الجزء السابع: عفرين تحت النار

الأمازيغي: يوسف بويحيى
مازال مسلسل الحرب المصطنعة على عفرين من طرف النظام السوري و ذيله الكوردي و النظام التركي و إئتلافه العربي و التركماني السوري مستمرا على اجساد الشعب الكوردي ،حيث إتضح ان الأمر تجاوز الصراع السياسي و الإقتصادي وما شابه ،بل حرب عرقية عدائية على الشعب الكوردي واضحة كأشعة الشمس وقت الظهيرة.
لقد لوحظ من الوهلة الأولى أن الجيش التركي يرتكز على قصف  المدنيين و بيوت الأبرياء ،كما يستهدف كذلك المقاومين الكورد من وحدات حماية الشعب و المرأة و المتطوعين الأحرار ،في حين أن خطوة الإدارة الذاتية بقيادة pyd بتسليم عفرين للنظام تظهر عدم جدية الأخير في حماية المدنيين ،خصوصا ان سوريا بشار لم تبعث قواتها النظامية مكتفية فقط بمليشيات شعبية تفاديا لأي إحتكاك رسمي بين قواتها و الجيش التركي ،مما يفسر بأنها فقط لعبة مدبرة لإطالة الحرب و الدمار و القتل و التفجير في منطقة عفرين الكوردية.
إلى اليوم لم تستفد عفرين من أي شيء من طرف النظام السوري سواء مساعدات إنسانية او تدخل عسكري أو سياسي أو حتى شكاية دولية يقدمها بخصوص الإعتداء على المدنيين و الأبرياء بعد توليه زمام امور عفرين إداريا و عسكريا ،كل هذا يكشف أن أكبر خاسر في إتفاقية التسليم هي الإدارة الذاتية ،لا الحرب توقفت و لا حل يفيد لإسترجاع منطقة عفرين لنفودها ،بل حربهم الآن بعد التسليم فقط قاحلة على الكورد و عفرين.
الإئتلاف السوري العربي و التركماني أظهر حقيقة نيته من الكورد في حرب عفرين ،إنحصر الكورد في مأزق ضيق بفعل العديد من الأسباب التي يتحملها الساسة الفعليين كقادة pyd على وجه التحديد ،هذا الأخير اصبح يقدم خدمة مجانية لتقوية النظام و إضعاف الكورد في حرب عفرين ،في حين كان الأجذر له أن يختار الحلول التي قدمتها بريطانيا له لحفظ دماء الأبرياء على الأقل ،أولها كان فك الإرتباط بقادة قنديل أو دخول البيشمركة لأنها قوة معترف بها دوليا أو تسليم عفرين للنظام بقرار روسي ،لكن تعنت pyd اوصل الأمر إلى ماهو عليه علما أنه سلمها مرغما زيادة إلى حرب و دمار و قتل.
بعد فشل pyd سياسيا في قضية عفرين رمى ثقله بحرب إعلامية على المجلس الوطني الكوردي كونه لم ينسحب من الإئتلاف ،الأنكسة يرى أن العدو الأول له هو النظام السوري كون المسألة سورية و ليست مع النظام التركي علما ان المكتسبات آخرتها على الأرض السورية و ليس التركية ،إلى هنا فالأنكسة على حق في طرحهم التحليلي هذا ،فقط تبقى مسألة عدم الإنسحاب خطوة سياسية بقرار أمريكي و ليس تركي.
توضيحا لبعد المستجدات فالأنكسة متحالف مع أمريكا و ليس تركيا و المعارضة السورية العربية و التركمانية الإخوانية متحالفة مع تركيا ،بينما الإئتلاف يجمع كل المعارضين للنظام كل وفق تقارير حليفه على أساس الخروج بقرار موحد في كل خطوة ،مايجري في عفرين ليس تخاذل الأنكسة بل أمريكا باعت دم أهل عفرين أمام ضعف الانكسة الذي لا حول له و لا قوة سوى التشبت بأمريكا و الإئتلاف لكي لا يقصى من المعادلة قصد كسب إمتيازاته للعودة العسكرية و الإدارية إلى روجافا.
إن قضية عفرين تزداد تعقيدا لأنها حرب عشوائية تستهدف الدم الكوردي من كل الجهات ،زيادة إلى أن نتائجها لن تعود بشيء للمنطقة و لا على أهلها ،فإن كانت نصرا فهي سورية نظامية عربية علوية و إن كانت سقوطا تبقى تركية إخوانية سنية ،فأين هي كوردياتية عفرين؟؟ ،إن ما يجري في عفرين فقط كسر لإرادة الشعب الكوردي و قطع سبيل الإستقلال.
السؤال الذي يجب طرحه هو لماذا لم يدخل pyd في الإئتلاف كونه معارض للنظام كما يدعي قادته و إعلامه ،الإجابة بمبرر محاربة داعش غير كافي لتجعل منك محايدا حتى بعد إنتهاء داعش ،لأن المسألة مسألة مبدأ و قضية شعب ،الحقيقة أن كل الأحزاب الكوردية و العربية التي لم تنضم إلى الإئتلاف كمعارضة هي أحزاب مؤيدة للنظام وراء الكواليس.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…