عفرين تحترق …!!! وبعض الكرد يبحثون في جنس الملائكة وحجم الشيطان ….!!!

كمال أحمد 
في ظل غياب العدل والإنصاف  الدولي  الإنساني، وعودة الكثير من المرجعيات  المحلية والإقليمية ، السياسية  منها، والثقافية، والدينية، إلى هوياتها  وإنتماءاتها الضيقة والمحدودة  في القبيلة والعشيرة والمذهب، وبسلوك غرائزي ، بعيداً عن القيم الأخلاقية ، الدينية، سواء أكانت، ذات المصدر السماوي منها ، أو ، الوضعية   الأرضية ،و التي من المفترض أنها ، تنظم  علاقات وسلوك الأفراد في المجتمعات ، وتضع ضوابط وحدود الحقوق والواجبات ، بين ” الفرد  الأنا ” وبين ” الفرد الآخر ” ، ولكن يبدو  جلياً ، أنّ هذه الضوابط والموازين والمعايير، قد إختلت كثيراً ، وأصبح ” الفرد  الأنا ” لا يرى إلآ نفسه، وألغى ” الفرد الآخر ” اي آخرمن رؤيته ومدركاته ، سواء أكان الآخر، قومياً، أو دينياً ،وحتى مذهبياً ضمن الدين الواحد ، وسيطر على سلوكه وتفاعله وتعامله مع هذا الآخر ، أياً كان رؤية ذات إتجاه واحد ، وهي أنّه بنى مفهوم وجوده المادي ، بشرط وحيد ، وهو نفي وإعدام والقضاء على الوجود المادي على هذا الآخر ، وليس التعايش معه وفق الضوابط  الأخلاقية ، التي تنظم العلاقات بين جميع مكونات المجتمع الواحد ، 
ودليلنا على ما نقول ، هو بيانات شركائنا في الأديان والأوطان ،سواء بيان حركة الإخوان المسلمين في سوريا ، أو حتى بيان الإئتلاف السوري ، الذي يدعي تمثيله لجميع فئات الشعب السوري ، وكذلك من خلال الناطقين الإعلاميين بإسمهم ،  أنهم يباركون الإجتياح التركي لعفرين ، ويعتبرون أنّ إحتلال عفرين ( وهي جزء من التراب السوري ، ) من حقوق تركيا الشرعية ، دفاعاً عن أمنها القومي  ومصالحها الإستراتيجية ، لذلك نستذكر مقولة الدكتور : مارتن لوثر كينغ ، داعية حقوق الإنسان ، والمدافع عن حقوق السود في أمريكا  بقوله ( المصيبة ليست في ظلم الأشرار ، بل في صمت الأخيار ) اي أننا كنا نتأمل من شركائنا في الأوطان والأديان خيراً  ، على الأقل وفق المأثور القائل ( قل خيراً ، أو أصمت ، وهو أضعف الإيمان ) ، وفي مقام ” أضعف الإيمان ”  هو الصمت ، ولكنهم  لم يكتفوا بالصمت ، بل أنهم باركوا العدوان التركي على عفرين  ،وبل شارك السيد ” جواد أبو حطب ( رئيس حكومة الإئتلاف المؤقتة – ووزير دفاعها بفيالق الجيش الحر ، من كتائب السلطان مراد- وفيالق تركستان ، ومرتزقة آخرين  في حملة  الإجتياح والغزو والإحتلال  !!!
وو فق رؤية شركاء الأوطان والأديان ، والذي ،  تراه القيادة التركية ،في المكون الكردي  بجغرافيته وديموغرافيته ، بأنه العدو الأول ، الذي يجب إذابته إن أمكن، أو إزالته  من الجغرافيا  والتاريخ ، هذا  منذ إنهيار السلطنة العثمانية ، بعد الحرب العالمية الأولى  هذه القيادات التي تبوأت سدة السلطة ، من مصطفى كمال ، وصولاً الى السيد رجب طيب أردوغان  مروراً بجميع من سبقوه ، والساسة الأتراك بمجملهم ، لم تتغيرسياساتهم  ومواقفهم من القضيةالكردية  ، وتتلخص ب( رؤية مختلف الأحزاب التركية موحدة حول ، مفهوم ” الخطر الكردي ” على كيان ووجود الدولة التركية الحديثة ) وبذلك يسعون بمجمل ساستهم  وسياساتهم على إزالة الوجود الكردي من الجغرافيا والتاريخ  ، وجوداً  مادياً ) وهذا ما يفسر تضامن الأحزاب التركية على حملة إجتياح عفرين ، !!! غير آبهين بما يجري  من مجازر قتل للأرواح، ونهب وسلب للممتلكات، وحملات إبادة وجودية ، للكرد بعمومهم  ، بل المستهدف  هم الكرد  بجذورهم  وارومتهم  وبعمومهم ، وازالتهم من التاريخ والجغرافيا ، وليس  المستهدف  هم  بفئة ، أوسرب ، أو حزب ، أوتيار  بعينه ،  من الشعب  الكردي  كما يدعون مثل   حزب ال pkk   ، أو الpyd   ، بل العداء هو لمجمل الشعب الكردي !!!!!
