الأمازيغي: يوسف بويحيى
الكل صفق للربيع المغربي في بلدان المغرب الكبير ،الربيع الذي ثارت فيها الشعوب الأمازيغية و الاقباط و العرب ،لكن لسوء الحظ سمي بالربيع العربي ،لم نتأسف من التسمية بعد أن إكتشفنا فشل الثورات الشعبية في كل من مصر و تونس و ليبيا ،لكن لا احد يعلم ماذا حدث بعد ان سقطت الأنظمة القديمة و صنعت انظمة اخرى جديدة محلها ،علما ان العالم ظن أن الشعوب نالت حقها و وصلت لقيم الديموقراطية و الحرية و الكرامة ،لكن ما خفي أعظم!!.
جميع الثورات كانت خارجية و إسقاط الانظمة كانت من وراء قوى إستعمارية عالمية ،سقطت من ورائها الشعوب و بقيت سياسة الأنظمة نفسها رغم تغير الشخصيات و الإديولوجيات ،الخطير أن القوى الإمبريالية زرعت خلايا في الانظمة تحت طور النمو و التطور و التجذر إلى أن يصل وقت أداء وظيفتها كما يجب و كما هو مخطط ،لكن ماهي هذه الخلايا؟؟
للإجابة على هذا السؤال يجب أن نرحل في رحلة تاريخية إلى بلدان الشرق الأوسط (إيران،العراق،سوريا،البحرين،اليمن،لبنان…) و نستنبط احداث تاريخية مشابهة لما حدث في بلدان المغرب الإفريقي الكبير ،في كل هذه البلدان الشرقية حدثت إنقلابات عسكرية و نظامية دون أن تهجر الشعوب ،غيرت انظمة بأخرى و إستمرت الشعوب تعيش وفق المد و الجزر حسب سياسة الانظمة و نهجها ،مما يطرح تساؤلات كثيرة عن الاسباب التي جعلت الشعوب تستقر بعد الإنقلابات و لم يأتي التهجير و النزوح و الإبادة إلا بعد عقود من إسقاط الأنظمة ،اي بمعنى آخر حتى تعششت تلك الخلايا و نمت بشكل كبير و مكثف.
هذه الخلايا هي من زرع القوى العالمية الإمبريالية ،بالتحديد التحالف المسيحي اليهودي المتمثل في امريكا و اروبا ضد المكون العربي الإسلامي السني ،بالتأكيد هي خلايا الإرهاب الشيعية بدءا بإيران و افغانستان و العراق و سوريا و لبنان و البحرين و اليمن و مازال الزرع مستمر ،في حين وصول الخلايا إلى مرحلة القوة تنقلب الموازين لصالحها بدعم اروبي امريكي ،كانت الاداة المستعملة في هذه الطبخة هي إيران التي لها تاريخ اسود مع العرب و الإسلام السني ،كما ان توجهها الشيعي المتطرف المعادي قطعا للعرب و الإسلام السني كان بمثابة نقطة اساسية إستغلها الغرب بشكل دقيق للشرع في بداية مشروعه و مخططه.
مهد التحالف الأروبي الأمريكي الطريق لإيران و لخلاياها الإرهابية الطريق في العراق و سوريا و البحرين و اليمن حتى تم القضاء على الشعوب السنية بالإبادة و القتل و النزوح ،و الآن جاء الدور على لبنان و بعدها السعودية و الإمارات و قطر و تركيا ،بعد الإنتهاء من إسقاط بلدان الشرق الأوسط المتبقية ،سيتم إسقاط بلدان الخليج العربي ،في إنتظار نضج الخلايا الإرهابية المزروعة في بلدان المغرب الإفريقي ليتم إلحاقها بدورها إلى البقية ،انذاك سيتحقق مخطط “برنار لويس” و المخطط الماسوني الأمريكي الأروبي الإمبريالي الداعي إلى إسقاط الانظمة بشعوبها ،سياتي الدور على شعوب تونس و مصر و الجزائر و ليبيا لأن إسقاط أنظمة البعض منها فقط هي بداية المشروع و المخطط الذي ينتظر الشعوب و الإنسان بشكل عام.
ما يحدث حاليا في “لبنان” ليس بغريب كما انه كان مكشوفا منذ إسقاط نظام البعث العراقي و توكيل إيران عليها برعاية امريكية ،لم يستوعب العرب خطاب “الخميني” عندما قال “يجب علينا أن نسقط جميع الانظمة و الحكومات العربية و السنية” لم يقتصر شمله فقط على العرب بل حتى على السنة مهما كانت قوميتها ،لذلك إيران تحارب الكورد لسببين اولهما قومي و الثاني طائفي ،إجتياح سوريا امام اعين العرب كانت رسالة واضحة إلى نية إيران في ظل تخاذل المجتمع الدولي و صمت التحالف الدولي…
الصراع العربي القطري و السعودي الإماراتي صنع امريكي ،مما ادى بقطر للعمل لصالح إيران ضد السعودية على الرغم من حملها الفكر السني الإخواني ،تم عزل قطر عن دول التعاون الخليجي دون ان تعي ما ينتظرها في المستقبل من هذه الخطوة المتهورة ،كل الإحتمالات توحي إلى أن إستقالة “سعد الحريري” و قضية لبنان ليست سوى صورة وهمية للإعلام لما ينتظر “قطر” من حرب و قصف و إجتياح بتحالف امريكي اروبي سعودي إيراني ،بسبب واحد يبرر ذلك أن قطر هي الممول الرسمي للإرهاب السني (مصر و تونس و تركيا و ليبيا نمودجا) ،علما أن إيران و امريكا و اروبا تحارب الإرهاب السني بالدرجة الأولى ،فقصقصة “قطر” تعني قصقصة السعودية (مستقبلا) و مصر و تونس و ليبيا و تركيا.
