سقوط عفرين …و كرد ستانيو تركيا !!!

كمال احمد 
بقراءة متأنية ، لمجريات أحداث الغزو التركي لمنطقة عفرين ، يتبين جلياً ، وبكل وضوح ، ودون أي لبس أو غموض ، حقيقة ناصعة ، تشير إلى المايسترو ، ” السمسار الانتهازي ” الذي إستغل ضعف ، وتردد ، وخناثة ، أوباما ،ليتمكن في غفلة من الزمان ، أن يستغل ضعف النظام السوري ، والذي كان على مشارف السقوط والإنهيار ، بتارخ 30 / 09 / 2015 م ، هذا النظام ، الذي كان مستعدا لمقايضة سوريا ، أرضاً وشعباً ،وكرامة ،  بجغرافيتها ، وديموغرافيتها ،و لبيعها ، لمن يضمن له مقاليد الأمور ، و  بقاءه في  السلطة ، هذا المايسترو ، ” السمسار الإنتهازي ” كان السيد فلاديمير بوتين ، هذا الرفيق الشيوعي ، ضابط ال” k.g .b.” السابق الذي إستغل الفترة الإنتقالية  بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي ، وفي ظل المهرج “بوريس يلتسين “، الذي قاد تلك المرحلة ، بكل إرتكاباته وفضائحه  وفساده ، هذا “الفلاديمير بوتين ” وهو من سكان ” بطرسبرغ ” أي لينينغراد حاليا ، ورث من ابن مدينته ،  القيصر نيكولاس الثاني ، وآخر قياصرة روسيا قبل الثورة البلشفية،  . والذي أعدم هو وعائلته على أيدي البلاشفة ليل 16-17 /يوليو 1918. م  مما أسدل الستار على حكم عائلة رومانوف الذي استمر لثلاثة قرون. 
 هذا القيصر الذي كان قد تربى على الاعتقاد بأن القيصر يجب أن يتمتع بسلطة مطلقة،   وربما أيضاً حكم العالم ، ورث بوتين من ابن مدينته القيصر  نيكولاس الثاني ،هذين الحلمين ، وهما السلطة المطلقة ، والتمدد على جغرافيات الآخرين ، ولكن أيضاً ، ورث من الرفيق ” جوزيف ستالين ”   سلوك  وممارسة السلطة المطلقة ، بأعتى أدوات البطش والعنف ، فكما إحتل ستالين جميع دول أوربا الشرقية خلال الحرب العالمية الثانية ، إضافةإلى دول آسيا الوسطى ،التي كان قد احتلها بعد قيام الثورة البلشفية  وخلالها ، والذي مارس أعنف الممارسات ، ضد القوميات غير الروسية ، نجد أيضأ ، أن السيد بوتين ، سار على نهج رفيقه ستالين ، حيث إحتل ، وبعد إعتلائه السلطة ، ابخازيا ، وأوسيتيا ، ومحاولة إحتلال جورجيا ، لولا التدخل الغربي – الأمريكي، كما إحتل جزيرة القرم ، وكذلك  مقاطعة دونباس ودونيتسك  الأوكرانيتين ، كما أنه مارس سياسة الأرض المحروقة ، بتعامله مع الشعوب الاسلامية  ضمن الاتحاد الروسي حالياً ، مثل  الشعب الشيشاني ، والداغستاني ،  والأنجوشي في جمهوريات القوقاز ، والشعب الموردوفي في منطقة الفولغا ، ومجازر غروزني تشهد على البطش البوتيني ،ومازالت ماثلة في ذاكرة وأذهان العالم ، ، 
بعد هذه التوطئة ، التي تشير إلى الخلفية السلوكية ، الممارساتية ، للسيد بوتين !!!، نعود إلى الصفقات التي عقدها مع الأطراف المختلفة ، ذات العلاقة  بالأزمة السورية ،  وبالنيابة عن النظام السوري ، وأحياناً  كثيرة دون رضاه وموافقته  ” حيث لا حول  له ولا قوة ” ، ، بعد التدخل العسكري لبوتين  في سوريا ، و بتاريخ 30 / 09 / 2015 م ، وهيمنته على القرار العسكري والسياسي  فيها 
وخاصة مع الدولة التركية” التي يمثلها خليفة المسلمين ، السلطان العثماني الجديد  السيد “رجب طيب أردوغان ” 
1 – الصفقة مع النظام السوري : لا نضيف جديدا ، بل يمكن  القول إنه وصف لواقع معاش ، يدركه القاصي والداني ، بأن السيد بوتين ،  ( وكما أكد وزير خارجيته ( سيرجي لافروف ) بأنه لولا التدخل الروسي ، لسقط النظام خلال أسبوع ، ))مقابل الإبقاء على سلطة النظام ، كان حصاده من الصفقة ، اتفاقية إقامة القاعدة البحرية  في طرطوس، المتعددة الأغراض، ( لتموين السفن الحربية ، وصيانتها ،  مع تجهيزها لرسو  كافة القطع البحرية ،  وبجميع أنماطها ، من طرادات ، ومدمرات ، وغواصات ، حتى النووية منها ، ومن ضمنها حاملة الطائرات اليتيمة “الأميرال كوزنيتسوف ، ، أما البند الآخر من الصفقة ، هي قاعدة  حميميم الجوية في ضواحي اللاذقية ” مطار حميميم  سابقا ً ” إضافة إلى صفقات البترول والغاز في كل  من صحراء حمص ، والمياه الإقليمية السورية  في البحر المتوسط ، مع السيطرة على المجال الجوي السوري ، 
