ابراهيم اليوسف
ثمّة دلالات هائلة من عملية التخطيط لتنفيذ الخطوة رقم”2″* وهو التعبير الأصحّ، هنا، عن الحزام العنصري في منطقة الجزيرة، ومن أولاها وجود نوايا غير سليمة لدن هؤلاء الذين هم وراء إصدار هذا القرار المريب،تجاه أخوتهم الكرد ، شركاء المكان، ممّن شكّل جدودهم حدودهم ،بل وأساطين ودعامات سوريا اليوم، مع سواهم من الوطنيين الأحرار في بلدهم
ثمّة دلالات هائلة من عملية التخطيط لتنفيذ الخطوة رقم”2″* وهو التعبير الأصحّ، هنا، عن الحزام العنصري في منطقة الجزيرة، ومن أولاها وجود نوايا غير سليمة لدن هؤلاء الذين هم وراء إصدار هذا القرار المريب،تجاه أخوتهم الكرد ، شركاء المكان، ممّن شكّل جدودهم حدودهم ،بل وأساطين ودعامات سوريا اليوم، مع سواهم من الوطنيين الأحرار في بلدهم
وهو ما أراد الفكر العفلقيّ الشّطب عليه، أثناء غليان الرّابط القوموي في مرجله، نتيجة حسابات خاصة به، كامتداد لروح مرحلة منقرضة، واكبت، وتلت مرحلة الحكم العثماني الذي كان الكرد من أوائل الخاسرين في معمعانه، وهو تحديداً، ما يجب أن يدفع الكردي، الذي يضع أصبعه على موقع الجرح، تماماً، ويدرك عمقه، وسبل مداواته، أن يتصرّف بحكمة كبيرة في هذا المنعطف الخطير جداً، ولاسيّما أنه كان يتوخّى في الوقت الذي يعلن فيه عن جزء تال من مؤامرة سابقة، رفع كافة أشكال الاضطهاد الممارسة بحقه، لأخذ دوره ومكانته، في خريطة له حصته الفعلية، فيها، ومن مفردات مثل هذه الحكمة، ألا يوفّر أي ّجهد حواريّ حقيقيّ لشرح أبعاد المؤامرة، مع شركاء المكان، أنّى كانوا، لإجلاء الحقيقة، ورفع أيّة غشاوة تمّت من قبل هؤلاء، نتيجة الدور التضليليّ للإعلام المعادي للكرديّ، والذي شوّه صورته على امتداد قرون، وبلغ ذلك التشويه الملفّق أوجه، في بضعة العقود الماضية، بالتساوق مع السياسات البربريّة المرسومة لاجتثاثه، وإمحاء ملامحه، واستهداف وجوده، بعد أن تمّ تجاهله من قبل الغرب الذي وزّع خريطته – كاملةً- كوقف كرديّ، منقطع الذرية، عبر مؤامرة دولية مؤلمة……….!.
من هنا, تماماً, إن مهمات كبرى، مطلوبة، من المثقف لكردي, لمواجهة كافة ضروب التآمر ضدّه, وهو ما يتطلّب منه, أ ن يعمل على جبهات كثيرة, أولاها التشبث بهويّته, وتقديم الصورة الحقيقية لها, وبيان الدّور الكبير للكرديّ في سبيل بلورة هوية شركاء المكان, على اختلافهم, وإزالة ما تعرّض له من تزييف, و تشويه, بعكس ما كان يؤديّه- دائما ً- من أدوار على المسرح التاريخ, ناهيك عن رصد آلام اللحظة في حالاتها المختلفة, وإضاءة ما كان ينبغي أن يكون عليه…………..
!
وطبيعي, إن هناك فكراً مشبوها إلغائياً, كان يكرّس في كلّ مرّة عناصر سوبرمانيته, وأحقيته بالحياة , وتجاهل سواه, ممّن يجب أن يكون مشروع مادة بشرية، تذوب في محيط شخصيته, لينضمّ إليها, يتماهى فيها, دون أن يبقى له أيّ أثر, كي يؤدّي بذلك الفريضة المطلوبة منه تجاه الآخر، العليّ…!
