الحركة الكردية بين الواقع والمتوقع (آزادي نموذجاً )

بقلم : شيركو ديركي

إن انعقاد المجلس المركزي في ظل ظروف غاية في الدقة والحساسية, إذ يعيش العالم حرب كونية مع الإرهاب أشدها في المنطقة من لبنان إلى أفغانستان مروراً بفلسطين فالعراق, وبانتظار نتائج وتبعات إقرار المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري, رئيس وزراء لبنان الأسبق, وكذلك نتائج المباحثات الدولية مع نظام الإيراني, بشأن ملفها النووي, إضافة إلى بعض المفرقعات هنا وهناك, حيث نترقب برميل من البارود, قابل للانفجار في أية لحظة.
 ومع هذا لا يزال شعبنا يتعرض للمزيد من السياسات الاستثنائية, الممارسة بحقه, يستهدف وجوده أرضاً وشعباً, وخاصة بعد الحشود العسكرية بعيد انتفاضة آذار 2004, وتلاشي بعضه المجتث هناك في بغداد, إذ يتعرض المناطق الكردية في الجزيرة إلى حملة استيطان جديدة, حيث وكما تم تسريبه, انه سيتم استقدام عائلات عربية كما جرى في السابق, من مناطق بعيدة, وسيجري إسكانها في المناطق الكردية ( ديريك ) وذلك استكمالاً لمشروع الحزام العربي, إضافة إلى التقرير السري المرسل من مديرية حقول النفط  والذي ساهمت جريدة قاسيون مشكورة في كشفها هذا التقرير والذي يهدف وبالدرجة الأساس إلى منع توظيف الأكراد في دوائر الدولة لا بل يدعوا إلى فصل الموجودين والمعروف بتقرير) طراد- منير إبراهيم ).

نؤكد وعلى ما تقدم إننا نعيش مرحلة لها استحقاقاتها التاريخية فأما أن نكون, فيكون علينا واجبات نلتزم بها أو نظل نصارع طواحين الهواء فنبقى متصارعين فنتلاشى في مهب الريح.
 أولى واجباتنا علينا الخروج من عنق الزجاجة وأن نسمي الأشياء بمسمياتها, فبهذه الحالة التي نحن عليها لا يمكننا إلا أن نتصدى لأنفسنا فنكون كمن ارتضى لنفسه الانتحار, كحالة من حالات الانتقام من الذات.
 إن التصدي لاستحقاقات المرحلة يترتب علينا الخروج من الدائرة المفرغة, والتي يحلو للبعض المكوث في قاعها, وهذه مسؤولية قياديي الصف الأول بالدرجة الأساس, وما حالة النفور وتزايد عدد المستنكفين للعمل التنظيمي يوماً بعد آخر, جراء تصرفات البعض من القياديين في المنظمات, إلا دليل على وجود تصرفات نشاز, وعقليات متسلطة, افترشت القيادة فأستملكتها, فحولت بذلك الموقع من تكليف حزبي ومسؤوليات, إلى ميزة وامتياز , فكان لذلك ترتيبات وتكتلات لابد من إنجازها, واتباعاٌ لابد من تلقينهم.
  وبما أن ازادي حالة اتحاد بين أكثر من كتلة كان الأجدى أن تكون السلطة في أزادي توافقياً وكذلك التمتع بالقرار السياسي لا أن نسهل كي يستأثر شخص أو كتلة وعلى أحسن تقدير, بسلطة القرار, ولا أن نحول الحزب (الوسيلة ) من أداة نضالية إلى مفرخة للدكتاتوريات والمتسلطين ومرتعاً خصباً للوصوليين , وأن نكون واقعيين في طرحنا, فالديمقراطية هي أولا ثقافة مجتمع, وممارسة تبدأ من نقد الذات.
 فأين انتم من هذا , وكما علينا ألا نبدي حرصاً زائفاً على فشل تجربة هي ذاتها أعلنت فشلها , فبهكذا حرص نتعدى على تلكم التجربة أولاً ونشرع للاستبداد والتسلط ثانياً, وألا نحاول عبثاً العودة بالزمن إلى زمن تقديس الأوثان فتلك المرحلة قد ولت من تاريخ الشعوب, وألا نقع في فخ من يزرف دموع التماسيح في لحظة ضعف.
فماذا يعني ما جاء في تعميمكم الداخلي الأخير والمتضمن عبارات التهديد والوعيد بحق الرفاق, والتي لا تتناسب وهذه  المرحلة, وكمثال أقتبس – ( 3- لا يجوز بتاتاً التعرض لشخص الرفيق سكرتير الحزب, وأي إساءة أو إهانة يصدر من أي رفيق في هذه الحال, نعتبره دعوة صريحة إلى التخريب, ويتخذ بحقه الإجراء اللازم.) انتهى الاقتباس –  وهنا القرار جازم كما هو واضح وطبعاً المقصود هو عدم التعرض لقرارات وتصرفات (السيد) السكرتير بالنقد والغاية هي صنع هالة من القدسية الزائفة لشخص( السيد) السكرتير , فلم نسمع أن أحد تهجم على (السيد) السكرتير بالعصي والسكاكين في الشوارع , إلا اللهم إذا كان يرى ذلك في أحلامه , ثم هل التعرض لغير السكرتير مباح ؟؟؟؟؟؟؟.
إن ما شجعنا على الكتابة وإبداء هذه الملاحظات هي, ثلاث مواقف.
–         أولاً كوني قد عايشت التجربة ولي اطلاع واسع على كافة جوانبها.


