كمال أحمد
الإستفتاء الكردستاني… والقيامة والحشر المبين
الإستفتاء الكردستاني … ونفير الأعداء الحلفاء
الإستفتاء الكردستاني … وزيف القيم والأخلاقيات
لا شك بأنّ الإستفتاء المزمع إجراؤه في الخامس والعشرون من ايلول لهذا العام 2017 م في إقليم كردستان العراق، هو إستبيان لآراء ورغبات الكردستانيين، بشأن حق تاريخي يتناول، تقرير مصيرهم ، شأنهم ، شأن سائر شعوب وأمم هذا الكون، ولا نضيف شيئاً، إذا أشرنا بأن هذه الحقوق، قد أقرتها ميثاق الأمم المتحدة، التي تضم تحت خيمتها 193 دولة، وأقرها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1949 م ، وحتى الشرائع السماوية، التي يدعي البعض) من شركاء الأوطان والأديان ) ظلماً وبهتاناً بأنّه يمتثل اليها ويسترشد بها نفاقاً وإرتزاقاً، والذي إختزلها الحديث النبوي القائل:عن أنس بن مالك قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ، رواه البخاري ومسلم .،
و بعد المسيرة الطويلة في سفر الآلآم لمئات السنين، و بعد الكثير مما سال من دماء الكردستانيين، وحملات الأنفال، وضباب الخردل والكلور في حلبجة ، ومما عانت الأمهات الثكالى، ومما دمر من القرى والمزارع على رؤوس ساكنيها،
ولكن مع كل ما ذكر، و بعد أن دقت ساعة الحقيقة، و ما أن تم الإعلان عن تاريخ الإستفتاء، حتى ظهرت الحقيقة عارية غير كاسية، و أميط اللثام، وإنكشف المستور والمحجوب، وتنادت واستنفرت الفيالق والجيوش، من كل فج عميق، ومن جميع الأصقاع والبقاع ، يدعون إلى المنازلة الكبرى،
في( كاكميلا )… أو غوغميلا … أربيل كردستان …
وهي الساحة الواقعة على تخوم أربيل، عاصمة إقليم كردستان ، التي دار فيها وقائع المعركة التاريخية التي إنتصر فيها، القلة العددية ونوعية وكفاءة جيوش الإسكندر المكدوني، على الكثرة العددية لجيوش داريوس الأخميني الفارسي عام 331 قبل الميلاد )، ولكن هذه المرة هي دعوة إلى النفير العام ، والجهاد المقدس من شركاء الأوطان والأديان، في بلدان طوران، وبرشيان، وقحطان، إلى تجميع الفيالق في (كاكميلا) للقضاء على الحلم الكردستاني بإقامة هذا الكيان، وهذا النبت الشيطاني، جمعهم هذا العدو التاريخي المشترك، معركة تختزل جميع معارك شركاء الأديان التاريخية، لمحاربة العدوالكردستاني هذا، جعل هؤلاء يتناسون ويتغافلون، ويلعقون جراحهم الغائرة والممتدة إلى ألف وأربعمئة سنة، ولو إلى حين، حتى أغفلوا معارك، الجمل، وصفين، والطف وثارات الحسين في كربلاء( بأبطالها يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد وشمر بن ذي الجوشن )، وذي قار، ومدائن وطيسفون يزدجرد، ومعارك جالديران بين السلطان سليم الطوراني والشاه الصفوي الفارسي،
و السؤال الكبير، لماذا هذا العدو المشترك الكردستاني، جعل شركاء الأوطان والأديان هؤلاء، يتناسون ويلعقون جراحهم الغائرة، ويدعون إلى المنازلة الكبرى في ساحات كاكميلا (أربيل كردستان) ؟؟؟
ولكن عند عرض وإستعراض الحقائق عارية، غير كاسية، يكمن ذلك الجواب الكبير، وتنكشف الغشاوة، ويزول العجب والتعجب، ويطفو هذا الجواب على السطح ، ويظهر لنا بتجلياته ذات الألوان والأطياف ناصعة وساطعة، من خلال الآتي :
1 )- إنّ السياسة ما هي إلاّ تعبير وتوصيف عن الإقتصاد، وعلاقات الإنتاج ، وكيفية حيازة الموارد، لذلك وحتى يتمكنوا، هؤلاء الشركاء المستعمرين، من إدامة وإستدامة إستعمارهم، لتراب وجغرافية وموارد وسكان كردستان، وحيازة مواردها كل في ساحته وملعبه، في أقسامها الأربعة، بل يحاولون ذلك حتى في دياسبورا الشتات، كما يظهر تجلياتها في ألمانيا،
