العمال الكوردستاني pkk

الأمازيغي: يوسف بويحيى
بعد أن إنفضح تنظيم العمال الكوردستاني و أذياله الأخرى  في عدائهم للحركة التحررية الكوردية ،و ٱكتفاؤهم ببعض الأكاذيب التي أكل عليها الدهر و شرب لتسويق العقل الكوردي و المتاجرة بالقضية الكوردية و ارواح الشعب الكوردي أحياء و أموات.
هذا التنظيم الغامض الجبان الذي دائما ما يتهرب من الإجابة على بعض الأسئلة التي تنخر في العقل الكوردي المتعطش إلى المعرفة و الحقيقة و القناعة ،علما من أن التنظيم يتبنى فلسفة علمية تعتمد العقل و الواقع وصولا إلى الحقيقة كنتاج للوعي الخام الذي بإمكانه توجيه الإنسان لما يريد و يرغب و يرنو ،في المقابل نراه لا يسلك أي الطرق التي ذكرناها و تخوفه من المناظرة و المواجهة بخصوص تلك الإشكاليات و التناقضات التي يتخبط فيها.
إن الفكر الماركسي اللينيني يؤمن باللغة الأم للشعوب كما قال “ماركس” “اللغة الأم سلاح التحرر و الإبداع” و “لينين” يقول “ليس بماركسي من لم يخاطب البروليتارية بلغتها الأم” ،هذا ما لا يطبقه تنظيم pkk بخصوص اللغة الكوردية التي تعتبر اللغة الأم التي يحاربونها في الشارع و المؤسسة ،حتى من قادة حزب العمال الكوردستاني لا يتحدثونها و لا يخطبون بها علما انهم يخاطبون الشعب الكوردي ،فهل من المنطق أن يخاطب قادة تنظيم كوردي شعبه بلغة لا يعرفها إضافة أن هذا ينافي قطعا مضمون الفكر الماركسي اللينيني.
الفكر الماركسي اللينيني يؤمن بالوعي الوطني و القومي و لم يكفر بهما كما يتبجح به العمال الكوردستاني ،إذ بماذا سيفسر “عبد الله اوجلان” كتاب و مؤلف “كارل ماركس” بعنوان “الإديولوجية الألمانية” حيث من خلال العنوان كان واضحا ثأثير و إيمان ماركس بالوعي الوطني الألماني الذي حمله من تنشأته كمواطن ألماني ،كما أن أعماله و افكاره و إجتهاداته في مؤلفه “البيان الشيوعي” تثبت بالواضح إنحيازه و وعيه القومي بجذوره اليهودية علما أن هناك بند بالخط العريض في البيان يستوجب الكفر بجميع الأديان إلا اليهودية لأن الشعب اليهودي يحتاج لديانته لكي تجمع شتاته ،و كذلك وعي لينين بالعرق البلشفي اليهودي الذي إعتمده كدريعة في ثورته البلشفية مصداقا لقوله “أتركوا فقط من يقول أنا بلشفي” ،ألم يعلم العمال الكوردستاني أن إضطهاد “ماركس” كان لعرقه أولا قبل فكره شأنه شأن “إنشتاين”.
الفكر الماركسي اللينيني يؤمن بالأخلاق و القيم و المبادئ فقط يكفر بالأخلاق البورجوازية المصنوعة ،حيث كان ماركس يعتبر أن الفقراء هم الوجه الحقيقي للواقع الملموس بٱعتبار ثقافة الفقير هي الحقيقة ،أما ثقافة البورجوازية هي فقط رفاهية و عنف و إخضاع ممارس على الفقير ،نفس طرح ما يتزعمه “نتشه” بخصوص الأخلاق ،كل هؤلاء الفلاسفة لم يقرؤوا جيدا بعد مماتهم علما ان حياتهم الشخصية توحي أنهم ذووا مبدأ و أخلاق ،ماركس تزوج مرة و نتشه أحب و لم يتزوج في حين نرى قادة حزب العمال الكوردستاني يفعلون أكثر مما يفعله الإسلاميون و الغزاة في النساء الكورديات.
العمال الكوردستاني الذي رمى مشروع الدولة بسبب عدم إيمانه بالوعي القومي لكن الحقيقة المرة هي عدم إيمانه بالشعب الكوردي و الدليل على أنه لا يناضل حتى على دولة إتحادية كالتي تعني كما يسمونها بأخوة الشعوب و رفضه لفيدرالية روجافا التي لا يؤمن بها مطلقا في قاموسه و إعتبار كورد روجافا هم فقط نازحين من إقليم باكور إلى سوريا ،كما حاربوا الكورد القوميين و رفضوا التنسيق مع البيشمركة لتحرير روجافا و دائما يحاربون حتى يحرروا المناطق و بعدها يمنحونها للنظام القومي العربي الشيعي ،معادلتهم الخفية ان يتحرر من اراد إلا الشعب الكوردي فلا.
