لا بديل للبارزاني إلا البارزاني

الأمازيغي: يوسف بويحيى
أيها القارئ العزيز مهلا ،لا أريد منك أن تسبح بعيدا فقصدي من البارزاني  بالذات “مسعود بارزاني” لا غيره ،إنه الأفق الذي لا يمكن تجاوزه كورديا ،و لا يمكن تجاهله دوليا ،ليس عاطفة منا بل حقيقة تاريخية أحقها علينا بمواقفه التي ينحني لها كل إنسان ذو عقل سديد و بصيرة نيرة ،المصمم الذي وضع اللبنات الأساسية لدولة كوردستان التي بدت بالظهور شيئا فشيئا إلى أن أصبح إستقلالها على مقرب الوجود.
مسعود بارزاني الطفل العاشق للحلوى ،كثيرا ما كانت تخبره أمه كلما سأل عن الأب “مصطفى البارزاني” أنه ذهب ليأتي له بالحلوى ،دون أن يعلم أن تلك الحلوى لم تكن كالتي يعتقدها في مخيلته الصغيرة ،بل كانت وطنا بحجم كوردستان “مهاباد” ،إلى حد الآن وعمره الذي فاق السبعين مازال يعشق تلك الحلوى متحملا كل الصعاب و المخاطر و النكسات و الإنكسارات ليس لنفسه بل لشعبه الذي علق كل أماله على هذا الإسم “مسعود بارزاني”.
الشاب الذي لم يعش حياته كباقي شباب عصره ،لم يكمل تعليمه مفضلا الإنضمام إلى صفوف البيشمركة عمره ستة عشر سنة ،وإلى الآن مازال ذلك البيشمركة دون كلل ،لم يستفد من مكانة أبيه بل كان يعامل مثل البيشمركة الآخرين ،إنه ذاكرة كوردستان الثورية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
ضحى بكل شيء لأجل شعبه و وطنه ،قاد ثورات عدة ضد المحتلين ،لم يبرح ساحة القتال و لم تراوده فكرة الخروج من كوردستان أبدا ،دائما كان شعاره كوردستان وطني و لن أخرجها إلا و أنا جثة هامدة ،لم يحمل أي جواز سفر أجنبي عكس ما ينهجه ملوك و رؤساء الشرق و الخليج و إفريقيا ،مازال متمسكا بكوردستان تنكسر الدنيا و لا تنكسر قناعته.
مسعود بارزاني إنه الجبل الكوردي العاشق لثقافة الجبال ،الزعيم الوحيد في تاريخ الشرق الاوسط و الخليج العربي و إفريقيا الذي لم يركع لأحد سوى لقناعته الدينية (الله) ،شهادات بالألاف في حق شخصه تفيد مدى شخصيته و تواضعه و لطفه و قناعته و عناده بحق شعبه و وطنه.
مسعود بارزاني الحر الرافض للتبعية و الذي فضل الموت على أن يركع لأحد غير الله ،المثابر صمام أمان شعبه و وطنه ،لا يمكن ذكر كوردستان إلا تلاها إسم بارزاني و البارزاني تعني كوردستان بكل كنوزها.
القلب الرحيم الذي لا يعرف الحقد و الكراهية ،رغم قتل عائلته و عشيرته و ألألاف من شعبه إلا أنه مازال يقول “العراقيون إخوتنا” ،لا أدري أي  إيمان يقبع في قلب هذا العظيم الذي بذهائه حمى إرث الكورد من الزوال ،محبا للسلام و الحوار لم يبادر بالحرب بل كل حروبه كانت مفروضة عليه لمزوالة حق الدفاع على نفس شعبه و وطنه.
مسعود بارزاني الزعيم الذي لم يخذل شعبه لا في كبيرة و لا صغيرة ،لم يتاجر بدم شعبه بل كان يمشي على مايريده شعبه ،هكذا فضل أن يسير في طريق الإستقلال و بناء دولة كوردستان متحديا المحتلين و العالم بأسره ،ألحق كلمة شعب كوردستان إلى العالم و أسمعها إلى من به صمم و أقر بها لسان من به بكم و أراها لمن في عينه ضرر ،كل هذا و مسعود بارزاني بقي ذلك الأب الحنون للشعب الكوردي أينما وجد و إرتحل دون أن يقول في نفسه ما المقابل.
قال نعم للإستفتاء و أصر عليه متحديا كل العالم الرافض لخطوته المباركة فقط لأن شعبه قال نعم نريد الإستفتاء ،لم يكثرت لأمريكا و لا بريطانيا و لا فرنسا و تركيا و لا إيران ،قائلا من حق شعبي أن يقرر مصيره و مطلبنا من الإستقلال حق كوني و ليس وضعي ،هكذا كانت كلماته تقصف كل المصلحيين و الحاقدين بدون خوف و لا تردد.
مسعود بارزاني الإنسان الهادئ الذي لم يقل ابدا “أنا” فعلت كذا و كذا كإنجاز ،بل كان يقول “الشعب الكوردي” هو من له الفضل في كذا و كذا ،لا يتحدث كثيرا و إن تحدث صدق و إن هدد أرعب و إن أخطأ إعتذر و إن ظلم سامح و إن غلب عفى و إن إنهزم لا يركع و إن تألم صمت.
مسعود بارزاني شخصية لن تتكرر أبدا مع مر التاريخ ،فمسعود بارزاني وحده هذا الذي نراه أمامنا الآن و لن يأتي أحد مثله قطعا ،ذاهية سياسية و عسكرية خبير متعمق في القضية الكوردية سواء بكوردستان و قضايا الشرق الأوسط و العالم بأسره ،لقد كتب إسمه في تاريخ كل البلدان بمواقفه الصامدة سواء كانت مقبولة أم لا ،المهم أن تكون لصالح كوردستان و شعبها.
مسعود بارزاني الأمين الذي لم يخن أصدقاءه و لم يتخاذل عنهم بل كان دائما الحصن الحصين و الملجأ الآمن لكل الهاربين من الديكتاتورية و الطواغيط ،سخر ثروته و وطنه للإنسانية و زرع حب الغير في شعبه إنطلاقا من مواقفه الإنسانية تجاه المضطهدين و الضعفاء ،كان له الفضل في بقاء معظم الدول على قيد الوجود من بينها العراق و إيران لمواقفه و حنكته و إنسانيته اللامحدودة.
مسعود بارزاني الذي أحت على عائلته أن تكون بيشمركة من ابناء و احفاده و ابناء أحفاده و التضحية و الإصرار مازال مستمرا ،فمن يقيس كوردستان بمقياس التضحية و الإنسانية و الصمود فلن يجد أوفى من سلالة أل البارزاني و خصوصا “مسعود بارزاني” ،على خطاه جنى للكورد وطنا على وشك الإستقلال ،بل نحن قريبون جدا من إعتلاء المجد الذي علق بأحلام كل كوردي شريف لمئات السنين.
مسعود بارزاني حكيم الشرق لا غيره كما ألقبه أنا شخصيا ،كما طالب به مثقفو الخليج العربي بعبارة تحمل في طياتها الكثير من المعاني قائلين “ليت مسعود بارزاني يحكم خليجنا” ،يكفيني أن أجبتهم أنذاك على أنه ليس منه إثنين بل هو للكورد و لكوردستان فقط ،قال لا لولاية الفقيه و قال لا لأمريكا و قال لا للمشروع الماسوني و الماسونية قال لا للتبعية ،تنفس هادئا ثم قال “نحن أسياد العالم تكفينا كرامتنا”.
قصة مسعود بارزاني و كيف تقدم جندي بيشمركة إليه أحنى له الرأس مطالبا إياه بإلتقاط صورة تذكارية معه ،إبتسم الزعيم ثم قال له بهذوء و صوت تعلوه ثقة و حزم قائلا:” إياك أن تنحني لأحد من اليوم فصاعدا فأنتم بيشمركة أسياد الإنسانية و العالم فإن إنحنيتم فلا تنحنوا إلا لله” ،رباه أي الكلمات تصف هذا الجبل الإنساني في صفة إنسان كوردي بسيط ،من أي سلالة البشر ينحذر معدنه النفيس المنقرض من الوجود.
كما كنت أومن بهذا الجبل الكوردي كنت اثق بأن كوردستان ستكون دولة يوما ما ،هاهي خريطتها تظهر و معالمها تضح بعد الإستعداد لإسترجاع كركوك و رجوع البيشمركة إلى روجاڤا كضرورة لا غبار عليها ،كنت أومن بأن كوردستان فقط مسألة وقت لأني أيقنت أنها حاجة و ضرورة لإستقرار الشرق الأوسط ،بناء دولة لشعب لا تكون إلا على يد العظماء ،فإذا إحتكمنا للعظمة بما يخلفه العظيم في نفوس البشرية قلت بأن “مسعود بارزاني” أعظم شخصية في تاريخ الشرق الأوسط على الإطلاق.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