لذلك بادر الشركاء، النفخ في الصور، والإعلان عن يوم القيامة والحشر، وإقامة محاكم التفتيش الأخروية، بأعضائها ومحلفيها من آمري الحسبة، ممن إنبعث ما في القبور، هناك في الأناضول، إنبعث سليمان شاه، وأرطغرل، وعثمان، وهناك في أرض فارس، إنبعث قمبيز، وقورش، وداريوس، ويزدجرد، وفي أرض قحطان إنبعث عياض بن غنم الفهري، وسهيل بن عدي الخزرجي، وعتبة بن فرقد السلمي، وجرير البجلي، والنعمان المزني، جميع هؤلاء إنبعثوا من غياهب القبور وصفحات التاريخ، ليضمهم هيئة محاكم الحسبة، وقد يضاف الى هذه الهيئة بعض الخبراء، من الحرس الثوري والباسيج والباسدران الايراني، ومن جهاز أمن الدولة السوري، ومن خبراء جهاز مخابرات الميت التركي، ولا بأس أن يلتحق بهم، جمال الجراح الملقب ب (أبو مهدي المهندس) وواثق البطاط وقيس الخزعلي، من خبراء الحشد الشعبي العراقي، للتصدي لمحاكمة مرتكبي جريمة العصر، جريمة الإستفتاء على تقرير المصير، و جريمة الخروج من طوق وعباءة شركاء الأوطان والأديان، في دولة مستقلة ،وإنزال أقصى العقوبات بهؤلاء اللصوص، وقطاع الطرق، والبويجية، وخدم ونوادل المطاعم والفنادق، هؤلاء العبيد الذين يتجرأوون على أسيادهم، هذا كله ومازلنا في مرحلة الإستفتاء وإبداء النية والرأي، أما الويل والثبور، وعظائم الأمور، فلا شك انها قادمة على الأبواب، عندما يتم الإعلان عن الدولة الوليدة (جمهورية كردستان)
2) – يقول المثل الشائع (كاد المريب أن يقول خذوني) لا شك أنّ شركاء الأوطان والأديان، في بلدان طوران وبرشيان وقحطان، يشعرون بأنهم ، مستعمرون للجغرافية الكردستانية، ومغتصبي مواردها، لذلك يجمعهم وحدة الهدف، أي إقتناص وإفتراس وإلتهام الطريدة الكردستانية، وبغية تحقيق ذلك، وعدم إفلات هذه الطريدة، من بين أنيابهم وبراسنهم وأظلافهم، لابأس من تجاوز كل شيئ، وتناسي كل شيئ، سواء أكان النزاع أو الخلاف، عقائديا أوفكرياً، أو إقتصادياً، أو غير ذلك، لأن الحدث جلل، والخطر داهم ، والمصاب كبير، و الإستفتاء على تقرير المصير في كردستان هو الوجود بعينه من عدمه بالنسبة لهم ، لذلك لا بأس، من لقاء أردوغان زعيم المشروع الاخواني السني الحداثي كما يدعي، مع علي خامنئي، وزعيم مشروع ولاية الفقيه التصديري، للثورة التشيعية والمذهب الإثني عشرية في العالم الاسلامي على عمومه، والذي يطمح في أن تشمل ولايته عموم الجغرافيا، الممتدة من طنجة المغرب، إلى جاكرتا أندونيسيا، وهما سليلي العدوين اللدودين، اسماعيل الصفوي الشيعي، والسلطان سليم ياوز العثماني، واللذين مازال خلافاتهما العقدية مستمرة منذ معركة جالديران عام عام 1514 م وحتى الآن، ولا بأس أن يلتقي الجنرال محمد باقري رئيس الأركان الايراني، يرافقه تسعة من الجنرالات الذين يمثلون مختلف أصناف الأسلحة الايرانية، وذلك مع رئيس الأركان للجيش التركي، ولأول مرة منذ قيام ثورة الولي الفقيه، آية الله الخميني عام 1979 م ، وأن يلتقي وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي، مع نظيره الايراني، أيضاً ويصرح من هناك أنه ضد الاستفتاء، ويزور وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو ايران وبغداد أيضاً، وهناك زيارة مرتقبة للرئيس أردوغان لإيران أيضاً، وهناك تقارب تركي مع النظام السوري أيضاً، كل ذلك، في سبيل وأد الحلم الكردستاني، الذي رافق ذاكرة الأجيال، من تلافيف المهد …إلى تلافيف الكفن واللحد، عبر القرون والعصور، وهو مازال في المهد، أي مرحلة إستبيان النيات والرؤى ، للشعب الكردستاني ، كل هذه الأطراف تدعو الى النفير العام ، واللقاء في ميدان المنازلة والمعمعة الكبرى في ميدان كاكميلا (أربيل كردستان)
3) – أما موازينهم ومعاييرهم ومساطرهم في قياس القيم والمبادئ والأخلاقيات، وإدعائهم بأنهم يمثلون صحيح الدين، ويمتثلون لأحكام الشريعة بفرعيها، السني والشيعي، واللذين يتلخصان كليهما فيما نرى، كميزان للعدل والقسطاس الفطريين، والذي إختزله، الحديث النبوي: عن أنس بن مالك : قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، رواه البخاري ومسلم. فكلا الفريقين يدعي ظلما وبهتانا، أنه يعمل بهدي الاسلام، وهدي قيمه ومبادئه، في الوقت الذي يسعى جميع هؤلاء إلى تحقيق غاياته ومراميه الامبراطورية، بعيدا عن الاسلام ومبادئه، بل جميعهم يسخّرون الاسلاميات بفقهها وشريعتها وأدبياتها، ويلوون أعناق النصوص، بالتأويل كل على هواه، في سبيل تحقيق مصالحهم السياسية، تمشيا مع مبادئ السياسي الايطالي (ميكيافيلي) والمختزلة بقوله (الغاية تبرر الوسيلة) البعيدة عن القيم والأخلاقيات .
