قهرمان مرعان آغا
يبدوا أن الهدف من التهديد بالتدخل العسكري في كوردستان , هو منع قيام إقليم سني , في جنوب كوردستان , يشمل نواحي محافظات ديالى وصلاح الدين والموصل و بغداد , إمتداداً غرباً إلى الأنبار والحدود الأردنية مع ترتيب وضع خاص للعاصمة وفق الدستور الإتحادي لعام 2005 , بعد أن تم تهجير الملايين من السكان وتدمير المدن , بسبب المعارك مع داعش , التنطيم الإرهابي الذي مكنَّه المحور المذهبي ذاته من التمدد , وخَلقْ المبرر لـ ميليشيا الحشد الشيعي من أستهداف تلك المناطق مجدداً وإستباحتها كساحة معارك مفترضة للعدوان على مناطق كوردستان الآمنة , وهم يعلمون جيداً بأن مواجهاتهم مع قوات البيشمركة ستكون خاسرة , وفي جانب آخر , إستكمال التآمر على تجربة كوردستان كوطن آمن , مستقر و مسالم , والإستقواء بغاصبي كوردستان في الجوار الإقليمي ( تركيا, ايران) ,
حيث جاءت المناورات الوهمية على طرفي الحدود الشمالية والشرقية في هذا الإتجاه , كما أن خوف إيران وتركيا من مستقبل الممر الممتد للإقليم السني بإتجاه الأردن والسعودية والخليج العربي ومدى تفاعل كوردستان مع المشروع و آفاق تعاونها كدولة جارة في كسر حصارها المزعوم , في الوقت الذي يأتي دخول تركيا إلى محافظة أدلب بالتعاون مع الروس في تآمر واضح على القضية السورية وتهديد منطقة عفرين الكوردستانبة , والتصريح علنا بأن الهدف هو منع الكورد من تشكيل ( كوريدور ) , للوصول إلى البحر المتوسط . وفي الحالتين يعتبر المشروعان ( الممران ) , العمق الاستراتيجي لدولة كوردستان وبوابتيها نحو العالم .
نجح محور الشر الأيراني متمثلاً بالنظام السوري المجرم , الحليف العضوي له , منذ سقوط نظام صدام الإجرامي 2003 بهدف مقاومة المشروع الأمريكي , في بعثرة جهود أهل السنة العراقيين من خلال إحياء فكر البعث في الخارج بوجهه القبيح ,النسخة السورية متمثلة بـ الجناح الهارب خارج الحدود (يونس الأحمد ) الذي سرعان ما تلاشى بعد الثورة السورية و إحياء البعث في الداخل بلبوس الصوفية , يقودها (عزت الدوري) على أمل سطوع ثقبهم الأسود العنصري المأفول , في الوقت الذي تم فيه إجتثاث حزب البعث من الحياة السياسية والعامة في البلاد .؟ والعمل بإنتظام لنشر فكرة التطرف وتحضير البيئات الحاضنة لها , من خلال تمكين القاعدة من التمدد بقيادة الزرقاوي من ديالى و بالتماس مع حدودها شرقاً إلى الرمادي غرباً , في حين تم إشغال الأمريكان بتفجيرات بغداد و بمعارك الفلوجة التي لم تهدأ إلا بسقوط المدينة بقيادة التيار الديني الإنعزالي (الشيخ حارث الضاري ـ هيئة علماء المسلمين ) وهو يقود معاركه من الأردن , وتم الإجهاز على آخر مدينة سنية هي الموصل بعد استباحتها كآخر معقل لتنظيم داعش بما فيها من قوات وأسلحة وسكان بتآمر من ( نوري المالكي ) الذي أوهم السنة ب دولة القانون .؟ , ناهيك عن الإقتتال السني السني بعد تشكيل الصحوات العشائرية , حتى أصبح أهل السنة اليوم منقسم بين متواطئ مع الحكومة الطائفية ( سنة المالكي ) وبين إرهابي داعشي لاحق و قاعدي سابق وبعثي مجتث ولاجئ هائم على وجهه لم يغفوا من غيبوبته إلا بعد لجوئه إلى كوردستان , لهذا تأتي معظم القرارات والإجراءات الشكلية المتلاحقة من حكومة العبادي (التحالف الشيعي بقيادة الدعوة ) من محاصرة كوردستان و التحضير لهجوم عسكري الهدف منه إثارة موضوع كركوك بعد قرار المجلس المحلي للمحافظة الإنضمام لإقليم كوردستان وفق بنود الدستور الإتحادي , فهي رسالة واضحة لأهل السنة بإنه لن يسمح لهم بتشكيل إقليم فيدرالي أسوة بكوردستان وهم يعلمون بأن كوردستان ماضية نحو الإستقلال سواء تم ذلك بالحوار والسلم أم بالحرب والعنف .
في 11/10/2017