شعبي الجريح ومنطقتي عفرين المدمرة

 المحامي عبدالرحمن نجار
يعجز اللسان عن التعبير، شعب منطقتنا عفرين في الداخل والخارج في قلقل على مصير مئات اﻵﻻف من المدنيين اﻷبرياء، والخوف من إقتحام القوات الطورانية وميليشيات اﻹسلاموية التكفيرية والعروبية، مدينتنا الجميلة، وتدنيس أرضها الطاهرة والتعرض للمدنيين العزل، وإرتكاب مجازر وجونوسايد أمام مرأى ومسمع العالم، والصمت العالمي المريب. وكأن القوى الكبرى أصحاب القرار متفقين على تدمير منطقتنا وقتل شعبنا، رغم الجهود الكبيرة التي بذلها أبناء شعبنا في المنطقة ضد داعش الإرهابية دفاعاً عن نفسها ونيابةً عن العالم.
ومنذ بدءالجيش الطوراني والميليشيات المرتزقة بالهجوم على منطقتنا عفرين، وأبناء شعبنا يخرج بالمظاهرات المستمرة في جميع دول العالم ويقوم بتقديم العرائض والبيانات والنداءات إلى اﻷمم المتحدة والبرلمان اﻷوربي، والبيت الأبيض، والكونغرس وبرلمانات جميع دول العالم من أجل التدخل الفوري لوقف هجوم الجيش الطوراني والميليشيات العميلة لها ولكن العالم في صمت مريب.
ومنذ بداية الحرب في سوريا كان المثقفين الكورد المستقلين واﻷحزاب السياسية الكوردية تطالب وتوجه نداءات متكررة إلى حزب اﻹتحاد الديمقراطي (PYD) بعد أن وضعت يدها على مناطق كوردستان سوريا، ومناطق تواجد الشعب الكوردي في المدن الكبيرة، بالتفاهم مع نظام بشار اﻷسد وتسليحها والسيطرة بالقوة بأن لايضطهدوا ويقمعوا شعبنا، وﻻيقتلوا اﻷبرياء من أجل النظام المجرم، وﻻيخطفوا النشطاء، ولا يتفردوا في إتخاذ القرارات السياسية ولكن بدون جدوى.
وحيث أننا نحن المثقفين المستقلين طالبنا PYD وباقي اﻹحزاب السياسية الجلوس حول طاولة مستديرة، لتوحيد الخطاب السياسي والصف الكورديين وهذا كان مطلب معظم أبناء شعبنا،لكنهم لم ينصتوا إلى صوت الشارع الكوردي.
اﻷحزاب السياسية الكوردية الأخرى، قامت بتشكيل مجلس كوردي بمشاركة قسم من المستقلين، ووجهوا دعوة إلى PYD للإنضمام إليهم ولكنهم رفضوا وتحججوا بحجج واهية، ﻷن النظام لم يسمح لهم اﻹنضمام وطلبوا منهم تشكيل مجلس خاص بهم وشكلوا مجلس وسموه مجلس غرب، وبعد فترة شكل ما يسمى بالكانتونات (اﻹدارات الذاتية للمناطق الكوردية) دون أي إعتراف من النظام. 
وأقدموا على تشكيل ميليشيات من أنصاره ومن بعض العرب واﻵشوريين وبعض التركمان…إلخ دون مشاركة اﻷحزاب السياسية الكوردية اﻷخرى.
واستمر هذا التنظيم PYD يشدد الخناق على أبناء شعبناالكوردي بالقوة والعنف وخاصة على اﻷحزاب السياسية الأخرى والنشطاء السياسيين وتنسقيات المعارضة للنظام.
وأقدموا على خطف وإعتقال وتعذيب النشطاء والمعارضين للنظام وكل من قام بكشف علاقاتهم المشبوهة مع اﻷنظمة الغاصبة لكوردستان، ولفقوا التهم الباطلة للأبرياء وقتلوا العشرات من أبناء شعبنا الكوردي وحرق بيوتهم وتدميرها بسبب معارضتهم للنظام. 
وفرضوا الضرائب الكبيرة وفرضوا التجنيد اﻹجباري حتى للأطفال القصر من سن 15عام وحتى سن 65 عام .
وأقدمت على فتح جبهات القتال ضد الجيش الحر خارج المناطق الكوردية خدمة لنظام اﻷسد، ودون مقابل للشعب الكوردي، ودونه تثبيت النظام لحقوق شعبنا في الدستور، رغم أن النظام غير الدستور خلال فترة السبع السنوات الماضية مرتين دون الإعتراف بالشعب الكوردي وحقوقه القومية.
وتلك الممارسات الغير إنسانية والبطش والجرائم وتوقف التعليم، تسبب في تهجير مئات اﻵﻻف من أبناء شعبناالكوردي إلى جميع أصقاع العالم.
لم يستجب هذا التنظيم الذي أستلم السلطة بالوكالة ﻷي لنداءات شعبنا، لأنه كان يتلقى أوامره من قنديل المتواطئ مع نظام الملالي في إيران الذي يعادي ويحارب المشروع القومي الكوردي في جميع أجزاء كوردستان PKK مع أجنحته فروعه في جميع أجزاء كوردستان يقدمون على تنفيذها. 