مفهوم أخوة الشعوب من خلال التسمية تعني التعددية و ليس شعب واحد علما ان لكل شعب الحق في الحرية و الحياة و الإستقلال و العيش وفق مميزاته اللغوية و الوطنية و الثقافية و العقائدية و الأعراف و التقاليد…،و ليس أن تختزل الشعوب تحت يد و مشيئة شعب واحد متسلط ،من خلال التسمية يظهر أن العمال الكوردستاني يعيش تأخرا معرفيا  و خللا في جهازه المفاهيمي بغض النظر على حقيقته التي صنع من أجلها و كلف بالقيام بها.
عجيب أن يكون العمال الكوردستاني حاملا الفكر الشيوعي و يصنع و يتلقى تعليمه من الفكر الإسلامي الشيعي متناسيا الفكرة العمياء لماركس “الدين أفيون الشعوب” ،مع العلم أن هناك تقارب عقائدي بين المنظومة الشيوعية و الشيعية لكن لا أظن ان pkk وصل إلى هذه النقطة و لن يصل لها أبدا لأنه يكتفي فقط بالنقاش على الهامش و الفرقعات الكلامية و التهليل.
مازال الجميع يتساءل و ينتظر الإجابة على السبب الذي جعل “عبد الله أوجلان” يؤسس حزبه بتركيا و يكتفي بالعمل في سوريا مع العلم أنه لم يحقق شيئا في إقليم باكور سوى أن جنوده يحمون آبار النفط و الذهب و الغاز في جبال قنديل التي تعود دولاراتها إلى النظام السوري و الإيراني و الأمريكي ،اي لماذا لم يخطو خطوة واحدة إلى الأمام عن جبال قنديل في الإقليم قصد التحرير ،كما لعب و أذياله دورا في تهجير كورد روجافا و قتلهم و مص دمائهم و تجنيدهم و إثقالهم بالضرائب و سلب ممتلكاتهم.
مع كل الممارسات و الهجمات التي شنها العمال الكوردستاني على إقليم باشور إلا أن البارزاني هو اول من عرض على “أوجلان” اللجوء عندما كان مطاردا من طرف تركيا بعد ان تخلت عليه سوريا ،و البارزاني هو من طالب برفع تهمة الإرهاب على العمال الكوردستاني في البرلمان الأروبي ،و البارزاني هو من تنازل على عدة أمور للعمال الكوردستاني بإعتبارهم إخوة و أشقاء مهما حصل سيعودون إلى صوابهم يوما ،و البارزاني هو القيادي الوحيد الذي طالب بإطلاق سراح “اوجلان” ،مع ذلك لم يرى الكورد من العمال الكوردستاني سوى الخبث و الألم.
بعد ان فشلت خطة ٱيران في كركوك بتوريط البيشمركة في الإقتتال الأخوي بحنكة البارزاني ،و فشل إيران في مخطط السليمانية بذكاء نجيرفان بارزاني ،حركت إيران آخر ورقة لها بخصوص توريط الكورد فيما بينهم بالدفع بأجندتها المطيعة العمال الكوردستاني لإعلان إقليم يشمل بعض مناطق تحت حكم حكومة الإقليم الهدف منه فقط زرع صراع داخلي وسط الإقليم كونه فقط تصريح شفوي و لن يكون عمليا علما أن تركيا قطعا لن تقبل بذلك ،في حين أن كورد تركيا كانوا ينتظرون منهم تأسيس إقليم باكور و ليس إقليم باشور المحرر بسواعد الشرفاء الكورد و ليس العملاء.
العمال الكوردستاني يعيش نوعا من النفخ الإيراني شأنه كشأن الحشد الشعبي دون أن نعلم على تاريخ حروبه و إنجازاته شيئا حتى مع الجيش التركي علما أنه دائما يهلل بالإنتصارات لكن دائما ما نرى النظام التركي هو الفائز ،ما لا يعرفه pkk أن عواقب نفاذ صبر الأخ المظلوم وخيمة إن جرب حظه في الميدان كما جرب مرات عدة و خاب مسعاه كما أنه قد يخسر حتى جبال “قنديل”.
كوردستان قادمة و ستفشل كل مساعي الحاقدين و هناك تغير إيجابي عما قريب سيحدث في الإقليم ،و تحرك العمال الكوردستاني بمثابة تهور و نقطة تحول ستجلب العار لكل من العراق و إيران.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…