رد على بيان الهيئة الإعلامية التخوينية للبارتي (تاب)

بقلم محمد سعيد آلوجي

يبدو بأن البارتي بدأ يتحول بين يدي بشار إلى لعبة سياسية غير نزيهة مستغلاً الشرعية التي استولى عليها بطرق ملتوية.

فها هو يحول نضاله عن النظام السوري نحو كيان وكوادر البارتي الحقيقيون لغاية في نفسه، ولا بد أن يُكشف أمره في ذلك عاجلاً أم آجلاً..

يتبع لذلك أساليب التضييق على بُناته الحقيقيون من جهة.

ويفتح المجال أمام من لا يستطيعوا أن يقدروا المصالح القومية والوطنية العليا بالتوافق مع تفاعلات الأحداث المستجدة ليتولوا القيام بمهام مُكلفة على البارتي.
فتراهم يشحذون أقلامهم المسمومة ليكتبوا كل ما هو مسيء ومخجل.

يوزعون اتهامات تندى لها الجبين على من ضحوا بأغلى ما لديهم في سبيل خدمة شعبهم على طريق بناء هذا الحزب ليرتقي إلى مستوى يليق به لحمل لواء النضال بقصد تحقيق أهداف شعبنا المضطهد في سوريا.

لا فرق عندهم أن يُخونوا أفراداً من قدماء مناضلي البارتي.

أم حتى منظماته أيضاً.
نجد أنفسنا الآن واقفين أمام ظاهرة نشاز يطل علينا من خلالها من يسمون أنفسهم بالهيئة الإعلامية “ل: تجمع أنصار البارتي (تاب)”.

ببيانها التخويني الأول والذي لا يمكننا إلا أن نجزم عليهم بأنهم لم يوفقوا فيه للدفاع عن البارتي بل أنهم تسببوا حتى في الإساءة إلى حليفه الحزب الديمقراطي الكردستاني الشقيق.

لا ندري أكان ذلك عن جهل منهم في التوصيف والتوظيف أم لأنهم ليسوا في مستوى نقل رسالة البارتي أصلاً.

نُبقي على بيانهم كما هو منشور حرفياً ونوزع تعليقناً بين سطوره بلون كتابة مختلف وإليك نص البيان:

بيان الهيئة الاعلامية ل: تجمع أنصار البارتي (تاب)
 
البارتي مطلوب… ميتاً .
لا يختلف اثنان في الساحة السياسية الكردية بان الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا-البارتي- كان على صدر قائمة الاستهداف من قبل السلطة للنيل منه لامور يمكن تلخيصها في تحالفاته الكردستانية وبالدرجة الاولى الحزب الديمقراطي الكردستاني- العراق-،..”.

نعتقد بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني الشقيق لم يشكل أي تهديد على سوريا منذ انطلاقته وحتى الآن.

بل أن له مكاتب في العاصمة السورية وفي قامشلوا أيضاً.

وبذلك فلا يمكن أن يتسبب تحالف البارتي مع الحزب الشقيق في وضعه على صدر قائمة استهداف السلطة السورية للنيل منه” .
..

وفي تجذره بين الجماهير الكردية في سوريا، وكذلك في تمثيله الحقيقي لمصالح الشعب الكردي، واتخاذه لمواقف سياسية ومبدئيه من القضايا الوطنية والقومية على الصعيد الكردي، والكردستاني، والوطني السوري مما كان غضب السلطات السورية مستمراً اتجاهه، وقد ازداد ذلك الغضب والاستياء السلطوي بعد التغيرات الدولية الحاصلة وخاصة بعد ما جرى في العراق من هزيمة النظام الديكتاتوري والمكاسب التي حصل عليها الكرد بموجوب الدستور في تحقيق الفيدرالية والسعي لتطبيع الاوضاع في المناطق الكردستانية المستعربة مما أثار حفيظة النظام السوري فقام بحرب عشواء ضد العملية السياسية الديمقراطية ومن ضمنها النظام الفيدرالي في العراق،” وتشجيعه ودعمه للارهاب هناك ونسجه للمؤامرات بطرق مختلفة وغير مباشرة على حلفاء الحزب الديمقراطي الكردستاني -العراق- “”وعلى الشعب الكردي في سوريا، فكان الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي ) هو الهدف المراد تحطيمه…

لا نظن بأن للبارتي أية علاقة بما يجري على الساحة العراقية.

كما أن الحزب الديمقراطي الكردستاني الشقيق لم ينفرد لوحده بالعملية السياسية الجارية على الساحة العراقية.

