قضية «المالكي» و خونة الدار

الأمازيغي: يوسف بويحيى
على مر التاريخ القضية الكوردية تعاني من ازمة المثقف المتمثلة في مسألتين العاطفة و البراغماتية الشخصية ،علما أن العاطفة دائما ما تنعكس سلبا على ٱنجازات القضية إلى أن اصبحت كعقبة و هاجس للأغلبية ،من الصعب التخلص منها إلا إذا ٱستبدلنا و طبقنا الأليات الصائبة للخلاص و بتر الأعضاء السرطانية التي دائما ما تقف ضد الشعب الكوردي و كوردستان.
الإنسان الكوردي عاطفي لدرجة كبيرة ينجر بسهولة إلى مستنقع العدو بكلمة أو جملة ناسيا كل شيء وراءه ،اخص بالذكر هنا السياسي و المثقف الذي لا يعمل في بناء مجتمع عقلاني متراص يأخد الأحداث بمواقف ثابتة ،ينجر من خلال الخطابات الملونة و يعمل بلا قصد في إكمال عملية العدو من الخطاب ،هنا دائما ما نجد الشعب الكوردي ضحية السياسي و المثقف العاطفي.
فلسطين التي لم تناضل ابدا لصالح كوردستان و شعبها و التي رفضت الإعتراف بالإستفتاء إعتبارا إياه خطة صهيونية ،لم تمنع الكورد ابدا بأن يراجعوا أوراقهم بخصوص تعاطفهم مع فلسطين بخصوص القدس ،علما أن الكورد بدورهم يحتاجون لمن يتعاطف معهم إنسانيا و ٱقتصاديا و سياسيا أكثر من فلسطين ،لا يعلم الكورد بأن الدعم المقدم لفلسطين سنويا يفوق ما يمتلكه الكورد على خريطة كوردستان العظمى.
إسرائيل التي خذلت الشعب الكوردي و اجهضت حلمه في آخر لحظة من إعتناق الوطن المنشود ،هي الأخرى لم تمنع الشعب الكوردي و المثقف بالدرجة الأولى أن يمدح بأنه مع قدسية إسرائيل و يحلل الأمور وفق إسرائيل فقط متناسيا نفسه و قضيته بالكامل ،من حق الإنسان الكوردي أن يكتب على ما يريد لكن يجب أن يقرن نفسه أولا في الموضوع و يعطي ٱعتبارات لنفسه من الشيء الذي يتناوله نتيجة أن إسراىيل و امريكا و غيرهم لا يتصدقون على كوردستان مجانا او إنسانيا.
تصريحات “المالكي” ضد “العبادي” بعدم ذكره للبيشمركة جعلت الأغلبية الكوردية ينجر إلى إعادة ماقيل لعقدين من الزمن “المالكي افضل من العبادي” مع العلم أن جراح المالكي للشعب الكوردي مازالت تنزف ،دون ان يستطيع المثقف ان يفهم بأن خطاب المالكي هو فقط دعاية للبدء بحملة إنتخابية لنفسه و بحثه عن تحالف كوردي بالخصوص مع “حزب الديموقراطي الكوردستاني” بٱعتباره الحزب المتمكن في زمام اللعبة السياسية الكوردية ،تصريحاته فقط لصالح نفسه بينما حقده و كراهيته للكورد ثابتة دون أن يتساءل الإنسان الكوردي أين كان المالكي عندما وقف ضد الإستفتاء و جرائم الحشد و قطع الموازنة و الحظر الجوي و الحصار الإقتصادي…
بعد ان باع الخونة كركوك و حاولوا ٱغتيال “مسعود بارزاني” بعد إتفاق “داكان” علما أن عملية الإغتيال لم تكن تعني “كوسرت رسول” و لا “نجم الدين كريم” بل كان الهدف هو “مسعود بارزاني” الذي كان يريدون إغتياله أو القبض عليه و أخده بمروحية ليتم إعدامه في بغداد كما حصل مع “صدام” (أقسم انها الحقيقة) ،نجا منها بأعجوبة عن طريق تضحية “كوسرت رسول” بنفسه الذي فضل أن ينقد “مسعود بارزاني” و يواجه الخطر ذهب ضحيتها اكثر من مئة بيشمركة لولا تدخل “شيروان بارزاني” لكانت كارثة ،لم يكتفي الخونة فقط بالغدر و بيع كركوك بل الشمت في الشعب الكوردي عن طريق الصور بٱبتسامات عريضة على مواقع التواصل الإجتماعي و القنوات الفضائية….إلى الآن عاد “لاهور شيخ جنكي” بوعد إسترجاع كركوك علما أن الشعب الكوردي يريد جوابا على سبب بيعها لأول مرة.
خطاب الخونة لا يختلف أبدا عن خطاب المالكي على انه دعاية ٱنتخابية علما ان حزب الإتحاد الوطني يعيش شتاتا داخليا في حالة إحتضار و إنتحار سياسي ،طامحين في نياتهم إستعطاف و خذاع الشعب الكوردي من جديد ،لا انفي ان رجوعهم كان إجباريا بفعل ضغوطات قيادات الإتحاد الوطني الأخرى لكن هذا لا يعني أن الخونة لن يخونوا مجددا.
بما أن الإقليم يتخبط في أزمات سياسية و إقتصادية و إجتماعية لوحده و علاقته الشبه المقطوعة مع بغداد ،الأفضل أن لا تتحالف القوى الكوردية مع اي قوة سياسية في بغداد ،كما يجب التركيز على توحيد الصف السياسي من اجل إسترجاع المناطق المحتلة لإعادة إنعاش الإقتصاد من ثروات المناطق المذكورة خصوصا “كركوك”.
في هذه المرحلة الراهنة أتمنى من كل مثقف او سياسي أو مواطن عادي أن يركز على القضية الكوردية و وضعها دون ان يهتم بأي شيء آخر.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…