النظام الإيراني رأس الفتنة !!! من قتل علي عبدالله صالح؟

عبدالرحمن مهابادي*
في يوم الأحد 3 ديسمبر تم اغتيال علي عبدالله صالح رئيس جمهورية اليمن الأسبق وذلك بعد فترة قصيرة من انفصاله عن ميليشيات الحوثي المرتبطة بالنظام الإيراني والذي تحالف معها علي عبدالله صالح في السنوات الثلاث الأخيرة .
وبناءاً على ما قاله شهود عيان في ذلك اليوم أن القوات الموالية لعلي عبدالله صالح أغلقت عدة شوارع في مركز مدينة صنعاء وتم تجميع عدد كبير من القوات هناك.
هذا وكان صالح قد طلب بفتح صفحة جديدة مع التحالف العربي وهذا يتعارض مع مصالح النظام الإيراني في تلك الدولة. وقائع المشهد تقودنا إلى أن النظام والحوثيين احتجزوا سكان صنعاء وجعلوا منهم دروع بشرية .
في الرابع عشر من نوفمبر تشرين الثاني كتبت جريدة جوان التابعة للحرس الثوري الإيراني معبرة عن اسفها لما آلت إليه الأوضاع في اليمن: ”كل المجريات كانت لمصلحتنا لأن علي عبدالله صالح ولعدة أعوام كان إلى جانبنا ولكنه ارتكب خيانة عظمى“.
صحيفة كيهان التابعة لعلي خامنئي كتبت بخصوص اطلاق الصاروخ على أبوظبي في صفحتها الأولى وبالخط العريض: تطاير الشرر من أبوظبي هذه المرة والرعب يتملك الرياض من الصاروخ التالي .
محمد علي جعفري القائد في الحرس الثوري يقول وهويدافع عن الحوثيين بعد يوم واحد من مقتل علي عبدالله صالح وإعدام 200 من مواليه على أيديهم : نعلم أنهم كانوا يحضرون لمحاولة انقلاب في اليمن لكن هذه المؤامرة تم القضاء عليه فورا. الملا حسن روحاني رئيس الجمهورية بعد يوم واحد من مقتل صالح يدعي أن اليمن قد نجت من أيدي المغتصبين وأنهم سيندمون .
اغتيال علي عبدالله صالح حادثة مهمة في تاريخ هذه الدولة والحرب بين سكان اليمن وبين الحوثيين التابعين لإيران دخلت مرحلة جديدة . هذه المرحلة كما في سوريا ليس الوقت فيها لمصلحة النظام .
 سياسة المجتمع الدولي تجاه بعض المنظمات مثل حزب الله اللبناني دعا النظام الإيراني للتفكير بتشكيل كيانات مشابهة في دول أخرى ومنها اليمن. ولهذا السبب وخلال السنوات الثلاث الأخيرة لاحظنا كانت ايران تدعم الحوثيين بالمال والسلاح كما تدعم حزب الله في لبنان وتم كشف هذه العلاقة الخطيرة بيننهم وبين النظام الإيراني عدة مرات بالوثائق . إلا أن تقصير الدول الغربية سبب الى ديمومة هذا المساركما سبب الى اتساع عملها واستمرارها.
التغيرات الأخيرة في اليمن واغتيال علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الوطني له عدة دلالات :
أولا :الحزم ضد النظام الإيراني وتنفيذ ذلك عمليا. وهذه الطريقة الوحيدة التي تثبط استمرارية هذا النظام وتمهد الطريق للتغيير. سياسة التي تبني على الحزم ضد النظام الأيراني وعملائه بالمنطقة في الخطوة الأولى سيعمل على شق صف جبهة النظام الإيراني في المنطقة. كما حدث في اليمن وسبب ذلك انفصال المؤتمرالوطني عن جماعة الحوثي المرتبطين بالنظام الإيراني .
ثانيا : النظام الإيراني اينما يرى مصالحه في الخطر، لايقصر في ارتكاب اي جريمة وامثلة كثيرة من داخل ايران حتى أن هذا النظام يمكن أن يسبب القتل لبعض الشخصيات قريبة جداً من النظام اذا شعر بخطر من جانبها عليه. وخاصة في المرحلة الحالية التي دخلت بها المنطقة حيث يشعر النظام بالخطر على وجوده.
ثالثا: كل فصيل يتماشي مع النظام ويعمل تحت اشرافه وتحت سيطرته اول خطوة يقوم بها داخل هذا الفصيل ايجاد انظمة للسيطرة عليه اولإزالته اذا لزم الأمر. فلهذا السبب فاذا اراد الفصل أي عمل لتغيير الواقع لصالح الثورة والشعب عليه ان يقوم بازالة العناصر الموالية للنظام من ناحية الحماية والامني في داخل صفوفه اولاً.. وإلا سيكون المصير مشابه لعلي عبدالله صالح وأمثلة كثيرة تم فيها اغتيال القادة عندما اقتضت الحاجة.
ما تم الإشارة إليه في الأعلى هي أولى الدروس التي يمكن تعلمها من التغيرات التي حدثت في اليمن. أن الدرس الأهم والأكثر تأثيرا لدول المنطقة والشرق الأوسط هي أن تتخذ خطوات في المرحلة المقبلة لتغيير النظام الإيراني. وتغيير هذا النظام سيكون فقط بيد الشعب والمقاومة الأيرانية ومن الأولوية أن يعترفوا بها رسميا ويقدموا لها الدعم المادي والمعنوي . وهذه الخطوة ضرورية وكلما تأخرت ستكون الأخطار المحدقة بالمنطقة أكبر. المجلس الوطني المقاومة الإيرانية الذي يمثل الشعب الإيراني على أتم استعداد للتعاون من أجل هذا الأمرالمهم والخطير.
*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…