وإذا كانت الثورة المعلوماتية, قد دقّّت آخر مسمار في نعش الإعلام التضليليّ, إلا إن هذا الإعلام،لا يريد أن يصدق ما آل إليه, هو، وحامله الفكري، والمرجعيّ، بل إنه يعمل – بدوره – على جبهات كثيرة, منها, إنه يحاول, مستميتا ً, تجديد لغة خطابه, وزيّه, وزيفه, وخطاه، وخطأه الكارثيّ، والاستفادة من لجّة هذه الثورة، نفسها، متجاهلا ً سواه، منكراً وجوده, ممارساً استعلاءه, بل إلغاءه للآخر, رافضاً – في المقابل – كل السياسات حين تمارس بحقّه, أو بحقّ جزء منه, عبر توليفة، لم تعد تنطلي على أحد, وهو يقرأ روز نامة اللّحظة, بعينين مغمضتين، ويعيش ك– جثة متفسخة فكرياً-في إحدى عربات قطار ما قبل التاريخ …..!
بدهيّ , إن كورد سوريا , ممن هم بأسف – محرومون من كافة ضروب الإعلام الرسمية : تلفزيون–إذاعة – صحافة – وسوى ذلك، استطاعوا في أحلك الظروف, وبفضل رادة عظماء, نحني لهم هاماتنا, إصدار صحفهم, وليس أدلّ على ذلك من أن ضبط صحيفة مع أحدهم، قد يؤدي به إلى السجن, أو وضعه على المكبس الكهربائي, كما في حالة موثقة تمت مع أحد موزعي مجلة ثقافية كردية, وهو معروف، لمن يريد أن يسأل……….!.
ولقد جاء الأنترنت, كي يتحوّل منذ يضعه أعوام، إلى الرّئة الإعلامية بالنسبة للكرد في سوريا, إذ عبره يمكن التواصل مع من يريد, بريداً, وإعلاماً الكترونياً، و إن كانت سياسة حجب المواقع الالكترونية، باتت تهدّد هذا التواصل, ولعلّ المثال الأكثر صراخاً, وهو إقدام الجهات الحاجبة – الحاجب أعلى من العين – كما يقول المثل -أولا يعلى عليه, بنظرها, إنها قامت منذ أواخر 2004بحجب موقعي الشخصي www.alyosef.com وهو موقع خاص بنتاجاتي الإبداعية, وبعض مقالاتي الأدبية, والصحفية, وسواها، دون أن يطلق سراح هذا الرابط حتى الآن…..!
وللإنصاف, فإن أصحاب المواقع الإنترنيتية ,بل فرسان الأنترنت، استطاعوا، ونتيجة بذل جهود عالية جداً, وعلى حساب راحتهم منح الأنين الكردي أمداء، بعيدة, كي يتصادى في أربع جهات العالم, وكي يستيقظ عليه الضمير الوطني, وتجلّى ذلك في الإلتفاف المبشّر من قبل أحرار سوريا, من الناشطين العاملين في الحقلين المدنيّ والحقوقيّ, وسواه من القوى الوطنية الشريفة, الذين لم ينظروا إلى الكرديّ, من خلال الإعلام الرسميّ, بل راحوا يتقصّون بأنفسهم، ما يحدث ، وكان للإعلامي الكردي دوره الكبير في ذلك, دون شك…!