ونظن بأن الشعوب العراقية وكل طوائفها يتسابقون مع الزمن ليعيدوا الاستقرار بشكل دستوري إلى بلدهم ساعين إلى إرساء قواعد الديمقراطية وتطبيق نظام حكم فدرالي يحمي وحدة الأراضي العراقية، وإن كانت قد وجهت اتهامات لسوريا بالتدخل بأشكال وآليات مختلفة في العراق وما زالت تتهم بذلك.

فهذا لا يعني بأنها تتهم بقصد الضغط على الأكراد لأنهم قد تمكنوا من تحقيق مكاسب لهم على الأرض بموجب الدستور العراقي، وإن لم يرق لها ذلك، وإنما لخوف النظام السوري من أن تنتشر الديمقراطية إلى سوريا المجاورة للعراق والتي سوف لن يكون ذلك لصالح نظام الحكم الفردي الدكتاتوري فيه.

ولا يجوز أن يوضع البارتي ضمن قائمة المستهدفين من قبل النظام السوري للأسباب التي نوهتم إليها على الاطلاق..

وكان داوود باقستاني هو المخطط في هذه المرحلة للمؤامرة، وتوكيله للالوجي كشخص مناسب لتنفيذ تلك المهمة كونه من الحركة الكردية أولاً، ومغن بنهج البارزاني الخالد زوراً وبهتاناً ثانياً، وينطوي على صفات شخصية لا يحسده عليها أحد مما يؤهله للقيام بتنفيذ المؤامرة على البارتي من خلال إثارة قواعد البارتي، حيث يجد في بعضهم من اللاهثين وراء صفة عضو اللجنة المركزية التي قد سيحصلون عليها من الالوجي بحساباتهم الخاطئة فيركضون ساحبين أذيالهم الى وجه البخيل الذي يريد كل شيئ لنفسه فكيف به يمنحهم تلك الصفة.”..

لست هنا بصدد اتهام الباقستاني بتهم أمنية أو نفيها عنه.

فلا أعرف عنه سوى بأنه جعل من نفسه وسيطاً لوقف القتال الذي كان قد دار في سنين خلت بين أبناء القومية الواحدة من أنصار حزب العمال الكردستاني وقوات البيشمركة المتواجدين على أرضهم والذي كان قد تسبب به حزب العمال الكردستاني.

هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن كنتم تملكون أدلة موثقة على ارتباطاته الأمنية ما عليكم إلا أن تقوموا بتسليمها إلى حكومة كردستان لأنه يتواجد في الإقليم.

كما سبق أن نوه إلى ذلك الموضوع السيد نصري برهيك في غرفة غرب كردستان التي يديرها على البالتات الفنان الكردي شفكر،.

وكان أولى بالسيد نصر الدين برهيك أن يقوم هو بالتشهير به بصفته الحزبية ونشر ما يعتمد عليه في توجيه اتهاماته له على الملأ.

ونرى بهذا الخصوص بأنه كان أولى بالباقستاني أن يتواجد في كردستان سوريا ليستطيع تنفيذ ما أوكل به سواءً لتخريب البارتي أم غيره إن كان يحمل فعلاً مهمة من ذلك القبيل.
إلا أنه من المؤسف تماماً أن تقوموا بحبك كل تلك الأخطاء المربكة والفاحشة في تلك المقدمة الطويل لتنتهوا منها إلى اتهام الألوجي “عبد الرحمن” بأنه تولى مهمة تخريب البارتي من خلال ذلك الشخص وتدينوه بهذه السهولة بالعمالة للمخابرات السورية والذي ما فتئ يدافع عن البارتي عبر عقود من الزمن وتتغافلوا في نفس الوقت عن تلك الخلافات التي انفصل عبد الرحمن بموجبها مع مجموعة من رفاق البارتي عن بشار منذ المؤتمر التاسع للحزب.

وقد سبق لي أن نبهت إلى احتمال تعرض رفاق البارتي إلى التشويه على يد بشار أم مواليه لمجرد أن يخالفوهم الرأي أم أن يرفضوا العمل تحت توظيف أخطائهم.

أقول لكم بأنك تعيشون في بلد لا يطبق فيه القانون، وإن كنتم في بلد ديمقراطي وتراعى فيه تطبق القوانين لكنتم تساءلتم عن تلك الاتهامات ولكنتم ستدانون حتماً إن لم تستطيعوا توثيق تلك الاتهامات بوثائق رسمية غير مزورة.

وطالما أنكم لا تخافون المساءلة القانونية أم الحزبية للأسباب المذكورة ولأنكم من تتحكمون بالحزب وقراراته.

أرى بأن تضعوا أيديكم على ضمائركم قبل أن توجهوا أية اتهامات عشوائية لأي كان.

وأقول لكم هل يجوز أن يُتهم بشار بأنه يطبق ما يطلب منه الأمن السوري بتخريب البارتي وذلك بإبعاده أشخاصاً بعينهم بقرارات ارتجالية أو بالتضييق عليهم لأنه يعالج عائلات بعض رجالات الأمن في عيادته أو يلتقي عن طريق الصدفة بأحد رجال الأمن السوري..
“.