2 – الصفقة مع الولايات المتحدة الأمريكية : نظراً لإستراتيجيتها القديمة ، الجديدة ،  في التصدي لتمدد النفوذ الايراني  في المنطقة ، فقد بسطت نفوذها على المنطقة الممتدة من منبج وحتى الحدود العراقية  ، وبالتوافق مع السيد بوتين ايضاً ، لقاء سكوتها على ممارسات وسلوك الروس  في سوريا ، وحفاظا على ما حققتها في طرطوس وحميميم ، وما يتم بيعه أو مقايضته  بالقطعة والمفرق ، من الجغرافيا السورية ، لشريكه التركي، والإيراني 
3 – الصفقة مع إيران : من الجدير بالذكر ، بأن طموحات ايران في سوريا ، كانت وما زالت كبيرة ،ضمن مشروعها المسمى ” تصدير الثورة  التشيعية في المنطقة ” أي الإستحواذ على سوريا بكاملها “إن أمكنها ذلك ؟؟؟” ولكن مع  ظهور الكثير من المنافسين   ليس على تقاسم النفوذ فحسب ، بل حتى على تقاسم الأرض والجغرافيا   ، على الساحة السورية ، مع وجود الصراع والخلاف بين الروس والايرانيين على الكثير من القضايا في سوريا ، بعضها يظهر للعلن ، وبعضها تحت الرماد يتعلق بتاريخ العلاقات غير الودية بين الطرفين !!!،  وعلى ضوء البراغماتية التي تتمتع بها القيادة الايرانية ، لجأ الإيرانيون ،   إلى الحكمة القائلة ” ما لا يدرك كله لا يترك جله ” وبالتلي إنقاذ ما يمكن إنقاذه !!! أي الاتفاق مع الروس، بمساعدتهم  على إنشاء طريق الحرير الإيراني المسمى ” الهلال الشيعي ” من طهران –الى حزب الله اللبناني في الضاحية الجنوبية في بيروت ” والذي من أهم مقوماته ، هو التغيير الديموغرافي  ، المتضمن تهجير الطوائف الأخرى من هذا المسار ، وخاصة السنية منها ، واسكانها وإحلالها بسكان جدد من الشيعة المتوافقين مع إيديولوجية الولي الفقيه ، سواء كانوا من شيعة المنطقة العراقيين أو السوريين أو اللبنانيين ، وحتى  لا بأس من الإيرانيين والأفغان والباكستانيين  ” تحت ذريعة  الحماية و المحافظة على المراقد المقدسة لأهل البيت ” ، لضمان الإستمرارية  على المدى الإستراتيجي، وخاصة في المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق ، كما تم سابقا في داريا ،والمناطق المحيطة “بمقام “الست زينب ” وكذلك حول مطار دمشق الدولي ( حيث مقر  القاعدة والقيادة الرئيسية لهم ولفيلقهم في المنطقة وهم قوات حزب الله  ) ووادي بردى ، وأيضاً في مناطق القلمون ، وحتى  وكما يحدث الآن في الغوطة الشرقية 
4 – الصفقات مع أردوغان تركيا : وهنا الجدير بذكره  في هذا المقام ، أيضاً ، هو الشكوك المتبادلة بين الطرفين الروسي والتركي ، والرواسب التاريخية التي مازالت تلقي بظلالها على حاضر العلاقات بينهما ، سواء في العهود القيصرية الروسية –  السلطنة العثمانية ،أو التركية الكمالية  – مع السلطات السوفيتية لاحقاً ، التي بقيت تركيا عضوا في الحلف الأطلسي ، ومناوئاً للإتحاد السوفيتي وعلى حدودها ، إضافة إلى  الصراع على النفوذ في الجمهوريات والأقاليم ذات الأصول  التركية والتركمانية  ، المتواجدة في آسيا الوسطى ، سواء ما منها ما زالت ضمن الإتحاد الروسي ، أو في جمهوريات أوزبكستان ، وقرغيزستان ، وتركمانستان ، وتترستان   وأذربيجان وغيرها من هذه الأقاليم ، 
ولكن مع ظهور القضية الكردية ، في الشرق الأوسط ، وبروز التفكير الجدي المحلي والدولي  ، بإعادة النظر في الخرائط الجيوسياسية ، التي رسمتها إتفاقية سايكس-بيكو-سازانوف ، بعيد الحرب العالمية الأولى ، خاصة بعد إنتفاضات الربيع العربي ، وما تلاها من جهود التحالف الدولي على محاربة الإرهاب الداعشي  والجهادي – السلفي  بشكلها العام والواسع ، وبمسمياته  وأطيافه وألوانه المختلفة ، والتي أفرعت وتناسلت  عن الجذر الأساسي لهذه الجماعات ، و كما هو معلوم لدى معظم  النخب ، ألا وهو ” الإسلام السياسي” الذي ظهر بظهور ” حركة الإخوان المسلمين التي أسسها السيد حسن البنا عام 1928 م في مصر  