ومن هنا ، فإذا كانت المواقع الأنترنيتية الكرديّة برمّتها – الآن- بدأت تتخلّص من عثرات البدايات العادية، التي صاحبت انطلاقة بعضها الذي بدأ دون سابق تجربة إعلامية، مطلوبة، وراح عدد ممن افتقدوا أخلاقيّات الكتابة، يستغلّون ما وفره لهم فضاء الأنترنت ليسيئوا – وتحت أسماء مستعارة-أو متمأسسة، في هيئة العمومية، إلى أسماء شريفة، وغير ذلك حيث تم ّكذلك تبادل التّهم، بين أطراف شتّى، شخصية وحزبية، وكان جلّها مبالغاً فيه، إنفعالياً، بل راح آخرون يصفّون حساباتهم، بروح ريفية، أو عصاباتية، دون وازع من مسؤولية، مع خصومهم المفترضين، مما أحدث إرباكات شتّى في بداية الرّحلة الإعلامية الألكترونية، ممّا دفع باتجاه إعطاء نتائج عكسيّة، مشينة، أساءت إلى استخدام الإنجاز العالمي العظيم الذي نعد ّأحوج إليه، إلا أن مواقع الألكترون، قد غدت الآن، في حالة أفضل ،نسبيا ً، نتيجة بزوغ ضوابط جديدة للنشر، وتلقّي وإرسال المعلومة، ونشوء أخلاقيات الإعلام الجديد، حيث لايمكن تصديق المعلومة مجهولة المصدر، ما لم تكن موثّقة، في ظل إمكان أيّ متحرّر من أميته الألكترونية ، تزوير الوثيقة، بل وفي ظل إمكان الهكر التسلّل حتى إلى بنوك العالم ، لدرجة أن حواسيب البيت الأبيض،نفسه، لم تنج من غارات هؤلاء المردة، وإن كان الإعلام الألكتروني لم يتخلص – نهائياً، من ميول بعض القائمين على بعض المواقع، الشخصية منها أو السياسية –إلا أن الانتباه إلى ضرورة عدم تكريد الخلاف، ونبذ الشتيمة، والتّهمة الملفقة، ووضع حدّ أمام المندسين من الأجهزة التي لا تريد الخير للكرد، بات واضحاً، وإن كان لا بدّ من ممارسة النّقد ، ضمن لغة حوارية، نكاد نتلمّس بداياتها ، بحق ّ، رغم وجود شذوذ أحيانا ً، و بأسف، هنا أو هناك، عن القاعدة المطلوبة……!
و إذا كان الكرد في سائر أجزاء كردستان الأخرى، استطاعوا أن ينتزعوا إعلامهم الخاص، ولقد ارتقى بهم الحال إلى درجة إطلاق فضائيات خاصة بهم، جاءت- طبعا ً – نتيجة تضحيات جسيمة من قبلهم، وذلك داخل هذه الأجزاء، أو في المهجر، إلا أن كرد سوريا الذين بذلوا إلى جانب أخوتهم هؤلاء جميعا ً، التضحيات الكبيرة، منطلقين من أن كردستان إنما هي واحدة، وكانوا الجسر- على حدّ قول الشهيد عبد الرحمن قاسملو- لهؤلاء الأخوة، أجمعين ، ونحو أيّ إنجاز يحققونه، بقيوا – بأسف- خاضعين لظروفهم الذاتية، كيتامى ليس للإسلام فقط، بل “يتامى اليتامى” وهو مصطلح أشدّد عليه، دون أن يكون لهم إعلام رسميّ، سواء داخل بلدهم، أو خارجه……..!.
