القافلة تسير وكلاب الملالي تنبح

علي قائمي*
من انجازات الانتفاضة القوية للشعب الإيراني هو أنه كلما زادت الانتفاضة اشتعالا كلما كشفت خلال نبرتها التصاعدية عن هوية العملاء والمأجورين والصحف ووسائل الإعلام العربية المأجورة العاملة تحت غطاء المثقفين أو اليساريين وغيرهم من المزاعم في دور مشبوه لترويج أهداف نظام الملالي ضد الشعب الإيراني والشعوب العربية في الشرق الأوسط. وعندما رفع طلبة جامعة طهران في أول يوم من الانتفاضة «لا للاصلاحي ولا للاصولي، كفى زيفكما» فهم أسقطوا ورقة التوت التي كان تغطي عورة كل التحليلات الزائفة المتسترة بالاصلاحية داخل النظام وكانت وسائل الاعلام العربية وهؤلاء الأفراد يروجونها في المحافل العربية، فانكشفت حقيقتهم. الشعب الإيراني قال كلمته بانه لافرق له بين المدعين بالاصلاحية والاصولية وهو يرى كلا الجناحين ضالعين في كل جرائم الملالي. 
وها هي انتفاضة الشعب الإيراني تأخذ مداها التصاعدي، بحيث بلغت تأوهات وتوجعات كل قادة النظام عنان السماء ليدلوا بشهادتهم بأن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية هي تلعب الدور المحوري في الانتفاضة الإيرانية ويعلن حسن روحاني رئيس النظام رسميا في موقعه انه أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الفرنسي ماكرون طلب منه الحد من نشاطات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي مقره في باريس بسبب دورهما في قيادة الانتفاضة الإيرانية أو يقول رئيس المجلس الأعلى لأمن النظام شمخاني في مقابلة مع قناة الميادين رسميا أن مجاهدي خلق هي تقف مع العربية السعودية والولايات المتحدة وراء هذه الانتفاضة. كما يتوجع قائد الجيش وقائد قوات الحرس للنظام وجميع الملالي بقضهم وقضيضهم وقادة قوات الحرس ووزارة المخابرات في أقوالهم وفي تصريحاتهم الاذاعية والتلفزيونية وبكل صراحة من دور مجاهدي خلق في الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني. ولكن عندما يصل الدور الى الكتّاب الذين يدعون بكل أسف الوعي وينشرون مقالاتهم في الصحف المعروفة، فينشرون في كتاباتهم ضد مجاهدي خلق ويعيدون فيها ما في بطن وزارة المخابرات الإيرانية لمضغه للمرة الألف ويجترونه ليزعموا بأنه ليس لمجاهدي خلق قاعدة شعبية في الداخل وأن الشعب ضدهم أو أنهم آصبحوا عجزة و… وهناك مثل عربي يقول : شر البلية ما يضحك. على كل حال من دواعي الأسف أن نرى بعض الصحف العربية تعمل بالنيابة عمل وزارة مخابرات الملالي أو بعض الكتاب العرب يلعبون الدور حسب الأجر ومنهم رجل يدعى حسام عيتاني الذي كتب في صحيفة الحياة الصادرة يوم 5 يناير في مقابل تحت عنوان «ليس لدى رجوي ما تقدمه» وهو يجتر الاشاعات والدعايات المغرضة القديمة لمخابرات الملالي في تشهير وتشنيع المنظمة، مما يثبت أن وزارة المخابرات قد دست عناصرها المدسوسة حتى في الصحف العربية التي هي ليست موالية للدول الصديقة للملالي وهي تضطر الآن الى استخدام عناصرها ضد هذا البديل وتحرق هذه الأوراق المأجورة لأن النظام وصل الى حافة السقوط. ونحن نخاطب هذه الصحف ونقول انكم فرضتم رقابة صحفية شديدة على مجاهدي خلق، ولكن الآن حاولوا على الأقل ألا تكونوا متحدثين وناطقين اعلاميين وصحفيين باسم وزارة المخابرات الإيرانية ضد الشعب الإيراني. 
بطبيعة الحال فان انتفاضة الشعب الإيراني أثبتت أن 38 عاما من الدعاية وحملات التشهير والتشنيع ضد المقاومة الإيرانية والسيدة رجوي، لم تجد نفعا سوى زيادة شعبية لمجاهدي خلق بين الشعب الإيراني. ان انتفاضة الشعب الإيراني ضد النظام الحاكم رغم كل مراحل الشد والانفراج، ستشق طريقها الى الأمام بدفع الثمن من دماء أبناء الشعب وبفضل دور مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يمثل البديل لهذا النظام  وأن النظام سيسقط لا محالة على أيدي الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وأن روح السلام والصداقة ستسود بين جميع شعوب المنطقة وستنتهي الحروب واراقة الدماء في سوريا ولبنان والعراق واليمن باسقاط هذا النظام وهنا لابد من القول:  القافلة تسير وكلاب الملالي تنبح.
*كاتب ايراني 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…