وهنا دق جرس الإنذار ، وناقوس الخطر ، لدى الدول  المتقاسمة والمشاركة في إحتلال جغرافية كردستان التاريخية( والتي أطلق عليها الكردولوجي  إسماعيل بيشكجي  على كتابه  الذي يعالج ويتناول القضية الكردية إسم : ” كردستان مستعمرة دولية “)  ، وكان على رأس هذه الدول ، هي الدولة التركية ، كونها تحوز على أكبر جزء من جغرافية وديموغرافية كردستان ، التي ما زالت تحافظ على وتيرة القمع والإنكار والإقصاء للشعب الكردي ، من العهود السلجوقية  التي بدأت إحتلالها لكردستان ، في معركة ملاذكرد مع البيزنطيين عام 1071 م ثم  العثمانية مروراً بالعهد الجمهوري الكمالي ، وعهود العسكريتاريا الانقلابية ، وصولاً الى حكم حزب العدالة والتنمية الإخواني الإسلامي بقيادة السلطان العثماني الجديد ، والذي يسعى الى قيادة الأمة الاسلامية  من طنجة ، الى جاكرتا ، بوصفه أميراً وخليفة للمؤمنين الإسلاميين ، السيد رجب طيب أردوغان 
لذلك أصبحت  السياسة التركية تلخيصاً في جوهرها  هي ، مكافحة ” الأكراد ”  وجودياً على أي بقعة  من هذا الكون ، وليس حزبا  كردياً بعينه ، كما يدعون بأنه ” p.k.k. ، أصبح هذا الخيار هو الأول على لائحة الأولويات التركية – الأردوغانية ، وبالتالي أصبحت جميع إمكانيات ومصالح الدولة التركية ، قابلة للمقايضةمع أية جهة كانت ، حتى ولو كانت ” روسيا عدو الأمس ”  لقاء القضاء على الوجود الكردي ، وحيث أن هناك سياسة أمريكية مختلفة ، على ضوء التغيرات في المنطقة ، وظهور إستراتيجية  التصدي للنفوذ والتمدد الإيراني في المنطقة ، بعد الإتفاق على هذا الهدف ، مع الكثير من دول المنطقة ، خلال الإجتماع الذي جمع ، الرئيس ترامب مع زعماء ، من قادة وممثلي  55 دولة عربية وإسلامية في  المنطقة ، في عاصمة  السعودية ” الرياض  بتاريخ ” 20 – 21 / 5 / 2017 م إضافة إلى التلاقي مع الأهداف الإسرائيلية المعادية لإيران ، وحيث  أنّ الجغرافيا الكردستانية ، سواء في كردستان العراق ، أو كردستان سوريا ،  تقع ضمن إستراتيجية المخطط الأمريكي ، للتصدي للنفوذ والتمدد الإيراني ، وهنا برزت التناقضات بين المصالح التركية – الأمريكية والتي قد تتعمق هذه الخلافات ،قد تصل إلى مصير عضوية تركيا في الحلف الأطلسي، ومصير تواجد قاعدة “انجرليك ” الإستراتيجية  لهذا الحلف على الأراضي التركية !!!
على ضوء تدهور العلاقات التركية- الأمريكية ، وكذلك حال العلاقات الإيرانية-الأمريكية التي هي متدهورة أصلاً، وقد تصل لدرجة المواجهة العسكرية ، يحاول السيد بوتين ، ويسعى لتعميق هذا  الشرخ بين الولايات المتحدة من جهة ، و  بين هاتين الدولتين ، لمقايضة امريكا عليهما فيما بعد، وبذلك إفتتح سوقا في سوريا ، للجغرافيا والديموغرافيا السورية ، بما يشبه مجازاً ( سوق الحرامية ) كونه الوصي على حكم وحاكم سوريا ، بشكل إحتلالي وإستعماري ، أصبح هو البائع والمنسق  بين الكثير من الجهات المشاركة في الصراع على سوريا ، مثل أمريكا وإسرائيل والأردن ، وايضاً ، الحليفين اللدودين ، ايران وتركيا، في مواقع ومحطات كثيرة ، وآخرها التنسيق بينهما ، ببيع عفرين لتركيا (( ضمن المجال الحيوي والأمني لتركيا ، كما كان صفقة بيعها جرابلس والباب مقابل إخراج العصابات الإرهابية مثل  داعش وأخواتها(( التي تقودها تركيا إما بشكل مباشر ، أو عبر شريكها العضوي المتمثل بدولة قطر ))،  من حلب  لصالح القوات الرديفة كما يسميها النظام ، مقابل بيع الغوطة الشرقية لإيران ( من ضمن مسار  الهلال  الشيعي أو طريق الحرير الايراني ) حيث تمت الزيارة الميدانية للسيد بشار  للقوات الرديفة  كما يسميها هو بتاريخ 16 / 3 / 2018  في الغوطة الشرقية  إيذانا بالإنتصار( بعد الإيعاز التركي للفصائل المرتبطة بها للإنسحاب إلى أدلب لتجنيدها مجدداً في جبهة عفرين ومنطقة الشهباء وتل رفعت ) ،  وتزامناً مع ذلك ،كان  ذات وعين  اليوم التي دخلت وإحتلت القوات التركية مدينة عفرين، ((هذا ، مقابل  ذاك)) ، كما رتبه ونسقه ” بوتين !! التاجر النخاسي و السمسارللصفقات الخسيسة ” والتي تفتقر إلى أدنى قيم الأخلاق السياسية ،  
