د . محمد رشيد
الدروس والعبر بالنسبة للكرد لن تنتهي .
أفضت احداث الثاني عشر من سبتمبر 2011 الى تغيرا جذريا للسياسة الامريكية في العالم ,( الامبراطورية الاوحد في العالم ) .
وما قبلها بعشر سنوات حيث غيرت بروسترويكا غورباتشوف نصف العالم , وترك ربع العالم الاقصى ( الشرق الاقصى ) الى هتلر صغير يهدد ويعربد بحسب شيق في شهوته , فان برابرة العصر يحاولون تغيير منتصف العالم ( الشرق الاوسط ) , تلك هي من بربرية داعش , والان وما رافق من تدفق جحافل للبرابرة على كردستان ( ليست داعش فقط برابرة قرن الــ 21 وانما توأمه الشرعي بدأ يحبوا متجها صوب الكرد – الحشد الشعبي – ) ..
الحشد الشعبي ليس فصيلا عراقيا فحسب بل فصيلا موسعا بمثابة الاخ الاكبر لحزب الله اللبناني والعراقي وفيلق القدس وقوات بدر وعصائب اهل الحق وجيش المهدي وابو العباس والمرداس والدعاس والشبيحة العلوية في سورية مع عدم نسيان الحثثاثنة في القرن اليمني .
كل هؤلاء الاخوة في العقيدة والهم والغم يمثلهم القائد الميداني قاسم سليماني مع حفظ الالقاب لرؤساء تلك الفيالق والبيادق المعممون المسمون ب ” سيد ” التابعين لأية الله العظمى ولي الفقيه والتكية والرعية.
ما يهمنا هو كركوك , فبعد ان فتك الشقيقين ببعضهما وارتأى الاول _ داعش _ بترك الساحة للوريث الشرعي _ الحشد _ ( مكرها اخاك لا بطل ) , حتى همهم ودمدم متأهبا للبحث عن فريسة , فكانت الوجهة كركوك بأصحابها المنهمكين المنهكين بالدروس والعبر , يحوزهم الطموح لنوع من الطمأنينة والراحة ( استراحة محارب ) , بتناسي انه مازال يشد البعض من بني القوم الشوق والاشتياق والحنين على انهم من بني الحجل ( مثل يضرب بطائر على انه ضد بني قومه ) .
وما ان اعد البرابرة العدة والعتاد من الوسط والاطراف واحضار الاصدقاء الاعداء لكؤوس النخب برؤية فصل آخر من مشهد كيماوي وفيزيائي لاجتراع نفط كركوك , لانهاك المحارب القديم الجديد , فكانت الانعطافة من ابراز الحجل بمنقاره مغردا : ” قلبة ” ..
المنطقة برمتها متأججة , الكل ضد الكل , فايران تحارب الكل ودول الخليج تحارب في اليمن وهي تتأهب للانقضاض على قطر , وقطر تحبك الشرائك للكل , وفي سوريا الكل ينحر ببعضه والبعض منه ينحر الاخر , وفي العراق الشيعة تقتل السنة , والسنة تأكل بعضها , والكرد يلسعون بعضهم , والاتراك يهددون الكرد , والاكراد – ب ك ك – ينهكون الاتراك لأكثر من 40 عاما , والاتحاد الاوربي يهين الاتراك , والاتراك يزمجروا بانهم سيحتلون المناطق الكردية السورية واجتياح كردستان العراق , والمغتصبين للمناطق الكردية يحتلوا الرقة ومنها الى دير الزور ومنها الى دمشق , والرقة اصبحت متحفا على ذمة الفاتحين على غرار كوباني بعد ان سبقتها الموصل في احتلال الموقع الثاني لتكون متحفا بعد كوباني التي تربعت على عرش المتاحف ( موسوعة غينيس _ اكبر متجف في العالم ).. والامريكان والغرب وراء البحار .
كل هذا يستدعى على الكرد بالاقتداء بايران , التي كفت شر” القاعدة ” وبعدها وريثتها الدعدوشة بعدم التدخل في شؤونها وبما ستفعله بالمنطقة بشرط ان لا تمس بايران ..
بالمختصر / الدواعش الذين تفرقوا عن مملكتهم ” خلافتهم ” سيعاودون الكرة بشكل اعنف ( مازال يتواجد اكثر من عشرة الاف داعشي افلت من القتل في المدن والصحارى , وليكن اتفاق غير ممهور لا من خيره ولا من شر والاحتراز من المثل ” احذروا من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره ” .
فالدعادشة هم القادرين بجبر الامريكان لفرز الاعداء من الاعداء ( لا يوجد اصدقاء للأمريكان والغرب وسيعاودون بالفتك بالعراق .
ولن يكون الكرد مرة اخرى مناصرين للغرب والامريكان في قتال كائن من كان , سواء أكانت داعش او من هم على شاكلتهم من بربر, ان لم يتحرشوا او يؤذوا الكرد – طبعا الحشد الشعبي الوجه الثاني لداعش -.
ومع هذا وذاك فهل سينتظر الكرد الى ان تحتل داعش كركوك , ويستردها الكرد قبل تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي , والذي مضى على عدم تطبيق المادة عشرة سنوات من تاريخ البدء بالتطبيق …مع أخذ العبر من الطائر المتواري بدمامه وشناعه خلف جماله ذي المنقار الاحمر _ الحجل _