و رغم إنني – شخصياً – انخرطت في لجّة الإعلام، منذ أكثر من ثلاثين عاماً، إلا إنني لم أكن لأنتبه إلى أقصى دور أنموذجىّ، كفاحيّ له، إلا منذ الدقائق الأولى لفتنة الثاني عشر من آذار التي ستنقلب إلى هبّة – على حدّ قول صلاح بدر الدين- أو انتفاضة، حيث أحسست بالحاجة إلى الأنموذج الأكثر فعّالية ، وهو التلفزيون، ومن ثم الصّحيفة ، والإذاعة، التي ترتقي بمجملها كأدوات إعلامية إلى مصاف الهواء والرّغيف، والماء، ولكم أحسست بالفخار- وبروحانية أيّ جندي في الخندق الأول-وأنا أتحوّل عفويا ً إلى “جزء ” من لسان حال هذه الانتفاضة ، حيث كنت وراء تقديم أول خبر بثّ عبر القسم الكردي في – Denge emerika bese kurdi بوساطة الصديق الكاتب دخيل شمو، وذلك قبل أن يأمر محافظ الحسكة المخلوع سليم كبول بإطلاق الرصاص، بناء على قرار منه، أو أو امر، واتفاق مع سواه، بل وكان أول خبر ميداني بثّ من فضائية Roj t v بعد اتّصال من الصّديق المذيع اللامع و الشهير كرديّاً أجدر شيخو، بعيد دقائق من الفرمان الكبوليّ، كي يتوالى الاتّصال على امتداد ذلك اليوم معي و زملاء شجعان، منهم من ستكون بدايته الإعلامية في ذلك اليوم ، ومنهم من سيتجرّأ على الاتصال في ما بعد، وكان لي كذلك شرف التواصل مع فضائية Ktv التي تناولت الحدث متأخّراً، وذلك في أوّل اتصال منها مع موقع الحدث، وهو ما استمرّ طويلاً، مادام أن هناك جرحى، وسجناء، وملاحقين، بسبب هذه الانتفاضة، وكانت هذه الفضائية، قد اعتمدت في أول خبر رسميّ لحكومة إقليم كردستان، على اتصال تمّ معي، من قبل وكالة الأنباء الفرنسية، بوساطة الصديق الفنان بشار العيسى وهو (أحد الذين لايمكنني نسيان دورهم البتة) فقد هاتفني بعد أقلّ من ساعتين، من إطلاق الرّصاص على المواطنين الأبرياء، وإندلاع الشرارة الأولى في الملعب البلدي، كي أكون أحد الذين تنطّعوا لرصد ما تمّ عبر اللجوء إلى الفضاء الألكتروني، هذا الفضاء الذي بوساطته أدرك العالم، برمّته، جزءاً كبيراً من حقيقة ما يجري، وأجزم أن ظروف ما بعد 12 آذار قد خلقت آلاف الإعلاميين الكرد الميدانيين، بعكس ما كان قبل نقطة التحول الهائلة في حياة الكردي السوري، هذه………!
أعتقد أن كافة وسائل الإعلام الكرديّة، مطالبة، بتجاوز أيّة معوّقات تحول دون إفساح المجال، لتسليط الضوء على أبعاد الجزء التالي من المؤامرة على الكرد، في منطقة الجزيرة، حيث يحرّم –شخصيا – ً من أرضه ، التي يراد لها أن تمنح لآخر مستقدم من منطقة أخرى، ضمن خطة عمرها عقود، وهي طعنة كبرى، لوجود الكردي، ووطنيته، وإنسانيته، وإجحاف بحقّ أياديه البيضاء وطنيا……!
أجل، من هنا، إنه لمن الضروري أن تخصّص برامج تلفزيونية، حول أبعاد هذه القضية- لتوضيح حقيقة ما يجري، وكسب الرأي العام المحلي، والوطني، للعزوف عن هذه الخطة اللاوطنية حقاً، نظراً للدور الكبير الذي يلعبه الرائي، من سطوةعلى الفرد، والمجتمع، والرأي العام المحلي، والوطني، والعالمي، في آن واحد………….!
إضاءات :
* أنطلق هنا من حقيقة أن ما تم قبل ثلاثة وثلاثين سنة كان الخطوة الأولى من الحزام العنصري
*مغمورو الشدادي هم المغمورون رقم 2 بعد مغموري الرقة وحلب
* تم حجب موقعي الشخصي بعيد 12 آذار2004
من هنا, تماماً, إن مهمات كبرى، مطلوبة، من المثقف لكردي, لمواجهة كافة ضروب التآمر ضدّه, وهو ما يتطلّب منه, أ ن يعمل على جبهات كثيرة, أولاها التشبث بهويّته, وتقديم الصورة الحقيقية لها, وبيان الدّور الكبير للكرديّ في سبيل بلورة هوية شركاء المكان, على اختلافهم, وإزالة ما تعرّض له من تزييف, و تشويه, بعكس ما كان يؤديّه- دائما ً- من أدوار على المسرح التاريخ, ناهيك عن رصد آلام اللحظة في حالاتها المختلفة, وإضاءة ما كان ينبغي أن يكون عليه…………..
