شن الحروب هي خصلة معروفة لنظام ولاية الفقيه

بقلم: المحامي عبد المجيد محمد 
Abl.majeed.m@gmail.com
حكم نظام ولاية الفقيه على إيران منذ حوالي الـ 40 عاما. هذا النظام  قد استولى على سيادة الشعب الإيراني بالمعنى الحقيقي للكلمة، وبحسب أطروحة ولاية الفقيه يعتبر نفسه مؤهلا ليتدخل في كل شؤون الشعب الإيراني وحتى في أكثر المسائل خصوصية. واستناداً إلى هذه النظرية الرجعية والعائدة للقرون الوسطى، ينظر الولي الفقيه إلى جميع الدول الإسلامية كجزء من “الأمة” التي ترجع سيادتها له ويحلم بتشكيل الإمبراطورية الإسلامية ويريد أن يسيطر عليها على غرار القرون الماضية بحملات من الجيوش على الدول و الأراضي الأخرى.
أول ضحايا هذا التوسع الجغرافي كان الشعب العراقي، بالنظر الى الغالبية الشيعية لنسيج هذا البلد حيث تمت التضحية بملايين الانسان الأبرياء من كلا البلدين باستخدام شعارات خادعة لهم مثل «طريق فتح القدس يبدأ من كربلاء». اعتبر الخميني ان التحكم في العراق هو حق مسلم ومشروع له ولهذا السبب حتى الوقت الذي بقي فيه الخميني حيا نادى بتسعيرهذه الحرب حتى اخر طابوق البيوت الموجودة في طهران. لكن في تموز 1988، أذاقت المقاومة الإيرانية الخميني كأس السم الزعاف بعد قرار وقف اطلاق النار واجبرته على الاستسلام للامرالواقع.
لا تزال بقايا هذا النظام، والتي اسدلت قيادتها “مؤقتا” إلى علي خامنئي، تضرب بنفس الطريقة ونفس الاسلوب على طبول الحرب والأزمة، وقوات الحرس، بصفته الجناح الرئيسي للولي الفقيه تم استخدامه بكل مايملك من كل قوة من اجل شن الحروب وافتعال الازمات وتصديرها ودعم الإرهاب. أخطر ما في الأمر هو وجود قوات الحرس على ارض سوريا وقتل مئات الآلاف من الأبرياء وتشريد الملايين من السوريين.
ليس فقط أن جميع مسؤولي النظام، بمن فيهم خامنئي، يعترفون بوجودهم على الأراضي السورية، لكنهم يعتبرون بان ذلك مصدر فخر واعتزاز لهم واعترفوا صراحة بأنهم إذا لم يقاتلوا في دمشق وحلب، فسوف يضطرون لمحاربة الشعب في المدن الإيرانية. كما رأينا في الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني في كانون الثاني/ يناير كيف ان الشعب الإيراني انتفض في 142 مدينة إيرانية، وعبر بشعارات الموت لخامنئي والموت للدكتاتور عن مدى بغضه واشمئزازه من هذا النظام.
كما قتل النظام ايضا أكثر من 50 شخصًا من خلال إطلاق النار المباشر عليهم من قبل القوات الامنية القمعية المسلحة واعتقل ما لا يقل عن 8000 من المتظاهرين المعارضين، قتل 15 شخصا منهم تحت التعذيب. واعترف خامنئي بضعف نظامه في 20 و 21 من شهر مارس، في رسالته وكلمته النوروزية (العام الإيراني الجديد) وأنه لم يكن قادرًا على الاستجابة لمطالب أغلبية الشعب وكما انه اعترف بموضوع العدالة غير القائمة.
في الأيام الأخيرة، كان موضوع انتخاب جون بولتون كمستشار للأمن القومي الأمريكي احد أهم عناوين القضايا. حيث دخل نظام ولاية الفقيه إلى المشهد ايضا لإخفاء حروبه التوسعية وأزماته المستحدثة تحت عبائة هذا العنوان ولهذا السبب عكست جميع وسائل الإعلام الحكومية انتخاب بولتون وتظاهرت بأن بولتون قد تم اختياره لشن الحرب. كما لجأ النظام التوسعي والقمعي ايضا لنشر هذا الادعاء بكل ما أوتي من قوة.
بما في ذلك اقتباس وكالات الأنباء التابعة للنظام اقاويل واحاديث أشخاص غير معروفين ومبهمين يدعون بأن “انتخاب جون بولتون كمستشار الأمن القومي للولايات المتحدة يظهر بوضوح أن واشنطن تريد المزيد من الحروب. هذا التغيير من منظور السلام والأمن العالمي مثير للقلق بشكل كامل. لقد أظهر انتخاب جون بولتون مستشارًا للأمن القومي أن الولايات المتحدة على وشك إطلاق حروب جديدة على بعض الجبهات، بما في ذلك إيران “.
بالإضافة إلى هذا، نشرت الشبكة الإخبارية (امتداد نيوز) التابعة للنظام يوم 28 مارس، نقلا عن احدهم عرفته باسم (غراس كاب ) وقالت بانه احد المحللين والاساتذة البارزين في العلوم السياسية قوله ”بولتون هو شخص مناسب جدا لدعم رغبات ترامب العلنية الرامية لايقاف الاتفاق النووي الإيراني أو السعي لإصلاح هذا الاتفاق من خلال استئناف المفاوضات“.
لكن ما هي الحقيقة؟ يقول المثل الإيراني: “عندما تقوم برفع العصا فان القطة السارقة تحسب حسابا لافعالها”. الحقيقة هي أن نظام ولاية الفقيه يريد عن طريق نشر واثارة ادعاء رغبة الاخرين في شن الحروب ان يخفي اسلوبه في خلق وتصدير الازمات والحروب الى المنطقة هذا الاسلوب الذي اعتمده طيلة القرون الاربعة الماضية في تدمير المنطقة. هذه حقيقة مثبتة اخرى بانه لايوجد طرف اخر قمع الشعب الإيراني طيلة اربعة عقود كما فعل نظام الملالي المستبد. وبناءا على هذا فان قرائة انتخاب السيد بولتون على انه شن للحرب ما هو الا عبارة عن خديعة اخرى من خدائع نظام الملالي يريد من خلالها ان يتستر بها على خلقه واستحداثه للازمات في منطقة الشرق الأوسط.
الحقيقة هي أن النظام الإيراني خائف من السقوط والتغيير، لأن الطريقة الوحيدة لاستعادة السلام والعدالة الاجتماعية إلى 80 مليون إيراني وإنهاء الحرب في الشرق الأوسط هي الإطاحة بهذا النظام السلطوي والمثيرللحروب. شعب إيران مستاء وممتعض جدا من ديكتاتورية الفاشية الدينية التي تحكم بلادهم. إنهم يسعون وراء الحرية والعدالة والديمقراطية وسيادة القانون، لكن قوات الحرس والقوى القمعية لنظام ولاية الفقيه يقومون بلا رحمة بقمع المحتجين الذين يريدون قلب النظام.
يعتمد الشعب الإيراني على قوة تحررية ورائدة باسم منظمة مجاهدي خلق وعلى بديل منظم بشكل جيد ولديه الكثير من الخبرات باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وعلى قوى فعالة ومؤثرة ووفية في داخل إيران باسم المراكز الثورية والشعب الإيراني قد عقد العزم هذه السنة على اسقاط هذا النظام واستبداله بنظام شعبي. هذه هي الحقيقة التي يريد النظام الإيراني اخفائها ولهذا السبب يقلب الأمر رأسا على عقب ويقوم بالقاء تهم شن الحروب على الاخرين.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…