الأمازيغي: يوسف بويحيى
منذ بداية الثورة اليمنية ضد النظام الحاكم لإسقاطه كانت كل من السعودية و إيران متحالفتان من اجل ذلك مع طبيعة الحال تحت مراقبة أمريكية بالأساس.
تم إبعاد الرئيس اليمني عن السلطة نتيجة الدخول في حروب داخلية مما جعل كل المؤسسات تفقد صلاحياتها ،حيث كان يسمى في الإعلام السعودي بالرئيس “المخلوع” و في الإعلام الإيراني “المجرم” ،مما يثبت ان كل من إيران و السعودية هدفهما إسقاط نظام “علي عبدالله صالح” و النيل من ميلشياته.
أمريكا لعبت دور الحياد جهرا في المسألة اليمنية و لكن سرا كانت تزود مليشيات النظام بالسلاح قصد ٱنعاش تجارة السلاح ،أمريكا حليفة السعودية بوجه مكشوف لكن تتأمر عليها سرا ،كما أن امريكا عدوة إيران جهرا لكن مدللتها سرا ،مما يعطي أن المسألة اليمنية كانت كضرب عصفرين بحجر واحدة اليمن و السعودية.
أمريكا هي من كانت تتحكم في مد و جزر الحرب اليمنية كما كان لذلك ربحا لها بالدرجة الأولى ،جعلت الحرب تطول بين الأطراف المتناحرة إنعكس ذلك إيجابيا لصالح أمريكا على كل المجالات تجاريا و إستراتيجيا و تغلغلا في المنطقة.
بعد أحداث مسألة “لبنان” و ٱستقالة رئيس الوزراء اللبناني “سعد الحريري” بضغوطات قوى إيرانية متمثلة في “حزب الله” إنقلبت من خلالها جميع معطيات الوضع اليمني ،علما أن أصل كل هذه التغيرات الفجائية المتسلسلة كانت سقوط “كركوك” الكوردستانية ليلة الغدر.
نعم القضية الكوردية فضحت كل ما يجري في المنطقة ،و قلبت جميع الطاولات السياسية و كشفت جميع اللعب النفاقية ،مما يثبت بأن كوردستان هي مصدر أمن و إستقرار الشرق الأوسط و الخليج العربي ،لكن لسوء الحظ لم تستوعب الأنظمة العربية هذا حتى الدقائق الأخيرة من المبارة ،مما جعلهم يسترجعون كل حرف كان يصرح به الزعيم “مسعود بارزاني” عندما قال “كوردستان أمن المنطقة و العالم العربي” ،لهذا دائما أقر إيمانا مني على أن ألزعيم “مسعود بارزاني” أذكى و أبرع قائد في المنطقة.
سقطت “كركوك” بتحالف دولي و إقليمي و سعودي ،ٱنسحاب البيشمركة من “شنكال” كانت ضربة المعلم من “بارزاني” إلى الخليج العربي ككل بالخصوص الإمارات و السعودية ،تلميحا منه أنه فتح المجال للمد الإيراني لإتمام مشروع الهلال الشيعي ،هذا الأمر أقلق السعودية كثيرا لأنها في مرمى حجر ،مما جعل الوضع الداخلي السعودي يعيش غليانا بقيادة ولي عهد السعودية بتصفيات حسابات و ٱعتقالات و تطهير النظام السعودي من الخونة و المتخاذلين مع إيران ،عادت السعودية مجبرة إلى دعم الكورد سرا ضد الحشد الشعبي ،زيادة إلى غضب السعودية على سياسة أمريكا و إسرائيل المتخاذلة مع إيران ،تراجع الحشد الشعبي مرغما على يد البيشمركة الابطال ،جعل إيران تضغط أكثر بورقة جديدة على السعودية فكانت الوجهة “لبنان” و إرغام رئيس الوزراء بالتنحي أو القتل ،تلتها العديد من الترتيبات في البيت السعودي و إعادة ترتيب العلاقات الخارجية ،كانت اول خطوة للرد على إيران من ضربة “لبنان” كانت التراجع و الإنسحاب في اليمن و العودة للتحالف و دعم ميليشيات “علي عبدالله صالح” و فتح صفحة جديدة لهذا غير الإعلام السعودي تسمية الرئيس من “مخلوع” إلى “الرئيس السابق” ،لكن هذا التحالف الجديد سيفشل مخطط إيران و لن يخدم أبدا مصلحة أمريكا مما يوضح بالملموس أن إيران يد امريكا العملية ،علما أن كل المؤشرات تنصب يقينا على أن طبخة الإغتيال كانت من تدبير أمريكا بأيدي إيرانية كضربة قوية للسعودية.
