حاوره: ماجد ع محمد
كان انتخاب مجلس عفرين المحلي خطوة أولى على طريق انتخاب عدد من المجالس المحلية لكافة النواحي التابعة للمنطقة، وذلك بهدف ملء الفراغ الإداري، وإعادة تفعيل كل المؤسسات التي طالها العطب، والعمل على الاستقرار وضمان عودة النازحين إلى بيوتهم وأراضيهم وقراهم، وللوقوف على آخر مستجدات الوضع في منطقة عفرين كان لنا لقاء خاص مع عضو المجلس المحلي عن مركز مدينة عفرين آزاد عثمان.
ــ ماهي أبرز المتاعب التي واجهتكم منذ فترة انعقاد مؤتمر إنقاذ عفرين يوم الأحد في 18 آذار الفائت إلى يوم اختيار أعضاء المجلس المحلي لمدينة عفرين يوم الخميس في 12 نيسان؟
واجهتنا عدة متاعب أثناء التحضير لمؤتمر إنقاذ عفرين، إذ لم نستطع دعوة المزيد من الاخوة الذين يمكن أن يضيفوا مبادرات جادة وقيمة على أجندات المؤتمر بسبب ضيق الوقت ، كما لم نستطع تأمين مشاركة أخوة من الداخل في مؤتمرنا بسبب إشكالية طلب إذن الدخول إلى تركيا من جهة، ومن جهة أخرى بسبب انقطاع وسائل الاتصال للتواصل مع الداخل، كما أن من بعض الاشكاليات التي اعترضتنا أثناء انعقاد المؤتمر هو عدم وضوح الرؤية المستقبلية عند بعض الاخوة المؤتمرين ، كما أن تمثيل السيدات بالمؤتمر كان ضعيفاً مقارنةً بحضور المرأة في المجتمع العفريني وحيث أن المرأة مشارِكة فعلياً في أغلب ميادين الحياة.
ــ بعد أن تم انتخاب رئيس للمجلس ونائب له، بالإضافة إلى ستة أعضاء كمجلس تنفيذي، بحضور رئيس الائتلاف الوطني السوري والحكومة المؤقتة، ما أبرز خطوة باشرتم بها من داخل عفرين؟
بعد الانتهاء من الانتخابات تم تشكيل المكاتب التخصصية وجرى لقاء جاد مع والي هاطاي وقُدم للوالي مباشرةً عدة مطالب منها: تحديد مقر للمجلس المحلي وتسهيل الطرق لعودة الأهالي وضرورة إيقاف الانتهاكات، وتأهيل البنى التحتية بالسرعة المطلوبة باعتبار أن أغلب المؤسسات طالها العطب.
ــ من بين أبرز التحديات أمام مجلس عفرين هو عودة الأهالي الذين تقطعت بهم السبل خارج حدود المنطقة وهم ممنوعون من الدخول إليها، فهل من إجراءات حقيقية تم اتخاذها بخصوص عودتهم؟ ومتى تفتح الطرقات أمامهم؟
نعم لقد تم رفع توصية للأخوة الأتراك بضرورة فتح ممرات آمنة لعودة كافة الاخوة العالقين على المعابر، وضرورة إصدار عفو عن المجندين الإجباريين وعلى أن يشمل العفو أيضاً كل الفعاليات المدنية والمؤسسات التي كانت تعمل في المجال الخدمي في عموم المنطقة.
ــ الأمن فُضل حتى على الحرية لدى الكثير من المفكرين الغربيين، وعفرين التي تحررت من سلطة الادارة الذاتية تعيش حالياً أجواء الفوضى العارمة عدا عن السلب والنهب الذي يتم بقوة السلاح، فمن بمقدوره إيقاق هؤلاء ومنعهم من السطو والسلب والنهب؟
حقيقةً تلقينا وعود من الاخوة الأتراك بأن القوات العسكرية للجيش الحر ستخرج إلى خارج الأماكن المأهولة بالسكان وتستبدل بالشرطة المدنية التي ستتخرج من الدورة التدريبية خلال فترة قصيرة جداً وسيفتح الباب لتلقي الشكاوي على المظالم والانتهاكات.
ــ حسب الأهالي أن الاعتقالات العشوائية في عفرين أكثر من مناطق نظام الأسد نفسه، فكيف سيتم وضع حد لهذه الاعتقالات المزاجية ؟
لدينا حالياً دراسة للواقع القضائي في المرحلة المقبلة، وسيتم مناقشتها مع الاخوة الأتراك، لتبدأ بتشكيل محاكم ترد المظالم، وإلى حين ذلك سيكون هناك مكتب يقوم بتلقي الدعاوي ورصد الانتهاكات لوضعها أمام الجهات المختصة.