!
وطبيعي, إن هناك فكراً مشبوها إلغائياً, كان يكرّس في كلّ مرّة عناصر سوبرمانيته, وأحقيته بالحياة , وتجاهل سواه, ممّن يجب أن يكون مشروع مادة بشرية، تذوب في محيط شخصيته, لينضمّ إليها, يتماهى فيها, دون أن يبقى له أيّ أثر, كي يؤدّي بذلك الفريضة المطلوبة منه تجاه الآخر، العليّ…!
وإذا كانت الثورة المعلوماتية, قد دقّّت آخر مسمار في نعش الإعلام التضليليّ, إلا إن هذا الإعلام،لا يريد أن يصدق ما آل إليه, هو، وحامله الفكري، والمرجعيّ، بل إنه يعمل – بدوره – على جبهات كثيرة, منها, إنه يحاول, مستميتا ً, تجديد لغة خطابه, وزيّه, وزيفه, وخطاه، وخطأه الكارثيّ، والاستفادة من لجّة هذه الثورة، نفسها، متجاهلا ً سواه، منكراً وجوده, ممارساً استعلاءه, بل إلغاءه للآخر, رافضاً – في المقابل – كل السياسات حين تمارس بحقّه, أو بحقّ جزء منه, عبر توليفة، لم تعد تنطلي على أحد, وهو يقرأ روز نامة اللّحظة, بعينين مغمضتين، ويعيش ك– جثة متفسخة فكرياً-في إحدى عربات قطار ما قبل التاريخ …..!
بدهيّ , إن كورد سوريا , ممن هم بأسف – محرومون من كافة ضروب الإعلام الرسمية : تلفزيون–إذاعة – صحافة – وسوى ذلك، استطاعوا في أحلك الظروف, وبفضل رادة عظماء, نحني لهم هاماتنا, إصدار صحفهم, وليس أدلّ على ذلك من أن ضبط صحيفة مع أحدهم، قد يؤدي به إلى السجن, أو وضعه على المكبس الكهربائي, كما في حالة موثقة تمت مع أحد موزعي مجلة ثقافية كردية, وهو معروف، لمن يريد أن يسأل……….!.
ولقد جاء الأنترنت, كي يتحوّل منذ يضعه أعوام، إلى الرّئة الإعلامية بالنسبة للكرد في سوريا, إذ عبره يمكن التواصل مع من يريد, بريداً, وإعلاماً الكترونياً، و إن كانت سياسة حجب المواقع الالكترونية، باتت تهدّد هذا التواصل, ولعلّ المثال الأكثر صراخاً, وهو إقدام الجهات الحاجبة – الحاجب أعلى من العين – كما يقول المثل -أولا يعلى عليه, بنظرها, إنها قامت منذ أواخر 2004بحجب موقعي الشخصي www.alyosef.com وهو موقع خاص بنتاجاتي الإبداعية, وبعض مقالاتي الأدبية, والصحفية, وسواها، دون أن يطلق سراح هذا الرابط حتى الآن…..!
وللإنصاف, فإن أصحاب المواقع الإنترنيتية ,بل فرسان الأنترنت، استطاعوا، ونتيجة بذل جهود عالية جداً, وعلى حساب راحتهم منح الأنين الكردي أمداء، بعيدة, كي يتصادى في أربع جهات العالم, وكي يستيقظ عليه الضمير الوطني, وتجلّى ذلك في الإلتفاف المبشّر من قبل أحرار سوريا, من الناشطين العاملين في الحقلين المدنيّ والحقوقيّ, وسواه من القوى الوطنية الشريفة, الذين لم ينظروا إلى الكرديّ, من خلال الإعلام الرسميّ, بل راحوا يتقصّون بأنفسهم، ما يحدث ، وكان للإعلامي الكردي دوره الكبير في ذلك, دون شك…!
