني  آثار أخمص البندقية على ظهره لقاء ذلك ،ويحدّثني عن طفل لم تجد معه كلّ صنوف التعذيب ، بل كان يشتم من يعذّبه ، إلى أن أطلق سراحه قبله بأيام ، وسوى ذلك كي يواصل بطالته إلى لحظة موته، دون أن يحني هامته، من أجل وظيفة يساوم بسببها على  مبدئه…….!
في اللقاء الأخير ذاك في مكتب سيامند ،أحسست أن عبد الرزاق ، لم يكن يريد أن أراه وهو على ما هو عليه، لأنه يعرف كم أتألم من أجله ، فخرج من المكتب الذي كنت أجلس فيه ، وهو يهرب بوادع سريع , دون أن يقبل دعوتنا لمشاركتنا باحتساء الشاي هناك
  قلت لأخيه :
أعلم عبد الرزاق أني أريد أن أراه كي أحدث د.

قدري جميل ، ليعمل هناك في جريدة –قاسيون – فرح شقيقه باقتراحي هذا , وأنا أودّعه لأنصرف إلى شؤوني , ليعلمني في اليوم التالي , أول أيام العزاء، بأنه لم يوصل إليه سلامي ورغبتي بلقائه، لأن عبد الرزاق كان منصرفاً بتكريس كل أوقاته مع صديقه – عبد الباقي – صديق طفولته الذي سيختتم هذه الصداقة بقتله، بوساطة سكين وتكاد تكون هي المرات القليلة التي كان يزورني , أو ألتقيه – مصادفة دون – أن يكون عبد الباقي معه ….
– من هو عبد الباقي- أساله؟
– إنني أدمنته …….


وحين ألتقي ذات مرة عبد الباقي في الشارع , يهرع صوبي , يلفت انتباهي إلى نفسه , مقتحماً شرودي  :
عبد الرزاق في أنقره
عبد الرزاق في الشام
عبد الرزاق سيأتي بعد أيام
عبد الرزاق جاء
عبد الرزاق …..هناك
عبد الرزاق….هنا……
وكأن كلاً من العبدين الرزاق –الباقي توأما الروح- أو من سيكرران حكاية قابيل وهابيل ، وكيف لا، وكلاهما أبناء حي واحد وشريكا البطالة , الحلم , كل منهما يكمل الآخر، في دورة سينهيه مطلع آب قرب محطة عيد ميلاد عبد الرزاق تماماً وهو يتجاوز أعوامه التسعة والثلاثين بساعات…..

!
– قبل يومين كان عبد الرزاق يعمل في إعداد جبلة طين لـــترميم – منزل صديقه عبد الباقي
– قبل يوم كانا معاً
– قبل ساعة كانا معاً في منزل شقيق عبد الرزاق يتناولان العشاء معاً وهو يحدّثه عن خطيبته في تركيا التي اقترب موعد زفافهما … أخيراًـ بعد طوال حلم ومعاناة…….!
كيف يخطر ببال عبد الباقي , بعد أن يقبّل صديقه عبد الرزاق على درج الطابق الأرضيّ من منزل أخي عبد الرزاق، وفي أمعائه عشاءه ، وشرابه، ليطلب منه سداد مبلغ ألفي ليرة له بذمته , فيقول له عبد الرزاق : أخوتي نائمون الآن في هذا الوقت المتأخر , أعدك غداً ساسدده لك
– بل أريده الآن، و إن لم تعطني الملبغ، فسوف أذهب- الآن – إلى بيت أبيك، وأصرخ وأفضحك، ليلحق به عبد الرزاق , ويمنعه من ارتكاب هذه الفضيحة ، وليستيقظ شقيقه، يلحق بهما ، ويفكّ عراكهما، غير المصدّق ، كي يشهر عبد الباقي سكينه يطعنه طعنتين في صدره ، جهة القلب ، وفي الساعد الأيسر ، ويهرب إلى بيته، ويحتسي كـأس عرق ، ربّما غير مصدق- بدوره – أنه قد تحوّل إلى قاتل بعد فعلته تلك , وأنه خسر أخاً لم تلده أمه…!
وحين يريد شقيقه عبد الله اللّحاق به، ربّما لضربه , يصيح به عبد الرزاق دعه… لا تؤذه…! جرحي بسيط، ثم يركض من أمام باب المؤسسة الاستهلاكية العسكرية في قامشلي ، تجاه المشفى القريب كي يسقط أرضاً، ويقال- والكلام غير موثق- بأن طبيباً استأذن أن يفحصه بعد ذلك، ليعرف أحي هو أم ميت , إلا أنه منع من ذلك , وكان كثيرون ينفضون من حوله خوفاً من أن يتّهموا بقتله الذي ربّما كان سيكتب ضدّ مجهول، لو لم يكن أخوه شاهداً على ما وقع…..!
هذا هو عبد الرزاق
كم منا عرفه
كم منا زاره بعد إطلاق سراحه
وهو الذي كان يعمل بصمت
كم منا شارك في جنازته
كم منا تقدم بالعزاء لذويه
أجل …!
والآن من قتل عبد الرزاق
من قاتله
 من
من..؟

3-8-2007

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…