عبدالرحمن مهابادي*
مع انه من المبكر عرض الاحتمالات بما يتعلق بمؤامرات نظام الملالي لحرف مسار انتفاضة الشعب الإيراني العظيم، لا شك أن نظام الملالي وداعميه الدوليين سيحاولون جهدهم أن يخلقوا شرخا بين الشعب والمقاومة لهزيمة الانتفاضة الأخيرة وتصل لأسمعانا همسات من هنا وهناك تقول إنه لا يوجد أساس قامت عليه الانتفاضة وستنتهي بعد فترة قصيرة، هم يريدون اعتبار الانتفاضة فاقدة لعنصر القيادة ويعتمدون سياسات الترغيب والترهيب لإسقاطها.
لا يزال داعموه الدوليون كما كانوا من قبل يحاولون اصطناع قادة وهميين للانتفاضة وبهذا العمل يخرجونها عن مسارها الأساسي وهو اسقاط نظام الملالي وبطريقة الخميني في عام 1979 و يركبون موجة الثورة. لكن هل بهذه المحاولات يتحقق ذلك؟ لا أبدا !
الشعب الإيراني والانتفاضة الأخيرة يردون على ذلك بأن الانتفاضة منذ ساعاتها الأولى اتسعت لتشمل كل انحاء إيران وانهم سيسقطون الحكام والقادة الحاليين وانهم لن يستجيبوا للقادة المصطنعين اطلاقا لأن الشعب يريد إسقاط النظام الذي يحكم دولتهم لأربعة عقود بلا شرعية والقادة المصطنعين لا يريدون ولا يستطيعون تحقيق هذا المطلب الأساسي للشعب الإيراني لأنه من أجل هذا الهدف العظيم قدم الكثير وقد حان وقته الآن بعد أربعين عاما من المواجهات من قبل الشعب والمقاومة الإيرانية والآن أصبح معروفا بشكل رسمي وعلى مستوى العالم.
خامنئي قائد الملالي ارتعب من انتفاضة الشعب و ظهر بعد 5 ايام من بدء الانتفاضة، و بخصوص الانتفاضة قال فقط : “لدي كلام سأقوله في وقته”.
وهذا يشبه كثيرا ما قاله الخميني عام 1988 حيث بعد اتفاقية 598 و بعد وقف اطلاق النار في الحرب بين إيران والعراق وفي رسالته ذلك اليوم لم يشر الى السبب لوقف اطلاق النار واجباره على انسحاب القوات وتراجعها لكنه قال أنه لديه كلام لن يقوله الا في الوقت المناسب. لكن لم يمض وقت طويل حتى صرح وكتب أقارب الخميني أنه قد بلغه أنه اذا لم يتم وقف اطلاق النار فإن النظام سيكون تحت تصرف جيش التحرير الوطني الإيراني وسيتم إسقاطه، هكذا يمكن قراءة ما لم يستطع أن يقوله خامنئي.
خامنئي قبل الجميع وصلته رسالة الانتفاضة الأخيرة للشعب الإيراني ولم يأت على ذكرها لأنه لو ذكرها لزاد زخم الانتفاضة اكثر.
هو سمع أصوات أقدام المقاومة والتي هي الأن مستعدة أكثر من أي وقت مضى وهي موجودة وكامنة بين الناس وفي شوارع المدن وتعمل باستراتيجية ” الف اشرف ” وهي ليست عشوائية حتى أن قادة النظام أعلنوا أن منظمة مجاهدي خلق وراء قيام الانتفاضة.
المقاومة الإيرانية والتي تعتبر منظمة مجاهدي خلق جزءا محوريا فيها وبعد احتلال معسكر اشرف عام 2013 وقتل جماعي ل52 من أفراده في الأول من سبتمبر أيلول، أعلنت المقاومة الإيرانية عن استراتيجية ” الف اشرف ” حتى تزداد أعداده داخل وطنه وبواسطته يتحقق اسقاط نظام الملالي.
والآن اولى ثمار هذه الاستراتيجية يمكن رؤيتها من خلال الانتفاضة الأخيرة.
يمكن سماع صحة هذه الحقيقة على لسان نيوت غينغيرينج الرئيس السابق لمجلس النواب الأمريكي أثناء الاجتماع الموسع للمقاومة الإيرانية في أواخر يونيو حزيران من العام الماضي حيث قال : بشجاعتكم أنتم و تفانيكم والتزامكم والتحدث مع الآخرين تحشدون الجيش الى جانبكم من أجل المزيد من الاستقلال وسنحمل الآمال التي ترمز الى استراتيجية الف اشرف على عاتقنا والجهود التي سيتم تقديمها للمعارضين في المرة القادمة ستكون عامة و أكثر تنظيما”.
هذه الحقيقة الاساسية يمكن ربطها بسمات الانتفاضة الأخيرة. الانتفاضة الأخيرة تختلف عن باقي الانتفاضات في السنوات الماضية وأهم مافي ذلك أنها واسعة جغرافيا واجتماعيا وسرعة وصولها لهدفها السياسي حيث بعد عدة ساعات من بدءها أصبح شعارها الموت للديكتاتور والموت لخامنئي والموت لروحاني وايضا شعار ايها المتشددون وايها الأصلاحيون انتهت لعبتكم وزيفكم حيث وضعت النظام بشكل كامل من أهدافها. وأنهت المخططات الرجعية والاستعمارية في البحث عن الاصلاحات في اطار النظام.
آخر كلامنا هو الشعب جميعه والتيارات السياسية التي تتشكل ورجال الأعمال الموجودين في كل منطقة اندلعت فيها الانتفاضة في مختلف انحاء إيران يجب ان يكونوا حذرين من اي مشروع استعماري رجعي لحرف مسار الانتفاضة والتزام هذا الموضوع يعزز العلاقة مع المقاومة الإيرانية بشكل أكبر.
*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com