–         وثانياً ما جاء حتى الآن في الحلقات الثلاث للسيد سردار مراد ونؤكد على صدقيتها ويزيد.


–     وثالثاً ما تضمن النداءين الأول والأخير لصاحب الكلمة, والذي اعتقدناه خطئاً, بأنه سيد للكلمة, نظراً لتمييزه في الطرح والنقد, هذا الذي انتهج يوماً خطاباً حداثوياً داعياً إلى التغيير بكل جوانبه, وهاهو اليوم يطل علينا ليقول, وعلى طريقة محللي الفضائيات العربية وخاصة المتزلفين منهم ليشرع للسيد وليقنعنا بنظرية ( إن دوام الحال من المحال وليس بالإمكان افضل مما كان ) فأستهُلك من قبل أميٌ لا يجيد حتى الكتابة فغدا كوريقة صفراء لاتنفع حتى لإشعال عقب سيجارة, فغدر بذلك لطرحه وكلمته أولاً .
وحفاظاً على الإرث النضالي للكتل المؤتلفة في آزادي تقع على عاتقكم انتم أعضاء المجلس المركزي مسؤوليات تاريخية , لتجاوز الأزمة, وتصحيح المسار وإنهاء التخندق , إذ يتوجب عليكم أولاً تجاوز إرهاب الأمي المتسلط , وانتخاب هيئة قيادية جديدة , تكون هيئة مرحلية , تقوم بتعقيم الحزب من آثار الهيمنة والتسلط , والتي أصابت الحزب في المرحلة الأخيرة , و إطلاق مشروع المصالحة التنظيمية بين الحزب والكوادر, الذين استنكفوا العمل التنظيمي نتيجة محاولات فئة ( فرد ) التسلط على الحزب .