وفي ظل العدوان والغزو التركي ، لمنطقة عفرين ، وتواطؤ الكثير  معها مع الكثير من الأسف ، والمرارة ، من قبل المرجعيات  والنخب  في المنطقة والمحيط ، السياسية ، منها ، والثقافية ، والدينية ، وهذه الأخيرة “وهي الدينية ” هي ثالثة الأثافي ( كان العرب إذا نزلوا بإزاء جبل جعلوا للقدر حجرين ، وجعلوا أصل الجبل الحجر الثالث). والطامة الكبرى ، لأنها كانت الملاذ الأخير ، والخندق والجبهة الأخيرة ، للدفاع عن المعايير والقيم الأخلاقية الإنسانية ، وفي هذا المقام ، وفي هذا السياق ، نطرح سؤالا محوريا ،  على هؤلاء؟؟؟، ممن يتهمون الكرد بالالحاد ، والمرتدين ، و الذين وفق فقههم وفتاويهم، جاز ، بل وجب قتالهم وإبادتهم ، ونكرر هذا الأسف  مرات عديدة ، إلى موقف هؤلاء، و إعتبار الكثير من المرجعيات الاسلامية التركية، وحتى العربية منها ، ومن على منابر المساجد ، ومن خلال خطب صلوات الجمعة ، تدعو بالنصر للقوات التركية ، وقوات مرتزقة الجيش  الحر الإئتلافي   في غزوة عفرين ،( كأنهم  صحابة الرسول في معركة بدر  أو الخندق ) ، هذه الشخصيات والنخب الاسلامية ، تعتبرمعركة وإجتياح عفرين ،  مثل غزوات وفتوحات صدر الاسلام ، ونقول لهؤلاء المخونين ، للكرد ، نقول لهم ، إذا كان هناك فقه وإسلام وسطي  وإنساني ، ؟؟؟  هذا الاسلام الوسطي ، هو ما يؤمن به  معظم الشعب الكردي، بل  أيضا هو ما يمارسه هذا الشعب ، من خلال سلوكه اليومي والحياتي ، وكذلك من خلال تعامله مع  الآخر المختلف معه ، اي آخر، أكان هذا المختلف ، إثنيا أو دينيا أو مذهبيا، والبراهين والدلائل والقرائن على ذلك كثيرة ، مثل إحتضان كردستان العراق لجميع النازحين  بمختلف مشاربهم ، الدينية والقومية، العربية منها والسريانية والتركمانية  والآشورية ، الإسلامية منها والمسيحية، السنية منها والشيعية ، وكذلك الحال في مناطق الادارة الذاتية ، في كردستان سوريا ، التي تحتضن مئات الآلآف من نازحي الجبهات السورية  جراء الحرب  الأخيرة ، وتقدم لهم  كل ما يستطاع !!!، رغم قلة الموارد والإمكانيات ، سواء كانت في الجزيرة ،  أوكوباني ، أو عفرين ..