– ولو تمعنا بنظرة فاحصة، لسياسات أردوغان وحزبه ( العدالة والتنمية ) نراه يعمل تحت شعارات اسلامية، ويسخّر الدين في سبيل تحقيق أهداف قومية طورانية، ويدعو في الكثير من المناسبات، إلى إحياء وإستحضار التاريخ، سواء أمجاد السلاجقة، وقبائل الإيغور، وأمجاد الدولة العثمانية، ويدعو إلى حماية التركمان في جميع المناطق ودول العالم، وبل أنه يدعي الولاية عليهم، كما هو حاله مع تركمان كركوك وتلعفر، وكذلك تركمان سوريا، والجالية التركية في ألمانيا وأوربا بشكل عام ، ويدعو إلى الجامعة التركية على مستوى العالم، بدءاً من قبائل الايغورفي إقليم شينج يانج الصيني شرقاً، إلى أسوار فيينا الأوربية غرباً، ولابأس عنده من إحياء خرائط الدولة العثمانية، وينصب نفسه سلطاناً عليها، ولكن عندما يتصدى لإستفتاء كردستان، يلقي جميع القيم والمبادئ، الاسلامية منها، وحتى الانسانية عرض الحائط .
– وكذلك أيضاً ديدن على خامنئي، الولي الفقيه، الذي يعمل تحت عباءة الحسين، وبإسم التشيع لأهل البيت، وبتقية عالية، على إحياء أمجاد الامبراطورية الفارسية، وممارسة أقسى أشكال الإضطهاد ضد الكرد في إيران، وبدافعين متلازمين، الأول بدوافع قومية، كونهم من الكرد، والثاني بدوافع دينية مذهبية، كونهم على مذهب أهل السنة .
– وكذلك التزاوج بين الاسلام السياسي والقومي الشوفيني في الساحة العربية، بقولهم، (لا إسلام بدون عروبة) أي أن الاسلام والعروبة شيئ واحد، حتى أنّ ميشيل عفلق، مؤسس حزب البعث العروبي، المسيحي، والعلماني، ولكي يثبت بأنه عروبي، ينتسب إلى قحطان ثم إلى قريش، ويحظى بالإمارة والولاية على العالم العربي، لا بل طامحاً في الاسلامي أيضاً، مستنداً إلى الحديث النبوي ( وأمرهم في قريش) أي بمعنى، وجوب، حصر إمارة وإمامة الكيانات الإسلامية، بشخصيات عربية ، من قبيلة قريش فقط ، لذلك، أسمى ميشيل عفلق نفسه” أبا محمد” ، وكذلك إستنادا إلى ماورد في المنطلقات النظرية لحزب البعث، ” كل من عاش على أرض عربية فهو عربي” و هنا يجدر الإشارة بأنّ الأراضي العربية تمتد من وجهة نظرهم، على مجمل البقاع والأصقاع التي وصلت إليها أقدام الفاتحين وسنابك خيول المسلمين، (كما أشار اليها المؤرخ السوري الدكتور” سهيل ذكار”-أستاذ التاريخ في جامعة دمشق) وبذلك تصبح جميع القوميات الاسلامية الأخرى غير العربية، من الموالي من حيث الحقوق ، وفي الدرجات الدنيا في السلم القيمية منها والحقوقية والمواطنية، وفي السياق ذاته فهم يسعون بكل جهدهم، ويعتبرون منطقة الأحواز العربية تاريخيا و الايرانية حاليا هي عربية؟، وكذلك جزيرة زنجيبار التانزانية عربية؟، ويعتبرون لواء اسكندرون عربيا؟، ويعتبرون دولة الصومال عربية، بالرغم من أن سكانها الناطقين بالعربية لا يتجاوزون 20% من مجمل السكان ؟، ويعتبرون جزيرة القمر في المحيط الهندي عربية ؟، و ينتابهم بعض نوبات النوستالجيا الى ممالك الطوائف، وأن تعاد الأندلس ولاية عربية اسلامية ؟، وأن يكون جميع هذه الكيانات وحتى الدول العربية القائمة حاليا ، بأن تتحد في دولة عربية واحدة، وتزال الخرائط والحدود بينها ؟، ونعتقد جازمين بأنه لا بأس من أنّ الكل يتمنى ذلك، ونحن بدورنا نقول أنّ هذا السعي والإحتلام من حقهم. ولكن ألا يرون من جانبهم أنّه من الإجحاف أن يحلموا بكل ما ذكر و يسعوا لتحقيقه، وهم من الدعاة إلى التمثل مع الحديث النبوي (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ))، وفي الوقت عينه أن تنكرحتى القدر البسيط واليسير من الحقوق على الأكراد، أبناء الرعية الذين يشاركونهم في الدين والوطن والانسانية، ينكرون عليهم حتى حق التعبير عن رأيهم في كيفية تسيير أمورهم من خلال الاستفتاء. على حقهم في تقرير مصيرهم