ــ هل الجانب التركي على علم بكل الانتهاكات التي تحصل من قبل الكتائب ومَن بمقدوره وقف هذه الانتهاكات اليومية، هل ثمة جهة أمنية قادرة على ضبط الانتهاكات والحد منها؟
بتصوري أن الجانب التركي مطلع على أغلب تلك الانتهاكات، وربما أصيب بعض الجنود الأتراك بحالة من الذهول على ما جرى أمامهم وما كان السوريون يفعلونه ببعضهم، ولقد قامت الشرطة باعتقال عدد من هؤلاء الذين تعدوا على ممتلكات وحريات الناس، كما تم فصل بعض المجموعات الكاملة من غرفة العمليات العسكرية في عفرين، وقامت بحجز كميات كبيرة من المسروقات، لكن كل ذلك لا يكفي والواقع الفعلي في عفرين وقراها بحاجة إلى خطوات أكثر ديناميكية.
ــ هل ثمة تصور ما أو آلية لدى المجلس لكيفية إخراج المقاتلين الذين استولوا على بيوت الأهالي بالإكراه في عشرات القرى والبلدات في المنطقة؟
الاخوة الأتراك أبلغونا بأن من حق أي مواطن تبليغ شكوى للشرطة وإخراج من دخل بيته مهما كانت صفته مدنية أو عسكرية، ولذلك ندعو إخوتنا للعودة إلى بيوتهم، وعدم السكوت عما يتعرضون له من المضايقات أو الاعتداءات من قبل عناصر الفصائل، وعدم التنازل عن حقوقهم لكل من قدم من خارج المنطقة واستولى على بيوت وأغراض السكان الأصليين.
ــ في حال إذا عرقلت الفصائل المسلحة عمل المجالس المحلية ماذا ستفعلون؟
ستقوم المجالس بالبدء بممارسة أعمالها بالتنسيق مع قيادة الشرطة المدنية، وبإشراف مباشر من غرفة العمليات، وطالما أن غرفة العمليات تضم قادة كل تلك الفصائل، لذا أتصور بأنه لن يكون بمقدور أية جهة عسكرية عرقلة عملها.
ــ جاء في أحد بنود مبادرة الإنقاذ مشروع المصالحة فكيف سيتم ذلك، وحالياً حتى مَن كان مجرد موظف صغير لدى الإدارة السابقة لا يجرؤ على العودة إلى المنطقة؟
سنعمل مع الجانب التركي على ضرورة إصدار عفو عن كل الموظفين في المؤسسات الصحية والتعليمية والغذائية والخدمية، وكذلك عن المجندين الإجباريين الذين لم تلطخ أياديهم، وعن المدنيين الذين عملوا مع الإدارة السابقة وحافظوا على نظافة اليدين ولم يكونوا من أهل السوابق في مضمار الرشوة والفساد.
ــ ثمّة قرى ممنوع دخول الأهالي إليها إلى تاريخ اليوم، وثمة قرى محرومة من الإغاثة منذ عدة أيام، فهل هنالك من جهات قادرة على معالجة تلك الاشكاليات الجوهرية ؟
منذ يومين قامت منظمة IHH الخيرية مشكورة بالبدء بتوزيع السلال الإغاثية على القرى والبلدات المحتاجة، أما بخصوص بعض القرى المغلقة فأكد الاخوة في الجيش الحر بأن السبب يكمن في العدد الكبير من الألغام المزروعة، وأن وحدات الهندسة لم تنتهي بعد من نزع تلك الألغام، وخلال أيام ستكون هناك وحدات هندسية أخرى تنضم إلى الوحدات الهندسية الموجودة في المنطقة للإسراع بنزع الألغام.
ــ تعلمون بأن عفرين منطقة زراعية واعتماد الأهالي على الزراعة كلياً بينما حالياً ممنوع على الأهالي حتى زيارة حقولهم الزراعية، فكيف سيتم معالجة هذا الموضوع الجوهري ؟
خلال الأيام القادمة ستعلن عفرين منطقة مدنية آمنة وسيستطيع الجميع التنقل بين القرى ويذهب عندها القروي إلى حقله، ويعمل كما السابق، وهناك دراسات لمشاريع تنموية زراعية نتمنى أن تنجز بأقصى سرعة.
ــ سؤال أخير لقد بحثتم موضوع حرية الصحافة والإعلام فمتى سيكون بمقدور الإعلام العمل بحرية في عفرين؟
نحن عندنا تصور أولي لحرية الصحافة والإعلام وسنقوم بمناقشتها مع الجانب المختص من الاخوة الأتراك، ونتمنى أن تكون الصحافة مرآة لكشف عيوبنا وأخطائنا وتقوم بدور المراقب لسلوكيات الإدارة الجديدة وكذلك تركز على الانتهاكات، وتساهم في توعية المجتمع ونشر ثقافة التسامح والسلام ونبذ الكراهية والعنف والاستبداد.