في ظل هذا الظرف والمآل المرير، ومع ما يجري في عفرين، هل يعقل أن يلجأ البعض من الكرد، من إستحضار بعض الأخطاء والممارسات السلبية من قبل جهات حزبية معينة والتي تنسب أغلبها الى pkk  أو   pyd بصورة  خاصة ، أو إنتقاد سلطات الادارة الذاتية في هذه الفترة ، وممارساتهم بدعوى كبت الحريات ، والحجر والحجز عليها،  أو التجنيد ، ليقيموا محاكم ميدانية بحق منتسبي هؤلاء، نسأل هؤلاء المنتقدين  الأشاوس ، ؟؟؟ ألم ترتكب الأحزاب الكردية  أو بعض التيارات الأخرى أخطاء أيضاً ؟؟بل البعض منها إرتكبت  خطايا  وليست اخطاء فحسب ؟؟وحتى مواقف البعض منها  من هذه الأحزاب والتيارات ، ترتقي الى درجات الخيانة الصريحة ، والقتال في صفوف العدوان التركي ، والترويج لعدوانه، ضد شعبه الكردي، سواء بالبندقية في صفوف الجيش الحر الإئتلافي السوري الأردوغاني ، أو القتال في صفوف الطابور الخامس الإعلامي، والترويج للإجتياح التركي –الإئتلافي السوري، والتبرير للعدوان، والعمل والسعي إلى إختلاق الصراعات الداخلية، ضمن الجبهة والصفوف الكردستانية ، .وإذا كانوا لا يدرون بأنهم أصبحوا ضمن صفوف الطابور الخامس الأردوغاني ، فهنا الطامة الكبرى ، والمصيبة أعظم !!!
والسؤال الآخر والجدير بطرحه ، ؟؟؟هل أنّ هؤلاءالمنتقدين  الأشاوس ، بدافع الخوف و الدفاع عن الحريات ، على مختلف أوجهها ، منها حرية الرأي والتعبير  والتظاهر  والتحزب ، الى آخر ما هنالك ،  في الوقت الذي  فيها تحترق عفرين ، بنيران الهمجية الأردوغانية وعملائه من مرتزقة الجيش الإئتلافي السوري .، ألا يعتبر ذلك ترفا حرياتياً ؟؟؟ وترفاً ليبراليا سياسياً ؟؟؟ونقول أن هذا من الحقوق الأساسية ، صحيح ذلك !!!،  ولكن ليس الآن !!!، وخاصة ، ويبدو انها كلمات حق يراد بها باطلاً  على ضوء معركة الوجود ، ومحاولات إغراق السفينة الكردية بمن فيها  ( بجميع أحزابه ونخبه  ومكوناته  ومشاربه ، )من قبل الأعداء المتكالبين ، والمتضامنين ؟؟؟ وعلى ضوء السؤال الكبير أن تكون ، أو لا تكون ؟؟؟  ، وفي كلا الحالتين ، ( إن كنت تدري ، فهي مصيبة ، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم ) سواء أكانوا هؤلاء  يدركون ويدرون ، أو لا يدركون ،  بأنهم يخدمون الأعداء ،  عن سابق الإصرار والتصميم ، وأنهم باعوا انفسهم ، والحقوق  الكردية ، مقابل قروش أردوغان ، أو أحقاد شخصية ، مبنية  على  خلافات شخصية  مع بعض عناصر  ال”pkk ”  أو ال  pyd يستلجبونها من  تاريخ  المنطقة خلال  الربع الأخير من القرن الماضي ،  أو ما يجري الآن ، …
وهؤلاء هم أبا رغالات كردية مثل ، ” ابا رغال العربي ” ( وإسمه الحقيقي زيد بن مخلف )   الذي كان دليلاً لجيش أبرهة الحبشي عندما غزى ” مكة المكرمة ” عام الفيل أو أبا رغال العباسي والمشهور ب”  ابن العلقمى”شخصية  تجسد الخيانة وممالأة أعداء الأمة على مر العصور ، وإسمه  (( محمد بن أحمد مؤيد الدين الأسدي البغدادي)) المعروف بابن العلقمي – وزير الخليفة العباسي المستعصم  بالله ،   الذي كان دليلاً  لهولاكو عندما غزى  وإجتاح بغداد، ولهذا كان أول من برز إلى التتار هو، فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه فاجتمع بالسلطان “هولاكو خان” ، على تخوم  بغداد  وهو يحاصرها  قبيل إجتياحها ، ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة ، وبناء على مشورة ونصيحته ، خرج  الخليفة  في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان ، فلما اقتربوا من  معسكر  السلطان “هولاكو خان” حجبوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفساً ، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين ، وأنزل الباقون من مراكبهم ونهبت ،وقتلوا عن آخرهم … واحضر الخليفة  المستعصم بالله ، بين يدي “هولاكو” فسأله عن أشياء كثيرة … وقد أشار أولئك الملأ  ومنهم ” إبن العلقمي ” وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا تصالح الخليفة ، وحسّـنوا له قتل الخليفة ) ، وبالطبع قتله،  وقيل: إن الخليفة غم في بساط ،و رفسوه حتى مات. 