– وفي هذا السياق، وتأكيداً على إستخدامهم، ليس مكيالين فحسب، بل بمكاييل متعددة، في تعاملهم وتعاطيهم مع حقوق الأقليات القاطنين ضمن جغرافيات دولهم ، ونشير هنا إلى الجالية الكردية اليهودية في إسرائيل، والتي يعود تاريخها إلى السبي البابلي الأول لليهود عام 597قبل الميلاد والثاني عام 586 قبل الميلاد على يد نبوخذ نصر الكلداني، والذين إختلطوا مع سكان المنطقة من الأكراد، وعندما سمح قورش الثاني الفارسي بعودتهم عام 539 قبل الميلاد الى أورشليم القدس، بقي قسم منهم في المنطقة الكردستانية ولم يغادروا، وأصبحوا جزءاً من المجتمع الكردستاني ، (( وهنا يجدر الإشارة إلى ما ورد في كتاب… يهود كردستان… من تأليف الباحثين… أريك براور ورافائيل باناي، و ترجم إلى العربية من قبل، شاخوان كركوكي وعبد الرزاق بوتاني، والذي من خلاله تم الإضاءة وبإستفاضة على سيرة يهود كردستان التاريخية )) ولكن بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948م غادر الكثير منهم إلى إسرائيل في بداية الخمسينات، سواء من العراق أومن سوريا، ومنهم من تبوأ مناصب في إسرائيل مثل إسحق مردخاي الذي كان وزيراً للدفاع الاسرائيلي، ولكن ما يلفت في هذا المقام، هوأصداء رفع العلم الاسرائيلي من قبل هؤلاء اليهود الأكراد، خلال الإحتفالية التي أقيمت في مدينة كولن الألمانية، تأييداً وتضامناً مع إستفتاء إقليم كردستان، حول حق تقرير المصير وإستقلال الإقليم ، وهذا التعاطف والتأيييد نابع، كون هؤلاء لديهم شعور إنتمائي، بأنهم كرد، وأيضاً من إيمانهم بعدالة القضية الكردستانية، مما حدا، بالكثير من شركاء الأوطان والأديان، سواء من النخب الثقافية أو السياسية، ينعتون الكرد بعمومهم أنهم عملاء إسرائيل في المنطقة، وأن قيام دولة كردستان مستقلة في شمال العراق، ماهي إلاّ إسرائيل ثانية تغرس وتغرز في جسم الأمة العربية
وفي هذا السياق نسأل ونتساءل ؟؟؟ هناك الكثير من النخب، والأحزاب، والحركات، الاسرائيلية، أقامت وتقيم حتى الآن الكثير من النشاطات والفعاليات، الداعمة والمساندة للحقوق الفلسطينية، ضمن إسرائيل وخارجها، مثل أنصار الحزب الشيوعي الاسرائيلي، وحركة ميريتس اليسارية، وحركة السلام الآن، وحتى الكثير من الحاخامات والشخصيات اليهودية المهمة والنافذة، في الولايات المتحدة، مثل المفكر اليهودي الشهير، ناعوم تشومسكي،
السؤال ؟؟؟ لماذا يتم الثناء على هؤلاء ، ولا شك ونحن بدورنا نثني عليهم، لأنهم يتعاطفون ويساندون قضية الشعب الفلسطيني وهي قضية عادلة، ولكن السؤال الآخر والموازي أيضاً، أليست القضية الكردية، هي أيضاً قضية عادلة، وأنّ تقرير المصير، هو حق لأي شعب، وبالتالي أليس من الأجدى، أن تنال هذه الجالية الكردية الإسرائيلية الثناء أيضاً، كونهم يتعاطفون مع قضية عادلة، بدلاً من شيطنتهم، وأن تلقى التهم جزافاً ذات اليمين وذات الشمال