بروباغند التي يقومون بها، وطرح الأيديولوجيات الهلامية والضبابية الغريبة والبعيدة” كل البعد عن حقوق الشعوب ماهي إﻻ للتستر على أعمالهم المشينة ولتضليل الشارع الكوردي البسيط.
والحكمدارية الإنكشارية ورفع اﻷعلام المزركشة وباﻷلوان اﻷفريقية وصور عبدالله أوجلان، استفز من حوله، وجعل من نفسه شماعة لتبرير الهجوم الطوراني والميليشيات اﻹسلاموية اﻹرهابية التكفيرية والعروبية. 
واستمر في غيه وعنجهيته وإستهتاره بنداءات المثقفين المخلصين لقد أفرج عن أربعين عنصراً من الدواعش دون مقابل رغم وجود المئات من الكورد رجاﻻً ونساء” وأطفالاً أسرى لدى داعش، وأبقوا على حجز المختطفين الكورد المثقفين السياسيين والضباط الثمانية لديهم دون أي مصوغ قانوني أومبرر سياسي وأخلاقي وإنساني وكوردي.
وصور نفسه بصور متكلس من العملاء واﻹنتهازيين الدجالين الوصوليين والمرتزقة والسراق، واﻷبواق النشاذ اللذين تركوا أعداء الكورد وصاروا يهاجمون كل كوردي شريف والرموز والقيادات الكوردستانية يلفقون بهم التهم الباطلة كذباً وإفتراء”، وأقدم ميليشاتهاعلى حرق مكاتب اﻷحزاب الكوردية وإهانة مشاعر خمسين مليون من الكورد وذلك بحرق علمهم الكوردستاني والدوس على رمز خمسين مليون كوردي وآﻻف شهدائنا اللذين أستشهدوا من أجل إستقلال كوردستان ورفع راية الكورد ( العلم الكوردستاني).
أقدم جيش العدو الطوراني وعملائه المرتزقة بالهجوم الوحشي وبكافة أنواع اﻷسلحة الخفيفة الثقيلة والطيران على منطقة عفرين لتدميرها وإرتكاب مجازر وإبادة جماعية وجرائم حرب جونوسايد بحق شعبنا الكوردي اﻷعزل وتهجيره وتغيير ديموغرافية منطقتنا ﻹسكان اللاجئين السوريين لديه فيه حسبما ورد في تصريحات المجرم أردوغان.
وإتخاذ PYD وPKK حجة وشماعةً لتبرير جرائمه، وذلك باﻹتفاق مع اﻷنظمة اﻷخرى الغاصبة لكوردستان وحصوله على الضوء اﻷحضر من روسيا وأمريكا.
وبالفعل من أكثر من أربعين يوماً يقصف ويدمر قرأنا ومدننا اﻷمنية وقتل الآﻻف من المدنيين ومثلوا بالجثث بوحشية وحقد دفين ووصلت جحافل الغزاة إلى مشارف مدينة عفرين الحبيبة، وشعبنا نزح من كل البلدات والقرى إلى داخل مدينة عفرين باﻹضافة إلى أكثر من 300ألف نازح من باق المناطق السورية.
وحياة  أكثر من مليون إنسان في خطر، وحيث أن كل هذا يجري أمام مرأى ومسمع العالم واﻷمم المتحدة ، دون تدخل حتى إنساني لوقف العدوان الهمجي وخطر وشيك لقوع كارثة إنسانية وجرائم الحرب واﻹبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الطوراني والميليشيات المجرمين.
أما قيادات PYD عندما ضاق بهم اﻷرض صاروا ينادون الكوردستانيين ﻹنقاذهم، بعد أن باعهم نظام بشار ونظام ملالي إيران وروسيا وأمريكا، رغم الخدمات الجليلة التي قدم لهم PYD وضحى من أجلهم بدماء خيرة أوﻻدنا! وأخيراً وبعد كل الشهداء والتضحيات والمأسي التي ذاقه شعبنا يطلبون هم واﻷحزاب العميلة من النظام أن يستلم منطقتنا. 
ومع ذلك كله لم يستفق الكثير من أبناء شعبنا من ثباته رغم نداءنا المتكرر وكشف أولئك المتآمرين على شعبنا وقضيته العادلة، باﻷدلة الدامغة، وإعترافاتهم على الفضائيات والإعتراف سيد اﻷدلة بأنهم ضد المشروع القومي وإقامة الدولة القومية الكوردية، وصرحوا بأنهم سوف يحاربوها لو تم إعلانها.
نريد ﻷهلنا في عفرين السلامة، ونطالب القوى العالمية واﻷمم المتحدة، التدخل الفوري لحماية أهلنا وإخراج الغزاة من منطقتنا، وتسليم إدارتها ﻷبناء شعبنا من المثقفين المدنيين وتحت الحماية الدولية.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الشفاء العاجل لجرحانا
النصر لقضيتنا العادلة
الموت والخزي والعار للغزاة اﻹرهابيين المحتلين 
الموت والخزي والعار للعملاء
المانيا: 2018/3/11
https://www.facebook.com/1166262666767682/photos/a.1167138890013393.1073741828.1166262666767682/1752931851434091/?type=3&theater

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…