وهنا نحاول أن نعصف أذهان وذاكرة هؤلاء المنتقدين الأشاوس ، من حماة الحقوق المدنية ، والمدافعين عن الحريات الشخصية ،  بسرد هذه الحادثة التاريخية .وهي الإحتلال العثماني لعاصمة الامبراطورية  الرومانية الشرقية ” بيزنطة ” 
وهذه المدينة ( بيزنطة ) هى العاصمة الرومانية الشرقية ،  التى  نقل اليها ، وأنشأها الإمبراطور قسطنطين لتكون مقراً لحكمه بدلاً من روما ، فعرفت المدينة بالقسطنطينية  فيما بعد .. ثم صارت فى الزمن المسيحى من أكبر المراكز المسيحية وبُنيت فبها أكبر كنيسة فى العالم القديم (آيا صوفيا) وصار اسم المدينة “بيزنطة “. ثم جاء العثمانيون وعبروا مضيق البوسفور وسيطروا على المدينة وحوَّلوا كنيستها مسجداً وجعلوا اسم المدينة (استانبول) وعرفت أيضاً بالآستانة ، ثم صار اسمها اليوم : إسلامبول  ثم  اسطنبول. وهو الاسم الحالي ، والمصادر والمراجع التاريخية  تقول  في مجريات أحداث  الإحتلال : :  
في القرن الخامس عشر الميلادي،  وتحديدا ً في عام 1453 م ، وعندما حاصر السلطان العثماني محمد الثاني (محمد الفاتح) القسطنطينية، وبينما كان مصير الإمبراطورية البزنطية ،  بأكملها على المحك، كان مجلس  رهبان وأحبار وشيوخ المدينة مشغولًا بمناقشة أمور فقهية ولاهوتية لا طائل تحتها، مثل جنس الملائكة (أهم من الذكور أم من الإناث؟؟؟)، وحجم إبليس (هل هو كبير بحيث لا يسعه أي مكان، أم صغير بحيث يمكنه العبور من ثقب إبرة؟؟؟)، وبينما كان الجدل محتدمًا في قاعة مجلس الشيوخ ـ رغم محاولات الإمبراطورقسطنطين الحادي عشر لصرفهم عن الجدل العقيم من أجل مواجهة الغزاة ، كان القتال يدور في شوارع بيزنطة بعد أن تمكن جنود محمد الثاني من اقتحام أسوارها، وأخيرًا استطاع العثمانيون السيطرة على المدينة، وقضى الإمبراطور نحبه على أسوارها، ولقب السلطان العثماني محمد الثاني  ب “محمد  الفاتح ” 
نقول  ونسأل هؤلاء الأشاوس ؟؟؟ بموقفكم هذا ، ألا  يعيد التاريخ  ذاته ونفسه وأحداثه ؟؟؟ ، وألا  يشبه اليوم  الحالي والآني- بأمس التاريخ ؟؟؟ ((محاصرة عفرين  من قبل جحافل أردوغان ، وعملائه ومرتزقته ، تمهيداً للإجتياح  )بمحاصرة أجداد أردوغان ، سواء أكان هولاكو  المغولي  وهويحاصر بغداد  قبيل إجتياحها ؟؟؟، أو محمد الثاني  ، السلطان العثماني ، وهو يحاصر بيزنطة  قبيل  إجتياحها  ، والذي سمي فيما بعد ب (( محمد الفاتح بعد الإجتياح ))  ؟؟؟
وفي السياق ذاته نسأل هؤلاء ؟؟؟ ألستم بموقفكم هذا  أصبحتم في مواقع  بل ، ولبستم عباءات كل من ، إبن  العلقمي دليل هولاكو لإجتياح  وإحتلال بغداد ، عاصمة الخلافة العباسية ، أو أبا رغال  ، دليل ابرهة  الحبشي  لإجتياح مكة ،  أو رهبان وأحبار بيزنطة ، قبيل إجتياح وإحتلال بيزنطة  أو اسطنبول  فيما بعد ؟؟؟
