الى النسخ الداعشية والعلوية من الكرد!!

حبيب صالح
الكرد لهم دواعشهم واسلامييهم!
والكرد ماكان لهم ان يتمثلوا انتصارات ميليشيا تركية الاصل!
والكرد لم يكن لهم ان يختاروا لحظة انكسار وطني شامله! والكرد شعب عريق ومقاتلون اشداء ولهم الكثير من خصائص التفرد الثقافي والسياسي والاجتماعي !
والكرد عانوا كثيرا كما غيرهم من جميع شعوب المنطقة ,ولكن المعاناة التاريخية والسياسية والحقوقية شاركهم فيها العرب كل العرب على الصعد كلها! عبر عهود الاحتلال التي تعرض لها الطرفان معا!
واذا كان الاسد قد شن حربا على الكرد واستخدم سطوة العشائر الرعناء والعسكر ,فذلك لايتحمله العرب بثقافتهم المشرقية المتفاعلة مع الثقافة الكردية والعيش الواحد للشعبين!! الكرد شعب عظيم لهم كل الحقوق المدنية والسياسية والحقوقية والاجتماعية, في عقد اجتماعي مع شركاء الارض والمصير والمشرق السوري ,والمجاور!
والكرد شعب ارقى من ان يلتحقوا بانتصارات ميليشيات اشبه بداعش والبعث والعشائر!! العلويون فعلوا هذا فخرجوا من تاريخ سوريه الوطني الى الأبد ! وفعله السنة المتطرفون السلفيون الجهاديون وخرجوا ايضا !! واليوم تتقدم المليشيات الكردية بالسيف الاميريكي ,رغم ذكائهم وتحالفهم ضد داعش والسلفيات الإسلامية ! ولكنهم سيبقون جغرافيا محاطين ببقع جغرافية ديمغرافية يقطنها ويتوطن فيها مسلمون عرب! لا أقارن! اكرر الكرد شعب عظيم ,ولكنني اذكر ان الدولة العثمانية انهارت ,فاستنهضها اتاتورك !وجاء اردوغان ليكرس الخلافة واحتلال قبرص ,ويقيم شراكة معاديه للكرد مع ايران وال الاسد, ويكرس احتلال شمال قبرص ,ولم يتمكن طيلة اربعين سنه ان يستجر اعترافا واحدا بشمال قبرص!! وعادى الاكراد دون مبررات سياسيه ,وفشل ايضا! وهو الهارب في سوريه والمتحالف مع الروسي والإيراني المحتل, ليظهر عضلاته في الخليج!
وهاهى اسرائيل بعد سبعين عاما تفشل في إرساء التطبيع مع العرب رغم انتصاراتها العسكرية المتلاحقة ضد جيوش نظامية سلطوية انكشاريه ,ولكنها فشلت في الانتصار على شعوب فقيره جاهله سلفيه مؤطرة مقصيه!!العرب ليسوا داعش وليسوا ال الاسد وليسوا العلويين ,وليسوا مجرد بدوان هائمين!
العرب بعد اكثر من الف عام ,من الفتح “العربي او الانتشار او العودة الى المنطقه, لم يكونوا متحضرين ولم يكونوا أصحاب رسالات حضارية كالإغريق والفينيقيين والأوربيين! ولكنهم كانوا الحقيقة الكبرى في تلك الحقبة !صحيح ان العرب فشلوا في التفاعل مع الشعوب الجارة والشريكة في العيش الواحد ,وذلك لاسباب التكوين الديمغرافي والانتروبولوجي والاسلامي للعرب! وصحيح ان الكرد تعرضوا للاضطهاد ,ولكن العرب انفسهم تعرضوا للاضطهاد العثماني والمملوكي والصليبي والعسكرتاريا العربية ,واكثر ماتعرض له العرب خارج الاحتلال ,هو النفط ومستتبعاته والقبلية وفشل الاسلام في ان يصبح دينا للحياة ,حيث قاوم المسلمون العصرنة وانحازوا للظلامية بدعوى التوحيد واعتبار الاسلام دينا يختزل الديانات الاخرى , واصرارهم ان الاسلام يجب ماقبله ومابعده!
وحقيقة الامر ان الدعوه لهذا الدين لم تاتي الا بالكوارث والغاء الاخر وتكفيره وقتله عبر عهود الخلفاء السابقين ,وما استدعاه الارهاب والتطرف الاسلامي في يومنا هذا من اشكال وتكوينات جهادية سلفيه!!
