جماهير شعبنا الكوردي في سوريا وكوردستان تحي الذكرى الرابعة عشرة لانتفاضة قامشلو المجيدة التي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء وأعداد كبيرة من الجرحى والمعتقلين ، فضلا عما لحق بالمدن الكوردية من خسائر مادية من نهب وسرقة أزلام النظام للبيوت والمحال التجارية الكوردية إضافة إلى حرق العديد منها ، ورغم كل ذلك استمرت الانتفاضة الجماهيرية دون أن تنال تلك الممارسات الوحشية من هيبة وعزيمة المنتفضين ..
جاءت هذه الانتفاضة حصيلة فتنة حيكت بيد أدوات النظام السوري بالملعب البلدي لكرة القدم في قامشلو يوم 12 / 3 / 2004 حيث مباراة بين فريق من دير الزور وفريق الجهاد ذو الغالبية الكوردية من قامشلو ، مستغلا حالة الاحتقان السائدة حينئذ بعد سقوط النظام العراقي على يد قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا ، وكان الهدف من تلك الفتنة هو تأليب بعض المكونات ضد بعضها وخلق صراع قومي ( كوردي ، عربي ) في سعي للإيقاع بينها ، حيث هتف مشجعو فريق دير الزور بالإساءة إلى الرموز النضالية لشعبنا الكوردي ما جعل مشجعي فريق الجهاد يأبى الضيم وحصلت اشتباكات بين الطرفين بالأيدي والحجارة ،
لكن سرعان ما استخدمت القوى الأمنية المتواجدة هناك الرصاص الحي على العزل من جماهير فريق الجهاد ووقع عدد من الشبان شهداء في ساحة الملعب و بث الرعب والفزع بين جماهير شعبنا الكوردي ، لكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر ، حيث تمكنت هذه الجماهير من الوقوف صفا واحدا في اليوم الثاني بغية تشييع شهدائها ، لكن السلطات حاولت الإساءة ثانية حيث حاولت منع مسيرة المشيعين إلا أنها لم تبال فعمدت السلطات إلى استخدام النار ضدها من جديد ليزيد عدد الضحايا من الشهداء وهبت مدينة قامشلو عن بكرة أبيها واستجابت جماهير شعبنا الكوردي في المدن والبلدات الأخرى لتتحول هذه الهبة الجماهيرية إلى انتفاضة كوردية عارمة ، حيث توحّد شعبنا ومعه القوى السياسية توحّدا تاما وشاملا واستطاع كسب دعم وتأييد الشعب الكوردي في عموم أجزاء كوردستان وفي المهاجر والشتات بالإضافة إلى تعاطف الأصدقاء ، ولئن تعرض شعبنا الكوردي في كوردستان سوريا جراء هذه الانتفاضة إلى خسائر في الأرواح والممتلكات إلا أنها حققت مكاسب هامة أبرزها كسر حاجز الخوف من النظام لتكون هذه الانتفاضة هي البداية الحقيقية للثورة السورية القائمة الآن فكانت عبرة للشعب السوري ، كما أضافت زخما إلى نضال الشعب الكوردي وحركته السياسية كوردستانيا وإقليميا ودوليا ، وقد كان لإقليم كوردستان العراق ولشخص القائد مسعود بارزاني الدور الريادي في دعم ومساندة شعبنا بشكل علني وصريح ، ما جعلت الانتفاضة تعبر عن واقع الشعب الكوردي في سوريا وحقيقة وجوده ومعاناته من الممارسات والسياسات الجائرة التي اتبعتها الأنظمة والحكومات المتعاقبة على سدة الحكم في سوريا ، وباختصار فقد كانت الانتفاضة نقلة نوعية لشعبنا الكوردي في سوريا ..
لذلك فقد كانت هذه الانتفاضة بنتائجها القيمة موضع اهتمام شعبنا الكوردي وحركته السياسية وتم اتخاذ 12 آذار من كل عام يوما لعموم شهداء شعبنا في كوردستان سوريا ليتم الاحتفال بالانتفاضة وإحياء ذكرى الشهداء الميامين الذي ضحوا بأرواحهم ودمائهم الطاهرة في سبيل قضية شعبهم وعليه فإن المجلس الوطني الكوردي في سوريا يدعو جماهير شعبنا الكوردي وعموم المجالس المحلية إلى إحياء هذا اليوم التاريخي تخليدا للشهداء واحتفاء بالانتفاضة عبر ما يلي :
– ليلة 11 / 12 آذار إشعال الشموع فوق أسطح المنازل مع رفع شارات سوداء ..
– الوقوف خمس دقائق حداد إجلالا لأرواح الشهداء يوم 12 آذار بدءا من الساعة الحادية عشرة ظهرا ..
– وبعد الوقوف يتم زيارة أضرحة الشهداء ووضع أكاليل من الزهور عليها ، وكل موقع بحسب تواجد الأضرحة ..
ختاما ، إن المجلس الوطني الكوردي في سوريا في الوقت الذي يحي ذكرى شهداء شعبنا الكوردي عموما وشهداء الانتفاضة خصوصا إذ يؤكد أن دماءهم لن تذهب هدرا ، ويعاهد بمواصلة العمل والنضال حتى تحقيق الأهداف والأماني التي ضحوا من أجلها ، والعمل جنبا إلى جنب القوى الوطنية والديمقراطية السورية حتى تحقيق أهداف الثورة السورية في الحرية والكرامة ، وبناء سوريا دولة اتحادية متعددة القوميات والأديان ذات نظام ديموقراطي برلماني يتمتع الجميع في ظلها بحقوقهم القومية والديمقراطية ومن بينها شعبنا الكوردي بكامل حقوقه وفق العهود والمواثيق الدولية ..
المجد والخلود لشهداء شعبنا الكوردي في يوم انتفاضته المجيدة ..
الخزي والعار للقتلة المجرمين ..
الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي في سوريا 11/3/2018