لقد إنفتحت المنطقة على حروب طاحنة لا مفر منها ،حيث كانت كل من إسرائيل و امريكا تعمل على توريط الخليج العربي بقيادة السعودية في حرب ضد إيران ،مما سيجعل أمريكا تلعب دور التحالف النفاقي الذي ينصب لصالح إيران المدعومة سرا منها و إسرائيل ،كما نجح المخطط الأمريكي في حمل الحرب إلى الخليج العربي كأرضية القتال ،مما يجعل المنطقة بأسرها في حالة تأهب للحرب السعودية و الإمارات و الأردن…
إن بقاء “علي صالح” حيا في تحالفه مع السعودية كان سيلعب دور كبير للقضية الكوردية علما أنه كان من مؤيدي الملا “مصطفى البارزاني” و له عدة رسائل لملك السعودية “عبدالله بن عبد العزيز” مطالبا إياه دعم الكورد ضد البعث ،كما ٱغتياله حاليا سيلعب دورا حاسما بضرورة التحالف العربي السني مع الكورد من أجل صد المد الإيراني علما أن العرب السنة لم يعد لهم اي حليف يستطيع إنقاذهم من هاجس إيران غير الكورد ،بدورهم الكورد يحتاجون هذا الدعم لصالح القضية الكوردية أولا حيث أن هذا التحالف العربي الكوردي ينصب في نفس الهدف المشترك ،مما ترك جميع الأبواب مفتوحة على دعم العرب السنة في العراق مع تأييد كوردي سيجعل الطاولة العراقية تنكسر إلى مالا يحمد عقباه ،زيادة إلى تركيا التي عادت إلى رشدها لصالح الكورد كضربة قوية لإيران أبرز المؤشرات على ذلك طلب “أردوغان” زيارة “نيجرفان بارزاني” التي لم يكشف عنها إعلاميا (قلتها مرارا و تكرارا بأن تركيا تبحث عن الكورد بعد سقوط كركوك) ،من هناك توجه الوفد الكوردي إلى فرنسا لملاقاة الرئيس الفرنسي “ماكرون” بطائرة تركية إلى فرنسا أمام دهشة إيران و حكومة بغداد بالأخص النائبة البرلمانية “حنان فتلاوي” مستغربة قائلة: (نيجرفان بارزاني في فرنسا مع حصار جوي على كوردستان!!؟؟) ،نعم من كوردستان إلى تركيا برا ثم إلى فرنسا جوا.
هناك العديد من المفاجئات السارة للكورد فيما يخص كوردستان و مشروع الإستقلال و إعادة المناطق الكوردستانية المحتلة ،مقرونةبعملية تطهير البيت الكوردي من الخونة و أزلام الأنظمة الإرهابية ،كما أن الإنتخابات القادمة ستحتكم إلى نتائجها الشعبية لتشكيل الحكومة و ليس كما تشكلت الحكومة الحالية بشكل توافقي بين الأطراف قصد توحيد الصف لكن أثبتت طريقة الإرضاء على أنها طريقة فاشلة خصوصا لحساسية واقع القضية الكوردية ،الإنتخابات القادمة ستشكل من طرف الحزب الفائز مع كل تمنياتنا الفوز للحزب الديموقراطي الكوردستاني نهج البارزاني الخالد.