في حق تيمور خليل

اسماعيل بيشكجي
قبل عام تقريباً، نشر وقْف/ مؤسسة اسماعيل بيشكجي كتاب زركي إينانجي ” صوت الكرد في إذاعة يريفان : Erivan Radyosunda Kürt Sesi ” .
كما يُعرف، فإن تيمور خليل يقيم في السويد، وهو من كرد يريفان، وقد شن هجوماً لاذعاً على هذا الكتاب. شن هجوماً لاذعاً على زري إيناني الذي أعدَّ كتاباً للنشر، على الكتاب الذي نشره وقْف اسماعيل بيشكجي، شن هجوماً لاذعاً على منشورات وقْف اسماعيل بيشكجي، شن هجوماً لاذعاً على اسماعيل بيشكجي، شن هجوماً لاذعاً على جاسم جليل، وعلى أولاده: البروفيسور الدكتور اورديخان جليل، البروفيسور الدكتور جليل جليل، جميلة جليل، وزينة جليل، كما هاجم آغوس أيضاً لأن زري إيناني أجرى معه لقاءً .
ولقد رد زري إينانجي على اتهامات تيمور خليل المتعلقة بالكتاب في ” 20 ” آذار 2017، حيث قدَّم معلومات موسَّعة بصدد محتوى الكتاب هذا.
المفاهيم التي يستخدمها تيمور خليل تكون بصورة قطعية،علمياً وسياسياً. إنها ليست مفاهيم صحفية، وهو في سياق الهجوم يستخدم مفاهيم لا تنسجم البتة مع الأخلاق العلمية، ولا أخلاق النشر، إذ إنه اعتمد لغة التحقير، التسفيه، والاستصغار كأسلوب في الفصْل العلمي المختار، ويعتبَر ذلك علماً. فيسطّر عن أن الكتاب، أن المعلومات الواردة في الكتاب، من ألفها إلى يائها خاطئة. إنه كتاب تنبغي تصفيته، وإزالة كل أثر له. ينوّه تيمور خليل إلى أن الدور الأكبر في إذاعة يريفان يعود إلى والديه، وبشكل لا يقاس، وأنه لم يشَر إليهما أبداً.
يتكون الكتاب بمحتوياته المنشورة سابقاً في منابر مختلفة من تسعة مقالات، إنما ثمة أربعة مقالات جديدة فقط في هذا الكتاب. أولاها: مقدمة زري إينانجي، وثانيتها: المقالة التي كتبتها زينة جليل للكتاب وهي تسرد ذكرياتها عن إذاعة يريفان عندما كانت طفلة في عمرها المتراوح ما بين” 7-8 ” سنوات، أما ثالثتها فهي مقابلة زري إينانجي مع جليل جليل، أما رابعتها بدورها فهي لاسماعيل بيشكجي، وترِدُ في نهاية الكتاب، وتتعلق به، أما بقية المقالات، فقد نشِرت جميعاً في أوقات سابقة، وفي منابر مختلفة.
بالنسبة لجليل جليل، سواء في مقابلته، أو كتاباته في الكتاب، فإنه يتحدث عن خليل جاجان Çaça ” مرادوف ” والد تيمور خليل، وازنيفا Eznîva رشيد والدته بالمقابل. أما عن المقالات الأخرى في الكتاب، فهي بدورها تشير إليهما ودورهما. ومن جهة الأخرى، فإن هذا الكتاب يتحدث عن الفترة الزمنية التي شهدت افتتاح القسم الكردي في إذاعة يريفان سنة 1955، ومن ناحيتهما، فإن والديْ تيمور خليل أيضاً عمِلا في هذه الإذاعة بعد عام 1957، وعدا عن ذلك كله، فإننا نجد حديثاً عنهما في صفحات متفرقة من الكتاب.
وفي قناعتي، فإن مصدر إزعاج تيمور خليل يكمن هنا: لا يطيق تيمور خليل جاسم جليل وأولاده، وباختصار: لا يتحمل الأسرة الجليلية ” dibe’ece ” . وهذا الإزعاج أصبح عداوة. إن احترام مؤسسة مثل وقْف اسماعيل بيشكجي “WÎB ” لجهود أسرة جليل جليل، وتقديرها، والإعلام بذلك إلى الرأي العام الكردي، أزعج تيمور خليل للغاية. لهذا السبب، فإنه لم يصدر عنه أي رد فعل، بالرغم من هذا الكم من الكتابات السابقة في المجلات، والمواقع والدور النشر الكردية المختلفة كذلك، إلا أنه يقول حول الكتاب الصادر عن وقْف بيشكجي ” يجب محو هذا الكتاب المليء بالأخطاء بالكامل من جهة معلوماته، وعدم بيعه …”، ويقول أيضاً ”  إن بيع هذا الكتاب جريمة “.
إن خدمات الجليليين للثقافة الكردية، للأدبيات، وللموسيقى، وعموماً للفولكلور الكردي، حقيقة يعلمها كل من له صلة بها. فالمعهد الكرديولوجي في فيينا، منذ مدّة وهو منكبٌّ على جمع أمثال الكرد، والأعمال المتعلقة بكل ما هو تراثي: مثَلي في الثقافة الكردية ونشره، الأمثال الكردية التي تشكّل ما بين ” 25-26 ” مجلداً، حيث خطّط لها، صدر منها حتى الآن خمسة مجلدات، ومن جهته يحاول تيمور خليل إعدامها. 
مؤكَّد أن حرية التعبير، إلى جانب النقد الحر في غاية الأهمية، سوى أن لغة تيمور خليل، لا تنتمي إلى هذه الخانة إطلاقاً، ولا إلى لغة الصحافة، ولا تنسجم أبداً مع أخلاق العلم، أخلاق الصحافة، ولا سلوك المثقف، لغة تعتمد التحقير، عدم الاحترام، والاستصغار. لماذا يعتمد تيمور خليل لغة كهذه؟ لأنه عاجز عن التعبير عن أفكاره بمفاهيم علمية، وكذلك سياسية، ولأنه لا يستطيع تهدئة مشاعره الحسودة بالطريقة هذه، يجد لزوماً في استخدام لغة كهذه. إن الذين يسعون إلى التعبير عن أفكارهم بمفاهيم علمية، لا يهينون مخاطبيهم، وهم يتجنبون تحقيرهم واستصغارهم، بقدر ما ينتقدونهم بمفاهيم علمية وسياسية.
وهذا ما يجب إظهاره أيضاً، وهو أن الذين ابتعدوا عن وطنهم، وعن مجتمعهم، ويعيشون في بلاد أخرى، عليهم أن يكونوا أسوياء ” متوازنين “، وخصوصاً الكرد منهم…وحيث تقام علاقات متوترة” ساخنة ” مع أشخاص مثلهم، وهم كرد، ويعيشون في بلاد أخرى، لا يمكن فهم ظهور عداوة، ووعي كهذا بسهولة.
لأجل ذلك كان ثمة ضرورة بتقسيم هذه العلاقات وإيجابياتها للرأي العام.
16 تشرين الأول 2017 .
المصدر: Di Heqê Têmûrê Xelîl da – Rojnameya Kurdistan 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…