5 – ذرائع الإحتلال التركي لمدينة عفرين : هناك  البعض الكردي ، سواء من النخب السياسية ، أو الثقافية ،  ممن يستغرق في الجزئيات والتفاصيل ، ليصل إلى درجة ، إضفاء الشرعية ، على الذريعة التركية ، التي حدت بها ، وجعلتها تحتل عفرين ، وهي محاربة ومكافحة حزب كردي بعينه ، وهو حزب الإتحاد الديموقراطي ، والقوات المنتمية إليه ، وهي وحدات حماية الشعب ، ووحدات حماية المرأة ، وأنّ الجيش التركي لا يستهدف الأحزاب الكردية الأخرى ، والتي يضمها خيمة المجلس الوطني الكردي ، !!!! ونرى برؤيتنا المتواضعة ، أنّ ذلك يعود إلى غشاوة في رؤية هؤلاء البعض ،حيث إستغراقهم في الجزئيات ، يجعلهم يغفلون عن الرؤية الشمولية ، للسياسة التركية التاريخية ، بمختلف حكوماتها  المتعاقبة ،  تجاه المكون الكردي ضمن جغرافية الدولة التركية أولاً  ، وتجاه الشعب الكردي بعمومه في مختلف مناطق تواجده على هذا الكوكب  ثانياً ، وهي سياسة عدائية مزمنة ، ، وهذا يعيدنا إلى الذريعة التركية لإحتلال عفرين ، وليس صحيحاً  أن الهدف التركي هو مكافحة وحدات حماية الشعب والمرأة ، بل مكافحة  وإبادة الشعب الكردي ، أينما وجد ، وحيثما أمكن ذلك ، ويرخص دونه أي ثمن ، وبالعودة إلى التاريخ الغزوي، الإحتلالي ، الإستلابي ، لأسلاف السيد أردوغان  وصولاً إليه ، وكانت عقيدتهم   على مر التاريخ هي  هذه المقولة ((  كان المغول يعتقدون بأن كل العالم من حق شعب جنكيز خان ، ويجب أن يخضع الجميع لهم، أي أنه يجب ألا يوجد سوى سيد واحد على الأرض طالما أنه لا يوجد إلا إله واحد في السماء”)).وهذا مايجب تبيانه والوقوف عنده وعليه ، و نرى شواخص التاريخ ، شاهدة على ، ممارسة هذه الثقافة ، من خلال أمثلة كثيرة ذات الدلالة على ذلك ، مثال  إحتلال السلاجقة  كردستان في معركة ملاذكرد ( ولاية موش الكردية  حاليا)   26 / 08 / 1071 م بقيادة ألب أرسلان ، وإ حتلال هولاكو لبغداد عاصمة الخلافة العباسية  التي بدأت بالريخ 29 / 01 / 1258 وإنتهت بإعدام الخليفة العباسي ” المستعصم بالله بصورة وحشية   بتارخ 24 /02 / 1258 ،   وإحتلال محمد الفاتح  لإسطنبول   في 06 / 04 /1453 م ، ومحاولة إحتلال فيينا من قبل السلطان سليمان العثماني بعد ذلك ، ومن ثم إحتلال الشلطان سليم بلاد الشام بدءاًبمعركة مرج دابق  في 24 / 08 / 1516(( وتم إحتلا ل جرابلس وإعزاز بما فيها مرج دابق مجددا من قبل جيش أردوغان بذات التلريخ والميقات تيمنا بسلوك أجداده وأسلافه  إستنهاضاً للتاريخ )) ثم إحتلاله لمصر في معركة الريدانية بتاريخ 22 / 01 1517 م
 و بعدإ ستعراض قائمة الإحتلالات   التي قد تطول ، التي مارسها أسلاف السيد أردوغان ، يظهر سؤال يطرح نفسه ؟؟؟ وهو    هل هذه الغزوات الإحتلالية كانت رد على عدوان خارجي  ؟؟؟أو دفاع مشروع عن النفس ؟؟؟ يبدو أنه لا ذلك ،  ولا ذاك ، بل هي ثقافة غزوية  إحتلالية متجذرة في أذهان أسلاف أردوغان ، وبالتالي فإنّ إحتلال عفرين بذريعة تواجد وحدات حماية الشعب فيها ، ماهي  إلاّ ورقة التوت التي تحاول تركيا ستر عورتها بها ، وأتمنى وبكل ود وإخلاص ،  من هؤلاء البعض الكردي ، أن يعيدوا النظر ، وقراءة المشهد بشكله الشامل ، بما فيه التاريخي آملين أن يؤدي ذلك إلى تغيير رؤيتهم  وإعادة تقييمهم للإحتلال التركي  لعفرين السلام  وأسبابه ، ولا شك بأن هناك أخطاء مرتكبة من قبل الجهات المعنية ، ولكنها ذريعة لا تصمد أمام الحقيقة ، وواقع الحال !!!!   
