الأمازيغي: يوسف بويحيى
أتعجب من تهديدات حكومة بغداد لكوردستان متسائلا في نفسي ماذا بقي في حوزة السيد “العبادي” من أوراق لم يستعملها بعض ضد الكورد و كوردستان ،توعدات بالجملة و كأن الكورد لم يروا شيئا بعد من سياسات بغداد العنصرية ،فإذا كانت سلوكيات العبادي تدل على شيء فإنها تدل سوى على فشله الدريع سياسيا و أخلاقيا في حياته الشخصية و المهنية ،كما تنصب ردود تهديداته في منظومة الضعف و الخوف مصداقا لقولة “نتشه”:«الإستفزاز سلاح الضعفاء».
من ماذا سيخاف الكورد بعد أن تجرعوا كل ما صدر من بغداد و الأنظمة الإقليمية من حصار إقتصادي و هجوم عسكري و قصف كيماوي و تآمر دولي ،هل يا ترى هناك قوة أقوى و ابشع من داعش التي أسستها كل من العراق و إيران و تركيا و سوريا برعاية قوى إقتصادية غربية و عربية بالرغم من إختلافها إلا أنها تحالفت و إستهدفت الكورد و كوردستان ،علما ان الكورد حاربوا داعش السنية و داعش الشيعية اللتين تحالفتا في رمشة عين على كوردستان لكن على حدودها سقطت أمجاد داعش الإرهابية بكل توجهاتها المذهبية و الطائفية.
كوردستان لم تفز فقط على داعش كما يظن البعض بل إنتصرت على العالم الإرهابي أجمع بسواعد أبنائها الأبطال دون الإستعانة إلى المرتزقات و العصابات الإجرامية و السجناء كما تنهجه كل من إيران و العراق في حروبها…،لقد إستعملوا كل الأسلحة و الخطط و الوسائل المتطورة ضد الإقليم لكن دون جدوى و لم يكسروا إرادة الشعب الكوردي ،اقولها و اعيدها أن العراق و إيران و تركيا و سوريا لم يبقى في جعبتهم أي ورقة يلعبوا بها ضد كوردستان و كل ما يدلون به فقط جعجعة بلا طحين.
إن أصاب العبادي الغرور بعد خيانة “كركوك” فذلك ليس نصرا على الكورد بل على الخونة أولا ،أما ٱنجازات الحشد الشعبي فالكل رآها كيف تلاشت أمام البيشمركة في الصدامات التي وقعت في محاور التماس ،مع العلم أن الجميع لاحظ كيف تتحول كتائب الحشد الشعبي إلى داعش و العكس صحيح حسب الحاجة و الضرورة ،إن كان احد يشكك في قولي فبماذا يمكن أن يفسر هجوم داعش على البيشمركة في محور مخمور قبل أربعة أيام من الآن الذي صرح به قائد اللواء ””””شيروان بارزاني” الذي أسفر عن مقتل ثلاثة عشر إرهابيا و الغريب أن الدواعش هجموا من نفس مواقع الحشد الشعبي ،بدون أدنى شك أو تشكيك إتضح بالمنطق و بالملموس ان الحشد الشعبي هو نفسه داعش دون الغوص في أسباب ظهور داعش التي تعود أصلا إلى سياسة بغداد الفاشلة.
إن كان العبادي يريد لعب دور الراعي الصالح على رعيته في كوردستان بالأخص على مرتزقة “السليمانية” بأحزابها و حركاتها التي تمثل فقط نفسها و ليس صوت الشعب الكوردي في السليمانية الذي ٱكتسح صناديق الإستفتاء من اجل الإستقلال و التحرر من سياسته و بغداد ،فعليه أولا أن يحرر بيت العراق من الفساد و الإرهاب و الإجرام الذي يمارسه بيده داخل حكومته على جميع مكونات شعبه ،فإن كان التظاهر حقا مشروعا فكذلك من حق الشعب العراقي السني أن يتظاهر و ينعم بالأمن و العيش الكريم ،إذ لا يعقل ان يتحدث عن الديموقراطية و الإنسانية و أكثر من مليون مواطن عراقي نازح خارج العراق و ألاف من الشعب العراقي يفترشون الأرصفة و يلتحفون السماء بلا مأوى و لا مأكل و لا مشرب و ثروات العراق تسرق و تنهب بواسطة طائرات أمريكية و إيرانية و بريطانية و فرنسية…،إن كان الحق يقال فإن كوردستان تعاني التجويع و الفقر بسبب سرقة بغداد لأرزاق الشعب الكوردي لكنه على الأقل لا ينام في الشوارع و على الأرصفة ،فمهما قارنا بين بغداد و كوردستان و بين العبادي و بارزاني فإن الكفة دائما ترجح كوردستان و البارزاني لأنه من العار مقارنة الشرفاء بالسفهاء.
سفيه من ظن و يظن ان إرادة الكورد سهلة الإنكسار و الخنوع لأن ديانة الجبال لا تؤمن إلا بالركوع للسماء ،و إن كان العبادي يعتقد أن إسقاط كوردستان و كسر إرادة شعبها مرتبط فقط بولاية حكومية مدتها أربع أو ثمانية سنوات أو نظام عمره اربعون او خمسون سنة فإني أذكره بأن مئوية “سايكس بيكو” بأنظمتها القوية و العالمية لم تنجح في ذلك ،فكيف إذن سينجح العبادي و حكومته و نظامه الذي في الحقيقة أسس بأيادي الكورد بعد أن حرروه من الديكتاتورية و العبودية ليجعلوا منه رجلا ذا شأن.