– وفي سياق الإستعداد الدائم، لشركاء الأوطان والأديان للتخلي، والتجرد من الكثير من القيم الأخلاقية، الدينية منها والإنسانية، وحتى كرامتهم، ومصالحهم الإقتصادية، وصولاً إلى التنازل عن أراض وجغرافيات من خرائط وتراب أوطانهم، كل ذلك في سبيل محاربة العدو المشترك لهم وهم الشعب الكردي، في أي زمان وفي أي مكان،( بالرغم من إلتزام معظم بل الغالبية من الشعب الكردي، بصحيح الدين، وبالوسطية فيه، دون تطرف، وتمتعهم بالكثير من قيم التسامح، والتعايش السلمي مع جميع المكونات الأخرى، القومية منها والدينية) معتبرينهم، فئة من المشركين و مرتدي وكفار العصر، ولا يجدون حرجاً من تسخير وتوظيف الدين، ولوي أعناق النصوص والآيات في سبيل محاربتهم كما يظه، من كلا الطرفين، فقهاء الحشد الشيعي، وأيضاً، فقهاء الإسلام السياسي السني، تمشيا كمايعتقدون ويرتأوون، ويوظفون بعض الآيات، وبتأويلهم وتفسيرهم الخاص، ويقومون بتجييش وتحريض ميليشياتهم ومنتسيبيهم، وزرع الأحقاد والضغائن في نفوسهم، تجاه الشعب الكردي، بما يحقق أهدافهم ومراميهم العدوانية، وهي بحقيقتها أهداف قومية عنصرية وشوفينية، سواء الطورانية منها أوالبرشيانية الفارسية أو القحطانية، ولكنهم يلبسونها كسوة وغطاء دينياً، بعيدأً عن الإسلام وأهله، مثل النص القرآني ( (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) [ التوبة : 5 ] كذلك هذه الآية : ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ) سورة البقرة (191).
– وفي هذا السياق وإنسجاماً معه، لا بأس من الإشارة إلى بعض الأحداث والمواقف، التي تدلل وتؤكد ما أوردناه وأسلفنا، مثل إقدام صدام حسين على التخلي عن مساحات برية وبحرية مائية في منطقة شط العرب لصالح شاه ايران، بموجب الإتفاقية المبرمة بينهما عام 1975م والذي كان عرابها الرئيس الجزائري الشوفيني ” هواري بومدين ” بغية القضاء على ثورة الشعب الكردي في كردستان العراق، بقيادة المللا مصطفى البرزاني، وكذلك “الاتفاقية التي أبرمها صدام حسين عام 1995م ، مع تركيا، التي بموجبها يتنازل عن السيادة والكرامة الوطنية العراقية، ويسمح للقوات التركية بأن تتوغل لمسافة أربعون كم ضمن الحدود العراقية، وتتواجد في مناطق شمال العراق لمطاردة ومحاربة حزب العمال الكردستاني في معقله ” جبال قنديل”
– وأيضاً إقدام حافظ الأسد على التخلي عن الحقوق السورية في لواء إسكندرون ، بموجب “إتفاقية أضنة” السيئة الصيت ، عام 1998 ، مع إنفجار الموقف بين سوريا وتركيا ، خريف عام 1998 م ، تحرك النظام المصري على خط الأزمة، سواء من خلال وزير خارجيته عمرو موسى أو من خلال رأسه، حسني مبارك، مباشرة. كما وتحركت إيران من خلال رئيسها محمد خاتمي الإصلاحي، الذي يدعي الوسطية الشيعية، الذي لم يألو جهداً، بأن أجرى إتصالات مع دمشق وأنقرة وأوفد وزير خارجيته كمال خرازي إلى العاصمتين بهدف بلورة حل سلمي للأزمة. وقد توج هذا التحرك بزيارة مبارك إلى أنقرة بتاريخ 4 تشرين الأول / أكتوبر 1998 على رأس وفد أمني وسياسي كبير للاجتماع مع الرئيس التركي سليمان ديميريل، ورئيس وزرائه بولاند إيجاويد ، حاملا معه “عقد إذعان” سوريا ، بالمعني الدقيق لكلمة”إذعان” ، يتضمن موافقة النظام السوري على المطالب التركية كلها، بما في ذلك تنازل دمشق عن حقوقها و مطالبتها بلواء اسكندرون. والذي يبلغ مساحته ،” خمسة آلآف كم مربع ” ما يعادل نصف مساحة لبنان، على أن تثبت ذلك في الخرائط ومناهج التعليم لدى وزارة التربية والتعليم العالي السورية ، هذه الحقوق التي لم ولن تمت في أي يوم من الأيام ، رغم عنصرية وبربرية التتريك،ورغم عملية البتر الإجرامية التي قامت بها فرنسا في العام 1939. وما سبب اغتيال الدكتور عبد الرحمن الشهبندر (زعيم حزب الشعب) آنذاك إلا لمعارضته التفريط بلواء اسكندرون.