6 – كردوستانيو تركيا ..والإستعبار من التلريخ: يتبين من تقليب وتصفح  مجريات الأحداث التاريخية ، تظهر بوضوح ، مدى إستغلال شعوب المنطقة ، المجاورة لجغرافية وشعب كردستان ، مثل الشعوب  العربية والتركية والفارسية ،  لفلسفات وديانات وأيديولوجيات وأحزاب،  جميعها تدعي  رؤيتها بالمساواة بين الكائنات البشرية ،بغض الطرف عن الجنس واللون والعرق والدين ..الخ ..، ولكن كانت في حقيقة أمرها ، تستخدمها لتحقيق مآربها ومصالحها القومية،   حتى ولو كانت على حساب الآ خرين ، ولو تطلب ذلك إحتلال جغرافياتهم  والسيطرة والهيمنة على مواردهم ، وهناك أمثلة وشواهد كثيرة يخبرنا  بها مجريات التاريخ  الديني والسياسي مثال : 
 – الأحزاب الأممية الشيوعية : في هذا المقام لا يمكن إغفال جهود الكثيرين من المخلصين لمبادئهم الأممية ، ضمن صفوف الأحزاب الشيوعية ، من سعيهم لتطبيق القيم الماركسية على ممارساتهم اليومية ، ولكن كان التيار الغالب والمهيمن ضمن هذه الأحزاب ، هو التيار الذي تشده النزعة والعصبية القومية ، حيث كانت النزعة القومية الروسية ، هي المهيمنة على مصادر القرار السياسي في الحزب الشيوعي السوفيتي  بجميع أبعاده وخاصة ضمن الإتحاد الروسي الذي يضم الكثير من الشعوب غير الروسية  ، حتى أن الكثيرين من المستشارين الروس في الدول التي كانت تدور في الفلك السوفيتي كانوا هم أصحاب القرار ( مثل المانيا الشرقية –وبولندا – والمجر –وتشيكوسلفاكيا-ورومانيا وبيلوروسيا – وبخاصة جمهوريات آسيا الوسطى ، مثل طاجيكستان  وأوزبيكستان  قرغيزستان وكازاخستان وغيرها ، )وكانت الكثير ، بل  معظم قراراتها مصادرة من قبل  المنتمين الى القومية الروسية 
وفي هذا المقام لا بد من الإشارة ،  الى الأحزاب الشيوعية في منطقة  الشرق الأوسط ، بشكل عام ، والحزب الشيوعي السوري كمثال يمكن إعتباره تشخيصاً لما كان يجري في الأحزاب الشيوعية الأخرى ، وحيث أنً السيد خالد بكداش إستمر لمدة طويلة على قيادة هذا الحزب ( له ما له ، وعليه ما عليه ، أي له إنجازاته ، وايضاً له كبواته وأخطاؤه )  وحيث كان منتسبي  وأنصار ومؤيدي الحزب  من الأقليات العرقية والدينية ، مثل الأكراد  والأرمن والشركس والسريان والعلويين والدروز والاسماعيليين والمسيحيين  إضافة الى العرب السنة ، ونظراً لأن الأكراد يعتبرون من الأقليات العرقية الكبيرة ، من حيث الحجم السكاني في سوريا ، لذلك كانوا يشكلون  النسبة الغالبة  من منتسبي الحزب ،كونهم كانوا معرضين الى مظالم مضاعفة ، ” – قومية كونهم أكراد  – وطبقية  كونهم فقراء  ومعوزين بغالبيتهم ”   وهذا المعطى وهذا العامل يمنح السيد خالد بكداش   شرعية ومشروعية قيادة الحزب ، إضافة الى الكاريزما والمؤهلات القيادية ،ومع ذلك  كان يتعالى على أصوله الكردية ، وكان يحاول بأن يكون أمميا أكثر من الكثيرين من قادة الأحزاب الشيوعية ، ومع ذلك كان يتهم من قبل رفاقه ضمن الحزب ، بأنه ” يستكرد الحزب ” وذلك بدوافع وخلفية عصبوية وشوفينية ، وفي الآونة الأخيرة ، إختلقت بعض الجهات من العصبويين القوميين من رفاقه ، وفبركت مذكرات نسبت اليه ، لتشويه تاريخه السياسي ، وخالد بكداش كشخصية سياسية ،ليست معصومة من الأخطاء ، شأنه شأن الآخرين من السياسيين ، ولكن الإفتراء عليه ، وإختلاق ما يسئ اليه بغية تشويه تاريخه النضالي ” بعجره وبجره “كما يقال  أي بحسناته وسيئاته، يدل على أحقاد وعصبوية وشوفينية قومية .
–  أما أحزاب الإسلام السياسي : من خلال إستعراض تاريخ الصراع على السلطة ، منذ نشأة الدولة الإسلامية  الأولى في المدينة المنورة ( يثرب ) ،و  بعد وفاة الرسول محمد بتاريخ 08 / 06 / 632 م نراه قد برز هذا الصراع على من يخلفه في قيادة الدولة الناشئة ، حيث حسم الأمر في سقيفة بني ساعدة، ومن خلفية عصبوية ،  لصالح قبيلة قريش ، إستناداً إلى حديث منسوب الى الرسول محمد بقولهم ( وأمرهم في قريش ، ) أو بصيغة أخرى ( الأئمة من قريش ) هذا الحديث البعيد عن روح وجوهر الإسلام ، وبعيداً عن روح الديموقراطية والشورى الإسلامية ، وبذلك تم إزاحة  سيد الخزرج ( سعد بن عباده ) والذي تقول الروايات أنه أنتخب من”  الملأ “( وهم