ماجد ع محمد
بخصوص القيامة التي أقامها الجيران على رأس كرد العراق ولم يقعدوها بعدُ، وذلك بسبب رغبة الكرد في الخروج من قبضة الأنظمة كما على أي شعبٍ يشعر بالغبن التاريخي أن يقارب الفعل عينه دون تردد، وبالتالي التخلص الأبدي من تبعيته للآخرين، وهو الأمر الذي لا يناهض القيم المستجلبة من وحي السماء، ولا حتى يعارض مزامير آلهة حقوق الإنسان على الأرض، إلاّ أن الحدث الذي سيجري في الخامس والعشرين من الشهر الجاري هو في حقيقته لدى الأنظمة الفالحة في الجور وهضم الحقوق غدا أشبه بيوم القارعة لدى المسلمين،
مع أن أغلب الكرد يستشعرون بأنهم على موعدٍ تاريخيٍّ بهي مع يوم الفلاح، وهو اليوم الذي سيحس فيه الكردي لأول مرة بأنه موجود حقاً كباقي الأقوام على أديم هذه المسكونة، وهو ما يستدعي الفرح العام وإقامة الكرنفالات بكل حماس، إلا أن الخطاب الرسمي لرجالات الأنظمة المجاورة والكثير من مثقفيها وساستها وحتى عوامها لا يزال يقارب الموضوع من منطلق تهديد الكرد بعظائم الأمور، وبث الرعب بين أناس الإقليم عبر إعلامهم من الخارج وكذلك من خلال عملائهم ومندسيهم وأدواتهم الرخيصة في الداخل.
لذا فبعد أن انسحب جميع النواب الكرد من جلسة البرلمان العراقي التي انعقدت يوم الثلاثاء، احتجاجاً على إدراج رفض استفتاء إقليم كردستان ضمن جدول أعمال الجلسة، وما تبعه من ردود الأفعال لدى الشارع الكردي ونخبته على حدٍ سواء، رأيت بأنه من الأفضل لي ولكم أن لا أثقل كاهلكم اليوم بما كنت سأرسرده لكم من فيض الذات، إنما سأكتفي ههنا بعرض مختارات من الفلاشلات التي دونها مجموعة من الكتاب والنشطاء حول موقف الجامعة العربية، والإزدواجية الصارخة لدى ساسة ومثقفي شعوب المنطقة وحكومة بغداد على وجه التحديد، تجاه قضايا حقوق الإنسان والشعوب عامةً، وقضية استفتاء إقليم كردستان بوجهٍ خاص.
إليكم الفلاشات المنتقاة:
ـ إبراهيم اليوسف: صحف عربية بالمانشيت العريض على صفحاتها الأولى: استفتاء الإقليم يشعل النار في الشرق الأوسط! يا سادة: لِمَ لم تتناخوا في مواجهة داعش ومولع شرارة النار. ملاحظة: شعب كردستان من يقرر استقلاله وليس برلمان بغداد!.
ـ جمال حمى: الإستفتاء هو إجراء حضاري وديموقراطي، أما التهديد بإجتياح الإقليم من قبل حكومة بغداد، فهذا عمل ديكتاتوري بربري ومتخلف.
ـ حفيظ عبدالرحمن: الجامعة العربية منذ بداية تأسيسها راكبها عفريت النحس، تطالب بأي شي يتحول لمستحيل، وتجمع على رفض أي شي تلقاه وقد تحقق بالضد من رغبتها، وفي الأخير ليس لنا إلا أن نقول لتلك الجامعة “شكر الله سعيكم”.
ـ زاغروس آمدي: إن من يمنح شعبه الحق في تقرير مصيره ويمنع ذلك عن شعب أخر فإنه شيطان بارع في صناعة الشّر.
ـ ملاز محمد: قادة العراق الطائفيين بعدما سلموا العراق لقاسم سليماني، صاروا ييتباكون على وحدة العراق ويعادون استفتاء كردستان.
ـ جميل حسن: المواقف العنصرية المشينة للبرلمان العراقي وجامعة الدول العربية يجب أن لا تدفعنا نحن الكرد إلى ردود أفعال ونشر ثقافة التعصب والكراهية تجاه الشعوب الجارة، فهذه الأنظمة وبال على شعوبها والمسببة لشقائها وتخلفها عن كل العالم.
ـ وليد زينو: يحاول أعداء الكرد إيهامهم بأن قرار الاستقلال تهور وجنون، وكأن الكرد عاشوا طوال السنوات الماضية في نعيم سويسرا !! وتناسوا الأنفال والكيماوي وحلبجة وشنكال وجحيم البعث العربي.
ـ سمير متيني: لأول مرة عبر التاريخ تتفق الدول العربية بالتصويت عبر جامعتهم القومية بالاجماع ضد استقلال كردستان.
ـ علي نمر: جامعة الدول العربية، هي الممثل الشرعي والوحيد للأنظمة العربية برؤسائها وملوكها وأمرائها، يعني هي من تقود الاستبداد الحقيقي بحق شعوبها، وهي من أبقت رؤساء الظلم والوراثة عشرات السنون على الحكم، وهي من أفشلت الربيع العربي.
ـ سلام مسافر: إن الجامعة العربية تغفو دهراً وتستيقظ يوماً وفي اليوم الذي استيقظت فيه قررت أن تتوجه الى إقليم كردستان العراق في سعيٍّ منها لعدول البارزاني عن فكرة إجراء الاستفتاء.
ـ مليكة مزان: نكاية في البرلمان العراقي لن أنسى وأنا أزور كوردستان في قادم الأيام أن أطلب لقاءً مع السيد مسعود البارزاني فقط لأقبل قدميه.
وأخيراً نختتم المقتطفات بما دوّنه عنايت ديكو عن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحــمد أبو الغيط وطلبه من قيادة الإقليم بتأجيل الاستفتاء، فكتب ديكو: لماذا لم يقم هذا المسؤول الكبير من جامعة الأمة العربية الواحدة بزيارة جنوب السودان عندما استقل عن الجمهورية العربية السودانية ؟ وتساءل ديكو لو كان هذا الاستفتاء وهذا الاستقلال هو استقلالاً فلسطينياً فهل كان سيطلب أبو الغيط وأقرانه العرب والمسلمون من الفلسطينيين الانتظار والتأجيل وعدم الاستقلال عن إسرائيل؟؟؟.