نؤكد وعلى ما تقدم إننا نعيش مرحلة لها استحقاقاتها التاريخية فأما أن نكون, فيكون علينا واجبات نلتزم بها أو نظل نصارع طواحين الهواء فنبقى متصارعين فنتلاشى في مهب الريح.
أولى واجباتنا علينا الخروج من عنق الزجاجة وأن نسمي الأشياء بمسمياتها, فبهذه الحالة التي نحن عليها لا يمكننا إلا أن نتصدى لأنفسنا فنكون كمن ارتضى لنفسه الانتحار, كحالة من حالات الانتقام من الذات.
إن التصدي لاستحقاقات المرحلة يترتب علينا الخروج من الدائرة المفرغة, والتي يحلو للبعض المكوث في قاعها, وهذه مسؤولية قياديي الصف الأول بالدرجة الأساس, وما حالة النفور وتزايد عدد المستنكفين للعمل التنظيمي يوماً بعد آخر, جراء تصرفات البعض من القياديين في المنظمات, إلا دليل على وجود تصرفات نشاز, وعقليات متسلطة, افترشت القيادة فأستملكتها, فحولت بذلك الموقع من تكليف حزبي ومسؤوليات, إلى ميزة وامتياز , فكان لذلك ترتيبات وتكتلات لابد من إنجازها, واتباعاٌ لابد من تلقينهم.
وبما أن ازادي حالة اتحاد بين أكثر من كتلة كان الأجدى أن تكون السلطة في أزادي توافقياً وكذلك التمتع بالقرار السياسي لا أن نسهل كي يستأثر شخص أو كتلة وعلى أحسن تقدير, بسلطة القرار, ولا أن نحول الحزب (الوسيلة ) من أداة نضالية إلى مفرخة للدكتاتوريات والمتسلطين ومرتعاً خصباً للوصوليين , وأن نكون واقعيين في طرحنا, فالديمقراطية هي أولا ثقافة مجتمع, وممارسة تبدأ من نقد الذات.
فأين انتم من هذا , وكما علينا ألا نبدي حرصاً زائفاً على فشل تجربة هي ذاتها أعلنت فشلها , فبهكذا حرص نتعدى على تلكم التجربة أولاً ونشرع للاستبداد والتسلط ثانياً, وألا نحاول عبثاً العودة بالزمن إلى زمن تقديس الأوثان فتلك المرحلة قد ولت من تاريخ الشعوب, وألا نقع في فخ من يزرف دموع التماسيح في لحظة ضعف.
فماذا يعني ما جاء في تعميمكم الداخلي الأخير والمتضمن عبارات التهديد والوعيد بحق الرفاق, والتي لا تتناسب وهذه المرحلة, وكمثال أقتبس – ( 3- لا يجوز بتاتاً التعرض لشخص الرفيق سكرتير الحزب, وأي إساءة أو إهانة يصدر من أي رفيق في هذه الحال, نعتبره دعوة صريحة إلى التخريب, ويتخذ بحقه الإجراء اللازم.) انتهى الاقتباس – وهنا القرار جازم كما هو واضح وطبعاً المقصود هو عدم التعرض لقرارات وتصرفات (السيد) السكرتير بالنقد والغاية هي صنع هالة من القدسية الزائفة لشخص( السيد) السكرتير , فلم نسمع أن أحد تهجم على (السيد) السكرتير بالعصي والسكاكين في الشوارع , إلا اللهم إذا كان يرى ذلك في أحلامه , ثم هل التعرض لغير السكرتير مباح ؟؟؟؟؟؟؟.
إن ما شجعنا على الكتابة وإبداء هذه الملاحظات هي, ثلاث مواقف.
– أولاً كوني قد عايشت التجربة ولي اطلاع واسع على كافة جوانبها.
– وثانياً ما جاء حتى الآن في الحلقات الثلاث للسيد سردار مراد ونؤكد على صدقيتها ويزيد.
– وثالثاً ما تضمن النداءين الأول والأخير لصاحب الكلمة, والذي اعتقدناه خطئاً, بأنه سيد للكلمة, نظراً لتمييزه في الطرح والنقد, هذا الذي انتهج يوماً خطاباً حداثوياً داعياً إلى التغيير بكل جوانبه, وهاهو اليوم يطل علينا ليقول, وعلى طريقة محللي الفضائيات العربية وخاصة المتزلفين منهم ليشرع للسيد وليقنعنا بنظرية ( إن دوام الحال من المحال وليس بالإمكان افضل مما كان ) فأستهُلك من قبل أميٌ لا يجيد حتى الكتابة فغدا كوريقة صفراء لاتنفع حتى لإشعال عقب سيجارة, فغدر بذلك لطرحه وكلمته أولاً .
وحفاظاً على الإرث النضالي للكتل المؤتلفة في آزادي تقع على عاتقكم انتم أعضاء المجلس المركزي مسؤوليات تاريخية , لتجاوز الأزمة, وتصحيح المسار وإنهاء التخندق , إذ يتوجب عليكم أولاً تجاوز إرهاب الأمي المتسلط , وانتخاب هيئة قيادية جديدة , تكون هيئة مرحلية , تقوم بتعقيم الحزب من آثار الهيمنة والتسلط , والتي أصابت الحزب في المرحلة الأخيرة , و إطلاق مشروع المصالحة التنظيمية بين الحزب والكوادر, الذين استنكفوا العمل التنظيمي نتيجة محاولات فئة ( فرد ) التسلط على الحزب .
1- إصدار بيان أو تعميم جريء ومعلن, يتضمن نقد الفترة السابقة بما تضمنت من أخطاء ونواقص, و إبطال مفعول كافة القرارات السابقة, والتي أقرت لصالح الهيمنة والتسلط .
2- تشكيل لجان مراقبة تتمتع بالقرار والصلاحيات اللازمة, للتدقيق في دفاتر الهيئات القيادية والمنطقيات والفروع, وإجراء مقاربة بينهما والحسابات المالية, والتي لا تتناسب والحجم العددي الذي يروج البعض له في الاجتماعات الحزبية , لمعرفة التزوير والتضليل الذي وقع وتفشى ولغايات نعرفها , وتحديد المسؤولين عنها.
3- وبغية تفعيل الطاقات الكامنة في الحزب, ولخلق المرونة التنظيمية اللازمة للتفاعل, لابد من تشكيل هيئات حزبية من الرفاق, تتشكل على قاعدة الرغبة والانسجام وحسب رقع جغرافية متواصلة , ووفق ضوابط ومعايير عددية .
4- و أخيرا, وفي ذكرى مرور خمسين عاماً, على تأسيس التنظيم الكردي الأول في غربي كردستان , لعله من سخرية القدر أن يكون التأسيس وقبل خمسين عاماً, على أيدي حملة الشهادات العليا, من دكاترة, وجامعيين, وأكاديميين , في حين وبعد خمسون عاماً, يتزعم حزب مثل آزادي شخص أمي, تحصيله العلمي ( البنتفيكا )*
…………………………………………………………………………………………
* سرتفيكا اسم شهادة كانت تطلق منذ زمن على من يحصل على التعليم الأساسي حيينها أي شهادة السادس ,
(Li dewsa Şêra Roviya kir gêre)