وجهاء القوم آنذاك ) ليتوج  ابو بكر الصديق بذلك خليفة للمسلمين وأميراً للمؤمنين ، وبعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان ، ظهر الصراع على السلطة ضمن أفخاذ  قريش ذاتها ، وهما فخذ بني أمية ( ممثلاً بمعاوية بن ابي سفيان ) وبين بني هاشم ( ممثلا بعلي بن ابي طالب ) واستمر التمسك بهذا الحديث طيلة العصر الأموي ( الخلافة الملكية العضوضة ) وكذلك  في الفترة الأولى من الخلافة العباسية أيضاً ، وحتى بعد الفتوحات الاسلامية ، وإتساع رقعة الدولة الإسلامية ، وعلى جغرافيات شاسعة من العالم ، بقيت زمام السلطة ، والقرار السياسي محصوراً بالعرق العربي ، ( وهناك الكثير من الأحاديث الموضوعة ، أو ضعيفة السند ، وضعت  ، ونسبت الى الرسول محمد ، لإسناد محصورية السلطة في العرق العربي ،  وخاصة في عهود الدولة الأموية ، ولا يتسع المقام لذكرها ، ولا بأس من إيراد بعض الأمثلة على  العصبوية  العرقية،  سواء العربية منها ، أو التركية ، وكذلك الفارسية في إستغلالهم  للدين الاسلامي في سبيل الإستحواذ على السلطة السياسية ، والإبقاء عليها بيد عرق وقومية معينة إما عربية ، أو تركية ، أوفارسية  ، وإستخدام القوميات الأخرى كحطب في حروبهم وصراعاتهم وتحت شعارات دينية تخدم أهدافهم القومية الشوفينية : ومن هذه الأمثلة : 
طارق بن زياد  ” البربري” : وهو يعود  بأصوله إلى   البربر ( الأمازيغ )  وله الفضل الكبير والمميز في نشر الإسلام ، في عموم منطقة الأمازيغ في شمال  أفريقيا ، و يعتبر   فاتح الأندلس  بجدارة ، وخلال رحلة نقله  غنائم الحرب من الأندلس ( والتي تتألف من الأموال والمجوهرات  والمسكوكات الذهبية والسبايا الحسان  وغيرها من الأغراض الثمينة ) إلى الخليفة الأموي ، الوليد بن عبد الملك  في دمشق ، وكان مريضا  حينذاك ، وفي خلسة من أخيه الخليفة!!! ،  ذهب الأخ الشقيق للخليفة وولي عهده الأميرسليمان بن عبد المللك ،إلى طبريا في فلسطين ، ليستقبل  الغنائم  وناقليه ،  وعلى رأسهم ” طارق بن زياد ” طالبا منهم  البقاء في طبريا فترة من الزمن ، والتريث لحين وفاة أخيه الخليفة ” الوليد بن عبد الملك ، حيث كان مريضاً  كما ذكر آنفاً ، بغية الإستئثار بالغنائم المسلوبة من سكان الأندلس ، ولكن طارقا لم يتجاوب مع طلبه هذا حيث كان يعلم ، أنّه سيواجه سخط الخليفة ( الوليد بن عبد الملك ) واستمر في السير بإتجاه دمشق وبوصوله وتسليمه الغنائم للخليفة ، وبعدأربعين يوماً من ذلك ، توفي الخليفة ، وتولى شقيقه  وولي عهده، الأمير ”   سليمان بن عبد الملك ” الخلافة الأموية ، حيث إستدعى طارقاً ، وأذاقه مر الإهانات ، وحرمه من جميع مقتنياته وإمتيازاته ، وهناك الكثير من الروايات ،تؤكد تسوله أمام عتبات مساجد دمشق ، يسأل المحسنين ” الصدقة ” ،وعانى الكثير من البؤس وقلة ذات اليد ، والّم به المرض نتيجة ذلك ، حيث توفي في  دمشق،عام 720 م عن عمر بلغ 45 خمسة وأربعون سنة ، وكان يستحق أن يصبح واليا على البلاد التي فتحها !!!!، كما كان حال عمرو بن العاص، العربي القريشي!!! ، الذي تولى ولاية مصر بعد فتحها ،  هكذا كان مصير ونهاية  هذا البطل الأمازيغي (البربري ) !!!!
– ابو مسلم الخراساني ” الكردي ”  كانت الدولة الأُمَوية تنـزع إلى العصبية العربية في العلاقة بالمسلمين المَوالي (غير العرب)، وقال الخليفة المأمون عنه فيما بعد، وقد ذُكر أبو مسلم في مجلسه: “أجلُّ ملوك الأرض ثلاثةٌ، وهم الذين قاموا بنَقل الدُّوَل: الإسكندرُ، وأَرْدَشَيرُ، وأبو مسلم الخُراساني”)، وأبو مُسْلِم الخُراساني هو عبد الرحمن بن مُسْلِم ( 718–755م)، واسمه الحقيقي ” بَهْزاد،”  وهو يُعَدّ مؤسس الدولة العبّاسية،. وبعد أن إستقر على يديه  أمر الدولة  ، غدر به  الخليفة العبّاسي الثاني أبو جعفر المنصور ،  فاستضافه في قصره ببغداد، ثم أمر بقتله غدراً وعمره ثلاث وثلاثون سنة، وكما ذكرنا سابقاً ، كان يستحق هذا البطل  الجسور ، على إنجازاته الكبيرة ، ومؤهلاته القيادية ، أن يصبح والياً على خراسان !!!، كما كان حال عمر بن العاص العربي القريشي  في مصر !!!، ولكن هكذا كان مصير هذا البطل الكردي  الغدر به وقتله غيلة !!!  