كفاح محمود حينما كان الرئيس الراحل عبد السلام عارف يُنعى في أرجاء العراق منتصف ستينيات القرن الماضي، أُقيمت في بلدتي النائية عن بغداد مجالسُ عزاءٍ رسمية، شارك فيها الوجهاء ورجال الدين ورؤساء العشائر، في مشهدٍ يغلب عليه طابع المجاملة والنفاق أكثر من الحزن الحقيقي، كان الناس يبكون “الرئيس المؤمن”، بينما كانت السلطة تستعدّ لتوريث “إيمانها” إلى رئيسٍ مؤمنٍ جديد! كنّا…

نظام مير محمدي *   عند النظر في الأوضاع الحالية الدائرة في إيران، فإن من أبرز ملامحها ترکيز ملفت للنظر في القمع المفرط الذي يقوم به النظام الإيراني مع حذر شديد وغير مسبوق في القيام بنشاطات وعمليات إرهابية خارج إيران، وهذا لا يعني إطلاقاً تخلي النظام عن الإرهاب، وإنما وبسبب من أوضاعه الصعبة وعزلته الدولية والخوف من النتائج التي قد…

خالد حسو تعود جذور الأزمة السورية في جوهرها إلى خللٍ بنيوي عميق في مفهوم الدولة كما تجلّى في الدستور السوري منذ تأسيسه، إذ لم يُبنَ على أساس عقدٍ اجتماعي جامع يعبّر عن إرادة جميع مكونات المجتمع، بل فُرض كإطار قانوني يعكس هيمنة هوية واحدة على حساب التنوع الديني والقومي والثقافي الذي ميّز سوريا تاريخيًا. فالعقد الاجتماعي الجامع هو التوافق الوطني…

تصريح صحفي يعرب “تيار مستقبل كردستان سوريا” عن إدانته واستنكاره الشديدين للعملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت دورية مشتركة للقوات السورية والأمريكية بالقرب من مدينة تدمر، والتي أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا بين قتلى وجرحى. إن هذا الفعل الإجرامي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويؤكد على خطورة الإرهاب الذي يتهدد الجميع دون تمييز، مما يتطلب تكاتفاً دولياً جاداً لاستئصاله. كما يُعلن…