ومن هنا ، فإذا كانت المواقع الأنترنيتية الكرديّة برمّتها – الآن- بدأت تتخلّص من عثرات البدايات العادية، التي صاحبت انطلاقة بعضها الذي بدأ دون سابق تجربة إعلامية، مطلوبة، وراح عدد ممن افتقدوا أخلاقيّات الكتابة، يستغلّون ما وفره لهم فضاء الأنترنت ليسيئوا – وتحت أسماء مستعارة-أو متمأسسة، في هيئة العمومية، إلى أسماء شريفة، وغير ذلك حيث تم ّكذلك تبادل التّهم، بين أطراف شتّى، شخصية وحزبية، وكان جلّها مبالغاً فيه، إنفعالياً، بل راح آخرون يصفّون حساباتهم، بروح ريفية، أو عصاباتية، دون وازع من مسؤولية، مع خصومهم المفترضين، مما أحدث إرباكات شتّى في بداية الرّحلة الإعلامية الألكترونية، ممّا دفع باتجاه إعطاء نتائج عكسيّة، مشينة، أساءت إلى استخدام الإنجاز العالمي العظيم الذي نعد ّأحوج إليه، إلا أن مواقع الألكترون، قد غدت الآن، في حالة أفضل ،نسبيا ً، نتيجة بزوغ ضوابط جديدة للنشر، وتلقّي وإرسال المعلومة، ونشوء أخلاقيات الإعلام الجديد، حيث لايمكن تصديق المعلومة مجهولة المصدر، ما لم تكن موثّقة، في ظل إمكان أيّ متحرّر من أميته الألكترونية ، تزوير الوثيقة، بل وفي ظل إمكان الهكر التسلّل حتى إلى بنوك العالم ، لدرجة أن حواسيب البيت الأبيض،نفسه، لم تنج من غارات هؤلاء المردة، وإن كان الإعلام الألكتروني لم يتخلص – نهائياً، من ميول بعض القائمين على بعض المواقع، الشخصية منها أو السياسية –إلا أن الانتباه إلى ضرورة عدم تكريد الخلاف، ونبذ الشتيمة، والتّهمة الملفقة، ووضع حدّ أمام المندسين من الأجهزة التي لا تريد الخير للكرد، بات واضحاً، وإن كان لا بدّ من ممارسة النّقد ، ضمن لغة حوارية، نكاد نتلمّس بداياتها ، بحق ّ، رغم وجود شذوذ أحيانا ً، و بأسف، هنا أو هناك، عن القاعدة المطلوبة……!
و إذا كان الكرد في سائر أجزاء كردستان الأخرى، استطاعوا أن ينتزعوا إعلامهم الخاص، ولقد ارتقى بهم الحال إلى درجة إطلاق فضائيات خاصة بهم، جاءت- طبعا ً – نتيجة تضحيات جسيمة من قبلهم، وذلك داخل هذه الأجزاء، أو في المهجر، إلا أن كرد سوريا الذين بذلوا إلى جانب أخوتهم هؤلاء جميعا ً، التضحيات الكبيرة، منطلقين من أن كردستان إنما هي واحدة، وكانوا الجسر- على حدّ قول الشهيد عبد الرحمن قاسملو- لهؤلاء الأخوة، أجمعين ، ونحو أيّ إنجاز يحققونه، بقيوا – بأسف- خاضعين لظروفهم الذاتية، كيتامى ليس للإسلام فقط، بل “يتامى اليتامى” وهو مصطلح أشدّد عليه، دون أن يكون لهم إعلام رسميّ، سواء داخل بلدهم، أو خارجه……..!.
