احمد محمود
ما يبنى على المتداول من المفاهيم الخاطئة التي درج عيها الناس كمسلمات صحيحة ” من مواقف ” هي المقدمات الأولى في أنهيار أي مشروع ، ما أن يتم إدراك عبثية المفاهيم تلك .
وداعة عفرين وجمال هندامها وطيب قلوب أهلها ؛ محاميدٌ لم تشفع لها ، بل ربما على العكس كانت تلك السمات التي حباها الله بها هي المقتل وفي الآن ذاته الأدوات التي يبحث عنها المتربص المستغل في النيل منها بعد أن يتلحف بغطائها ويتقمص مدلولاتها .
أشد المشككين من مؤيدي الpyd ذاك الحزب الطارئ على حياة الكورد عمدا وعن سبق أصرار ، لم يخال لهم يوما أنهم سيكونوا ألعوبة مؤقتة سرعان ما ترمى بعد أن تنتفي الغاية منها . بل كان أصرارهم يقينا مبني على وهمٍ واضح المعالم بحجم أكذوبة وجود فكر لهذا الحزب ؛على الأقل لمن وعى منبت الpyd وأنسلالهم من رحم الحزب الأم ال pkk.
ومن ثم استشرائهم في الجسد الكوردي المعلول أصلا بكم من العلل المزمنة ، ولسان حالهم أن هذا الحزب هو الأمل المرجو في أنجاز ما عجزت عنه كل الاحزاب والحركات التي عجّت في غرب كوردستان أو الجزء الكوردستاني الملحق بسوريا ، والمعوّل عليه في إيجاد لبنة هي أساس لما سيبنى عليه من منجز وهوالحلم الكوردي في الحرية والاستقلال ، لما يملك أي هذا الحزب من أسباب وعوامل موجبة لنيل هذا الشرف ، وبسبب نرجسيتهم أحيانا وعنجهيتم المتفردة أحايين أُخر ، صنفوا كل محذرٍ من خباثة هذا الحزب المصنّع في خانات وخنادق شتى ” كالعمالة والتأمر والخيانة والحقد …..” إلى ما هنالك من مسميات أُعدّت مسبقا لكل صوت مخالف ، لا بل شكلوا مجموعات وخلايا شتّامة وأطلقوها لتلاحق تلك الاصوات المؤثرة في وعبر شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الألكترونية للجم أقلامهم الحرة والمستقلة والمشيرة لكارثية ممارساتهم ومحذرة في الوقت ذاته من عواقب وخيمة تضاف إلى سلسلة الانكسارات التي لم يعد يتحملها الجسد الكوردي المأزوم .
لم يعبهوا لكل الأشارات التي تؤكد أن غرب كوردستان بات محط أهنمام النظام السوري المجرم بداية من الحراك الثوري السلمي ، وأن في جعبته الكثير من المؤامرات والدسائس لتحيد الكورد وألقائهم خارج الحراك ، هذا من جهة والعمل على جعلهم الفزاعة المرعبة لدول الاقليم المتخوفة أساسا من أي كيان كوردي على تخومها من جهة أخرى ، فبدل أن يلتفتوا إلى تلك المخاطر وما قد تجلبه من كوارث ، طرحوا أنفسهم كخير من يمثل النظام في هذا الجزء الكوردستاني وعليه أوكلت إليهم مهمة الإدارة وذوّدوا بموجباتها من سلاح وخلافه ، في الحقيقة أستغلت قيادة الpyd هذه المكرُمة من النظام أحسن استغلال ولم يؤلوا جهدا في بسط سيطرتهم بكل ما أتوا من قوة , بداية من إفشال أي مظاهرة مناهضة للنظام مرورا بالاعتقالات والاغتيالات وكل ما يلزم وباي طريقة مباحة وغير مباحة .
بذلك استطاع النظام أن يجهض أي تصور مفيد لهذا الجزء الكوردستاني لابل اكتسب عصاً غليظة يهوي بها على رأس اي متطلع لتغير النظام داخل هذه الجغرافية الكوردستانية وسوطا للجلد خارجها لباقي الفصائل التي تشكلت بعد تحول الحراك السلمي لحراك مسلح مقيت ومذموم ، وكنتيجة لهذا التكتيك الخبيث والاستراتيجية الشيطانية من قبل النظام وبقبولٍ ومباركةٍ من قيادات الpyd تحول هذا الجزء الملحق بسوريا إلى سورية مصغرة بنظام تؤأم لنظام الاسد في دمشق وبات مرهونا لحال النظام في البقاء او السقوط ،إلى جانب بقائه وحيدا معزولا في مهب العواصف وأسيرا لرغبات من أمتطوه ومن يتربص به الشر على السواء ، وهكذا بات الكوردي عدوا لكل السورين وغير السوريين سواء الشرفاء او الانزال ،وأرهاصات ذلك بانت بداية في سرى كانية ( رأس العين ) وتتالى هدر الدم الكوردي بلا اي موجب من خلال زج الشباب والشابات (الضحايا ) في معارك عبثية لا ناقة فيها ولا جمل سوى خدمة لاولي الامر ، وأعقبها دمار مدن كوردية بأكملها كوباني مثلا ، وضياع جزء مهم من الجغرافيا الكوردستانية وأنفصالها عن الجسد الجغرافي بفعل الغزو التركي الحاقد ومرتزقته على عفرين المغتصبة .
يبقى السؤال هل من المفيد الان وعفرين قاب قوسين أو أدنى من الوقوع تحت الاحتلال تحميل المسؤولية لجهة بعينها ؟وهل يجدي الكلام نفعا ورقاب أهلنا في عفرين واي مكان أخر في هذا الجزء تحت مقصلة العدو ؟
اقول لم يكن هذا الكلام جديدا بل هو من كثرة التكرار بات ممجوجا وإلى حدٍ ما مقرفا ولكن ما العمل وانت ترى ما ألت إليه أحوالنا نتيجة ممارسات كارثية وعن سبق أصرار ، ما عسانا نقول ونحن نرى ونسمع الاف الشبان والشابات كان مصيرهم المحارق العبثية ، باي محازير نلتزم ونحن نشاهد وئد احلمنا وبتر أمالنا وضياء أمانينا ,
بل يجب أن نقول أن سجلهم الاسود أُضيفت إليه إشارة سوداء أخرى وهي ضياع عفرين
وليعلم كل ذي لب ، أن من رسم لك طريقا وهنّدسى فيها الجسور والانفاق قادر على نسفها متى شاء .
—————————