الأمازيغي: يوسف بويحيى
أمريكا هذا الوطن الذي تم صنعه من طرف الأروبيون الغزاة بعد تهجير و إباذة و قتل شعوب الهنود الحمر الأصليين بأكذوبة إكتشاف أمريكا على يد “كرستوف كولمب” ،وبداية تحول العالم إلى مرحلة معاصرة من الإرهاب الحقيقي و الخبث الأخلاقي و الإجرام المنظم.
أمريكا التي لا تتردد ابدا في رسم العدو ،تسميه عدو المرحلة الراهنة للمشي فوق سككه من اجل مصالحها الإقتصادية و التوسعية و العسكرية ،مرفوقة بأصوات و قرارات منظمات و جمعيات و مجالس إنشئت خصيصا لتمهيد طريق الإرهاب و القتل ليتخد صورة معاصرة مقبولة في ظل الوعي الإنساني و التطور العلمي و التحضر و الإنفتاح.
لم تستطع أمريكا و أروبا التي تشبهها عرقا و فكرا و مشروعا في اي حقب من تاريخهما أن ينصفا شعبا مضطهدا او إنسانا مقهورا إلا إذا كان هذا الشعب اروبيا أو امريكيا ،كما لم تناضل منظماتهم و هيئاتهم و مجالسهم قط على ذرة روح إنسانية إلا إن كانت ترى في هذه الروح مصلحة مادية لا إنسانية.
أمريكا و أروبا جسدين من روح واحدة ،قاعدتين مبنيتين على اساس عنصري متطرف قومي يهودي نصراني و ديني ،يحاربان الغير المختلف بلا عدالة و بلا حق ،كل حسب ما يتطلبه الوضع الخاص بالمقتول ،إما دينيا كمحاربة جميع الأديان التي تعارض و تختلف عن اليهودية و المسيحية الأروأمريكية ،إما قوميا لإعلاء الشعب اليهودي و النصراني على كل القوميات الأخرى ،حيث أن هاتين هما القاعدتين الرئيسيتين و الاساسيتين اللتين ترتكز عليهما امريكا و اروبا في اي خطوة تخطوها سواء سياسية أو إقتصادية او عسكرية ،لا تختلفان عن تاريخ العرب و الترك و الفرس في شيء…
بدورهما امريكا و اروبا تعتبران ان اليهودية و المسيحية ديانتين لليهود و النصارى فقط ،نفس ما يراه العرب في الإسلام و كذلك الفرس في التشيع ،كذلك قاموا بغزو إفريقيا عن طريق المستبشرين المسيح و اليهود بإستعمال الدين كوسيلة للنهب و السرقة و الإستعمار ،لا يختلفون في شيء عن العرب و الترك و الفرس في غزوهم الإسلامي ،هم كذلك إرهابيون يهود و مسيح و الآخرون إرهابيون إسلاميون.
يخاطبون العالم بقيم العقد الإجتماعي لكن لا يؤمنون سوى بديموقراطيتهم و حريتهم و إنسانيتهم القومية اليهودية النصرانية فوق كل الإعتبارات ،شعوبهم متحضرة و متقدمة لكن تحكمها أنظمة إرهابية غير إنسانية ،لا فرق بين الإرهاب الإسلامي (العربي،الفارسي،التركي) و الإرهاب اليهودمسيحي (أمريكا،أروبا) سوى في الإسم و الوسيلة ،حيث الاول كان بالسيف الجاهر و الثاني بالديموقراطية السامة.
للتو فهمنا عن مذى معاداة جبال الفكر الإنساني أمثال “گيفارا” و “مانديلا” و “لوثر كينغ” لقيم أمريكا و أروبا ،كما توصلنا يقينا عن سبب معارضة كل من “هوغو تشافيز” و “فيديل كاسترو” و “كينياتا جومو” لسياسات انظمة أمريكا و أروبا الإمبريالية ،كل حقائق أمريكا و اروبا كان له عمق خبيث ملون بالوان الطبيعة الجميلة الخادعة.
إستيقظ العالم المضطهد من كل ثأثيرات التنويم المغناطسي الأروأمريكي ليعتنق الحقيقة المرة التي كانت تخفيها جماليات خطاباتهم و وعودهم و إنسانيتهم و قيمهم و اخلاقياتهم ،لقد ولت مرحلة النهضة و إعادة تقويم العالم إلى ما يجب أن يكون عليه ،و السير على فضح كل ماهو أروأمريكي الصنع من قرار و قانون و عقد…
القضية الكوردية مرآة كشفت حقيقة أمريكا و أروبا ،لم يجني الشعب الكوردي سوى الخيبة و الموت و الدمار من وعود امريكا و اروبا ،علما أن الكورد قدموا الغالي و النفيس كقرابين لهم من اجل نيل الحرية و الإستقلال ،الغريب في الأمر أن حق الحرية و الإستقلال من القيم التي تتبجح ليل نهار أمريكا و أروبا بالدفاع عنها دون مقابل يذكر.
كما قتل الإرهاب الكورد عبر مر تاريخ الإنسانية ،كذلك امريكا و اروبا قتلت الكورد بأبشع الطرق و احدث التقنيات ،كما تفننتا في قطع وريد هذا الشعب المسالم في إعتناق روح وطنه الأم ،لم يعد يغوينا شيء من قيمهما و لا خطابهما كما لم نعد نحس بهما و لا حتى بوجودهما ،لقد فهمنا أن أروبا هي امريكا و هي نفسها روسيا و هي نفسها إسرائيل و هي نفسها إيران و هي نفسها الإرهاب الديموقراطي ،كلهم إخوة و على حبل قتل الشعوب الأخرى إتحدوا.
كل الأوطان التي لم تعش الإنقلابات و الحروب و الأزمات كانت تلك التي رفضت بقبول إنشاء السفارة الأمريكية فيها على حد تعبير الزعيم الفينزويلي “هوغو تشافيز” ،حقيقة تكفي بأن يتم إغتياله مسموما ،شأنه شأن الملايين من ثوار العالم الشرفاء الذين قتلوا على يد أنظمة أروأمريكا الإرهابية.
الشعب الكوردي لم يمت بل فقط توصل إلى الحقيقة التي يريد ،كي يعيد النظر في نفسه من جديد ،و على تلك الحقيقة سيبني نفسه بعيدا عن كل العوالق و الأوهام التي عاش وسطها مخذولا ،لأن كسر الوهم نصف طريق الحقيقة.
كانت كوردستان كائنة منذ بزوغ التاريخ حينها لم يكن شيء في الوجود إسمه امريكا و اروبا ،كما قرأنا و عشنا على أن أمريكا و أروبا لم تعش مطلقا كوارث كالتي عاشتها كوردستان رغم ذلك مازالت موجودة و صامدة ،لذى أومن بأن كل من أمريكا و اروبا ستسقط يوما ما و ستبقى بعدها كوردستان حرة أبية.