– وقد مارست القوميات الأخرى  ، السلوك العصبوي القومي ذاته ، عندما سنحت لهم الظروف ، بالإستيلاء على السلطة في الدولة الإسلامية، أواخر العهود العباسية ، حيث مارس البويهيون العصبوية الفارسية ، ومارس السلاجقة ، العصبوية التركية ، أما بعد إستيلاء العثمانيين الأتراك على الخلافة الإسلامية ، اصبحت العصبوية التركية ، هي صاحبة القرار على إمتداد جغرافية السلطنة العثمانية  المترامية الأطراف 
7 –  صلاح الدين الأيوبي  – وخالد بكداش الكرديين – ومحمد علي  حاكم مصر : 
– صلاح الدين الأيوبي : هذا البطل الإسلامي – الكردي  ( كمثال من التاريخ الاسلامي ) ،الذي لاينكر حتى الذين حاربهم من الصليبيين ، شهامته ، ونبله ، ولا ينكر الكثيرين من المسلمين ، فضله على إعادته مجد   الإسلام الى الواجهة  والسلطة ، بعد إنتصاره في معركة حطين بتاريخ  04 / 07 / 1187 م وقضى  حياته بمجملها  على صهوات حصانه ، طيلة 19 سنة ، خاض خلالها ما يقارب  74 معركة ، في سبيل إعلاء كلمة الإسلام ، ولا شيئ غير ذلك ، ولم تنازعه على ذلك ، لا عصبوية قومية كردية ، أو رغبة في جمع المال والثراء، وكان مخلصا لدينه الإسلامي ، حتى أكثر  من بعض الخلفاء المسلمين في العصرين الأموي والعباسي ، والعثماني ،  الذين كانوا غارقين في حفلات الشراب  والمجون ومعاشرة السبايا والجواري ، ومع ذلك  قيل عنه من قبل قامة ثقافية عربية مرموقة ، ( يوسف زيدان ) بأنه أي صلاح الدين ،ة ” أحقر شخصية في التاريخ ” كما شخص ولخص  الشاعر والمفكر الفلسطيني ، معين بسيسو ، نظرة الكثيرين من  النخبة العربية ، الثقافية منها والسياسية  ” ولانقول جميعهم”  ، إلى شخصية صلاح  الدين بقوله ” 
وكم أكره من علمني الدرس الاول في التاريخ
كورديأ كان صلاح الدين وانتصر فأصبح عربيأ
ماذا لو هزم صلاح الدين لأصبح جاسوسأ كورديأ
وعندما توفي صلاح الدين ، في 04 / 03 / 1193 م إثر المرض الذي ألّم به ، وجدوا عنده صندوقاً ، وبعد فتحه ، كانت محتوياته هي :   ( 47 درهما + دينار واحد ) و ( كفن ابيض ) و ( 14 طابوقة من طين ) و ( رسالة على شكل وصية )  كتب فيها : هذا كفني الذي عطرته بماء زمزم فكفنوني به ، —وهذا ما بقي معي من مال لجنازتي –وهذه طوابيق جمعتها من طين الجهاد الذي علق على ثيابي ، فضعوها تحت رأسي ، لألقى بها وجه ربي ، 
وهذا يدلل على عدم سعي هذالبطل الاسلامي الكردي ، على إستغلال الدين لغايات عرقية كردية ، أو لغاية جمع المال والثروة ، كما فعلها القادة المسلمين من العرقيات الأخرى 
–  محمد علي  الكردي  حاكم مصر :  وممن قالوا بذلك الأمير محمد علي، أحد أحفاد محمد علي باشا وولي عهد الملك فاروق، في لقاء مطول مع الكاتب الراحل عباس محمود العقاد في مجلة “المصور” المصرية بتاريخ 25 فبراير 1949، تحت  عنوان “ولي العهد حدثني عن ولي النعم”، بمناسبة مرور مئة عام على وفاة مؤسس مصر الحديثة.
أصل الأسرة من ديار بكر في كردستان تركيا، ومنها انتقل والد محمد علي وأخوه إلى قولة في ألبانيا، ثم انتقل أحد عميه إلى الآستانة، ورحل عمه الثاني في طلب التجارة وبقي أبو محمد علي في قولة، وهذا يدلل أيضاً على سعي محمد علي ، على إستغلال موقعه ومركزه ، لإقامة مملكة كردية  في مصر ، كما كان متاحا له ذلك ،
–  خالد بكداش –الزعيم الشيوعي – الكردي :كمثال من تاريخ الأحزاب الشيوعية )  كان من قادة الحزب الشيوعي السوري التاريخيين ، وبقي لفترة طويلة على قيادة هذا الحزب ، وكان يسعى بأن يكون أممياً  مخلصا ( مبالغا ومفرطا في أمميته وكان البعض يقول عنه أنه أممي أكثر من لينين من باب الدعابة ) ، فوق الأعراق والقوميات ، وكان كثيراً ما يتعالى على أصوله الكردية ، حتى أنه رفض إصدار  نسخة من جريدة الحزب الشيوعي السوري ، باللغة الكردية ، في منطقة عفرين ذات الثقل الحزبي ، وأيضاً ذات الغالبية الكردية ، عندما إقترح ذلك عضو اللجنة المنطقية للحزب في عفرين  حينذاك المناضل الراحل  رشيد حمو  عام 1956 م ،   وهذا يدلل على عدم سعي الكرد على إستغلال الحزب الأممي لغايات عصبوية كردية ، كما  مارسها الرفاق من القوميات الأخرى ، بدوافع عصبوية قومية وشوفينية  ، كما أفصحت عن نفسها من خلال الإنشقاقات من صفوف الحزب 
–  وهناك آراء مختلفة  ومتباينة حول  سلوك هذه  الشخصيات الكردية  البارزة ، وعدم  سعيهم لإقامة كيانات كردية ،  والتساؤل الكبير حول ذلك هو ، هل كان ذلك يعود إلى الغفلة والسذاجة ، وقصر النظر ؟؟؟ أم أنّ ذلك يعود إلى إيمانهم وإخلاصهم لمبادئهم ومعتقداتهم ، سواء أكانت  ، دينية إسلامية  كما هو حال صلاح الدين ، ؟؟؟ أو حتى دينية  زرادشتية  كما هو حال زرداشت الكردي ؟؟؟ وكذلك حال محمد علي الكردي  حاكم مصر اعتبارا من عام 1805 م ، ؟؟؟ وأيضاً إخلاص السيد خالد بكداش لمبائه الأممية  في العصر الحديث  ؟؟؟ وهذه الأجوبة  ، وهذا التقييم ، هي برسم القارئ الكريم 