– بتاريخ 20/11/1998، وقع الاتفاقية عن سوريا اللواء عدنان بدر حسن رئيس الشعبة السياسية في وزارة الداخلية آنذاك. وبعد أقل من أربع وعشرين ساعة على توقيع الاتقاقية، قام اللواء مصطفى التاجر رئيس فرع فلسطين (235) في المخابرات العسكرية السورية، الذي كان مسؤولا عن ملف الحز “pkk “ حزب العمال الكردستاني، المذكور وزعيمه، بإرسال صورة بالفاكس من وثيقة سفر أوجلان التي تتضمن إسما آخر وبيانات حركية مزورة، والتي أعدتها له المخابرات العسكرية السورية على أنه “مواطن قبرصي”، إلى المخابرات التركية كي تستطيع التعرف عليه. وبعد ثلاثة أسابيع على ذلك، وتحديدا في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 1998 اعتقل أوجلان من قبل المخابرات التركية في العاصمة الكينية (نيروبي)
لذلك، وعلى ضوء ما ذكرنا وأسلفنا من تجليات الثقافة الإقصائية السائدة، لدى شركاء الأوطان والأديان، و بعد التأكيد على العلاقة العضوية، بين المدخلات والمخرجات وفق علوم الحاسوب ، و بين المقدمات والنتائج، والتي تعتمد فيها النتائج على المقدمات، وفق علوم المنطق، وبرؤيتنا المتواضعة وعلى ضوء، العامل الذاتي الكردستاني الداخلي، والعامل الموضوعي الخارجي، الإقليمي منه والدولي، وبمحاولتنا عرض الحقائق عارية دون أي كسوة، و بدون ساتر أو حجاب، وتسمية الأشياء بمسمياتها، دون تورية، أوتقية، أو دبلوماسية في التعبير، وبما أن الحقائق نسبية، وتتغير بتغير المعطيات، أي بمعنى آخر، التغير الدائم للمدخلات والمقدمات، لذلك نقول و نرى هذه الحقائق جلية ، وقابلة للقياس والتقدير بالملموس والمحسوس، على الأقل في هذا المدى المنظور، ونراها كالآتي :
a) – إن الثقافة الإقصائية ، السائدة لدى شركاء الأوطان والأديان ، لا يبدو أنها تتجه نحو التغيير والتحسن، ومازالت تنتمي إلى ثقافات ماقبل الكيانات الدولتية، أي ثقافة الغلبة ، والهيمنة، وأبوية العشيرة والقبيلة، ونزعات الغزوة، والأنفال، ولا يمكن، أن نعقد الآمال على تغيير إيجابي في هذه الثقافة في المدى المنظور، لذلك، إن التوقيت المناسب للإستفتاء على حق تقرير المصير للشعب الكردستاني، وفق ثقافتهم سوف لن يحين، ولن يأتي ، ولو بعد قرون،
b) – وفق القراءات التاريخية ، للحركات التحررية لشعوب العالم، يتبين لنا، صحة المأثور القائل (الحقوق تؤخذ ولا تعطى) لذلك إن الآمال ضعيفة بل يمكن القول، بأنها معدومة ، أي إنتظار اليوم الذي، (لن يأتي) عندما يتفضل ويتمنن شركاء الأوطان والأديان، على الشعب الكردي، ويقول له (ياشعب كردستان قرروا مصيركم كما تشاؤون وترتأون) كما إنفصل جمهوريتي التشيك والسلوفاك. بالطريقة الحضارية ، بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي. في أوائل تسعينات القرن الماضي
c) – وهنا أيضاً يجدر بنا الإشارة إلى العامل الذاتي، أي الظروف الإيجابية داخل البيت الكردستاني، حيث نرى أنّ( العصبوية الخلدونية ) نسبة إلى عبد الرحمن بن خلدون ، وهي تكاتف وتآصر وإلتفاف مجموعة بشرية ، حول تحقيق هدف معين، نرى بأنّ هذا الإجماع قد تحقق بنسبة كبيرة بشأن الإستفتاء وإعلان الدولة، ضمن مختلف الأطياف والمشارب، والتوجهات، والإنتماءات، السياسية منها، والدينية، والمذهبية، والجهوية، واللهجاتية، وعمت مختلف شرائح وأطياف، وجغرافيات كردستان ، بالرغم من محاولات شركاء الأوطان والأديان، التحريض على عرقلة مشروع الاستقلال، بأساليبهم المختلفة، وتأليب بعض الأطراف الكردستانية على القيام بدور الطابور الخامس، في صفوف الشعب الكردستاني، ولكن سيبقى تأثيرهم، دون الحد الذي يمكن أن يخلّ ويعيق مسيرة الاستفتاء والاستقلال .