من ناحية أخرى لم تتضح الصورة لقطر و السعودية و تركيا إلا بعد سقوط “كركوك” بتواطئ امريكي اروبي سعودي و لم يفهم العالم دور الكورد إلا بعد أن امر الزعيم “مسعود بارزاني” قوات البيشمركة بالإنسحاب من “شنكال” ،على جبال شنكال حط الحشد الشعبي الإيراني قواته و كشف ظهر تركيا و قطر و لبنان ،علما ان الكورد هم حماة تلك الدول منذ زمن طويل ،سقوط “كركوك” هي بداية المخطط الذي سيتم تفعيله في لبنان و قطر على يد إيران برعاية امريكية اروبية ،تخاذل امريكا و التحالف الدولي على الكورد في “كركوك” كان مخططا لهذا اليوم الذي تعيشه لبنان و قطر في ترقب ،بعدها سيأتي الدور على الإمارات و السعودية.
خطة أمريكا و التحالف الدولي كانت توريط إيران في حرب طاحنة مع دول الخليج و نجحت تدريجيا بمباركة المد الشيعي الذي بدوره ينصب في المخطط الماسوني الاروبي الامريكي و مخطط “برنار لويس” إلى ان وصلت بالحرب إلى مكانها المفضل المبرمج و المخطط له ،علما أن الجيش العربي و الإيراني سيتقاتلان بأسلحة أروبية و أمريكية (إزدهار تجارة الاسلحة) زيادة إلى الدمار و الإنهيار و الإحتلال.
لنتمعن في قضية إسرائيل جيدا ،لم نرى يوما إيران تقصفها و لا حتى إسرائيل كذلك ،إن كان تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” تعتبر إسرائيل عدوة لدودة لماذا لم نرى ولو طلقة رصاصة واحدة على إسرائيل ،مايجري في الشرق الاوسط و الخليج العربي حاليا على يد إيران هو بموافقة امريكية إسرائيلية اروبية لا اقل و لا اكثر ،مخطئ من ظن ان إيران تشكل خطرا على إسرائيل و أن إسرائيل مهددة في حرب لبنان من طرف إيران ،إيران لن تلمس قط إسرائيل خوفا من الغضب الأمريكي و الروسي و الأروبي ،إسرائيل قاعدة عسكرية أروبية أمريكية و هذه هي الحقيقة التي مازال الكثير يغفل عنها ،كما أن إيران تحوي مشاريع ضخمة للوبيات إسرائيلية فعالة في كل بقاع العالم لا تعد و لا تحصى ،زيادة أن عمر إيران مازال ممددا من طرف أمريكا و الروس و اروبا إلى أن يتحقق مخططهم بالقضاء على جميع الأنظمة العربية و السنية ،بعدها سيأتي الدور على إيران بيد روسيا و امريكا و اروبا.
السعودية تستعد للحرب على أبوابها ،إيران ليس لديها ما تخسره ،أمريكا و الروس و أروبا و إسرائيل يترقبن الوضع حسب مصالحهن ،قطر بدأت بالإحساس بالخطر الذي لا مفر منه ،تركيا كشفت الخطر بعد سقوط “كركوك” عندما خذلت من طرف إيران و العراق التي منعت عنها تلقي حصة نفطها من كركوك و إقفال جميع الحدود العراقية عليها ،الكورد في أهبة للرد على الحشد الشعبي و إسترجاع المناطق الكوردستانية و البيشمركة لن تخوض أي معركة لا ناقة و لا جمل فيها ،تركيا في أمس الحاجة للتحالف مع الكورد لإسترجاع “كركوك النفطية” في قاموسها ،”العبادي” إنتهت صلاحيته كٱنسان و كمسؤول سواء مع العرب أو مع الكورد سيرمى في مزبلة إيران و التاريخ ،الأحزاب الكوردية الخائنة لم تنل شيئا من وعود “قاسم سليماني” لذلك هي الآن مجبرة و مذللة لم يبقى لها سوى أن تفتح الحوار مع الاحزاب الصامدة في وجه سياسية ولاية الفقيه الإيراني ،السعودية و التحالف العربي السني بدوره في امس الحاجة للكورد لردع المد الإيراني ،هيهات ما البيشمركة و هيهات ما “مسعود بارزاني” سيجعل الجميع يتذوق ما تذوقه الشعب الكوردي ليلة الغدر ،بعد ذلك في الأخير سيقبل لأجل كوردستان حرة مستقلة و ليس لشيء آخر.