مااذكر واشدد عليه هو الاخاء الكردي العربي على مستوى العلاقات بين الشعبين ,خارج النهج القومي العربي ,وخارج السلفية الإسلامية الجهادية!كان العرب والكرد يشكلون ديمغرافيا واحده في الفن والفلكلور والغناء والشجن والاقتصاد والعيش الواحد, ومستويات القهر والظلم اللذان تعرض لهما الشعبان !!!
هذه كانت سوريه ماقبل الأسد وسوريه ماقبل صالح مسلم وعبدالله اوجلان!! لن يستطيع الكرد في ظل الحقائق الجغرافية والديمغرافية المحيطة ان ينشئوا كيانا مستقرا لايمكن اختراقه, ولا اقتصادا تنمويا خارج العلاقة مع الشعوب المجاورة! الجغرافيا والاقتصاد هما عماد الكيانات ونشوء الدول وارتقائها ونموذج المكسيك مع اميركا ولبنان مع سوريه ,واليونان مع اوربا! ولا حقائق تاريخيه او ثقافيه او سياسيه لشعب ما يمكن ان تتحقق خارج هذه المنظومات! واسرائيل هى النموذج لذلك! فقد واجهت سبع جيوش ملكيه عام نشوءها وهزمتها! اما اليوم فوجود اسرائيل والحروب المتتالية مع اصناف العرب والفلسطينيين اصحاب الارض ادت الى ظهور الجهاديات والمليشيات الإسلامية والمسيحية ومنها داعش والقاعدة وانصار بيت المقدس وحماس وحزب الله ,عدا الجيوش النظاميه!! اي ان اسرائيل بعد سبعين سنة من نشوءها ,والضعف العربي المتفاقم, تواجه اليوم قوى تساوي الف ضعف مما واجهته عام نشوئها منذ سبعين سنه ,الامر الذي ابقى سكان اسرائيل والمهاجرين اليها لايتعدون ستة ملايين نسمه!! عبر برنامج صهيوني لموشى شاريت وناحوم غولدمان وهرتزل اقتضى هجرة عشرين مليون يهودي, ولكن الامر ليس كذلك في واقع اسرائيل ,الأمر الذي اوقف التوسع الاسرائيلي ,لانعدام وجود اليهود الذين يستوطنون الاراضي الجديدة المحتلة!! هذا وجميعنا يعرف عدد الانتفاضات الفلسطينية والاستنزاف العربي لاسرائيل ! سوريه دولة اشتركت في تأسيس الأمم المتحدة! وسوريه وقعت اتفاقات جنيف الأربع وسوريه بلد العيش الواحد لثلاثين مكونا تاريخيا !! سوريه المعترف بها دوليا وسورية العيش الواحد قبل ال الاسد وقبل الانقلابات العسكرية وقبل البعث المجنون قوميا ,كما داعش والقاعدة المتطرفة جهاديا ,وقبل حزب ب ك ك! سورية كانت مجتمعا متناغما متاخيا متعددا موحدا كردا وعربا !ولن يخرج من عداد سوريتها ,سوى من شنوا حروبا على شعوبهم واخوتهم ومرؤوسيهم!!! ولا ارى في صالح مسلم سوى علوي مثل اوجلان لازالت مكاتبهما وبيت اوجلان في القرداحة ,وقد زرته يوما بنفسي في حي بيت جركس!!! وحكاية اليسار والتحرر والنهضة والتحرير ,اطلقها اوجلان في الاناضول , من سوريه !ولا يجب ان تنعكس الأشياء والتواريخ والقضايا ,لتنهزم في مواضع القوه ,وتنمو كالفطر على جذوع الاشجار في الغابات!!!
الشعوب العظيمة ,ومنها الكرد تنتهج النضال المدني لنيل مجدها ,كما فعل جمال عبد الناصر في افريقيا وامريكا الجنوبية ,وكذلك غاندي وزاباتا وسيمون بوليفار ولينين وجوليوس نيريري ومحمد على جناح في الباكستان! وليذهب الى الحضيض وحكم التاريخ ولعنات الشعوب قادة امثال اردوغان وبشار الاسد وصالح مسلم!!
عاش نضال الشعبين العربي والكردي السوريين ,لهزيمة الاستبداد وثقافته ومكوناته وكوادره ,وتحقيق الحرية لهما في اطار سوريه القوية والموحدة والخالدة , الباقية مابقى الزمان والبقاء.
كلنا شركاء

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…