d) – أما العامل الموضوعي الدولي، وخاصة الظروف الدولية، وخاصة عند مقارنتها ، بالظروف السلبية التي كانت سائدة، إبان إتفاقيات سايكس بيكو، وسيفر، التي أودت وآلت إلى إتفاقية لوزان السيئة الصيت، التي قضت حينها على أي فرصة، لإقامة أي كيان كردستاني ، بينما يبدوالآن على عكس ذلك ، حيث يبدو أن الظروف الدولية بمجملها ، إيجابية ، خاصة مواقف الدول النافذة في رسم السياسة الدولية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوربية، وحتى روسيا الإتحادية، وحتى وإن كانت هذه المواقف ، في بعض الأحيان ذات ملمح رمادي ، ولكن جميعها توحي بالكثير من الإيجابية، ونشير هنا ايضاً، إلى الموقف الاسرائيلي المؤيد علانية ، لإقامة الدولة الكردستانية ، بالرغم من محاولة شركاء الأوطان والأديان ، إستغلاله ، بغية شيطنة الكرد ورميهم بحجارة التخوين والعمالة ، مع أن جميع خيامهم مبنية من الزجاج ، ( أعلام السفارات والممثليات التجارية الاسرائيلية ، ترفرف في الكثير من العواصم ) ولكن يبقى الموقف الإسرائيلي ذا تأثير كبير على رسم السياسة الدولية ، وخاصة أن الكيانات الكردستانية سواء، أكانت في إقليم كردستان العراق ، أو منطقة الإدارة الذاتية في سوريا، أظهرت للعالم الحر و المتمدن، أنها تتقاسم معها ، قيم الدولة العلمانية ، والديموقرطية ، والتي، برغم تجربتها القصيرة ، ،إستطاعت إظهار الصورة المقبولة في تأمين الحقوق الأساسية ،لمختلف المكونات ، العرقية منها والدينية ، التي تسكن ضمن جغرافية كردستان ، من العرب والتركمان والسريان والآ شور وغيرهم ، وكذلك بمختلف معتقداتهم الدينية والمذهبية، اليزيدية والعلوية والسنية والمسيحية ، وأنها ضد التطرف الديني والمذهبي، بجميع صوره وأشكاله، بالرغم من إتهامات وإفتراءات، شركاء الأوطان والأديان، لهم بالتغيير الديموغرافي والتهجير القسري ،.
e) – أما العامل الموضوعي الإقليمي، فكان ظهور الاستقطاب الطائفي في العالم الاسلامي، والتصدع الكبير الذي حاق به، وتبلور الفسطاطين والحلفين، (وفق تعابير ومصطلحات الإسلام السياسي) الشيعي والسني ، فيمكن الإضاءة عليه ، وتوضيح تجلياته ، من خلال العودة إلى الثورة الخمينية في ايران عام 1979 م ، والتي برزت من خلالها، طموحات الخميني، بتصدير الثورة التشيعية في العالم الاسلامي ، وبدأ بشكل فعلي وعملي ، بتشكيل قوات عسكرية عقائدية مشبعة بالتعصب الطائفي الشيعي ( الحرس الثوري ، والباسيج)، على حساب إضعاف الجيش الوطني ، المؤلف من المكونات الوطنية الشيعية والسنية ، والتقليل من شأنها ، وإستثمر في مشروع تصدير الثورة الكثير من موارد إيران الاقتصادية ، (على حساب لقمة ومستلزمات الحياة الأساسية للشعب الايراني ) بغية خلق وإنشاء، أذرع تشيعية في العالم الاسلامي ، وخاصة في الدول المجاورة ، لتنفيذ وتصدير برنامجه الكهنوتي على غرار (حزب الله اللبناني) وكذلك إنشائه لقوات (الحشد الشعبي في العراق) وأيضاً إنشائه ( قوات الدفاع في سوريا – حزب الله السوري) (وأنصار الله الحوثية في اليمن) بالاضافة إلى السرايا والكتائب ذات المهام الخاصة والتدخل السريع، والمشكلة من الشيعة الأفغان الهزارى ، والشيعة الباكستانيين والهنود، والعراقيين للعمل في أية بقعة يتطلب مصالح تصدير الثورة التشيعية .