نحن انصار البارتي نعلن للجماهير الكردية ولقواعد البارتي وقيادته بان الالوجي قد تجرد من كافة الصفات الوطنية وارتبطت الخيوط التي يفكر بها مع خيوط السلطات الامنية والمرتبطين بها أمثال داوود باقستاني، وقد انتقل الى الخندق المعادي للبارتي وللحركة الكردية في سوريا، مما يستحق التشهير به ليكون جماهير شعبنا وكافة أطراف الحركة الكردية على دراية بأمره، وان التعامل معه على كافة المستويات لا يختلف عن التعامل مع السلطات الأمنية “.

هذا ما أصبحتم عليه لتتهموا الناس بجرة قلم.

لا بد بأن الأستاذ نصر الدين برهيك هو من يتحمل مسؤولية التشهير ب “عبد الرحمن بالدرجة الأولى لأنه أول من أثار هذه الموضوع كما سبق أن نوهت آنفاً إلى ذلك.

” وبهذه
المناسبة أود أن أنبه رفاق قاعدة البارتي إلى ما بات عليه بعض ممن يسيطرون الآن على قيادة البارتي ليوقوا أنفسهم منهم، ولا بد أن يتنبه الرفاق في الحزب الديمقراطي الكردستاني الشقيق إلى ما أصبح عليه أولئك وإلى ما آلت إليه أوضاع البارتي على أيديهم، ولا بد أن يأتي ذلك اليوم الذي سيسحبون غطاء الشرعية عنهم “..

ان البيانات التي تصدر باسم منظمات البارتي ليس إلا بيانات صادرة عن أفراد بعينهم لا يمثلون منظمات البارتي و ستزداد صدور تلك البيانات الشخصية باسم كافة منظمات البارتي، ومنظمات البارتي منهم براء”.


الهيئة الاعلامية ل: تجمع أنصار البارتي (تاب) ” في /8/ تموز 2007 .

“ليس مستبعداً أن تصدر بيانات أخرى وأخرى من منظمات البارتي حتى يسحب البساط من تحد أرجلهم.

 يمكنكم قراءة نص ذلك البيان بمتابعة هذه العارضة”
http://www.kurdmedya.com/malper/modules.php?name=News&file=article&sid=710

تعليق: محمد سعيد آلوجي

15.07.2007

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

رياض علي* نظرا للظروف التاريخية التي تمر بها سوريا في الوقت الحالي، وانتهاء حالة الظلم والاستبداد والقهر التي عاشها السوريون طوال العقود الماضية، وبهدف الحد من الانتهاكات التي ارتكبت باسم القانون وبأقلام بعض المحاكم، وبهدف وضع نهاية لتلك الانتهاكات، يتوجب على الإدارة التي ستتصدر المشهد وبغض النظر عن التسمية، أن تتخذ العديد من الإجراءات المستعجلة، اليوم وليس غداً، خاصة وان…

ادريس عمر كما هو معروف أن الدبلوماسية هي فن إدارة العلاقات بين الدول أو الأطراف المختلفة من خلال الحوار والتفاوض لتحقيق المصالح المشتركة وحل النزاعات بشكل سلمي. المطلوب من الكورد دبلوماسيا في سوريا الجديدة بعد سقوط طاغية دمشق بشار الأسد هو العمل على تأمين حقوقهم القومية بذكاء سياسي واستراتيجية دبلوماسية مدروسة، تأخذ بعين الاعتبار الوضع الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى التوازنات…

نشرت بعض صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المراسلين ، معلومات مغلوطة، بشأن موقف المجلس الوطني الكردي حول الحوار الكردي الكردي ، فإننا نؤكد الآتي : ١- ما ورد في المناشير المذكورة لا يمت للواقع بأي صلة ولا يعكس موقف المجلس الوطني الكردي . ٢- المجلس الوطني الكردي يعتبر بناء موقف كردي موحد خياراً استراتيجياً، ويعمل المجلس على تحقيق ذلك بما ينسجم…

إبراهيم اليوسف ليس خافياً أن سوريا ظلت تعيش، بسبب سياسات النظام، على صفيح ساخن من الاحتقان، ما ظل يهدد بانفجار اجتماعي واسع. هذا الاحتقان لم يولد مصادفة؛ بل كان نتيجة تراكمات طويلة من الظلم، القمع، وتهميش شرائح واسعة من المجتمع، إلى أن اشتعل أوار الثورة السورية التي عُوِّل عليها في إعادة سوريا إلى مسار التأسيس ما قبل جريمة الاستحواذ العنصري،…