بكل محبة نقول لكم: أنظروا بعين التعقل ،و البصيرة ،و بعد النظر، و التبصّر، لخطورة الموقف, و تعاملوا مع ما يجري بالأمانة التي يقتضيها منكم، التاريخ الشريف والمشّرف لهذا الشعب. لا تخونوه و تطعنوه في الظهر. كما فعل البعض في كركوك ،ولا تستلجبوا  شخصيات ،ابا رغال  وإبن العلقمي ، وتتمثلوها ،  لتتناسل مرة أخرى  ، بما تمثل من ثقافة وفكر وسلوك  خياني ، وتتكاثر ،  حتى أصبحوا طوابير خيانية ، منتشرة على الأصعدة المختلفة ، السياسية والإجتماعية والدينية  في المجتمعات الكردستانية ، وهذه الأخيرة  بشكل خاص ، أي الدينية ، وهي الخاصرة الهشة والضعيفة والرخوة في الجسد الكردستاني ، التي مازالت الثغرة التي يتسلل  منها أبا رغال  الكردي ، بل آفة مازالت تهدد المجتمعات الكردستانية ، 
والدليل على ذلك ، هو نشاط  رجب طيب أردوغان( الطوراني حتى النخاع،والمتستر بعباءة الأخونة والأسلمة خدمة لمشروعه الطوراني ، وإعادة مجد السلطنة  العثمانية )  في دعم وتوظيف  الخطاب الديني ، بصوره وتجلياته  ومستوياته المختلفة ،  الأول  هو السلفي المتطرف والمغالي  والمعادي ، تجاه الأديان والمعتقدات غير الإسلامية ، والآخر هو الطائفي والمذهبي ضمن الساحة الإسلامية بعينها ، و المعادي للطوائف والمذاهب غير السنية ، والشيعية منها بشكل خاص ،  وحتى بصورته المغالية والمتطرفة  ضمن  الساحة السنية أيضا ،أي إذكاء الحقد والضغينة  والعداء على كل من لاينتمي إلى الفرقة الناجية ، من المذاهب السنية الأخرى ،من وجهة نظره ورؤيته وتفسيره للنص القرآني والأحاديث النبوية ،   الموضوعة منها ، وحتى الضعيفة السند ، وهذه الفرقة الناجية هي فقط ، الفرقة التي تخدم مشروعه الطوراني ورؤيته لها ، والتي تقارب رؤية داعش بل تتطابق معها ، أي التي  تدعو إلى حرب الكل ضد الكل ، 
ودليلنا أيضاً على طورانيته المغالية والمفرطة ، هو سعيه لإقامة” الحزام الطوراني التركستاني”، بغية الفصل  بين كردستان سوريا ،وكردستان تركيا ،بإدعائه  إعادة عفرين ومنبج والجزيرة إلى أصحابها ؟؟؟ ونتساءل  من هم أصحابها ؟؟؟كما يخطط لها أر دوغان ؟؟؟، لا شك بأنهم  كما يرى أردوغان ،هم ، التركمان  من عناصر ومنتسبي كتائب السلطان مراد ، والحزب التركستاني من الايغور  وغيرهم من شذاذ الآفاق ، الذين يخطط لهم بإقامة مجمعات سكنية ، وإسكانهم، وطبعا بعد تهجير الكرد من مناطقهم ، وتفريغ الجغرافيا الكردستانية منهم ،( كما فعل في مناطق إحتلال  درع الفرات في  ” الباب ” وتوابعها مثل جرابلس والراعي ، والتي تعتبر ولاية تركية الآن  ، حيث تنشط فيها   معظم الادارات التركية ، إسوة بجمهورية شمال قبرص التي إحتلتها منذ عام 1974 م )  كما سعى الرفاق البعثيون العروبيون  السوريون ، من خلال مشروع ” الحزام العربي ”  إلى الفصل  بين كرد سوريا وكرد تركيا  بفاصل إثني عروبي ، والذي نرى بأنّه  من المفيد ، ولا بأس من التذكير به  لعل الذكرى تنفع !!!! 
يعود هذا المشروع بملامحه الأولى إلى الملازم أول محمد طلب هلال رئيس الشعبة السياسية في الحسكة،  الذي أصدر كراساً في عهد الانفصال (بعد الوحدة مع مصر) عام 1962، بعنوان: «دراسة عن محافظة الجزيرة من النواحي القومية، الاجتماعية، السياسية». ويعطي هذه الكراس توصيات تتلخص في الدعوة “إلى تجريد الأكراد من أراضيهم ومن جنسيتهم السورية وممارسة سياسة التعريب والتهجير والتجويع والتجهيل بحقهم، وإقامة مستوطنات عربية ، ضمن الجغرافية الكردية ،  على شكل الكيبوتزات الإسرائيلية”. 
