الأمازيغي: يوسف بويحيى
لم و لن أنسى أبدا قدري الذي أقر بي حب الكورد ،كما أنني لم أتطلع لأحد مادمت أملك أبا أمازيغيا رائعا كان له الفضل في قصتي مع الكوردياتية و النهج البارزاني.
لم أتملق يوما لأني تربيت أمازيغيا حرا ،كما تركت الحركة الأمازيغية نتيجة رائحة الخيانة و اللاأخلاقية التي كانت تفوح منها ،لم أصمت على أمازيغيتي أبدا لضمان صفقة تجارية مربحة ،لم يخرس الحب لساني بالرغم من اني فقدته بالكامل حتى لم يتبقى في قلبي سوى الأمازيغ و الكورد الحقيقيون ،لم أصمت منذ صغري عن موقفي تجاه نفسي و قضيتي ،لم أخن قيمي الأمازيغية بداعي الأوهام ،كما أني لم أبالي يوما بمن يرى نفسه شيئا وهو في الحقيقة دون الشيء، تربيت على قيم البارزاني الخالد و لم أبرح الطريق باحثا على الشرف ،لأنني سمعت من أبي يومها ان البارزاني هو الشرف بعينه.
إن كان من يستحق أن ألتفت إليه قصد التعلم فإني لم أرى أجذر لذلك من أبي ،صليت في قلبي مرارا رغم أنني تخلصت من قناعتي الدينية دعاءا لقدوتي الأبوية التي أوصلتني إلى الكوردياتية بقيادة “مسعود بارزاني” ،لم أعطي يوما وقتي لأوهام اليسارية و الإسلامية كما لم أتسلق قط سلم البلاط العربي ،لم أستطع أن أبرح مكاني كوني مازلت أسمع في أدني كلمة تلك الفطرة عن النهج البارزاني.
الآن بعد أن تعبت الببغاء من التنقل بين الخونة و المتسلقين و المنافقين عادت إلى حضن الشرف و القدوة الحقة ،لا يسعني سوى أن أرحب بك لتنالي ما ينقصك من الشرف الذي بعتيه في الصفقات و الفنادق و الليالي الحمراء.
لم أنطق أبدا و عندما نطقت قلت “البارزاني” و بعدها علمت أني أمازيغي ،لم أصمت عن قولي ذلك رغم أنه في الصمت حكمة كما تعلمت أن في بعضه جريمة ،كنت امازيغيا و كورديا و لم أسمع صوتك إلا بعد أن حلق طائر الحب بعيدا حاملا مشعله العربي تاركا ما كان يخلفه ملوك الروم المتوحشين ،علما أن الببغاء لم تكون أبدا بريئة و لا شريفة أعادت الجريمة برماح خائنة تفتقر إلى الوفاء للقضية.
الآن و بات لي سماع تهجم في شخصي من إنسان ببغاء تاريخه النضالي ملطخ بالنفاق لا يملك ذرة من الدم الطاهر كما الكورد الحقيقيين و القدوة الشريفة “مسعود بارزاني” ،تأملت كثيرا في طبيعة صوت هذا الكائن الغريب على أي اللبنات يبني أفكاره و أقواله و سلوكياته المرضية مقتنعا في قرارة نفسي أن ردة الفعل ليست أبدا الفعل في علم النفس.
من الصعب الوصول إلى قناعة شخص تجرع الكوردياتية حافي القدمين همه الوحيد أن تنعكس مقولة “صدام لا يقهر” التي تحولت كبند ديني في حقبة الطفولة إلى المراهقة ،قناعة تكره الإمتثال و ثقافة القطيع ،كم كنت أكره إنطباع البند البعثي القومي العربي المذكور في الفصل و الشارع ،لم أكن أسمع عن الببغاء و لا على من مزق خيوط الشرف المتبقي على جسدها المنهك شيئا ،لم يكونا في قاموسي كما أنهما ليسا فيه إلى حد الآن نتيجة فخري و قيمي التي لا ترضى إلا بقيم “البارزاني” قدوة.