8 –  كردوستانيو تركيا  والموقف الحاسم : بعد ظهور السلوك العدائي ، لأردوغان  وحزبه المسمى ” العدالة والتنمية ” ذات النزعة الطورانية ، القومية  المتعصبة ، وبغطاء إخواني – إسلامي ،   والمجافي للعدالة بكليتها ، والذي مازال يضم بين صفوفه ، ما يقارب ال ” 73 ” نائبا في البرلمان التركي ، من أصول كردية ، يسبحون بحمد أردوغان وسياساته ، ويباركون الحشد العسكري على حدود إقليم كردستان العراق ، وتهديده بإجتياحه ، بعد عملية الإستفتاء  على مصير الإقليم ، وكذلك بعد إحتلاله لمنطقة الشهباء، ، ثم ، مؤخرا، إجتياح وإحتلال عفرين ،
هناك دعوة خالصة ، إلى كرد ستانيي  تركيا ، بيسارهم  الأممي ، وكذلك بيمينهم  الاسلامي – الإخواني – الأردوغاني ، دعوة جدية لإعادة  قراءة الأحداث ، وإستخلاص العبر من مجريات التاريخ ، وتقييم سلوك هذه التيارت  ، اليسارية والإسلامية ، وأرى ، ومتأملاً  ، وآملاً ، أن يدركوا مكامن هذا الفشل التاريخي ، للحركة التحررية الكردية ، ويدركوا أيضاً ، أنً تمسكمهم ، بمبادئهم  وقيمهم الأخلاقية ، بشكل مبالغ فيها ، وعلى حساب الإبتعاد عن حبكات وخباثة ووصولية وإنتهازية السلوك والمسار السياسي ، الذي يمارسه   ، شركاء الأوطان  والأديان ، والذين هم بدينهم  وديدنهم ،  أنّ مصالحهم القومية فوق الإعتبارات الأممية والدينية ،  ويجب تحديد علاقتهم  بهؤلاء ، وإختيار  وحدة الصف الكردي ، والخيمة الكردايتية ، بعيدا عن التباينات والتمايزات ، الطبقية  ، منها ، والدينية ، والمذهبية ، التي أثبت التاريخ ، أنها لم تسمن ، ولم تغني عن جوع ، ولم تؤسس ، ولم تبني دولاً ولا حتى  كيانا سياسيا  بحدوده الدنيا  ، ويحب الإستفاقة ، بأن الأردوغان الإخواني ، سوف لن يسعى ، بل لن يسمح بإقامة دولة كردية !!!! 
المصادر والمراجع
 الدولة العثمانية عوامل النهوض والسقوط. الدكتور محمد علي الصلابي. دار المعرفة بيروت
طارق بن زياد –  فاتح الأندلس  – حسين شعيب – دار الفكر العربي –بيروت – لبنان 
ابن الأثير: الكامل في التاريخ
حسن إبراهيم حسن: تاريخ الإسلام
بهاء الدين بن شداد : النوادر السلطانية و المحاسن اليوسفية ، تحقيق جمال الدين الشيال، مكتبة الخانجى، القاهرة 1994
النجوم الزاهرة فى ملوك مصر و القاهرة،  بن تغري – دار الكتب و الوثائق القومية، مركز تحقيق التراث، القاهرة2005.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف تعود سوريا اليوم إلى واجهة الصراعات الإقليمية والدولية كأرض مستباحة وميدان لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى والإقليمية. هذه الصراعات لم تقتصر على الخارج فقط، بل امتدت داخليًا حيث تتشابك المصالح والأجندات للفصائل العسكرية التي أسستها أطراف مختلفة، وأخرى تعمل كأذرع لدول مثل تركيا، التي أسست مجموعات كان هدفها الأساسي مواجهة وجود الشعب الكردي، خارج حدود تركيا،…

روني آل خليل   إن الواقع السوري المعقد الذي أفرزته سنوات الحرب والصراعات الداخلية أظهر بشكل جلي أن هناك إشكاليات بنيوية عميقة في التركيبة الاجتماعية والسياسية للبلاد. سوريا ليست مجرد دولة ذات حدود جغرافية مرسومة؛ بل هي نسيج متشابك من الهويات القومية والدينية والطائفية. هذا التنوع الذي كان يُفترض أن يكون مصدر قوة، تحوّل للأسف إلى وقود للصراع بسبب…

خالد حسو الواقع الجميل الذي نفتخر به جميعًا هو أن سوريا تشكّلت وتطوّرت عبر تاريخها بأيدٍ مشتركة ومساهمات متنوعة، لتصبح أشبه ببستان يزدهر بألوانه وأريجه. هذه الأرض جمعت الكرد والعرب والدروز والعلويين والإسماعيليين والمسيحيين والأيزيديين والآشوريين والسريان وغيرهم، ليبنوا معًا وطنًا غنيًا بتنوعه الثقافي والديني والإنساني. الحفاظ على هذا الإرث يتطلب من العقلاء والأوفياء تعزيز المساواة الحقيقية وصون كرامة…

إلى أبناء شعبنا الكُردي وجميع السوريين الأحرار، والقوى الوطنية والديمقراطية في الداخل والخارج، من منطلق مسؤولياتنا تجاه شعبنا الكُردي، وفي ظل التحولات التي تشهدها سوريا على كافة الأصعدة، نعلن بكل فخر عن تحولنا من إطار المجتمع المدني إلى إطار سياسي تحت اسم “التجمع الوطني لبناء عفرين”. لقد عملنا سابقاً ضمن المجتمع المدني لدعم صمود أهلنا في وجه المعاناة الإنسانية والاجتماعية…