وكبادرة حسن نية :
1-   إصدار بيان أو تعميم جريء ومعلن, يتضمن نقد الفترة السابقة بما تضمنت من أخطاء ونواقص, و إبطال مفعول كافة القرارات السابقة, والتي أقرت لصالح الهيمنة والتسلط .
2-   تشكيل لجان مراقبة تتمتع بالقرار والصلاحيات اللازمة, للتدقيق في دفاتر الهيئات القيادية والمنطقيات والفروع, وإجراء مقاربة بينهما والحسابات المالية, والتي لا تتناسب والحجم العددي الذي يروج البعض له في الاجتماعات الحزبية , لمعرفة التزوير والتضليل الذي وقع وتفشى ولغايات نعرفها , وتحديد المسؤولين عنها.
3-   وبغية تفعيل الطاقات الكامنة في الحزب, ولخلق المرونة التنظيمية اللازمة للتفاعل, لابد من تشكيل هيئات حزبية من الرفاق, تتشكل على قاعدة الرغبة والانسجام وحسب رقع جغرافية متواصلة , ووفق ضوابط ومعايير عددية .
4-   و أخيرا, وفي ذكرى مرور خمسين عاماً, على تأسيس التنظيم الكردي الأول في غربي كردستان , لعله من سخرية القدر أن يكون التأسيس وقبل خمسين عاماً, على أيدي حملة الشهادات العليا, من دكاترة, وجامعيين, وأكاديميين , في حين وبعد خمسون عاماً, يتزعم حزب مثل آزادي شخص أمي, تحصيله العلمي ( البنتفيكا )*
…………………………………………………………………………………………
* سرتفيكا اسم شهادة كانت تطلق منذ زمن على من يحصل على التعليم الأساسي حيينها أي شهادة السادس ,

والبنتفيكا مصطلح مجازي, لمن لم يحصل على السرتفيكا, فهل ومع التقدم العلمي زدنا تخلفاً وانقرض حملة الشهادات والأكاديميين, من شعبنا وأحزابنا, فان كان كذلك فوالله إننا شعباٌ لا نستحق الحياة, وإلا فأنني أضع ذلك في ذمتكم ,وهنا تذكرت المثل الكردي القائل.

   (Li dewsa Şêra Roviya kir gêre)

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف من الخطة إلى الخيبة لا تزال ذاكرة الطفولة تحمل أصداء تلك العبارات الساخرة التي كان يطلقها بعض رجال القرية التي ولدت فيها، “تل أفندي”، عندما سمعت لأول مرة، في مجالسهم الحميمة، عن “الخطة الخمسية”. كنت حينها ابن العاشرة أو الحادية عشرة، وكانوا يتهكمون قائلين: “عيش يا كديش!”، في إشارة إلى عبثية الوعود الحكومية. بعد سنوات قليلة،…

سمير عطا الله ظهر عميد الكوميديا السورية دريد لحام في رسالة يعتذر فيها بإباء عن مسايرته للحكم السابق. كذلك فعل فنانون آخرون. وسارع عدد من النقاد إلى السخرية من «تكويع» الفنانين والنيل من كراماتهم. وفي ذلك ظلم كبير. ساعة نعرض برنامج عن صيدنايا وفرع فلسطين، وساعة نتهم الفنانين والكتّاب بالجبن و«التكويع»، أي التنكّر للماضي. فنانو سوريا مثل فناني الاتحاد السوفياتي،…

بوتان زيباري في صباح تملؤه رائحة البارود وصرخات الأرض المنهكة، تلتقي خيوط السياسة بنسيج الأزمات التي لا تنتهي، بينما تتسلل أيادٍ خفية تعبث بمصائر الشعوب خلف ستار كثيف من البيانات الأممية. يطل جير بيدرسن، المبعوث الأممي إلى سوريا، من نافذة التصريحات، يكرر ذات التحذيرات التي أصبحت أشبه بأصداء تتلاشى في صحراء متعطشة للسلام. كأن مهمته باتت مجرد تسجيل نقاط…

صلاح بدرالدين نحن في حراك ” بزاف ” أصحاب مشروع سياسي قومي ووطني في غاية الوضوح طرحناه للمناقشة منذ اكثر من تسعة أعوام ، وبناء على مخرجات اكثر من تسعين اجتماع للجان تنسيق الحراك، وأربعة لقاءات تشاورية افتراضية واسعة ، ومئات الاتصالات الفردية مع أصحاب الشأن ، تم تعديل المشروع لمرات أربعة ، وتقويم الوسائل ، والمبادرات نحو الأفضل ،…