أديب سيف الدين
بعد قرون من الذل والقهر والقتل والدمار والحروب المستمرة والمثخنة بالجراح والانتظار وصلنا الى اللحظة التي نقرر فيها مصيرنا ونحرر حياتنا لنزيل لعنة الطاعون والطاغوت ولنبعد اطفالنا من تلك الجرائم والهلاك ولنحقن الدماء ونبدأ بحياة هادئة يسوده السلم والأمان والمحبة وحسن الجوار بين الشعبين الكوردي والعربي، ننصدم ببعض المرتزقة المتسكعين والمشوهين عقلياً والمعطوبين فكرياً والمصابين بالشذوذ النفسي والوطني والقومي والمزودين بالحقد والضغينة ومرتبطين بحبل الذل والمهانة لنشر الكذب والبلبة والخوف وتأليب الرأي العام الكوردي وكسر إرادته وزعزعة ثقة الناس بالمستقبل وبالشرفاء وطعنهم ، وتشويه حقيقة وغاية الإستفتاء العظيم بمجده وكرامته وقداسته وغايته وتعكير أجواء الفرح، لعدم أنجاح الإستفتاء العظيم .
لنبقى قيد الاعتقال ومعصوبي الأعين كالعبيد إلى الأبد بحجة الوقت غير مناسب ولإن صاحب مشروع الإستفتاء والإستقلال هو الرئيس بارزاني الذي يراد بهِ الشهرة ومكاسب سياسية وشعبية ويثبت إنه القائد القومي الأوحد. لهؤلاء البؤساء وعديمي الذاكرة والوفاء نقول: الرئيس بارزاني لايحتاج الى ردود أو دعاية ليزيده فخراً ونسباً ونضالاً فتاريخه معروف، وهو فعلاً رائد للقومية الكوردية ، وثم هذهليست المرة الاولى الذي يعلن ويقرر حق تقرير المصير للشعب الكوردي في الاستقلال، ففي 11-12-2010 طالب الرئيس بارزاني في مؤتمر للحزب الديمقراطي الكردستاني، بحق تقرير المصير لأكراد العراق، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تنسجم مع ذلك. وقال بارزاني أمام رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيسي مجلس الوزراء والنواب نوري المالكي وأسامة النجيفي : ظلت المؤتمرات السابقة للحزب تؤكد أن الشعب الكردي يملك حق تقرير المصير. اليوم يرى الحزب أن المطالبة بحق تقرير المصير والكفاح العاصي والسلمي لبلوغ الهدف تنسجم مع المرحلة المقبلة.
علينا أن نتكاتف معاً وراء حكمة وعفة وشجاعة قائد هذه المسيرة البيضاء التي تكللت بالنجاحات بعد مواجهته للعديد من الأخطار، فالْحق كوردستان بركب الدول المتحضرة والآمنة والمستقرة، من خلال تجربة الأقليم في السنوات الماضية عندما تركتها حكومة بغداد في التسعينات وسحبت كل موظفيها وقواتها وأفرغت البنوك، لكي يغرق الأفليم في بحر الدماء وتصبح غابة حيث القوي على الضعيف، لكن ماحصل هو العكس تماماً ببناء المؤسسات الحكومية والوعي الجماهيري المتمدن والمسالم، وطفرة معمارية وسياحية وسياسية وأجتماعية، أكثر تقدماً وجمالاً من دول الجوار. وشريكاَ رئيسياً للتحالف العسكري الدولي لمحاربة الإرهاب. ومحملاً عبئ مليوني لاجئ أغلبهم من عرب العراق رغماً عن الحصار الأقتصادي منذ سنين .
لماذا نسال عن الوقتْ مناسب ونصغي للمتربصين بنا.. فوالله الوقت مناسب وأروع من المناسب، فهو الربيع بعينه بالنسبة لنا نحن الكورد، فكل العوامل الذاتية والموضوعية تصب في خدمة الإستفتاء والإستقلال، إن كان أقليمياً أو دولياً، فالكل مشغولين ومنهوكين .
هل كان الوقت مناسب عندما جزءوا وطننا كوردستان وهاجمونا بالكيماوي وأبادوا شعبنا والأطفال نيام، لماذا نصدق المأجورين ولانصدق الشرفاء والعقلاء وامهات واباء الشهداء.. ألا ترون قبور الشهداء, من منّا يستطيع أن يحصي تلك القبور وعدد الايتام ..
وبعد كل هذه التضحيات يطل علينا نوري الهالكي مطالباً الرئيس بارزاني بأن يرجع أقليم كوردستان إلى الخط الازرق أي إلى الحدود 2003 عندما سقط النظام، ويسميها بحدود كوردستان، ثم يهدد الرئيس ، ويقول : يجب ردعه بالقوة “… دون الاعتبار لضحايا قوات البشمركة في معاركها مع داعش والذي بلغ 1800شهيداً وأكثر من 10 الاف جريح ومفقود.. ناسياً الحدود ترسم بالدم. فلولا بشمركة كوردستان لكانت مصير كركوك وتوابعها وسد الموصل وغيرها كمصير موصل التي سلمها نوري الهالكي لداعش .
الرئيس بارزاني تصرف كزعيم أمة في قرار الإستفتاء الذي هو غاية كل إنسان كوردي ليحققَ لنا ” لحظة الحياة ” جميعنا مطالبين بالوقوف وراء هذا القائد العظيم ، لنتغلب على هذا السرطان المزمن والكابوس المخيف الذي سيبقى جاثماَ على صدورنا يلاحقنا ويفرقنا وينهينا ان لم يتم الإستقلال.
وأخيراً : لا المفاوضات ولا حتى الرجاءً مع بغداد سوف تجدي نفعاً، وأن أقسموا بكتاب الله لن يصدقوا فهم كذابين”، سئمنا من وعودهم الكاذبة ،فلا خيارلنا إلا الإستقلال فهو الداء والكرامة والحرية والحياة .