f) – بينما كان موقف الجانب السني مما يجري ، موقف المتفرج، دون أن يتخذ أي موقف إجرائي ، للتصدي له ، ولكن بعد أحداث اليمن ، وإستيلاء الحوثيين على السلطة، الذين شكلوا تهديدا فعليا لدول الخليج السنية ، وعلى رأسها ، المملكة العربية السعودية ، ظهر الحلف السني بشكل جلي دون لبس ، للتصدي للمشروع الايراني
ومع أن الشعب الكردي بغالبيته من الطائفة السنية ، ولكنه ينتهج الاسلام الوسطي البعيدعن التعصب الطائفي، والاصطفاف المذهبي ، وتدعو مختلف قواه وأحزابه السياسية ، إلى الدولة العلمانية ،وفصل الدين عن جهاز ادارة الدولة ، مع ذلك فإن الحلف السني يعتبر، الشعب الكردي جزءاً من هذا الحلف بصورة و بشكل ما، مع أن الكرد لايعتبرون نفسهم جزءاً منه، “ولن يكونون جزءاً ، لا من الهلال الإيراني، ولا أي هلال آخر”وينأوون بأنفسهم عن الصراع الطائفي أو المذهبي، والذي ينظرون اليه ويعتبرونه بأنه صراع عبثي.
لذلك فإنّ ظهور هذا التصدع الرأسي والأفقي في المحيط الإسلامي، وبروز الاصطفاف والإستقطاب المذهبي، الذي لم ينجر اليه الشعب الكردي، إلآ بحدوده الدنيا ، لذلك يلاحظ وبشكل جلي، الموقف الإيجابي للكثير من الدول السنية في الإقليم ، مثل تصريح عضو مجلس الشورى السعودي، اللواء أنور عشقي ، الذي زار إسرائيل مؤخراً، يدعو ويؤيد إقامة كردستان الكبرى، وأيضاً تصريح الملك الأردني ، عبدالله الثاني ، باستعداده للإعتراف بالدولة الكردستانية في كردستان العراق، فور إعلانها ، ولكن هناك إنطباع عام بإيجابية موقف الدول السنية في المنطقة، تجاه الإستفتاء وقيام جمهورية كردستان المرتقبة، حتى وإن لم يتم الإعلان عنها بشكل صريح حتى الآن .
g) – وبالإشارة الى توقيت الإستفتاء، والتي يروج لها الكثير من الجهات المعادية بأنه غير مناسب، وهذا الموقف يعبر بمجمله، عن الموقف العدائي أصلاً للحقوق الكردية، ولكنهم يغلفونه بحجة واهية وهي سوء التوقيت، وكأنهم حريصين على نجاح التجربة، ؟ ولكن على ضوء الظروف الذاتية والموضوعية ، الدولية منها والإقليمية، تشير أن التوقيت المحدد، هو المناسب، وقد لا يتكرر إلاّ بعد حين قد تطول،
h) – أما عن المخاطر المرتقبة، عن نتائج الإستفتاء، وإعلان الدولة، (جمهورية كردستان) لا شك بأنّه لو سنحت الظروف، ولوأتيحت الفرصة لشركاء الأوطان والأديان ، ولو تيقنوا بأنّ موازين القوى، راجحة لصالحهم، لأدخلوا الفيالق الى كردستان ، وقضوا على أي صوت يدعوإلى الإستقلال، بدون وازع من ضمير، أو رادع من دين، ولكن بوجود القوى العالمية الداعمة، لإستقلال كردستان، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوربية، وخاصة ألمانيا وبريطانيا وفرنسا ،سوف لن يجرأ الجهات المعادية هذه، على الإقدام على مثل هذه الخطوة المتهورة، وهي القيام بأعمال عسكرية، إضافة إلى إستعداد قوات الإقليم للدفاع عن أنفسهم ومكتسباتهم، ولايعني ذلك توقف شركاء الأوطان والأديان عن التحريض، وخلق الفتن والقلاقل وتعكير الأجواء، وحتى هناك الكثير من إحتمالات الحصار الإقتصادي بل من المؤكد أنهم سيلجؤون اليه، وأيضاً المحاولات في زعزعة الأمن الداخلي، وإثارة النعرات الطائفية والعرقية بين المكونات، مع العلم ومن المؤكد أن هذه الأخطار، أي إحتمالات الإنقضاض على الدولة الوليدة، ستبقى ماثلة للعيان، ولوبعد مئات السنين ، طالما بقيت هذه الثقافة سائدة ومعشعشة في أذهان شركاء الأوطان والأديان، وإذا كان لابد من البد، بد ،وأنه كالقدر المحتوم، وسيتم مواجهته، إن عاجلاً، أو آجلاً، فليكن الآن، خاصة أن ظروف المواجهة مواتية – وأخيراً نعم للإستفتاء… ونعم لإعلان دولة …جمهورية كردستان …