و رغم إنني – شخصياً – انخرطت في لجّة الإعلام، منذ أكثر من ثلاثين عاماً، إلا إنني لم أكن لأنتبه إلى أقصى دور أنموذجىّ، كفاحيّ له، إلا منذ الدقائق الأولى لفتنة الثاني عشر من آذار التي ستنقلب إلى هبّة – على حدّ قول صلاح بدر الدين- أو انتفاضة، حيث أحسست بالحاجة إلى الأنموذج الأكثر فعّالية ، وهو التلفزيون، ومن ثم الصّحيفة ، والإذاعة، التي ترتقي بمجملها كأدوات إعلامية إلى مصاف الهواء والرّغيف، والماء، ولكم أحسست بالفخار- وبروحانية أيّ جندي في الخندق الأول-وأنا أتحوّل عفويا ً إلى “جزء ” من لسان حال هذه الانتفاضة ، حيث كنت وراء تقديم أول خبر بثّ عبر القسم الكردي في – Denge emerika bese kurdi بوساطة الصديق الكاتب دخيل شمو، وذلك قبل أن يأمر محافظ الحسكة المخلوع سليم كبول بإطلاق الرصاص، بناء على قرار منه، أو أو امر، واتفاق مع سواه، بل وكان أول خبر ميداني بثّ من فضائية Roj t v بعد اتّصال من الصّديق المذيع اللامع و الشهير كرديّاً أجدر شيخو، بعيد دقائق من الفرمان الكبوليّ، كي يتوالى الاتّصال على امتداد ذلك اليوم معي و زملاء شجعان، منهم من ستكون بدايته الإعلامية في ذلك اليوم ، ومنهم من سيتجرّأ على الاتصال في ما بعد، وكان لي كذلك شرف التواصل مع فضائية Ktv التي تناولت الحدث متأخّراً، وذلك في أوّل اتصال منها مع موقع الحدث، وهو ما استمرّ طويلاً، مادام أن هناك جرحى، وسجناء، وملاحقين، بسبب هذه الانتفاضة، وكانت هذه الفضائية، قد اعتمدت في أول خبر رسميّ لحكومة إقليم كردستان، على اتصال تمّ معي، من قبل وكالة الأنباء الفرنسية، بوساطة الصديق الفنان بشار العيسى وهو (أحد الذين لايمكنني نسيان دورهم البتة) فقد هاتفني بعد أقلّ من ساعتين، من إطلاق الرّصاص على المواطنين الأبرياء، وإندلاع الشرارة الأولى في الملعب البلدي، كي أكون أحد الذين تنطّعوا لرصد ما تمّ عبر اللجوء إلى الفضاء الألكتروني، هذا الفضاء الذي بوساطته أدرك العالم، برمّته، جزءاً كبيراً من حقيقة ما يجري، وأجزم أن ظروف ما بعد 12 آذار قد خلقت آلاف الإعلاميين الكرد الميدانيين، بعكس ما كان قبل نقطة التحول الهائلة في حياة الكردي السوري، هذه………!
أعتقد أن كافة وسائل الإعلام الكرديّة، مطالبة، بتجاوز أيّة معوّقات تحول دون إفساح المجال، لتسليط الضوء على أبعاد الجزء التالي من المؤامرة على الكرد، في منطقة الجزيرة، حيث يحرّم –شخصيا – ً من أرضه ، التي يراد لها أن تمنح لآخر مستقدم من منطقة أخرى، ضمن خطة عمرها عقود، وهي طعنة كبرى، لوجود الكردي، ووطنيته، وإنسانيته، وإجحاف بحقّ أياديه البيضاء وطنيا……!
أجل، من هنا، إنه لمن الضروري أن تخصّص برامج تلفزيونية، حول أبعاد هذه القضية- لتوضيح حقيقة ما يجري، وكسب الرأي العام المحلي، والوطني، للعزوف عن هذه الخطة اللاوطنية حقاً، نظراً للدور الكبير الذي يلعبه الرائي، من سطوةعلى الفرد، والمجتمع، والرأي العام المحلي، والوطني، والعالمي، في آن واحد………….!
إضاءات :
* أنطلق هنا من حقيقة أن ما تم قبل ثلاثة وثلاثين سنة كان الخطوة الأولى من الحزام العنصري
*مغمورو الشدادي هم المغمورون رقم 2 بعد مغموري الرقة وحلب
* تم حجب موقعي الشخصي بعيد 12 آذار2004