ثم جاء المؤتمر القطري الثالث لحزب البعث الحاكم المنعقد في سبتمبر عام 1966م  ليستلهم  أفكار الرفيق طلب هلال ، وليؤكد في الفقرة الخامسة من توصياته بخصوص محافظة الحسكة على « إعادة النظر بملكية الأراضي الواقعة على الحدود السورية – التركية وعلى امتداد 350 كم وبعمق 10 – 20 كم واعتبارها ملكاً للدولة وتطبق فيها أنظمة الاستثمار الملائمة بما يحقق أمن الدولة.
، وضمن هذا السياق ،استمر بالمقابل مضي السلطة في تنفيذ المشروع ، وخاصة بعد الانتهاء من حرب تشرين عام 1973م ، حيث كانت الأرضية قد تهيأت بشكل واضح لتطبيق الحزام العربي ، وجلب العرب وإحلالهم محل الأكراد أصحاب الأرض الحقيقيين . وهكذا صدر القرار المذكور ( رقم 521 لعام 1974م ) بتوجيهات  من القيادة القطرية ، وبكثير من الأسف !!!! تم مباركته  من قبل  أحزاب الجبهة الوطنية  التقدمية حينذاك  !!!) فقد تم الاستيلاء بشكل كامل على مساحات واسعة من الشريط الحدودي ( بطول 350 كم وعمق حتى 20 كم ) ، وسُلِّمَت إلى « مزارع الدولة » ، كما خلق إنشاء سد الفرات الذريعة عندما غُمِرَت أراضي بعض الفلاحين العرب من محافظة الرقة  فتم استقدام عشرات الآلاف من المواطنين العرب من محافظتي الرقة وحلب ، وُزِّعوا على خمس وثلاثين مستوطنة حيث منحوا أخصب الأراضي، إضافة إلى قرى نموذجية تتوافر فيها كل سبل الحياة والرفاه ، ناهيك عن الكميات الكبيرة من الأسلحة التي مُنحت لهم.،  وقد إتّخذت القيادة  السورية  الإجراءات التالية من قبل السلطات الإدارية  والحزبية  لتنفيذ خطة الحزام:
1- –  أصدر الرفيق محافظ الحسكة إنذاراً نهائياً للسكان الريفيين المزارعين والملاكين يمنعهم من أن يستثمروا الأراضي المصادرة ، وبعد صدور الإنذار بدأنا بعمليات الحراثة والبذار.
2-  – بدأ مكتب الأراضي المصادرة بتنظيم الأراضي المصادرة.
3-  – بدأ مكتب الإصلاح الزراعي باتخاذ الإجراءات لترحيل حوالي 4000 عائلة من منطقة الحزام إلى مناطق أخرى إلى أن تنجز العملية بنجاح. لكن من جهة أخرى فإن حوالي 25000 نسمة داخل منطقة الحزام مسجلين عند السلطات كأجانب ، وقد فكر الحزب والحكومة في محافظة الحسكة بأن هؤلاء الأجانب يجب أن يمنعوا من السكن في منطقة الحدود ، وأن الطريق الصحيح لتحقيق هذا الغرض هو إجبارهم ومنعهم من الحصول على أية وظيفة لكي يهاجروا بالتدريج إلى البلاد الأخرى خلال خمس سنوات ، ويجب أن تستعمل القوة ضدهم إذا كان ذلك ضرورياً.
4-  – إن الحزب ومكتب الفلاحين يحاولان أن يستخدما عناصر عربية شابة ،من بين الذين يؤمنون بالعرب والقومية العربية،  لكي يعملوا كعمال مسلحين في منطقة الحزام وحماية الزراعة.
  5-  – كان توجيه الحزب في الجزيرة الطلب من عدد من الرفاق الأكفاء، كي يعقدوا لقاءات شعبية في القرى الكردية ،في مناطق الحدود لكي يسلطوا الضوء على مخاطر الامبريالية، ويشرحوا ذلك للسكان ، وهكذا يمكن أن نمهد الطريق لتنفيذ خطة الحزام .
6 – – يجب أن تصدر الحكومة مرسوماً جديداً يعتبر كل قرى المنطقة كأملاك دولة ، وإن الدولة لها الحق باستثمارها كما تراه مناسباً.
7 –  أن توضع خطة عملية وعلمية في المستقبل لاستثمار المنطقة كلها.
