اسماعيل بيشكجي
نشِر كاريكاتير في صحيفة ” ملّليت ” التركية في يوم ” 19 ” أيلول 1930 .
كان ناشر الصحيفة مبعوث سيرت: سعرد Sêrt “: مخمور Mahmûr سويدان ” 1883- 1936 “، وقد باشرت الصدور في ستانبول بتاريخ ” 11 ” شباط 1926 . حيث تأسست بموافقة الدستور التركي وحماس مصطفى كمال، وفي عام 1935 حملت اسم Tan ” الفجر ” سنة 1935، وكان صاحبها بدوره علي رضا كاراجان.
في الكاريكاتير ظهرت شاهدة قبر يحمل اسم ” آغري Agrî ” كتِب عليها ” وضِعت كردستان الخيالية هنا، كردستان الخيالية قبِرت هنا ” .
وما زال وجود مشاكل الدولة ” التركية “، الحكومة ” التركية ” قائماً، خصوصاً مع حروف X, W,Q العائدة إلى اللغة الكردية، وجود يعني عن أن اللغة الكردية أيضاً تأتي في مقام لغة مجهولة. فنحن نجد اليوم منع حق إصدار قرارات اتخذتها مجالس البلديات التي يديرها أعضاء في حزب السلام والديمقراطية، من جهة المحافظين والقائمقامية موضوعاً في غاية الخطورة، يجب التوقف عنده. مثال ذلك: القرارات التي اتخذتها مجالس البلديات بموافقة الأغلبية الكبرى من الأعضاء، لإطلاق أسماء كردية على الساحات، الشوارع، والحدائق…الخ، تكون ضمن هذه الخانة الحظرية. إذ إن في مقدور المحافظين، والقائمقامية رفض إطلاق أسماء لسياسي كردي، لكاتب كردي، ومثقف كردي على الشوارع، الساحات والحدائق، أو منع استعمال أسماء تضم حروفاً كالتي مرت معنا” X, W,Q “. إن هذه المضايقات تأتي بزعم أن ” هذه الأسماء ضد الثقافة التركية “، ” لا وجود لهذه الحروف في الألفباء التركية “. وهذا يعني بالمقابل، أن اللغة الكردية لا تكون لغة مستقلة عن التركية، العربية والفارسية. وجائز أن هذه الحروف غير موجودة في اللغة التركية، لكنها موجودة في الألفباء الكردية، ودونها لا تصح اللغة الكردية .
بشأن الأقلية التركية في بلغاريا، جرت محاولة لإطلاق أسماء بلغارية في سنوات 1985- 1988، لكن الحكومة البلغارية تخلت عن هذه العملية في نهاية عام 1988، حيث إن الحكومة البلغارية تراجعت عن هذه السياسة تحت ضغط تركيا والأمم المتحدة، وهذه السياسة الداعمة في تركيا من قبل الأمم المتحدة ما زالت مستمرة، وهذه خصوصية مهمة جداً للسيستام السياسي التركي، والنظام السياسي التركي.
وهنالك خصوصيات متمايزة إلى أبعد الحدود، والمتعلقة بالموضوع القائم في تركيا والكرد، وبلغاريا والأتراك، فالكرد يقيمون في وطنهم، وعلى أرضهم يعيشون ومنذ آلاف السنين، لكنهم يصبحون في كردستان هدفاً لسياسة كهذه. إذ إن أتراك بلغاريا لهم صلة بسياسة الفتح من قبل الإدارة العثمانية. وفي الربع الأول من القرن العشرين، حيث فقدت الدولة العثمانية البلقان، وحيث إن الأتراك حلوا في البلقان مع امتداد الفتح لها، أي منذ القرن الرابع عشر، ورغم ما جرى، وقد انهارت الدولة العثمانية، فإنه مازال هناك حضور للأتراك في بلغاريا، وما شكَّل هدفاً لعمليات التغيير في سنوات 1985-1985، تعلَّق بهذا الحضور العددي للأتراك.
في قناعتي، تُعتبَر تجزئة، تقسيم وتقاسم الكرد وكردستان الحدث الأخطر في تاريخ الشرق الأوسط، حيث إن هذا الحدث مارس تأثيراً سلبياً كبيراً على الكرد. ذلك يعني واقعاً تجزئة جمجمة إنسان، وتناثر دماغ إنسان، وذلك أوجد للكرد المزيد من الأعداء من قبل المجتمع الدولي، وتناقص أصدقائهم مع الزمن، وأن بروز المجتمع الدولي مرفقاً بالمشاعر والأفكار ضد الكرد كان نتيجة رئيسة لهذه العملية.
في الربع الأول من القرن العشرين، جرت تجزئة الكرد وكردستان وتقسيمهما وتقاسمهما عن طريق القوى الامبريالية وبالتعاون مع الدوائر التركية، العربية والفارسية في الشرق الأوسط، وفي مطلع القرن الواحد والعشرين أيضاً، نجد أن القوى الامبريالية، ومن خلال الولايات المتحدة الأميركية، حيث لم يُمنح الكرد أي كيان سياسي، أبقت فراغاً هائلاً، وهذا ما يجب نقده راهناً .
الترجمة عن الكردية : ابراهيم محمود
من مقدمة الطبعة الثالثة لكتاب اسماعيل بيشكجي: انبعاث كردستان الخيالية، منشورات وقْف اسماعيل بيشكجي، ستانبول، 2013، وباختصار، صص9-13
دهوك ، في 17- 3/ 2018