الأمازيغي: يوسف بويحيى
بعد إسقاط نظام البعث الصدامي لا أحد ينكر بأن العراق يعيش ضعفا على كل المستويات سياسيا و عسكريا و حتى ٱقتصاديا بفعل الفساد و النهب و السرقة من طرف صناع القرار العراقي بالشراكة مع القوى الخارجية كأمريكا و بريطانيا و إيران….
لعب الكورد دورا هاما في إسقاط الديكتاتورية العراقية ،كما كان لهم الدور في إعادة تأسيس الدستور الإتحادي الذي أعاد الشرعية و المصداقية للمؤسسات العراقية ،في جميع منعطفات المراحل العراقية كان للكورد دور رئيسي في إنجاح أي خطوة تخطوها العراق سواء محلية أو خارجية.
لم تتغير عقلية النظام العراقي لكوردستان بالرغم من كل ما قدمه الكورد للشعب العراقي و للعراق ككل ،حيث لابد من توضيح بعض الحقائق الموثوقة المسكوت عنها بفعل الخوف أو التجاهل من طرف المناضل و المثقف ليعلم الجميع بأن الكورد هم دائما من يتحملون عبء و تهور سياسية بغداد.
1)_أولا: إن حكومة بغداد هي من أقرت بفصل الكورد عن العراق عن طريق قطع مستحقات الشعب الكوردي من الموازنة و رواتب الموظفين الحكوميين و البيشمركة و رواتب الفلاحين و عوائل الشهداء…،مما إضطر الشعب الكوردي بالمضي قدما نحو الإستقلال من أجل خلق الحياة و الأمان لنفسه.
2)_ثانيا: إستعمال حكومة بغداد القوة و السلاح على الشعب الكوردي بٱعتباره جزء من الشعب العراقي الإتحادي ما يجرمه الدستور الإتحادي قانونيا و قضائيا بعدم إستعمال السلاح و القوة العسكرية على اي مكون من الشعب العراقي.
3)_ثالثا: حكومة بغداد تخاذلت على الكورد في حرب داعش ،علما أن القوات العراقية تأمرت مع داعش ضد الكورد و إنسحبت من مواقعها على حدود المناطق الكوردية و تركت أسلحتها لها بدريعة الخوف أو ما شابه.
4)_رابعا: القوات العراقية لم تحارب داعش الشيعية مطلقا و أتحدى أن يأتيني أحد بدليل يثبت عكس ذلك ،حرب تحرير “الموصل” التي نسق فيها البيشمركة و القوات العراقية كانت لمحاربة داعش السنية المدعومة تركيا و قطريا و ليس داعش الشيعية الإيرانية.
5)_خامسا: كل الحروب التي خاضتها القوات العراقية في حرب داعش كانت ضد داعش السنية فقط و لصالح داعش الشيعية الخمينية ،لم تحارب أبدا لوحدة العراق و لصالح الشعب العراقي عكس قوات البيشمركة التي قاتلت من أجل تحرير الأرض لصالح الشعب العراقي أجمع ،ما يثبت ان القوات العراقية هي جزء من داعش الإيرانية كونها عملت على إنجاح مشروع داعش أي بمعنى واضح قوات العراق نفسها داعش.
6)_سادسا: جميع الجرائم التي إرتكبتها داعش في الشعب العراقي من عرب سنة و كورد كانت بعلم و مؤامرة القوات العراقية التي خلت مواقعها لداعش ،أي ان القوات العراقية شريكة داعش في جرائمها على المكون الكوردي و العربي السني ،بصيغة اخرى ان “حيدر العبادي” كونه قائد اركان القوات المسلحة إرتكب جرائم حرب ضد الإنسانية لمرتين اولها في حرب داعش و الثانية الهجوم على “كركوك” دون ذكر جرائم التجويع و الحصار و الفساد.
7)_سابعا: حكومة بغداد خرقت أزيد من خمسة و خمسين مادة دستورية في حق الكورد ،رغم ذلك حكومة ٱقليم كوردستان مازالت تدعو إلى الحوار و التفاوض و عدم تقديم شكاوي في المحاكم الدولية بكل ما لحق بها و الشعب الكوردي من أذى و جرائم إنسانية.
8)_ثامنا: حكومة العراق تعيش ضعفا عسكريا حتى بتواجد الحشد الشعبي الإيراني ،نقطة تحول حكومة العراق من حمل وديع إلى كلب مسعور ليس بسبب الدعم الإيراني بل بالتأييد الأمريكي زيادة إلى خيانة بعض الأقزام الكوردية.
9)_تاسعا: حكومة بغداد ليس بمقدورها ٱنجاز أي مشروع أو مخطط ولو كان بسيطا لٱفتقارها لشخصية القادة و رجال الدولة و لمقومات دولة ،كما أن تسييرها للبلاد لا يتضمن مجال التعمير و التنمية و النهضة و التنوير..إشارة واضحة على أنها فارغة و لا تطمح لبناء دولة قوية فقط حكم العصابات و الميليشيات العسكرية ،مع العلم أن ٱقليم كوردستان يتفوق و متقدم كثيرا على العراق من حيث البنيات التحتية و التنمية.
10)_عاشرا: قرار إنسحاب البيشمركة في “كركوك” كان ذكاءا من الزعيم “مسعود بارزاني” لحماية الكورد من الإقتتال كوردي كوردي مما سيخول دخول الطيران الإتحادي العراقي لفك الحرب ،لكن قصدا منه سيقصف الإقليم و يدمر كل بنته حكومة كوردستان لعقود ،ما يكشف النية الخبيثة لحكومة بغداد مقابل ذكاء و حنكة “مسعود بارزاني”.
كل الخطط الممنهجة من طرف حكومة بغداد للإيقاع بالإقليم في مصيدة خرق القانون أو الإجرام او التدمير لم تنجح أبدا ،نتيجة وجود عقلاء كورد ذووا نظرة مستقبلية بعيدة المدى ،زيادة إلى نفخات إيران مع تغاضي أمريكا عن حكومة بغداد أدت إلى توريط “حيدر العبادي” في أبشع الجرائم الإنسانية نفس ما حدث مع “نوري المالكي” و قبله “صدام حسين” ،مما يشير بأن صلاحية كل من “المالكي” و “العبادي” لن تدوم طويلا ليحل بها ما حل بنظام “صدام حسين” ،عمليا و تجريبيا بأن أمريكا و اروبا دائما تعتمد على توريط حليفها في أي سلوك إجرامي تتخده دريعة فيما بعد للقضاء عليه عندما تنتهي مصلحتها و صلاحية حليفها.
أؤكد بأن العراق لم يعد حليفا قويا يستطيع ان تعول عليه أمريكا أو تمني عليه النفس لهشاشته و ٱفتقاره جوهريا لشخصية الحليف المطلوب لأجل التصدي للمراحل المستقبلية ،مهما حدث فأمريكا و اروبا لن تستطيع الإستغناء عن الكورد كحليف إستراتيجي و عسكري ،كل هذا ينصب إيجابيا لصالح الكورد لكسبهم الرهان على حكومة بغداد ،و مسألة إسترجاع المناطق المحتلة ليست سوى مسألة إصدار القادة إشارة الموافقة لقوات البيشمركة و ستبقى تحت حكم الإقليم إلى الأبد.
إن غدا لناظره قريب.