8 – هذه الأهداف في الخطة يجب أن تكون مبرمجة.
 9 – إن التجمع العرقي للسكان يجب أن يتبدل بنقل ونفي العناصر غير العربية.
10 – إنشاء قرى نموذجية للعناصر العربية المهاجرة من قبل الدولة.
11 – المسؤول الأعلى للجيش يجب أن يأمر لواء الحدود في المنطقة ليساعدوا السلطات المحلية عند الضرورة ،
أما الحزام الأردوغاني ، الطوراني ، فقد أقره القيادة القطرية لحزب العدالة والتنمية ،المتأخون، والمتأسلم ( مكتب الارشاد الاخواني للحزب ) ، وبمباركة أحزاب الحبهة الوطنية التقدمية التركية ( إئتلاف حزب العدالة والتنمية-   رجب طيب أـردوغان  –وحزب الشعب الجمهوري ” كمال قليجدار أوغلو -وحزب الحركة القومية ” دولت بهتشلي ” ) الذين قد يختلفون على أمور متعددة  ، ولكنهم متحدون ومتضامنون في محاربة الكرد، كما كان الرفاق في الجبهة التقدمية  السورية ، 
وأخيراً نناشد  ونخاطب ضمائر هؤلاء المنتقدين ، الذين يتصرفون ، وكأنهم في دولة السويد أو يعيشون في إحدى كانتونات سويسرا ، وحصلوا على كل شيئ، وفقط يسعون إلى توسيع  نطاق الحريات ، ومساحات التعبير عن الرأي ، ونقول : ، كيف لكم تجاوز ونسيان أو تناسي  مئات المآسي التي إرتكبها  الحكومات التركية  المتعاقبة ،  ولا نقول الشعب التركي  بمجمله ، بحق الشعب الكردي ، على مر العصور الماضية ،  وحتى الآن ؟؟؟ ، ( حيث أنه في كل خطوة ، ومسلك ، يسعون لإبادة الكرد أينما كانوا ،  والآن ، يصرح السيد أردوغان  ودون مواربة ، بأنه سيعيد   اللاجئين السوريين من تركيا ، وتوطينهم في المناطق المحررة ، أي منطقة عفرين ، ولكن بعد تحريرها وتفريغها من الارهابيين !!!! ومن الطبيعي أنه يقصد جميع سكان عفرين من الأكراد  وفق الحزام الطوراني !!!وليس حزب أو فصيل بعينه ، كما يدعي !!!أو كما يصدقه ويصادقه بعض السذج من شعبنا مع الكثير من الأسف، والدليل، أيضاً ( محاولته  تطبيق مقولة ، الحديد بالحديد يفلح ) حتى أنه  الآن ، يتعمد ،و يستجلب القوات العسكرية التي تحارب في عقرين ، من المحافظات  والولايات الكردية في تركيا ، لكي يقتل ويفني الكرد أخاه الكردي ، ويجابه الكردي التركي  أخاه الكردي  السوري ، أليس لنا أن نتساءل :؟؟؟ كيف لك أن تقف الآن بجانبه؟؟؟ ، وتبرر إجتياحه  لمدينة الزيتون والسلام  ” عفرين  الجريحة ” الصامدة –نكاية  بأخيك  الذي وضع  دمه وروحه على كفه ، لصد الغزاة ، والدفاع عن أرضك ، وعرضك ، وكرامتك ؟؟؟إن كنت تدري ؟؟؟ أو أنك لا تدري ؟؟؟  أليس من الأجدى  والأجدر ، تجاوز بعض الأخطاء  والتجاوزات الثي  صدرت ، في الماضي ، أو الآن من أخيك ، وإبن جلدتك ، وشريكك في المصير والمآل ،  ومشاركته في الدفاع عن  حملات الابادة للوجود  المشترك في غفرين، ضد الغزو التركي – الإئتلافي السوري  ؟؟؟ والمساهمة في توحيد الصفوف ورصها في مواجهة هؤلاء الغزاة !!!
المراجع  والمصادر 
1 كلمات لها تاريخ: الجدل البيزنطي، طلال المجذوب – مجلة العرفان، المجلد 76، العدد 3، بهمن 1370، ص 66،6
2 – كتاب البداية والنهاية للإمام الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي -701-774 هـــ 
      3 – الغزو المغولي للعراق أنموذجاً ،يوسف الهادي ، الطبعة الأولى عن دار الوسط في لندن سنة 2009

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…