لم أكن أريد الحديث أبدا كوني أملك ما سيكسر تلك المرآة المعلقة على ذلك الجدار الوشيك السقوط بسبب التسلق و الخيانة ،فٱن كان الوصول للأعلى يظهر ملامح الوجه فالتاريخ لا ينسى أبدا وسائل العبور ،اليوم بدا لي ذلك الوجه الإنتهازي ملونا بالألوان البارزانية بعد أن كان فيما مضى بألوان كثيفة لا معنى لها ،أقولها بكل صدق لأنني لا اخفي فطرتي البارزانية كما أنني لم أعط الخونة أية أهمية لا لشيء فقط لأنني لست منافقا و لا متسلقا.
كنت قويا و مازلت على ثقافة الجبل الذي لا تحركه الرياح ،هذا المثل الكوردي الذي غرسه الملا “مصطفى البارزاني” في قلبي و أدمجته بمقولة الأمير الأمازيغي “عبد الكريم الخطابي” بأن أفكر بهدوء و اضرب بقوة ،من خلالهما لم أرى سوى الغبار يتطاير على حذائي الأسود الذي إقتنيته على لون حذاء قدوتي “مسعود بارزاني” دون أن يلمس الغبار حدائي ،كيف ذلك و عوالق حذائي أشرف من تاريخ كل القمامات الكوردية الخائنة التي لا يحلق فوقها سوى الذباب.
تمسكت بالنهج البارزاني نتيجة كرهي للتبعية العمياء زيادة إلى الواقع المشترك و قدر الطفولة ،كنت أمازيغيا و مازلت كذلك لكني عشقت القيم البارزانية لأنها كسرت رواسخ العبودية التي سعت المدرسة أن تغرسها في عقلي الصغير على يد معلم الفصل الذي كنت أقف لأوفيه التبجيل كونه قاب قوسين أن يكون رسول ،مازلت أبتسم من تلك الذكريات التي جعلتني اليوم أكفر بالمدرس و المدرسة و الرسول الذي لا يحمل هويتي و لا يتقبلها على الأقل.
هل يملك من يعنيني في كلماته المتسلقة ذرة من تاريخ عشقي و قناعتي للكوردياتية أم أن فنون الإغراء و ما تم توارثه من الثقافة الذكورية و صداها على المجتمعات الشرقية لا تقل أهمية و بها كافية لبلوغ القمة ،كوني أعلم معظم الحقائق عن السلم الذي ينهجه الجبناء و الفاشلون للصعود على عقول الأغبياء و القطيع.
لم أخرج عن سكة النهج البارزاني أبدا و مازلت على خطاه أمشي دون أن امل ،أتعب ثم أنام لأستيقظ من جديد على أصوات الكورد الحقيقيين من أصدقاء بيشمركة و مثقفين و محزبين الماشين على خطى الكوردياتية ،لم أكره أبدا الكورد الأخرين علما أنهم مخذولين و مسلوبين من أنفسهم كون المدرسة من جعلتهم كذلك ،مؤمنا بأنهم سيعودون يوما لنا ،لكني سأبقى هنا و لن أذهب إلى مكان آخر فإن كان رحيلي ضرورة فلن أذهب إلا للقاء من بكت طفولتي لأجله إنه “مسعود بارزاني”.
أستغل وقتي لأسأل عنه المقربين كأنني أبحث عن قلب بين ملايين القلوب ،أعلم أني لست الوحيد من يبحث عن ذلك الملاك الكوردي الذي أجمع بكلمة الحق شتات الكورد من الزوال ،احببت القائد “ياسر عرفات” لشخصه حين علمت أن هذا الأخير أفشل محاولة إغتيال الرسول الكوردي ،لم أعد أريد شيئا من حياتي لأني فقدت نفسي بين سجون الظلام الحالك المرتقب وراء ابواب محكمة الإقفال ،فقط لمن له ضمير ساطع و عقل سديد و نفس آمنة أن يوصل سلامي و حبي و إلهامي له ،ويخبره أن هناك إنسان على حدود البحر الأبيض المتوسط شمالا و المحيط الأطلسي غربا و السياج الحديدي شرقا و الصحراء جنوبا يؤمن به و بقضيته و عاشق لوطنه و شعبه كان كل حلمه أن يكون بيشمركة.
“مسعود بارزاني” لن أنساك أبدا سيدي.